صناعة الکارينا في محافظة أسيوط دراسة في جغرافية الصناعة THE KARINA INDUSTRY IN ASSIUT GOVERNORATE STUDIES IN INDUSTRIAL GEOGRAPHY

صناعة الکارينا في محافظة أسيوط

دراسة في جغرافية الصناعة

د . خالد ابراهيم بدرة

استاذ مساعد الجغرافيا الاقتصادية – قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية - کلية الأداب – جامعة أسيوط

الملخص:

صناعة الکارينا في محافظة أسيوط - دراسة في جغرافية الصناعة ، تعتبر صناعة الکارينا واحدة من الصناعات اليدوية التي تحولت حديثا نحو استخدام الآلة وموارد الطاقة ، وتقوم على الإستفادة من مادة خام زراعية محدودة القيمة وهي زعف النخيل وتحويلها إلى منتج وسيط هو الکارينا ، وتدخل الکارينا في صناعة الأثاث وبالتحديد في عملية حشو الأجزاء الثابتة من الأثاث ، وتمر صناعة الکارينا بثلاث مراحل رئيسة تبدأ بالتعطين في أحواض أسمنتية معده لذلک ؛ ثم مرحلة الفرم التي تدار بالطاقة الکهربائية ، والتجفيف بإستخدام الإشعاع الشمسي في المناطق الخلاء التابعة للمصنع .

 وتتوطن صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط في قرى مراکز الفتح وأسيوط وساحل سليم وأبنوب ، فهي صناعة ريفية في مواقع توطنها وفي مادتها الخام وفي الأيدي العاملة بها ، وتأتي أهميتها في أمرين : الأول في تعظيم العائد الاقتصادي لمنتج زراعي محدود القيمة ، والثاني في أنها منتج وسيط يدخل ضمن الصناعات المغذية لصناعة الأثاث التي ترتبط بها عمليات التصنيع ، حيث تتوقف عمليات تصنيع الزعف وانتاج الکارينا على حاجة الطلب الفعلي وليس على التصنيعية التصميمية لهذه المصانع ، مما يمثل مشکلة أساسية في نمو وتطور هذه الصناعة بمحافظة أسيوط .

الکلمات المفتاحية :صناعة الکارينا – الصناعات الريفية – محافظة أسيوط – تنجيد الاثاث – زعف النخيل

المقدمة :

تأتي أهمية الصناعات التحويلية في البنية الاقتصادية لأي إقليم لدورها في تعظيم العائد الاقصادي لمنتجات القطاع الأولى أو الابتدائي ، ولعل من الأهمية بمکان الإشارة هنا الى أن هذه الأهمية يجب أن تزداد عند تحويل المنتجات الثانوية ؛ والمقصود منها المنتجات التي لاتستهدفها العملية الانتاجية الأولية ، فالقطن يستهدف انتاج شعر القطن وبذوره ، وتقوم عليهما الصناعات الخاصة بهما ، الا أن شجيرات (أعواد) القطن تمثل منتجا ثانويا ذا قيمة منخفضة بالرغم من أنه يمثل جزءا کبيرا من وزن المنتج الزراعي ، کذلک الحال في انتاج النخيل يستهدف إنتاج التمر وتقوم عليه صناعات الحفظ والتعبئة ، أما الإنتاج من الجريد والزعف والألياف فتمثل منتجات ثانوية ذات قيمة منخفضة وفي أحيان کثيرة لا قيمة لها ويتم التخلص منها .

وصناعة الکارينا موضوع هذه الدراسة تستخدم مادة خام وحيدة هي زعف النخيل للحصول على منتج يمکن أن يعمر لفترات طويلة کمادة حشو للأجزاء الثابتة في صناعة تنجيد الأثاث ، وذلک من خلال عمليات تحويل کيميائي تشمل التعطين والتجفيف ، وتحويل ميکانيکي يتمثل في عملية الفرم الذي يستخدم فيها آلات للفرم مصممة ومنتجه محليا لهذه الصناعة ويتم إدارتها بالطاقة الکهربائية.

منطقة الدراسة :

تمتد منطقة الدراسة في محافظة أسيوط بمراکزها الأحد عشرة ؛ وإن کانت منشآت هذه الصناعة تتوطن في قرى أربع مراکز فقط تمثل کتلة مکانية واحدة ، ثلاثة منها تقع الى الشرق من نهر النيل هي : مراکز الفتح وأبنوب وساحل سليم ، والمرکز الرابع يقع غرب نهر النيل وهو مرکز أسيوط ، إلا أن الحصول على المادة الخام وتسويق المنتجات يمتد ليشمل کافة مراکز المحافظة الموضحة بالشکل (1) ، ومنه يتضح أن المحاقظة تقع بين دائرتي عرض 45  26 شمالا في الجنوب و 43  27 شمالا في الشمال ، ويحدها من الجنوب محافظة سوهاج ؛ وشرقا محافظة البحر الأحمر ؛ وشمالا محافظة المنيا ؛ وغربا محافظة الوادي الجديد .

فروض الدراسة :

• §         إنتشار زعف النخيل المادة الخام المستخدمة بهذه الصناعة في کافة مراکز المحافظة .      
• §         تعظيم العائد الاقتصادي من منتجات النخيل الثانوية محدودة القيمة .                    
• §        إنتشار صناعة تنجيد الأثاث وحاجتها لمنتج الکارينا لتنجيد الأجزاء الثابتة منه .                   

مشکلة البحث :

تمثل صناعة الکارينا واحدة من الصناعات المغذية لصناعة الأثاث في مرحلة تنجيد الأجزاء الثابتة منه ، وهي صناعة غير مصنفة بسجلات البيانات الخاصة بالصناعات المصرية ، وتهدف الدراسة إلى إبراز ملامحها الجغرافية وإمکانات دورها في تعظيم العائد الاقتصادي لمنتج زراعي ثانوي هو زعف النخيل .

مصادر البيانات :

تم تجميع البيانات والمعلومات الخاصة بهذه الدراسة من أکثر من مصدر ، في البداية تم الإعتماد على حصر المنشآت الصناعية العاملة في صناعة الکارينا بالمحافظة من خلال البيانات الخاصة بمرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمحافظة أسيوط ، والتي تدخل ضمن الصناعات الحرفية الخاصة بتصنيع جريد النخيل ، أما البيانات المتعلقة بمنشآت صناعة الکارينا وعملياتها الصناعية فتم حصرها ميدانيا من خلال نموذج حصر تم توزيعه على عدد (18) مصنع تشمل منشآت صناعة الکارينا العاملة بالمحافظة ؛ هذا بالاضافة الى عدد من المقابلات الشخصية والتصوير الفوتوغرافي لهذه المصانع ، وتم إجراء هذه الدراسة في مارس عام 2018.

خطة الدراسة :

تنتظم دراسة التحليل المکاني لصناعة الکارينا في محافظة أسيوط من خلال دراسة تمهيدية تشمل لمحة تاريخية عن تصنيع المنتجات الثانوية للنخيل والتعريف بصناعة الکارينا وعملياتها الصناعية ، وتوزيع المنشآت والعاملين بهذه الصناعة على مراکز محافظة أسيوط ، والعوامل الجغرافية المؤثرة في هذا التوزيع ، والانتاج الصناعي مع دراسة حالة الانتاج في أحد المصانع کنموذج لهذه الصناعة والمشکلات التي تواجه العمل فيها ، وتنتهي بخاتمة تشمل أهم النتائج والتوصيات.   

أولا : التعريف بصناعة الکارينا :

يقل الاهتمام بالمنتجات الزراعية الثانوية وبدورها في تعظيم العائد الاقتصادي من خلال تصنيعها وتزايد إمکانات استخدامها ؛ ومن بين هذه المنتجات الثانوية الخوص أو الزعف الناتج من عملية اعداد الجريد بعد تقليمه ، ولعل من الأهمية بمکان الاشارة الى أهمية دراسة ما هو متوفر بالمکان وامکانات تطويره أو قل تعظيم العائد من هذه المنتجات الثانوية بدلا من التخلص منها الذي يمثل عبئا في بعض الأحيان ، فالبيئة الريفية الأسيوطية من بين مکوناتها أو مظاهرها المميزة النخيل سواء المتجمع أم المتناثر ، وان کان الأخير هو الطابع الغالب في المحافظة ، وينقسم الإنتاج السنوي للنخلة الى التمر وما يحويه من نوى ؛ وجريد وما يتصل به من أوراق شوکية تعرف بالزعف أو الخوص والألياف ، وهذه المنتجات تمثل المادة الخام لعدد من الصناعات التي يمکن توصيفها بالصناعات البيئية الريفية ؛ وهي تلک الصناعات التي ترتبط بالريف وتتم عملياتها داخل منشآت صغيرة يعمل بها عدد محدود من العمال ، وتتصف منتجاتها بالطابع اليدوي أو النصف آلي ولا تحتاج في انتاجها الا لمعدات والات بسيطة غالبا ماتکون محلية الصنع ، بل وينتشر بعضها داخل المسکن الريفي ، ويتوارثها الابناء من الاباء⁽¹⁾ .

    وتتنوع الصناعات التي تعتمد على منتجات تقليم النخيل من جريد وما يتصل به زعف وألياف ، وتجدر الاشارة هنا الى أن أقدم الصناعات تاريخيا تمثلت مادتها الخام في الزعف ، وهي صناعة السلال التي تقوم على تضفير الزعف ويعدها البعض الخطوة الأولى لصناعة النسيج أو هي ارهاصات نشأت صناعة النسيج ، ويرجع تاريخ صناعة السلال من الزعف في مصر الى العصر الحجري الحديث الذي انتهى من 7000 سنة⁽²⁾، وصناعة السلال بوصفها الذي ورد في المراجع التاريخية ومازالت موجودة في مواقع متناثرة من الريف المصري صناعة يدوية لاتعتمد على الآلة في انتاجها ، وقد بدأت صناعة الکارينا کصناعة يدوية فمن خلال عدد من المقابلات الشخصية أثناء الدراسة الميدانية مع بعض من کبار السن الذين عاصروا هذه الصناعة في سبعينيات القرن الماضي ، واتضح أنها کانت تعتمد على العامل البشري والطاقة العضلية فقط ، حيث کان يتم تعطين الزعف ثم جمعه في حزم وتحويلها الى شرائح طولية باستخدام سکين حاد⁽³⁾.

    وعلى ذلک فصناعة الکارينا بدأت کصناعة يدوية إلا أنها تحولت الى استخدام الالة فيما يعرف بدولاب الفرم الذي يتم تشغيله بالطاقة الکهربائية ، لتأخذ هذه الصناعة شکلها الحالي حيث تنقسم مراحل العمل بالمصنع الى مرحلتين رئيسيتين : الأولى تختص بمعالجة المادة الخام والتي تعرف بعملية التعطين التليين ، وتتمثل في وضع الزعف في أحواض أسمنتية مستطيلة الشکل وغمره بالمياه وتستغرق عملية الغمر يومين في المتوسط ، ثم تأتي العملية الثانية والتي تعرف بعملية الفرم ، وفيها تستخدم ماکينات الفرم الموضحة باللوحة (1) حيث يتم إدخال الزعف الملين فيها لفرمه ، ثم يتم نشر الزعف المفروم في الشمس لفترة تتراوح بين (6- 8) ساعات ، ثم يتم تجميعه في بالات تتخذ من صندوق خشبي معيارا لوزن البالة التي تبلغ (2) کيلو جرام ، وهنا يکون المنتج معد للتسويق الذي يکون متعاقدا عليه قبل العملية الصناعية لصعوبة التخزين الذي يحتاج إلى مساحات واسعة .                            

ثانيا : توزيع صناعة الکارينا :

1- توزيع منشآت صناعة الکارينا :تمثل المنشآت الصناعية أبسط أنواع المتغيرات الدالة على التوزيع الجغرافي للصناعة⁽⁴⁾، ورغم بساطتها إلا أن أهميتها کبيرة في توضيح طبيعة التوطن الصناعي ، وتهتم الدراسة بتوزيع صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط من خلال تحليل خريطة المنشآت والعاملين بهذه الصناعة في مراکز المحافظة ، ويوضح الجدول (1) توزيع منشآت صناعة الکارينا ومنشآت صناعات تصنيع جريد النخيل التي ترتبط معها في أصل المادة الخام المستخدمة ، فالأولى تستخدم الزعف والثانية تستخدم الجريد .

جدول (1) توزبع منشآت صناعة الکارينا وصناعات تصنيع الجريد بمراکز محافظة أسيوط عام 2018 .

 يتضح من الجدول (1) والشکل (2) ما يلي :-

أ‌-       يبلغ عدد منشآت صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط ثمان عشر منشأة ، تتوزع على ثلاث عشر قرية في أربعة مراکز هي على الترتيب : الفتح وساحل سليم وأسيوط وأبنوب ، والمراکز الأربعة تمثل کتلة مکانية واحدة في وسط المحافظة ، ثلاثة منها في شرق النيل هي الفتح وأبنوب وساحل سليم ، والمرکز الرابع مرکز أسيوط غرب النيل ، وأکثر من نصف القرى المتوطن بها هذه المنشآت تترکز بمرکز الفتح ؛ حيث تتوطن في سبع قرى هي : بصرة وبني مر والفيما وبني زيد وعرب مطير والواسطى والمعصرة ، فيتوطن بکل قرية منها منشأة واحدة لصناعة الکارينا بإستثناء بصرة التي يتوطن بها مصنعان ، وهذا يعني ترکز أکثر من خمسي منشآت هذه الصناعة بمرکز الفتح ، بينما لايوجد بها سوى منشأة واحدة  لتصنيع الجريد ، وقد ترجع هذه الصورة التوزيعية للمنشآت الى طبيعة المنتج الصناعي من هذه الصناعة ، حيث أنه منتج وسيط محدود الاستخدام ومترابط رأسيا مع صناعة الأثاث فقط ، وتترکز صناعة الأثاث في مدينة أسيوط کما سيتضح عند تحليل السوق ؛ وهذه المراکز محيطة بها ، وفي موقع متوسط من بقية مدن المحافظة التي توجد بها صناعة الأثاث .

ب‌-     يأتي مرکز ساحل سليم في المرتبة الثانية في عدد المنشآت العاملة بصناعة الکارينا ، وبه خمس منشآت ثلاث منها في المطمر ، ومنشأة واحدة بکل من الحمام والعونه ، وقد لوحظ أثناء الدراسة الميدانية أن أربعة منها متخصصة في صناعة الکارينا والخامسة الواقعة في قرية الحمام تجمع بين صناعة الکارينا وصناعة الحبال ، وعلى ذلک فقرى مرکز ساحل سليم الثلاث تتخصص في صناعة الکارينا بالإضافة إلى الحبال ، أما تصنيع الجريد فلا تتوطن بهذا المرکز .

ج- يمثل مرکز أسيوط ثالث المراکز المتوطن بها صناعة الکارينا بالمحافظة ويتوطن به ثلاثة مصانع في قريتي المطيعة ومنقباد ، ومصنع لتصنيع الجريد بکل من منقباد ونجع سبع ، ويأتي مرکز أبنوب في المرتبة الرابعة حيث يتوطن به مصنعان لصناعة الکارينا وکلاهما في قرية الحمام ، ومصنعان لصناعة الأثاث المنزلي من الجريد بمدينة أبنوب.

د- على ذلک فکافة منشآت صناعة الکارينا العاملة بالمحافظة تتوطن بالقرى ، اذن فهي صناعة ريفية في مادتها الخام وفي مواقع توطنها ، وعند حساب معامل الارتباط الجغرافي بين التوزيع النسبي لمنشآت صناعة الکارينا والتوزيع النسبي لمنشآت تصنيع الجريد حقق 0,299 ، مما يشير الى ضعف الارتباط بين التوزيعين النسبيين ، بالرغم من أن المادة الخام ذات مصدر واحد إلا أن الاختلاف بين الصناعتين في الآليه المستخدمة وفي طبيعة المنتجات أدى إلى ضعف الارتباط بينهما . ويمکن تفسير ترکز أو قل إحتکار توطن هذه الصناعة في الريف دون المدن أو المناطق الصناعية بالهامش الصحراوي يرجع الى طبيعة العمليات الصناعية ، فقد أوضحت الدراسة الميدانية أن أول مراحل عمليات تصنيع الزعف تتمثل في عملية التعطين بأحواض مياه أسمنتية مثل الموضحة باللوحة (2) فيوجد بکل مصنع مابين أربعة إلى ستة أحواض للتعطين ، وتستمر عملية التعطين بکل حوض لمدة يومين تعرف بتليين السعف والتي سبق الاشارة اليها قبل عملية الفرم ، وهذه الأحواض في حاجة مستمرة للمياة لعملية التعطين ؛ کما أنها في حاجة مستمرة لصرف المياه ، لذلک تتوطن هذه الصناعة في الريف بالقرب من المجاري المائية سواء مجاري الري أو الصرف لصرف المياة وان کان صرفها في کثير من الاحيان يتم في الأرض الزراعية المحيطة .

2- توزيع العاملين : تمثل العمالة العنصر الحيوي في العمليات الصناعية ، وتعتمد صناعة الکارينا في توفير احتياجاتها من العمالة الصناعية على العمالة الريفية ، ويوضح الجدول (2) والشکل (3) توزيع العاملين بصناعة الکارينا واجمالي العاملين بالصناعات التحويلية بمراکز توطن صناعة الکارينا ، ودرجة التعادل النسبي بينهما عام 2018 .

جدول (2) توزيع العاملين بصناعة الکارينا والصتاعات التحويلية في محافظة أسيوط عام 2018 .

  يتضح من الجدول (2) والشکل (3) ما يلي :-

أ‌-        تترکز النسبة الأکبر من العاملين بصناعة الکارينا بمرکز الفتح ؛ بالرغم من أنه أقل المراکز الأربعة قيد الدراسة من حيث نصيبه النسبي من العاملين بالصناعات التحويلية بالمحافظة ، فالصناعة المتوطنة بها اتخذت من قراها موطنا لها ، ومادتها الخام من منتجاتها الزراعية الثانوية المتوفرة بها ، وکذلک الحال في مرکز ساحل سليم الذي يأتي في المرتبة الثانية ؛ والمرکزان يضمان معا حوالي 71% من العاملين بصناعة الکارينا بالمحافظة بينما يبلغ نصيبهما من العاملين بالصناعات التحويلية حوالي 6,5% من إجمالي المحافظة .

ب‌-     يأتي مرکز أسيوط في المرتبة الثالثة من حيث نسبة العاملين بصناعة الکارينا ، ويليه في المرتبة الرابعة والأخيرة مرکز أبنوب ؛ والمرکزان يحتلان الترتيب الأول والثاني من حيث نصيبهما من الصناعات التحويلية بالمحافظة ، فيضمان معا حوالي 29% من العاملين بصناعة الکارينا ، وحوالي 35% من العاملين بالصناعات التحويلية بالمحافظة وذلک لوجود منطقة الصفا الصناعية بمرکز أسيوط ، ومنطقة عرب العوامر الصناعية بمرکز أبنوب .

ج- يتضح من العرض السابق ذکره لخريطة صناعة الکارينا على مراکز المحافظة عدم انتظام التوزيع الجغرافي لهذه الصناعة ، فعند حساب درجة التعادل بين التوزيع النسبي للعاملين بصناعة الکارينا والعاملين بالصناعات التحويلية بالمحافظة ؛ حصل مرکزا الفتح وساحل سليم على أکثر من نصيبهما النسبي المتعادل ، وحصل مرکز أبنوب تقريبا على نصيبه النسبي المتعادل أما بقية مراکز المحافظة فلا تحصل على نصيبها النسبي المتعادل من العاملين بهذه الصناعة المتساوي مع أنصبتها النسبية من العاملين بالصناعات التحويلية ، بما في ذلک مرکز أسيوط أحد مراکز توطن هذه الصناعة ، مما انعکس على معامل الارتباط الجغرافي بين التوزيعين الذي حقق قيمة 0,332 مما يشير الى ضعف الارتباط بينهما ، ويؤکد عدم انتظام التوزيع الجغرافي قيمة قرينة لورنز(5) الموضحة بالملحق (3) التي حققت 0,813 مما يشير الى عدم انتظام التوزيع وميله نحو الترکز .  

جدول (3) مؤشر ترکز صناعة الکارينا في محاقظة أسيوط عام 2018

    يستنتج مما سبق ذکره أن الصورة التوزيعية لخريطة صناعة الکارينا بالمحافظة تميل الى الترکز في مرکزي الفتح وساحل سليم ، ويتضح ذلک عند حساب مؤشر الترکز الصناعي(6) والموضح بالجدول (3) ، حيث بلغت قيمة المؤشر 92,6% وهذا يعني أن نصف العاملين بهذه الصناعة يترکزون في 7,4% من سکان المحافظة ، مما يؤکد ما سبق الاشارة اليه من الميل الشديد لهذه الصناعة نحو الترکز .

ثالثا:العوامل المؤثرة في توزيع مواقع صناعة الکارينا:

تتعدد العوامل الجغرافية المؤثرة في توطن صناعة الکارينا ، وإن کان أهمها المادة الخام لکونها صناعة أحادية في مادتها الخام ، وتتداخل مع دراسة المادة الخام تأثير المناخ خاصة الاشعاع الشمسي لدوره في عمليات التجفيف سواء تجفيف الزعف قبل التعطين أم تجفيف الکارينا بعد الفرم للحصول على المنتج التهائي ، وعلى ذلک تنتظم دراسة المادة الخام ومصادر الطاقة التي تتمثل في الطاقة الحرارية للإشعاع الشمسي ؛ والطاقة الکهربائية المستخدمة في إدارة مفرمة الزعف ، وتأتي العمالة کأحد العوامل المهمة فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها في هذه الصناعة ذات خصوصية تتأتى من انخفاض الأجور ؛ وعدم انتظام العمل طوال أيام الاسبوع ، وارتباطها بمناطق وفرة العمالة في الريف ، ويلي ذلک دراسة الأسواق وشبکة النقل ، ثم تأتي العوامل الأخرى وأهمها المساحة والمياه ورأس المال ، وفيما يلي تفصيل تأثير هذه العوامل على صناعة الکارينا ومدى إساهمها في اختيار مواقعها الصناعية .     

1-      المادة الخام ومصادر الطاقة : تعد المواد الخام وموارد الطاقة من العوامل الرئيسة في توطن الصناعة فأي منتج صناعي ناتج تحول مادة خام أو أکثر بإستخدام مصدر من مصادر الوقود أو قوة محرکة(7) ، ويمثل الزعف المادة الخام الوحيدة المستخدمة في هذه الصناعة لتحويلها إلى منتج الکارينا ، وتبدأ عمليات تصنيعه بتعطينه في أحواض أسمنتية لتلينه والتي سبق الاشارة اليها ، وبعد عملية التليين يتم انتشال الزعف من مياة الأحواض وإدخالها في ماکينات الفرم التي تدار بواسطة موتور کهربائي ، ثم يتم تجفيف الزعف المفروم لمدة تتراوح بين (6 الى 8) ساعات قبل تعبئته في البالات للتسويق ، ومن الجدير بالذکر الإشارة هنا الى أمرين : الأول الخاص بالفاقد في الوزن من المادة الخام أثناء عملية التصنيع وقد أظهر قياس مؤشر الخامات(8) عدم وجود فاقد في الوزن مما يشير الى نقاء المادة الخام ، بل ويمکن القول يشدة النقاء فعند حساب مؤشر الخامات من خلال مقارنة وزن المخرجات من عملية التصنيع بوزن المدخلات حقق (1) ، وهذا يعني أن نسبة الفاقد في الوزن منعدمة مما يستدل منه على الدور المحدود للمادة الخام في إختيار مواقع هذه الصناعات .

والآخر يتمثل في مدى الملائمة المناخية الخاصة بالاشعاع الشمسي لتجفيف الزعف المفروم بالمحافظة ، فمناخ محافظة أسيوط قاري بعيد عن التأثيرات البحرية ، ويتصف بشکل عام بقلة السحب ودوام السطوع الشمسي وإرتفاع متوسطات درجات الحرارة وإنخفاض الرطوبة النسبية معظم أيام السنة .

     فبالنسبة لدرجة الحرارة يبلغ متوسطها السنوي بالمحافظة (23◦م) ، ويبلغ المعدل السنوي لدرجات الحرارة العظمى (29,4◦م) ، ولدرجات الحرارة الصغرى (14,5◦م) ، مما يشير إلى الارتفاع العام لمتوسطات درجات الحرارة بالمحافظة خاصة في فصل الصيف ، أما الرطوبة النسبية فهي تبدو عامة منخفضة نتيجة لموقع المحافظة بالنطاق الصحراوي الجاف الذي تقل فيه نسبة بخار الماء الذي يساعد على تکوين السحب ، فتبلغ عدد الأيام التي تتميز بالسماء الصافية أي التي تغطي السحب أقل من 1/4 السماء فيها حوالي 27 يوم / شهر ، وتختلف هذه النسبة من شهر لأخر فتصل إلى أقصاها في ذروة الصيف في يوليو 31 يوم ، بينما تصل عدد الايام ذات السماء الصافية إلى أقل نسبة لها في ذروة الشتاء في يناير 22,6 يوم(9)، مما يشير الى صفاء السماء معظم أيام السنة ، وتزداد نسبة السطوع الشمسي لتصل إلى 73% دوام لسطوع الشمس ، وخاصة خلال الصيف ، حيث تسقط أشعة الشمس عليها بشکل شبة عمودى ليسجل يوليو أعلى نسبة دوام لسطوع الشمس حيث سجل 88% خلال الشهر ، وتسجل أدنى نسبة خلال أشهر الشتاء حيث سجل ديسمبر ويناير 62% لکل منهما نسبة لدوام سطوع الشمس(10)، ويتضح مما سبق ذکره أن زيادة نسبة السطوع الشمسي وإرتفاع متوسطات درجات الحرارة ، وانخفاض الرطوبة النسبية ؛ کلها عوامل تؤدي الى وفرة الطاقة الشمسية التي تعمل على تجفيف الزعف المفروم طوال العام .           

    ويوضح الملحق (4) توزيع أعداد النخيل بمراکز المحافظة ومتوسط إنتاج کل مرکز من الزعف ، ومنه يلاحظ أن هناک إنتشارا للنخيل سواء المتجمع أو المتناثر في کل مراکز المحافظة بنسب متفاوته ، فتبلغ أعلى نسبة في مرکز أبنوب فيضم حوالي 18,2% من أعداد النخيل المحافظة وهو أحد مراکز صناعة الکارينا بها ويليه البداري فديروط ؛ وفي المرتبة الرابعة الفتح أکبر مراکز صناعة الکارينا بالمحافظة ، وتضم المراکز الأربعة أکثر من نصف نخيل المحافظة حيث تبلغ نسبتهم 57,3% من إجمالي أعداد النخيل بالمحافظة ، وتقل نسبة إسهام کل مرکز من باقي المراکز عن 10 % .

   ويأتي إنتشار زعف النخيل بمراکز المحافظة وهو المادة الخام المستخدمة في صناعة الکارينا کانعکاس لإنتشار النخيل ؛ حيث أنه أحد نواتج عملية التقليم التي تتم سنويا والتي تعد أحد عمليات رعاية النخيل الهامه(11)، ويبلغ متوسط أعداد الجريد الناتجة عن تقليم کل نخلة ثمان ؛ ومتوسط وزن الزعف الناتج عن کل جريدة کيلو جرام(12)، وهذا يعني أن انتاج المحافظة من الزعف يبلغ في المتوسط 5062 طن سنويا ، موزعه على مراکز المحافظة بنسب متفاوتة تتناسب مع النصيب النسبي لتوزيع النخيل بمراکز المحافظة .

   ويعد الزعف المادة الخام المستخدمة في صناعة الکارينا محدود الإستخدام حيث يستخدم بالاضافة الى صناعة الکارينا في بعض الصناعات اليدوية وکرباط لحزم الخضروات قبل تسويقها محليا ، ومن ثم فقيمته النقدية منخفضة إذ تتراوح قيمة الطن في المتوسط حول 500 جنيه ، ويبلغ العائد منه بسعر المصنع حوالي 4000 جنيه / طن ، وهذا يعني أن طن الخام يمثل 12,5% من تکلفة الانتاج(13)، وهي نسبة منخفضة تمثل عاملا ايجابيا لنمو هذه الصناعة .

جدول ( 4 ) المادة الخام المستخدمة بصناعة الکارينا بمراکز محافظة أسيوط عام 2018 .

وباستقراء أرقام الجدول ومن الشکل (4) يمکن إستنتاج ما يلي :  

*تنتج المراکز الأربعة المذکورة حوالي خمسي إنتاج المحافظة من الزعف ؛ وتختلف نسب الإنتاج من مرکز لأخر ، فيأتي في المقدمة أبنوب يليه الفتح ثم أسيوط وفي المرتبة الرابعة ساحل سليم .

*يأتي الفتح في صدارة مراکز صناعة الکارينا بالمحافظة ؛ وتستخدم 46,4% من المادة الخام المستخدمة بهذه الصناعة ، ويليه بفارق نسبي کبير ساحل سليم فأسيوط وأبنوب على الترتيب .

*تستخدم صناعة الکارينا حوالي نصف إنتاج الزعف بالمحافظة مما يعني وفرة المادة الخام ؛ حيث يزيد إنتاجها عن إحتياجات هذه الصناعة ، والباقي إما يستخدم في صناعات يدوية محدودة وأما يتم هدره ، ويمکن تصنيف مراکز المحافظة المصنعة للکارينا تبعا لنسبة کفاية الخام بها الى ثلاث فئات على النحو التالي : *الأولى : مراکز يتوفر بها جزء من إحتياجات هذه الصناعة من المادة الخام وتشمل الفتح وساحل سليم ، فيوفر ساحل سليم 44,1% من احتياجاته من المادة الخام ، أما الفتح فلا يتوفر به سوى 43,2% من إحتياجات هذه الصناعة من المادة الخام نظرا لترکز هذه الصناعة به ؛ حيث تبلغ نسبة المادة الخام المحوله به الى کارينا 46,4% من المادة الخام المحوله بهذه الصناعة ، بينما لا ينتج سوى 10% من الزعف المنتج في محافظة أسيوط .

*الثانية : مراکز يتوفر بها معظم إحتياجاتها من الزعف ، وتقتصر علي أسيوط ، الذي ينتج حوالي 91% من إحتياجاته من المادة الخام ، ويصنع 15,5% من الزعف المستخدم في صناعة الکارينا بالمحافظة ، وهذا ما يمثل 7% من انتاج المحافظة.

*الثالثة : مراکز تصنع جزء من إنتاجها من الزعف کمادة خام لصناعة الکارينا وتقتصر علي أبنوب ، الذي تبلغ نسبة کفاية المادة الخام به 307,6% وهذا يعني وجود فائض في المادة الخام بعد تلبية احتباحات هذه الصناعة يکفي لثلاثة أمثال طاقاتها الانتاجية الحالية .

   ومما سبق ذکره يتضح أن المراکز الأربعة المتوطن بها صناعة الکارينا تنتج 2074 طنا من الزعف سنويا ، وهذا ما يمثل 82,3% من احتياجات مصانع الکارينا من المادة الخام ، بينما تنتج المحافظة 5062 طن سنويا من الزعف سنويا أي أن ما يتم تصنيعه 49,8% من اجمالي انتاج الزعف بالمحافظة ، والمراکز الأربعة کتلة مکانية واحدة

متصلة ؛ يسهل الإنتقال بين قراها لنقل ما يتوفر بها من الزعف ، وتستکمل احتياجاتها من المادة الخام من القرى المجاورة ، وأظهرت الدراسة الميدانية اعتماد هذه الصناعة في توفير المادة الخام على القرى المحيطة بالقرية المتوطن بها المصنع في المرکز ذاته ، أو من القرى القريبة في المراکز المجاورة ، کما أوضحت الدراسة الميدانية أيضا أن المادة الخام ومدى توفرها لا يمثل مشکلة لأي من مصانع الکارينا بمحافظة أسيوط .

2-الأيدي العاملة : تعد العمالة الصناعية العنصر الحيوي في العمليات الصناعية ويتحدد أثرها في الانتاج الصناعي بعدد العمال ومستوى کفائتهم ، وتتأثر الوحدات الصناعية بدرجات متفاوتة تبعا لطبيعة الصناعة ونوعية الأيدي العاملة التي تحتاجها(14)، ولعل التأثير الخاص بالعمالة يکون أکثر وضوحا في الصناعات الريفية التي من

بينها صناعة الکارينا نظرا لطبيعة هذه الصناعة وتوارثها من جيل لآخر داخل القرى ، ولطبيعة العمل بها الذي يعتبر امتدادا للعمليات الزراعية حيث تقوم على الاستفادة من أحد المنتجات الثانوية لعملية تقليم النخيل التي سبق الاشارة اليها عند الحديث عن المادة الخام ، وترتبط دراسة العمالة بعدد من العوامل فينصب اهتمام تحليلها على التعرف على مصادرها ونوعها وتکلفتها ، وقد أوضحت الدراسة الميدانية أن القرى تمثل محال اقامة العاملين بصناعة الکارينا بل قل في قرى توطن هذه الصناعة ، ويقتصر العمل بها من حيث النوع على الذکور فقط أي يمکن وصفها بأنها صناعة ذکورية ، ولم يلاحظ من المشاهدات الحقلية لمراحل العمل بهذه الصناعة ومصاعبها مايستدعي اقتصار العمل بها على الذکور فقط ، الا أن ذلک يمکن تفسيره في ضوء توفر الأيدي العاملة بالريف من الذکور ؛ وأوقات الفراغ في العمل الزراعي  .

جدول ( 5 ) قيمة معامل توطن العاملين بصناعات الکارينا بمحافظة أسيوط عام 2018 .

ويتضح من حساب معامل التوطن للعاملين بصناعة الکارينا بمراکز محافظة أسيوط أن المعامل لايحقق قيمة تعادل التوطن الصناعي (1) في مرکز أسيوط بل أقل من الواحد الصحيح ، مما يشير في دلالته إلى أن الأهمية النسبية لصناعة الکارينا مقارنة بالاهمية النسبية للصناعات التحويلية بالمرکز أقل من مثيلتها على مستوى المحافظة ، بينما تبلغ قيمة المعامل (1,25) في أبنوب مما يشير إلى أن الأهمية النسبية لهذه الصناعة فيه تتماثل مع أهميتها النسبية على مستوى المحافظة ، أما الفتح وساحل سليم فتتضاعف قيمة المعامل لتتجاوز الأهمية النسبية لصناعة الکارينا فيهما عن مثيلتها على مستوى المحافظة ؛ حيث تبلغ قيمة المعامل في کل منهما (13,0 و 8,75) مما يعني أن الأهمية النسبية لصناعة الکارينا مقارنة بالاهمية النسبية للصناعات التحويلية بأي منهما أضعاف مثيلتها على مستوى المحافظة ، ويرجع ذلک لاستحواذهما على النصيب النسبي الأکبر من منشآت هذه الصناعة والعاملين بها التي سبق الاشارة اليه عند مناقشة توزيع المنشآت والعاملين بصناعة الکارينا .

جدول (6) متوسطات أجور العاملين في صناعة الکارينا بمراکز محافظة أسيوط عام 2018.

ومن الجدول والشکل يمکن استنتاج ما يلي :-

أ‌-      نظرا لعدم انتظام العمل بمصانع الکارينا طوال أيام الأسبوع وتوقف العمل بها على حاجة الطلب من السوق المحلية ؛ فقد تم رصد متوسطات الأجور أسبوعيا (تم اجراء الدراسة الميدانية في الأسبوع الأول من أبريل عام 2018) وتراوحت أيام العمل الفعلية بمصانع الکارينا في هذا الأسبوع بين ثلاثة الى أربعة أيام ، وبلغ اجمالي الأجور القعلية المدفوعة للعاملين حوالي 67,4 ألف جنيه ، تتوزع النسبة الأکبر منها على مرکزي الفتح في المرتبة الأولى ؛ وساحل سليم في المرتبة الثانية ، ويستحوذ المرکزان حوالي 73,5% من هذه الأجور ؛ وهو ما يتعادل تقريبا مع نسبة العمالة بهذه الصناعة والتي تبلغ حوالي 71% ، ويأتي مرکز أسيوط في المرتبة الثالثة ، وأخيرا أبنوب في الترتيب الرابع .

ب‌-  تختلف تکاليف العمالة التي يعبر عنها بالأجور من منطقة لأخرى ومن صناعة الى صناعة أخرى ، ويتراوح متوسط أجر العامل بين 225 – 313,6 جنيه أسبوعيا ، ويبلغ المتوسط العام للأجور بهذه الصناعة في المحافظة 297,2 جنيه / أسبوع وهو متوسط أجر منخفض بالنسبة للعاملين بالصناعة ، ويختلف هذا المتوسط من مرکز لاخر ، ويرجع هذا الإنخفاض وهذا الاختلاف الى انخفاض قيمة منتجات هذه الصناعة بسعر بيع المصنع من جهة ، وعدم إنتظام العمل بهذه الصناعة طوال أيام الأسبوع فهي لاتعمل بکافة طاقاتها الانتاجية ويرتبط العمل بها بحاجة الطلب المحلي مما إنعکس على متوسطات الأجور .

ج- تصل نسبة اسهام تکلفة العمالة أو الأجور الى 40% من التکاليف الکلية للصناعة في الدول المتقدمة وتزيد على ذلک أو تقل من دولة الى أخرى ومن صناعة لأخرى(16)، وتبلغ نسبة الأجور في صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط 44,9% من قيمة الانتاج بسعر المصنع ، تقل عن هذه النسبة في مرکزي أبنوب والفتح ؛ بينما تتجاوز 50% في ساحل سليم وأسيوط ، وقد ترتب على ذلک ارتفاع انتاجية الجنيه من أجر العامل في مصانع الفتح وأبنوب وانخفاضها في مصانع ساحل سليم وأسيوط ، ويرجع ذلک إلى تداخل بعض الصناعات اليدوية وأهمها صناعة الحبال من الزعف وأقفاص الجريد والأثاث والدواسات والمکانس الليفية مع صناعة الکارينا في بعض المصانع ؛ مثل مصنعي المطيعة بأسيوط والعونة بساحل سليم .

3- السوق : يتحکم في الطلب على المنتج الصناعي عوامل عديدة إلا أن المنتجات الوسيطة بشکل عام لها طبيعة خاصة في تسويقها ، فالطلب عليها يتمثل في الصناعات المستخدمة لها ، ومنتج الکارينا کمنتج صناعي وسيط الطلب عليه يأتي من ورش تنجيد الأثاث حيث أن إستخدامه الوحيد في حشو الأجزاء الثابتة من الأثاث ، وتترابط صناعة الکارينا مع صناعة الأثاث ترابطا رأسيا فهي أحد الصناعات المغذية لها ، وتجدر الاشارة هنا الى أن الترابط مع صناعة الأثاث يأتي في اطار صناعي مستقل لعملية تنجيد الأثاث ، فالترابط الصناعي هنا ليس مع صناعة الأثاث بل مع أحد عمليات صناعة الأثاث وهو التنجيد ، ولا تتوقف عمليات تنجيد الأثاث على الأثاث المنتج حديثا کمرحلة من مراحل تصنيعة إنما تمتد لإعادة تنجيد الأثاث القديم ، فالأثاث منتج يدخل ضمن السلع المعمرة ؛ وعملية إعادة التنجيد تمثل واحدة من عمليات صيانة الأثاث ، وتتم على فترات زمنية مختلفة تبعا لطبيعة إستخدامة ، يتضح من الجدول (7) والشکل (6) أن التوزيع النسبي لعاملين بصناعة تنجيد الأثاث تتباين تباينا شديدا من حيث النصيب النسبي لکل مرکز منها ، فبالرغم من إنتشار العاملين بصناعة تنجيد الأثاث في کافة مراکز المحافظة فأنها تترکز بصورة کبيرة في مرکز أسيوط الذي يستحوذ على أکثر من ثلثي العاملين في هذه الصناعة بالمحافظة ؛ يليه في المرتبة الثانية بفارق نسبي کبير أبنوب ، ويتحقق أقل وجود لهذه العماله في صدفا والبداري حيث يستحوذ کل منهما على 0,9% من العاملين بصناعة تنجيد الأثاث بالمحافظة ، وعند مقارنة التوزيع النسبي للعاملين بصناعة الکارينا والعاملين بصناعة تنجيد الأثاث يتضح أن صناعة الکارينا کما سبق الاشارة عند توزيع العمالة بها تميل الى الترکز في أربعة مراکز فقط ، إلا أن ترکزها النسبي في مرکز واحد لا يصل الى درجة الترکز النسبي للعاملين بصناعة تنجيد الأثاث ، حيث يترکز بمرکز الفتح أکبر مراکز صناعة الکارينا حوالي أکثر من ثلث العاملين في هذه الصناعة ، بينما يستحوذ أسيوط على أکثر من ثلثي العاملين بصناعة تنجيد الأثاث بالمحافظة ،

وقد إنعکست هذه الصورة التوزيعية على علاقة الارتباط الجغرافي بين توزيع کلا من الصناعتين حيث حقق معامل الارتباط بينهما 0,295قيمة بلغت فقط ، مما يشير إلى ضعف الارتباط الجغرافي بينهما ، ويمکن تفسير ذلک في ضوء طبيعة التوزيع الجغرافي لکل من الصناعتين في مراکز المحافظة على النحو التالي :-

جدول (7) توزيع العمالة في صناعتي الکارينا وتنجيد الأثاث ودرجة التعادل النسبي                     

بينهما على مراکز محافظة أسيوط عام 2018 .

أ‌-      تتوطن صناعة الکارينا في أربعة مراکز فقط في 36,3% من مراکز المحافظة ، بينما تتوطن صناعة تنجيد الأثاث في جميع مراکز المحافظة ، مما أدى إلى ضعف معامل الارتباط الجغرافي بين التوزيعين .

ب- تترکز صناعة الکارينا في القرى لذلک يمکن توصيفها بالصناعات الريفية ، بينما يميل توطن صناعة تنجيد الأثاث في المدن فتبلغ نسبة العاملين بها 90,2% من العاملين بصناعة تنجيد الأثاث في المحافظة⁽¹⁷⁾.

*أوضحت الدراسة الميدانية أن صناعة الکارينا لايدخل في اقتصادياتها أو في تکلفة إنتاجها تکلفة نقل المنتجات الى السوق وانما تتحملها صناعة تنجيد الأثاث ، حيث يتم الحصول على بالات الکارينا من المصنع .

   ويتضح من تحليل العلاقة المکانية بين صناعة الکارينا والسوق أن هناک علاقة تتميز بالخصوصية بالرغم من ضعف الارتباط الجغرافي بينهما ، نظرا لکون هذه الصناعة أحادية السوق فهي من الصناعات المغذية لصناعة الأثاث في مرحلة تنجيد الأجزاء الثابتة من الأثاث ، وينتهي دور صناعة الکارينا بإعداد المنتج النهائي للتسويق بتعبئته في بالات صغيرة من القماش تزن الواحدة منها (2) کيلو جرام ويتم البيع داخل المصانع .

النقل : تستخدم صناعة الکارينا في عمليات النقل الخاصة بها نوعا واحدا من أنواع النقل هو النقل البري الذي يعد أقدم أنماط النقل التي عرفها الانسان⁽¹⁸)، ويمکن التمييز بين نوعين من طرق النقل البري الأول هو الطرق الترابية ويمثل 9,3% من أطوال شبکة الطرق بالمحافظة ، وهو في تناقص نسبي لحساب الطرق المرصوفة التي يأتي توسعها غالبا برصف الترابية ليکونا معا ما يعرف بالطرق الاقليمية التي تمثل الطرق الريفية النسبة الأکبر منها للربط بين المدن والمحلات العمرانية الريفية بالمحافظة ، فإتساع شبکة النقل الريفي يسهم في تحقيق مستوى أعلى من النمو الاقتصادي بشکل عام⁽¹⁹⁾وترتفع کفاءة منظومة النقل من خلال تحسين سرعة وسائل النقل ، التي تتميز بمرونتها العالية على الطرق الريفية طالما توفر له طريق أو حتى مدق تسير عليه⁽²⁰⁾،ومن هنا تأتي أهمية شبکة الطرق الاقليمية لتوطن صناعة الکارينا حيث أنها صناعة ريفية .

   ولعل من الأهمية بمکان الاشارة هنا إلى الوسائل النقلية المستخدمة ؛ وتکلفة النقل في هذه الصناعة ؛ قبل تحليل علاقة توطن هذه الصناعة بشبکة الطرق ، فقديما کانت الدواب وعربات الکارو هما وسيلتا النقل المستخدمة سواء لنقل الزعف الخام أم لنقل المنتجات ، وحاليا تستخدم وسائل النقل الخفيف من سيارات ربع النقل أو التروسيکل ، وفي کل الأحوال لاتتحمل صناعة الکارينا تکلفة النقل سواء إلى المصنع أو منه ؛ حيث يقوم موردي الزعف ببيعه في المصنع ، ويشتري المتعهدون منتج الکارينا من المصنع لتوريده إلى ورش تنجيد الأثاث ؛ وفي أحيان کثيرة يکون المتعهدون هم أصحاب ورش تنجيد الأثاث⁽²¹⁾، وعلى ذلک فتکاليف النقل ليست ذات أهمية عند تحليل ودراسة عامل النقل ودورة في توطن هذه الصناعة ، إنما الأکثر أهمية هو شبکة الطرق للوصول إلى هذه المصانع .

جدول (8) شبکة الطرق البرية بمراکز توطن صناعة الکارينا في محافظة أسيوط عام 2018.

ويوضح الجدول والشکل (7) توزيع شبکة الطرق البرية بمراکز توزيع صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط عام 2018 ومن خلالهما يمکن إستنتاج مايلي :-

أ‌-           تنقسم شبکة الطرق البرية إلى طرق إقليمية وطرق سريعة وتضم الطرق الاقليمية طرق مرصوفة وأخرى ترابية ، وتمثل الطرق الإقليمية المرصوفة النسبة الأکبر من شبکة الطرق حوالي 69% من اجمالي أطوال الطرق بالمحافظة ، وتليها شبکة الطرق السريعة التي تربط المحافظة بالمحافظات المجاورة في أربعة محاور طولية تمثل 17,3% من اجمالي أطوال الطرق بالمحافظة ؛ ويأتي في المرتبة الثالثة شبکة الطرق الترابية ، ويتفق التوزيع النسبي لبنية شبکة الطرق في مراکز توطن صناعة الکارينا مع مثيلتها في المحافظة بإستثناء مرکز أسيوط الذي يمثل فيه أطوال الطرق السريعة أکثر من نصف شبکة الطرق بالمرکز.

ب‌-       تستحوذ شبکة الطرق البرية بمراکز توزيع صناعة الکارينا على حوالي 35% من مجموع أطوال شبکة الطرق بالمحافظة ، ويختلف التوزيع النسبي لأطوال هذه الشبکة من مرکز لأخر فيأتي في مقدمتها أبنوب يليه مرکز أسيوط ثم الفتح وفي المرتبة الأخيرة ساحل سليم ، حيث يأتي أبنوب في المرتبة الأولى من حيث نسبة إستحواذه على الطرق الاقليمية سواء المرصوفة أو الترابية ؛ وفي المرتبة الثانية من حيث نصيبه النسبي من شبکة الطرق السريعة ، بينما يأتي أسيوط في المرتبة الأولى من حيث الطرق السريعة والمرتبة الأخيرة من حيث الطرق الاقليمية ، ويحتل مرکز الفتح الترتيب الثالث في شبکة الطرق السريعة ؛ والمرتبة الثانية في شبکة الطرق الاقليمية ، ويمثل ساحل سليم الترتيب الأخير في نصيبه النسبي من شبکة الطرق السريعة والمرتبة الثالثة في شبکة الطرق الاقليمية ، ومن خلال هذا التحليل الوصفي للتوزيع النسبي لأطوال شبکة الطرق في مراکز توطن صناعة الکارينا بمحاقظة أسيوط يتضح أنه لا يتوافق أو يتوازى مع التوزيع النسبي لمنشآت صناعة الکارينا المتوطنة بالمحافظة.

ج- عند تتبع العلاقة بين شبکة الطرق ومواضع توطن منشآت صناعة الکارينا إتضح أنها تميل للترکز على الطرق الاقليمية ، حيث يتوطن ثلثا هذه المنشآت على طرق اقليمية مرصوفة والثلث المتبقي على طرق ترابية⁽²²⁾، وهذا يعني عدم إنجذابها في إنتخاب مواقعها لشبکة الطرق السريعة لأنها في معظمها طرق صحراوية ، وصناعة الکارينا کما سبق الاشارة صناعة ريفية ؛ تعتمد على أيدي عاملة ريفية محلية رخيصة الأجر لاتعمل بدوام کامل طوال أيام الأسبوع ، وکذلک تعتمد على مادة خام وحيدة هي منتج ثانوي للزراعة ، وتحتاج إلى المياه في عملية التعطين ، کل ذلک لا يتناسب مع شبکة الطرق السريعة ؛ وإن کان هناک ثمة دور لهذه الطرق في العمليات الصناعية الخاصة بصناعة الکارينا فيتمثل في سهولة نقل المنتج إلى مواقع صناعة الأثاث خارج المحافظة خاصة الى محافظتي القاهرة وسوهاج⁽²³⁾.

   ومما سبق ذکره يتضح أن صناعة الکارينا في انتخابها لمواقعها تميل إلى التوطن في جوار الطرق الاقليمية المرصوفة أو الترابية ، ويوضح الجدول (9) توزيع درجة التعادل النسبي سواء أکان موجبا أو سالبا بين توزيع شبکة الطرق الاقليمية ومنشآت صناعة الکارينا في المحافظة ، وقيمة معامل الارتباط الجغرافي بينهما . ويتضح من الجدول عدم وجود تعادل نسبي بين التوزيعين وأن أقرب المراکز إلى درجة التعادل هو أبنوب ؛ وهو أصغر المراکز من حيث الحجم النسبي لعدد منشآت صناعة الکارينا بالمحافظة ، وقد بلغت قيمة معامل الارتباط الجغرافي بين التوزيعين 0,305 وهي درجة ارتباط ضعيفة ، ويمکن تفسير ضعف الارتباط بين التوزيعين في ضوء طبيعة کل توزيع منهما ، فمنشآت صناعة الکارينا تميل إلى الترکز وتتمرکز في أربعة مراکز فقط بل وترکز أکثر من خمسيها في مرکز واحد فقط هو الفتح ، وفي الجانب الآخر تميل شبکة الطرق الاقليمية الى الانتشار في کافة مراکز المحافظة .     

جدول (9) التعادل النسبي بين توزيع منشآت صناعة الکارينا وشبکة الطرق الاقليمية بمحافظة أسيوط عام 2018.

5- عوامل أخرى : تشمل أهم العوامل الأخرى المؤثرة في توطن منشآت صناعة الکارينا بمحافظة أسيوط في توفر مساحات من الأرض ورأس المال والمياه ، فتشکل الأرض عنصرا رئيسيا في تکاليف انشاء أي صناعة ، وتحتاج الى رأس مال ضخم لشراء الأرض التي تقام عليها المنشآت المختلفة ، وجميع المنشآت الثمان عشرة المصنعة للکارينا بالمحافظة أقيمت على أرض کان استخدامها الاساسي الزراعة(24)، وتتراوح مساحة مصنع الکارينا بالمحافظة بين (800 – 1000) متر مربع قيمتها تقع بين (150- 200) ألف جنية ، وهذا يعني أن قيمة الأرض تشکل الجزء الأساسي في رأس المال المستثمر بهذه الصناعة ، والمساحة المبنية بالمصنع لا تتجاوز 200 متر مربع بل تقل في بعض المصانع الى 120 متر مربع ، أي أنها تتراوح بين ربع وخمس المساحة الکلية للمصنع ، أما بقية المساحة أو معظمها فتستغل في أحواض التعطين ، ومناطق مفتوحة لتجفيف الزعف المفروم من خلال تعريضه للأشعة الشمسية لفترات تتراوح بين ست الى ثمان ساعات(25) .

   وتمثل المياه عنصرا أساسيا في العملية الانتاجية للعديد من الوحدات الصناعية ، وتختلف احتياجات الصناعة الى المياه خاصة العذبة منها حسب طبيعة الصناعة(26)، فتکون المياه نقية في صناعة المواد الغذائية والمشروبات والأدوية ، بينما لا يشترط أن تکون کذلک في الصناعات المعدنية والنسيجية ودبغ الجلود(27)، وصناعة الکارينا تقوم عملية التعطين بها وهي احدى عملياتها الصناعية على المياه ، ولاتحتاج إلى مياه ذات مواصفات خاصة وانما تحتاج الى مياه خالية فقط من الشوائب العالقة ، لذلک يفضل الحصول عليها من طلمبات رفع المياه الجوفية القريبة من السطح أو قل المياه المتسربة من المجاري المائية وعمليات الري بالغمر المحيطة بالمصانع ، وکذلک من خلال شبکة المياه العمومية إن کانت متاحه بالقرب من المصانع کالموضوحة باللوحة (3) ، ويتم صرف المياه بشکل منتظم بعد کل عملية تعطين في الأراضي الزراعية المحيطة بالمصنع ، ولاتمثل عملية الصرف مشکلة للبيئة المحيطة بالمصنع لصغر حجم المياه المنصرفة من جهة وإرتفاع درجات الحرارة السابق الاشارة اليها من جهة أخرى .

أما رأس المال فيختلف دوره في توطن الصناعة عن بعض العوامل الأخرى کالمواد الخام والوقود والطاقة ، ويتشابه مع العمالة في صفة الحرکة وسهولة انتقاله من اقليم الى آخر(28)، ويتراوح متوسط الإحتياجات الإستثمارية لانشاء مصنع لإنتاج الکارينا بين (200-250) ألف جنيه يستخدم معظمها للحصول على مساحة مناسبة من الأرض ، حيث لاتمثل قيمة المنشآت والآلات والمعدات سوى حوالي 25% من رأس المال المستثمر بالمصنع .        

رابعا الانتاج :- يتوجه الاهتمام بانتاج الکارينا من خلال الدراسة التحليلية للطاقة الانتاجية المتاحة والفعلية والعلاقة النسبية بينهما ، وقيمة الانتاج ومتوسط انتاجية العامل ، ويأخذ انتاج الکارينا وهو المنتج الوحيد لهذه الصناعة الشکل المعبأ في بالات من القماش ، وکان الشکل السابق للمنتج عبارة عن حبال مضفورة بتم تضفيرها بعد عملية التجفيف ، الا أنها تحولت الى هذا الشکل لتقليل الفاقد منها أثناء نقلها الى ورش تنجيد الأثاث(29)، ويرتبط إنتاج صناعة الکارينا بخصوصية مميزة تتمثل في الارتباط المباشر بين الانتاج الفعلي وکميته وحاجة الطلب ، فالمنتج لا يخضع للعرض بل هو نتاج الطلب الفعلي ، اذ يلاحظ أن العملية الانتاجية لا تبدأ الا بعد التعاقد من قبل المستهلک أو المستخدم لهذا المنتج ، لذلک فالمصنع لا يعمل بکامل طاقته الإنتاجية کما يظهر من الجدول التالي .

جدول (10) إنتاج الکارينا وقيمته في مراکز محافظة أسيوط عام 2018.

ويتضح من الجدول والشکل (8) و (9) مايلي :

1-    تتوزع الطاقة الإنتاجية التصميمية أو القدرة الانتاجية المتاحة لصناعة الکارينا بنسب متفاوتة على مراکز توطنها بالمحافظة ، فيأتي الفتح في الترتيب الأول يليه ساحل سليم ؛ والمرکزان معا يضمان ما يقرب من ثلاثة

أرباع الطاقة الانتاجية المتاحة لهذه الصناعة بالمحافظة وکذلک الطاقة الانتاجية الفعلية ، ثم يأتي أسيوط في المرتبة الثالثة يليه أبنوب في المرتبة الرابعة من حيث الطاقة الانتاجية الفعلية والمتاحة .

 وعند مقارنة الإنتاج الفعلي إلي الطاقة الانتاجية المتاحة يتضح أن الانتاج الفعلي يمثل 64,8% من الطاقة الانتاجية التصميمية لصناعة الکارينا على مستوى المحافظة ، وتصل هذه النسبة الى حدها الأقصى في ساحل سليم وأقل قيمة لها بأسيوط ، ويتوقف إنخفاض نسبة الطاقة الانتاجية الفعلية أو المستغلة من الطاقة الانتاجية المتاحة على عدد أيام العمل في هذه الصناعة التي يتوقف الإنتاج فيها کما سبق الإشارة على حالة الطلب . 

2-      التماثل النسبي بين توزيع قيم الانتاج(30) وکميات الانتاج الفعلي على مراکز المحافظة نظرا للتوافق العرفي السائد بين أصحاب المصانع على توحيد أسعار البيع في المصانع ، فتترکز النسبة الأکبر من قيمة الانتاج بالفتح الذي يتوزع انتاجه على ستة مواقع لصناعة الکارينا ، وکذلک يرتفع متوسط انتاجية العامل به إلى حده الأقصى حيث تتميز مصانع الفتح بتخصصها في صناعة الکارينا فقط فلا تدخل معها صناعات يدوية کأقفاص الجريد أو الحبال بما يفسر إرتفاع متوسط انتاجية العامل بها ، وکذلک الحال بأبنوب الذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث متوسط إنتاجية العامل وفي المرتبة الرابعة من حيث قيمة الانتاج .

3-      يأتي ساحل سليم في المرتبة الثانية من حيث قيمة الإنتاج ويتوزع إنتاجه على خمسة مواقع صناعية متوطنة في قريتين ، يليه أسيوط في الترتيب الثالث من حيث قيمة الانتاج ومتوسط انتاجية العامل ، ويقل متوسط انتاجية العامل في المرکزين عن متوسط انتاجية العامل بالمحافظة ، ويمکن تفسير هذا الانخفاض في ضوء تحميل هذا المتوسط لمنتجات أخرى يدوية موسمية التصنيع ولا تتوفر لها بيانات ، ونتيجة لعدم انتظام العمل بها فيصعب حصرها ميدانيا .

خامسا مستقبل صناعة الکارينا : بعد عرض توطن صناعة الکارينا في محافظة أسيوط ومناقشة أهم العوامل المؤثرة في هذا التوطن ، يبقى الحديث عن المشکلات التي تواجه هذه الصناعة والرؤية المستقبلية لها في اطار أن منتجها وحيد الاستخدام في تنجيد الأجزاء الثابتة من الأثاث ، وهو المفضل لدى صناع الأثاث بالمحافظة وفي مصر بشکل عام لما تتميز به من طول فترة الاستحدام قبل أن يصيبها الارتخاء مقارنة بالمواد الاسفنجية ، وتتميز کذلک بامکانية اعادة استخدامها أو جزء منها(31)، مما يؤدي الى تناقص الطلب على المنتج الجديد ، وتواجه عمليات صناعة الکارينا عدد من المشکلات يمکن حصرها وإيجازها في ثلاث مشکلات رئيسىة على النحو التالي :-

1-      مشکلات التخزين : أوضحت الدراسة الميدانية أن الانشاءات أو المساحات المبنية في المصنع لاتمثل سوى جزءا صغيرا من إستخدام الأرض بالمصنع ؛ وأن المساحة الأکبر تستخدم في عمليات التعطين والتجفيف ، ولعل من الأهمية بمکان الاشارة الى کبر حجم کل من المادة الخام بالنسبة لوزنها وزيادة هذا الحجم بعد التصنيع مما ساعد على عدم وجود أماکن لتخزين کل من المادة الخام والمنتجات فالمتوفر من کل منهما يفي بحاجة الطلب الفعلي فقط ، مما کان له تأثيرة على عمل هذه المصانع بکافة طاقاتها الانتاجية المتاحة حيث لاتوفر خامات أو ولاتعمل الا على قدر تلبية حاجة الطلب الفعلي ، فتبلغ نسبة الانتاج الفعلي حوالي 65% من الطاقة الانتاجية المتاحة لهذه الصناعة بالمحافظة(32).

2-      مشکلات العمالة : لا تحتاج صناعة الکارينا إلى مهارات عالية للعاملين بها ، والتدريب على کافة الأعمال الخاصة بها لايستغرق سوى أيام معدودة ، مما انعکس على وفرة العرض من العمالة مع محدودية الطلب عليها ، وکان لذلک أثره المباشر في انخفاض أجورها الأسبوعية مع عدم انتظام العمل طوال أيام الأسبوع لارتباطه بحاجة الطلب الفعلي ، حيث تحتسب الأجور على أساس عدد الأيام الفعلية لکل عامل ، وتجدر الاشارة هنا الى ان العمال بهذه الصناعة غالبا ما يجمعون بين أکثر من عمل ، وساعد على ذلک طبيعة الحيازات الزراعية الصغيرة في ريف محافظة أسيوط بما يسمح للعامل الزراعي أو يضطر الى الجمع بين أکثر من عمل .

3-      مشکلات التراخيص والبيانات : يتم الترخيص لمنشآت صناعة الکارينا من قبل وحدات الحکم المحلي کصناعة يدوية ، لذلک لاتتوفر لها قاعدة بيانات يمکن من خلالها تطوير وتنمية هذه الصناعة ، فلم يجد الباحث في المراکز الاحصائية بالمحافظة وتحديدا في مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمحافطة أسيوط سوى بيان بعدد المنشآت العاملة في هذه الصناعة فقط ، ومن هنا کان الاعتماد على الدراسة الميدانية أو قل الحصر الميداني لبناء هذه الدراسة ، ومن الجدير بالذکر أن عدم ادراج هذه الصناعة ضمن الجهات الاحصائبة خاصة هيئات الاستثمار الصناعي ، والجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء ، کان له تأثيرة في تطوير وتنمية هذه الصناعة خاصة بالنسبة للهيئات المصرفية التي تتعامل معها کصناعة يدوية .

   ومما سبق يتضح أن صناعة الکارينا تقوم على استخدام أحد منتجات النخيل الثانوية وهو الزعف المتصل بالجريد ، وتتعرض هذه الصناعة للمشکلات السابق عرضها ؛ والتي يمثل التغلب عليها سبيلا لتنمية هذه الصناعة وتطويرها ، ويمکن بناء فکرة تنميتها وتطويرها على أساس الاستخدام الأوسع لهذه المنتجات الثانوية لتشمل الجريد بالاضافة الى الزعف ، وذلک باضافة وحدة لفرم الجريد لانتاج أعلاف حيوانية جافة أو ما يعرف بتبن النخيل ، أو وحدة لاعداد الجريد لمصانع الألواح الخشبية من الجريد التي بدأت تعمل في مصر ، وتعاني من صعوبة وصول الجريد اليها بتکلفة نقل اقتصادية لکبر حجمه مثل مصنع نجع حمادي ، وهذا يعني أن تصبح صناعة الکارينا وحدة انتاجية داخل مصنع أکبر لتصنيع منتجات النخيل الثانوية ، مثل هذا التوسع يسهم في استخدام أفضل للمنشات الصناعية واستغلال نسبة أکبر من الطاقة الانتاجية المتاحة .             

الخاتمة :

   انتهت الدراسة لعدد من النتائج والتوصيات يمکن ايجازها فيما يلي :

1-      صناعة الکارينا واحدة من الصناعات القديمة تطورت وتحولت من مرحلة الصناعة اليدوية الى استخدام الألة والقوى المحرکة في المرحلة الحالية .

2-      يقتصر توطن منشآت صناعة الکارينا على الريف حيث توجد منشآتها في قرى أربعة مراکز فقط من مراکز المحافظة هي على الترتيب تبعا لعدد المنشآت : الفتح ساحل سليم أسيوط أبنوب ، ومادتها الخام والسکان الريفيين العاملين بها فهي صناعة يمکن توصيفها بأنها واحدة من الصناعات الريفية .

3-      تؤدي الطبيعة المناخية لمنطقة الدراسة من حيث السطوع الشمسي والمناخ الجاف دورا مهما في عملية تجفيف الزعف المفروم قبل التعبئة .

4-      وفرة المادة الخام التي تقوم عليها هذه الصناعة ، حيث لا يمثل الانتاج الفعلي سوى حوالي ثلث اجمالي الزعف المنتج بالمحافظة .

5-      انتاج صناعة الکارينا منتج وسيط يقتصر استخدامه على عملية تنجيد الأجزاء الثابتة من الأثاث .

6-      تتوقف عمليات التصنيع على حاجة الطلب الفعلي من قبل صناعة تنجيد الأثاث وليس على الطاقة الانتاجية المتاحة لصناعة الکارينا بالمحافظة .  

7-      تتصف صناعة الکارينا بخصوصية انتقال کل من الموردين للمادة الخام والمستخدمين للمنتج الى المصنع لتوريد الخام أو لشراء المنتج ، فالمصنع لايدخل في تکاليف الانتاج به عملية النقل سواء الخامات أو المنتجات .

    ويمکن اجمال أهم التوصيات التي انتهت اليها الدراسة في :-

1-      دمج صناعة الکارينا کخط انتاج أو وحدة انتاجية مع صناعات تصنيع منتجات النخيل الثانوية في اطار التوسع في تعظيم العائد الاقتصادي لهذه المنتجات ؛ مثل صناعة الأعلاف الحيوانية ( تبن النخيل ) والتي تقوم على الآلية التحويلية نفسها وهي الفرم .

2-      اعتماد صناعة الکارينا والترخيص لها کصناعة تحويلية لا کصناعة يدوية حتى يمکن توفير قاعدة بيانات خاصة بها ، ويساهم في امکانية استخدامها للقروض الصناعية التي توفرها المؤسسات المصرفية .

3-      التوسع في المساحة المبنية من المصانع لتوفير أماکن لتخزين الخامات والمنتجات ، واستغلال هذه المساحات المبنية في عملية التجفيف .

4-      العمل على استغلال الطاقة الانتاجية المتاحة لصناعة الکارينا بل وزيادة الطاقة الانتاجية التصميمية للاستفاده من المادة الخام المتوفرة ، وذلک بزيادة الطلب على المنتج والتوسع في تسويقة من خلال متعهدين متخصصين في تسويق الکارينا بمراکز صناعة الأثاث خارج المحافظة .

جامعة أسيوط

کلية الآداب

قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية

ملحق ( 1 )

بيانات هذه الاستمارة خاصة لأغراض البحث العلمي فقط

استمارة استبيان لورشة صناعة الکارينا

ـ اسم الورشة :                                          ـ الموقع :

ـ ملکية الورشة : ملکية فردية (    ) – يوجد شرکاء (     ) تمليک (    ) – ايجار (    )    

- حالة المنشأة : مبنى مستقل (    ) – جزء من مبنى سکني (    )                 

- المساحة :           متر مربع     -   مساحة المخازن:          متر مربع        

- موقع الورشة من المساکن : قريبة (    ) – بعيدة (    ) – داخل الکتلة السکنية (    )

- تقع الورشة بجوار: طريق مرصوف (    ) – طريق ترابي (    ) – ترعة أو مصرف (    )

– العمالة : عدد العاملين : ذکور (     ) – إناث (   ) الموسمي (   ) – الدائم (   ) .    

-متوسط الأجر العامل :    

– هل العمل مستمر في الورشة طوال الاسبوع : نعم (  ) – لا (  )

ان کان لا – ماهي متوسط عدد أيام العمل :

12 – المادة الخام : الخامات المستخدمة وقيمتها:

أماکن توريد الخامات : القرية نفسها (   ) – القرى المجاورة (   ) – قرى بعيدة (   ) .

هل توجد مشکلات في الحصول على المادة الخام ؟ نعم (    ) – لا (     ) .

إن کان نعم ... أهم هذه المشکلات :

– النقل : وسائل النقل المستخدمة في نقل الخامات والمنتجات :

– الإنتاج : الطاقة القصوى لعمل الورشة في اليوم :                طن .

الطاقة الفعلية لعمل الورشة في اليوم :           طن - القيمة بسعر المصنع :             

– الوقود والطاقة : أنواع الوقود والطاقة المستخدمة في المصنع :

هل توجد مشکلات في الوقود والطاقة ؟ نعم (    ) – لا (    ) .

إن کان نعم ... أهم هذه المشکلات :

– الأسواق :هل يوجد متعهدين لتسويق المنتجات ؟ نعم (   ) – لا (    ) .

أماکن تسويق المنتجات :

هل توجد مشکلات تواجه التسويق في الکارينا ؟ نعم (    ) – لا (    ) .

إن کان نعم ... أهم هذه المشکلات :

- مقترحاتک لتطوير الإنتاج في الورشة :

شکرا لحسن تعاونکم .

ملحق ( 2 )

تفريغ استمارات الاستبيان

ملحق ( 3 )

حساب قرينة لورنز لتوزيع العاملين بالصناعات الضخمة

 على مراکز محافظة أسيوط عام 2018

.ملحق ( 4 )

اجمالي حصر أعداد النخيل ومتوسط انتاج الزعف بمراکز المحافظة عام 2018 .

هوامش البحث :

1-      عبد السلام السيد عبدالله ، الصناعات البيئية الريفية في مصر الخصائص والمشکلات والآليات ، مجلة کلية الآداب ، جامعة المنصورة ، العدد 36 ، يناير 2005 ، ص. 3 .

2-      الفريد لوکاس ترجمة زکي اسکندر ومحمد زکريا غنيم ، المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، مکتبة مدبولي ، القاهرة ، 1991 ، ص.224 .

3-      من خلال دراسة ميدانية اجراها الباحث في ابريل 2018 .  

4-      محمد محمود ابراهيم الديب ، الاقليم الصناعي : مغزى وقياس وتحديد دراسة تطبيقية على مصر ، مجلة کلية الاداب ، جامعة عين شمس ، العدد الهامس عشر ، 1975 ، ص.41 .

5-      قرينة لورنز : تستخدم قرينة لورنز والموضح حسابها بالجدول رقم (2) بالملحق الخاص بالجداول لقياس درجة الترکز والانتشار في التوزيعات المکانية ، وتتراوح قيمتها بين (0 – 100) ، وکلما اقتربت قيمتها من الصفر دل ذلک على الانتشار ، وکلما اقترب الناتج من 100 دل ذلک على الترکز ، ولحساب قرينة لورنز أنظر :

http://staff.uob.bh/files/500909890-files/lorenz.ppt

6-      محمد الفتحي بکير محمد ، قراءات في جغرافية الصناعة ، دار المعرفة الجامعية ، الإسکندرية ،2011 ، ص ص 235- 237 .

7-      المرجع السابق ، ص 33 .

8- المرجع السابق ، ص118 .

8-      محمد هاني سعيد ، مناخ مدينة أسيوط –دراسة جغرافية في المناخ الحضري ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، قسم الجغرافيا ، کلية الأداب ، جامعة أسيوط ، 2011 ، ص34 .

9-      المرجع السابق ، ص36.

10-  عبد الوکيل ابراهيم محمد ، محمد حسن عيسى رمضان ، بعض الملامح الاقتصادية لانتاج وتسويق البلح في محافظتي أسوان والوادي الجديد ، المؤتمر الدولي عن نخيل البلح ، مرکز الدراسات والبحوث البيئية ، جامعة أسيوط ، نوفمبر 1999 ، ص.285 .

11-  من خلال دراسة ميدانية اجراها الباحث في ابريل 2018 .

12-  من خلال دراسة ميدانية اجراها الباحث في ابريل 2018 .

13-  محمد أزهر سعيد السماک ، جغرافية الصناعة (منظور معاصر) ، الطبعة الأولى ، دار اليازري العلمية للنشر والتوزيع ، عمان ، 2011 ، ص.90 .

14-  لحساب معامل التوطن أنظر :          

Alexander , (J.W.) Location Of Manufacturing Methods Of Measurement , AAAG., VOL . 48, no.1, 1958 ,p22.

محمود محمد سيف ، المواقع الصناعية دراسة تحليلية في الجغرافية الاقتصادية ، مکتبة نهضة الشرق ، القاهرة، 1985، ص327.

15-  محمد الفتحي بکير محمد ، مرجع سابق ، ص 65 .

16-  محافظة أسيوط ، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، بيانات غير منشورة.

17-  محمد خميس الزوکة ، جغرافية النقل ، الطبعة الثانية ، دار المعرفة الجامعية ، الإسکندرية ، 1995 ، ص53.

18-  خالد أکبر الحمداني ، أحمد صباح مرضي ، أثر طرق النقل على شکل الاستغلال الزراعي (دراسة تطبيقية على محافظة بابل) ، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية ، العدد (41) ، 2008 ، ص.3.

19-  هناء رفعت يوسف هاشم ، النقل الريفي في مرکز أسيوط : خصائصه ومشکلاتة دراسة تطبيقية في جغرافية النقل باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، قسم الجغرافيا ، کلية الأداب ، جامعة أسيوط ، 2011 ، ص76 .

20-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

21-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

22-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

23-  محمد الفتحي بکير محمد ، مرجع سابق ، ص 108.

24-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

25-  محمد أزهر سعيد السماک ، مرجع سابق ، ص.135.

26-  محمد الفتحي بکير محمد ، مرجع سابق ، ص 108.

27-  المرجع السابق ، ص.72.

28-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

29-  عند التعرض لقيم هذا الانتاج ومتوسط انتاجية العامل ، فقد تعذر الحصول على سجلات للبيانات الخاصة بأي من المصانع للانتاج على مدار السنة فاعتمد الباحث على الفترة قيد الدراسة الميدانية

30-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018 .

31-  مقابلة شخصية للباحث أثناء الدراسة الميدانية التي اجراها في ابريل 2018