النمو السکاني وحرکة الکتل السکانية

Document Type : Original Article

Author

علم اجتماع، کلية الآداب، (جامعة القاهرة)، الجيزة، مصر

Abstract

تهدف الدراسة الرهنة إلي التعرف علي تاثير النمو السکاني علي حرکة الکتل السکانية داخل المدينة، واشکال الحرکة السکانية بالضواحي، والدور الذي تمارسة الزيادة السکانية في زيادة معدلات الحرکة السکانية. وقد اعتمدت الدراسة علي المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي في رصد اشکال الحرکة السکانية داخل الضواحي، لذا تم اختيار ثلاث مناطق بضواحي محافظة الجيزة هم منطقة صفط اللبن، والمعتمدية ومنشأة البکاري، کمجال جغرافي لتطبيق أداة الاستبان علي عينة قوامها 300مفردة، واجراء المقابلات المتعمقة مع 15 حالة. وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج أهمها: أن النمو السکاني يمارس دور کبير في حرکة الکتل السکانية داخل القري الملتحمة بالحيز الحضري، والضواحي التي تتميز بالکثافة السکانية، بالإضافة إلي ان ارتفاع اعداد الاسرة يزيد من حرکة السکان الافقية، وذلک في محاولة لتشکيل اسرة نووية تابعة للاسرة الممتدة من الشکل، وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج أهمها أن ارتفاع معدلات التزاحم داخل الاسرة يمارس دور کبير علي ارتفاع معدلات الحرکة السکانية داخل المجتمع المصري، بالإضافة إلي ان الکثافة السکانية داخل التجمعات العمرانية تؤثر علي اتجاه حرکة السکان داخل المدينة.

Highlights

النمو السکاني وحرکة الکتل السکانية

دراسة ميدانية

محمود زايد عبدالله

مدرس مساعد- قسم الاجتماع- کلية الاداب – جامعة القاهرة

Keywords

Main Subjects


      

 

 

AUCES

 

النمو السکاني وحرکة الکتل السکانية

دراسة ميدانية

محمود زايد عبدالله

مدرس مساعد- قسم الاجتماع- کلية الاداب – جامعة القاهرة

ملخص الدراسة

تهدف الدراسة الرهنة إلي التعرف علي تاثير النمو السکاني علي حرکة الکتل السکانية داخل المدينة، واشکال الحرکة السکانية بالضواحي، والدور الذي تمارسة الزيادة السکانية في زيادة معدلات الحرکة السکانية. وقد اعتمدت الدراسة علي المنهج التاريخي، والمنهج الوصفي التحليلي في رصد اشکال الحرکة السکانية داخل الضواحي، لذا تم اختيار ثلاث مناطق بضواحي محافظة الجيزة هم منطقة صفط اللبن، والمعتمدية ومنشأة البکاري، کمجال جغرافي لتطبيق أداة الاستبان علي عينة قوامها 300مفردة، واجراء المقابلات المتعمقة مع 15 حالة.

وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج أهمها: أن النمو السکاني يمارس دور کبير في حرکة الکتل السکانية داخل القري الملتحمة بالحيز الحضري، والضواحي التي تتميز بالکثافة السکانية، بالإضافة إلي ان ارتفاع اعداد الاسرة يزيد من حرکة السکان الافقية، وذلک في محاولة لتشکيل اسرة نووية تابعة للاسرة الممتدة من الشکل.

الکلمات المفتاحية: النمو السکاني- الضواحي- حرکة الکتل السکانية- حرکة السکن – التحضر


مقدمة

يعد التحضر عملية ديناميکية فى التاريخ الاجتماعى والاقتصادى لمعظم بلدان العالم ، حيث يلعب التحضر دوراً کبير فى تغير بنية المجتمعات فى الحضر والريف - من النواحى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعمرانية - وتظهر ملامح تلک التغيرات فى عدة عناصر اهمها ً: الترکز المکانى للسکان ، نتيجة الهجرة الداخلية للسکان الريفيين إلى المراکز الحضرية ، بالاضافة لحرکة السکان داخل المدينة، وهنا تلعب عوامل متداخلة- سواء کانت سکنية أو اقتصادية أو اجتماعية- الدور الفاعل فى الترکز السکانى داخل مناطق حضرية دون أخرى .

أولاً: مشکلة الدراسة وأهميتها.

أن دراسة حرکة الکتل السکانية تبرز الخطوط العريضة للبرامج التنموية، حيث يتم رسم الخريطة الجغرافية للسکانية، التى من خلالها يتم تحديد اتجاهات حرکة السکان المستقبلية، وهنا يتم وضع حرکة تلک السکان فى الخطط التنموية المستقبلية، من خلال تصميم المرافق العامة والبنية التحتية التي تستوعب حجم الکتل السکانية المتحرکة، والحد من المشکلات الاجتماعية المصاحبة لتلک الحرکة.

لقد تم التحول الحضرى للعالم بسرعة تفوق ما تم التنبؤ به فى الاصل من جانب نادى روما Club of Rome فى تقريره الذى صدر عام 1972بعنوان حدود النموLimits of Growth. ففى عام 1950کان ثمة 86 مدينة حول العالم، يزيد عدد سکان کل منها عن المليون نسمة، وقد ازداد عدد هذه المدن فى الوقت الحالى؛ ليصل إلى 400 مدينة مليونية. وفى حقيقة الأمر فقد امتصت المدن ما يقرب من ثلثى الانفجار السکانى العالمى، منذ عام 1950، وهى الآن تنمو بمعدل مليون طفل ومهاجر أسبوعيا.فيما يقدر عدد سکان الحضر فى الوقت الحالى بـ 3.2بلايين نسمة، أى أکبر من اجمالى عدد سکان العالم کله عام 1961، وسوف يبدأ الريف فى التقلص بعد عام 2020؛ ومن ثم فإن المدن ستصبح هى المسئول الرئيسى عن النمو السکانى العالمى، الذى يتوقع له أن يصل إلى ذروته عند 10بلايين نسمة خلال عام 2050([1]).وينطبق هذا الوضع السکانى والعمرانى على للقاهرة الکبرى، حيث يستقبل حوالي 2.1مليون نسمة من المهاجرين سنويا للأقليم الحضرى، أى ما يعادل 18.1% من إحمالى الاقليم وذلک طبقا لتعداد 2006، حيث تتفاعل الکثافة السکانية مع طبيعة العمران داخل الإقليم، من حيث ارتفاعها في أماکن الجذب ونقصها بمناطق الطرد.

وانعکست التغيرات الجغرافية على التغيرات الديموجرافية للاقليم الحضرى للقاهرة الکبرى حيث بلغ إجمالى عدد السکان فى تعداد 1960 نحو 3.8 مليون نسمة، فيما تضاعف العدد عام 2016 إلى 17.2 مليون نسمة ، أى يعادل اربعه اضعاف ما کان عليه السکان فى 1960، وهنا يمکن القول إن اقليم القاهرة الکبرى يستدمج حوالى 268الف شخص سنويا. وبالتالى نجد انه لکل کيلو متر مربع عام 1960حوالى 11014 شخص، فيما يرتفع العدد ليصل إلى 15808شخص. فيما نجد أن محافظة الجيزة ارتفع عدد السکان من 431الف عام 1960 إلى 3.68مليون نسمة عام 2016. وينخفض هنا نصيب الکيلو متر مربع من عدد السکان ليصل إلى 13285شخص.

لقد لعب النمو السکانى للاقليم الحضرى دور فى رسم العديد من انماط العمرانية الجديدة، بحيث تتواکب کل نمط مع المستوى الاقتصادى والاجتماعى والثقافى للکتل السکانية، وکل نمط من هذه الانماط يخلق بداخلة مجموعة من القيم السائدة لدى تلک التجمعات، والانشطة المهنية والاقتصادية التى تتسق مع تلک التجمعات، وهنا يمکن القول أن حرکة الکتل من مرکزها السکانى  قد خلقت انماط مختلفة من التحضر داخل الاقليم الحضرى للقاهرة الکبرى، وهنا يتبلور إشکالية الدراسة في التساؤل التالي: ما الدور الذي يلعبة النمو السکاني في حرکة السکان داخل المدينة؟

ثانياً: أهداف الدراسة.

1-  التعرف علي تاثير النمو السکاني علي حرکة الکتل السکانية.

2-  الدور الذي تمارسة الزيادة السکنية علي اشکال حرکة الکتل السکانية.

3-  اشکال الحرکة السکانية داخل الضواحي.

ثالثا: تساؤلات الدراسة:-

1-  ما الدور الذي تمارسة الزيادة السکانية علي حرکة الکتل السکان ؟

2-  ما اشکال حرکة السکان داخل الامتدادات العشوائية باطراف المدن؟ 

3-ما معدل نمو السکان داخل الضواحي خلال العقدين الماضيين؟

 

رابعاً: مفاهيم الدراسة.   

تعد المفاهيم لغة أساسية في شتي الدراسات والبحوث العلمية، والتي من خلالها تتحدد معالم العلوم، ولقد رکزت الدراسة علي مفهومين رئيسين هي، مفهوم الکتل السکانية، والحراک السکني للمدن.

1-مفهوم الکتل السکانية:

 يعد مفهوم الکتل السکانية من المفاهيم المستحدثة فى الدراسات الجغرافية لدراسة ديناميکية السکان، وذلک من خلال مفهوم "النقطة المرکزية للسکان"، أو مرکز الثقل السکانى، بينما تنطلق الدراسات السکانية من مفهوم الکثافة السکانية Population Density فى دراسة حجم السکان داخل الاقليم.

وتعد النقطة المرکزية للسکان أحد اساليب التحليل المکانية التى تعنى بدراسة المواقع المرکزية، أى أنها تهدف إلى التعرف على تلک المواقع التى تتوسط الکتل السکانية التى تنتشر فوق مساحة ما من الأرض مکانيا داخل إقليم ما. ويمکن قياس النقطة المرکزية من خلال تقسيم الکتل السکانية إلى نصفين متماثلين اعتمادا على المحور الرأسى بحيث تتماثل الکتل التى توجد فى الشمال مع ما يوجد فى الجنوب، ومن ثم فإن تلاقى خطى القطع المقسمين للظاهرة فى نقطة ما هو نطلق علية النقطة المرکزية Center Point.

إن قضية تحديد النقطة المرکزية للسکان The Center of Population تمت مناقشتها بواسطة العديد من الباحثين خلال القرن العشرين، ولعل من بين من أهتم بدراسة وتحديد موقع النقطة المرکزية للسکان فى الولايات المتحدة کان مکتب التعداد فى الولايات المتحدة، وذلک بحيث ينظر إلى هذه النقطة بوصفها تلخيصا لتوزيع السکان فى الولايات المتحده، بالاضافة إلى رصد التغيرات المکانية للسکان وتطورع عبر الزمن([2])

ويتم قياس حرکة الکتل السکانية من خلال دراسة مرکز الثقل السکانى أو مرکز السکان (COP) وهو المرکز الذى يتوسط توزيع السکان فى أى إقليم جغرافى بحيث يعبر عن تساوى الاحجام السکانية حول هذا المرکز، ولعل هذا التتبع والتحليل لطبيعة حرکة مرکز الثقل السکانى شهد اهتماما فى الکثير من الدراسات الجغرافية فى العالم الغربى، ولعل ابرز الأمثلة على ذلک الاهتمام الملحوظ لتتبع مرکز الثقل السکانى فى الولايات المتحدة وما دلالة هذا التحرک السکانى([3]). ويشير مرکز الثقل السکاني Center of Population إلي النقطة التي يتساوي حولها توزيع السکان في کل الاتجاهات، وعند تمثيل هذا النقطة علي الخريطة فأ، السکان يتوزعةن من حولها بالتساوي في کل اتجاه. ويحسب لفترات زمنية مختلفة لرصد اتجاه تحرک مرکز الثقل السکاني. وتجدر إلاشارة إلي أنه يمکن أن يطلق عليه المرکز المتوسط للسکان، أو الارتکازية([4])

التعريف الاجرائى للکتل السکانية:-

 نعنى بها زياده عدد السکان فى المراکز الحضرية عن المساحة المأهوله له ويتضح ذلک فى المؤشرات التالية:-

ارتفاع عدد السکان عن 1000کم2.

زياده معدل التزاحم عن 1.25.

ارتفاع متوسط حجم الاسرة عن 4 افراد .

2- مفهوم الحراک السکني للمدن:

يقصد بالحراک السکني Residential Mobility تغير المسکن أو مقر الإقامة داخل الحيز الحضري، ويطلق علية الهجرة داخل المدينةIntra- Urban Migration ([5])فالتنقل والهجرة مصطلحان متشابهان ولکن يمکن التمييز بينهم من خلال طبيعة وحجم الحرکات، غالبًا ما يُنظر إلى التنقل السکني على أنه تحول للأسرة داخل نفس المنطقة الجغرافية على سبيل المثال داخل المدينة بينما تشير الهجرة إلى حرکة سکنية عبر المناطق الجغرافية ، على سبيل المثال بين البلدان أو الولايات. يوصف معنى التنقل السکني أيضًا بأنه حرکة صعود وهبوط للأسرة اعتمادًا على مقياس الحالة الاجتماعية والاقتصادية([6]).

ويتداخل مفهوم الحراک السکني في اهتمامات بعض العلوم الاجتماعية، حيث يتناوله الجغرافيون بهدف فهم التوزيع المکاني للسکان والعمليات المکانية المرتبطة به، بالإضافة إلي ما ينتج عن الانتقال من تغيرات في مناطق الجذب والطرد، وبالتالي دراسة مورفولوجية المدينة من حيث الشکل والبناء ومحاور النمو. فيما يدرس الاقتصاديون الانتقال السکني لتأثيره وتاثره بأسواق العقارات، ويتناوله علماء الاجتماع في مجال اهتمامه بالايکولوجيا الإنسانية من جهه، والحياة الحضرية من جهه إخري([7]).

ناقش کلارک Clark أنواع التنقل السکني وقام تجميعها في عدة مستويات يمکن عرضها کالتالي:

-        الحرکة الصعودية التي تشير إلى الحرکة لتحسين الذات، من خلال الحصول علي فرص عمل افضل، والرغبة في الإقامة بمنطقة أکثر أماناً.

-        التنقل الطوعي: يحدث هذا في سياق تفضيل الأسرة، من خلال رغبة الاسرة في وضع مؤشرات تتحکم في قرار التنقل مثل التکلفة وطبيعة السکن، ومساحته، وطبيعة الحي، وسهولة الوصول إليه.

-        التنقل القسري: وهو الذي يتم نتيجة التحولات الاجتماعية والسياسية کعمليات الإخلاء الحکومية والإفلاس، بالإضافة إلي الکوارث الطبيعية مثل الفيضانات وعوامل تغير المناخ الأخرى.

-       التنقل بأسلوب الحياة: يشير إلى نمط الحرکة المرتبط بالرغبة في تغيير مسکن قائم أو تجربة حي مختلف([8]).

أن تزايد حرکة النمو العمراني للمدينة الذي يتبعة حرکة السکان داخل القطاعات المختلفة للمدينة، تبرز حرکة الانتقال السکني أو الحراک السکني، وتتخذ شکل التحرکات السکنية اتجاهين أساسيين هما حراک سکني داخل الحي ذاته مدفوعا بالعلاقات والصدقات والروابط الاجتماعية أو الخدمات اليومية التي يستفيد منها أحد افراد الاسرة أو کلاهما. وحراک سکني يکون في شکل الانتقال من حي إلي آخر، وفي الغالب تتم في الأحياء القديمة باتجاه الأحياء الحديثة علي اطراف المدينة أو بالحلقة الخارجية للمدينة([9]).   

التعريف الاجرائي للحراک السکني:

         وهو انتقال الافراد باسرها من محل الإقامة إلي الاقامة بمکان اخر، وتتخذ هذا التنقل أربع مستويات يمکن عرضها في النقاط التالية:

-      الانتقال داخل الحيز الحضري إلي اطراف المدينة.

-      الانتقال من قلب الضواحي إلي أطرافها.

-      الانتقال من الريف إلي الحضر ومنها إلي ضواحي المدينة.

-      الانتقال من الحضر إلي الريف.

خامساً: الاطار النظري للدراسة:-

أن التحضر ظاهرة متلازمة لنشأة المدن، لذلک فلم يکن لظهور المدن قرين نمو الحضارات الوسطى أو الحديثة، وإنما ظهرت بشکلها الأولى مع ظهور الحضارات الإنسانية، وإنما ظهرت بذورها الأولى خلال قرون سبقت التاريخ الميلادي وارتبطت بالحضارة الفرعونية واستمرت تکون المدن وظهورها خلال الحضارات: اليونانية، والرومانية، والإسلامية، والمدينة في تلک الفترة لها وظيفة أنشئت من أجلها؛ کالمدينة العسکرية، والدينية والتجارية،....الخ([10]).

لقد برزت العديد من القضايا والمداخل النظرية المفسرة للتحضر، وذلک طبقا لتعدد العلوم التي تهتم بدراسة المدينة، کالجغرافيا، والتخطيط، والاقتصاد، والاجتماع. ومن هنا کانت المدينة تمثل موضوع مشترکا في الفکر الاجتماعي، الأمر الذي دفع الباحث إلي الاعتماد علي المقولات النظرية لنظرية مراحل التحضر.

قدم العديد من العلماء التفسيرات النظرية للتطور المراکز الحضرية وخاصة بعد الثورة الصناعية، حيث تطورت تلک المراکز من البسيط إلى المرکب، ولذلک ظهرت المداخل النظرية لتفسير تلک المراحل أمثال Syrquin عام 1979، والذي حدد السمات المميزة لتنمية تلک المراکز، حيث تتحول تلک المراکز من الإنتاج الزراعي (الاساسى) إلى الصناعي(الثانوي). فيما طرح مجموعة من الباحثين مؤشرات يمکن الاستناد إليها في تقييم عملية النمو الحضري منها: نصيب الفرد من الناتج المحلى أو الهيکل الصناعي، وهيکل العمالة (نسبة الوظائف المرتبطة بکل قطاع صناعي) داخل المراکز الحضرية، ومستوى التحضر(نسبة السکان غير الزراعيين فى المدن)([11]).

وفى عام 1982 طرح کلا من   Berg, Drewett, Klassen, Rossi and Vijverbergتصورا نظريا لمراحل النمو الحضري فى کتابهم المعنون بــ URBAN EUROPE:A Study of Growth and Declinعلى أساس النمو السکاني فى المناطق الحضرية والتغيرات السکانية بين النواه(المرکز) والإطراف. وتذهب هذه النظرية إلى أن الاقاليم الحضرية تتکون من مرکز حضرى رئيسى "المدينة المرکزية" بالاضافة إلى النطاقات المجاورة والمتاحة لحرکة المترددين اليومية والتى غالبا تحتل مساحة کبيرة وتمتد کثيراً عن الحدود الإدارية المعروفة للمدينة المرکزية، وخلصت النظرية إلى ان المرکز الحضرى يمر بأربع مراحل من التحضر هى :-

-    مرحلة التحضر الکثيف Urbanization .

-    مرحلة التحضر الجزئى بالضواحى .Suburbanization or Exurbanisation

-    مرحلة التحضر المضاد Dis-urbanization.

-   مرحلة إعادة التحضر Re-urbanization([12]).

1-  مرحلة التحضر الکثيف urbanization

أن النمو السکاني والإمکانيات المحدودة لتوسيع الرقعة الزراعية، تمهد للعديد من التغيرات التي ستشهدها المناطق الريفية؛ حيث يعانى الريف من زيادة في القوى العاملة، وانخفاض في مستوى الدخول. ولکن عندما يتم إنشاء مجمع صناعي جديد، تبدأ تتدفق موجات الهجرة من الريف إلى الأماکن التي يترکز فيها، وتفرض بيئة العمل ومستوى الدخول على العمال عدم الإقامة بعيداً عن عمله. أن هذا التدفق سيؤدي الى تجمعات حضرية کثيفة، الأمر الذي يقابله انخفاض عدد سکان الريف([13]).

الاجتماعية الاقتصادية والثقافية في المراکز الحضرية وذلک لانجذاب العمالة الريفية – والتي تمتلک اکبر حصة من قوة سوق العمل- إلى المراکز الحضرية؛

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

والتي ترتفع تشهد مرحلة التحضر الکثيف کثيراً من التحولات بها معدلات النمو الصناعي، في محاولة للانخراط في الهيکل الصناعي لتلک المراکز؛ وذلک بعد ارتفاع معدلات البطالة في القطاع الزراعي نتيجة اتساع استخدام التکنولوجيا الزراعية على نطاق واسع. وتبرز تلک التحولات تغيرات ديموجرافية على مستوى مراکز الجذب ومراکز الطرد، حيث ترتفع معدلات النمو السکاني في المراکز الحضرية، فيما تنخفض تلک المعدلات في النطاقات الريفية، الأمر الذي أکدت علية الإحصائيات الرسمية والتي تذهب إلى أن نسبة السکان في الريف انخفضت من 57.4% خلال تعداد 1996 إلى 57% طبقا لتعداد 2006.


ولقد شهد المجتمع المصري موجه کبيرة من حرکة الکتل السکانية على مستوى الجمهورية، کما هو موضح فى الشکل رقم(1). فقد وصل عدد الکتلة السکانية المتحرکة 4.8 مليون نسمة خلال تعداد 2006، وتعددت أسباب حرکة تلک الکتل :

الأول: مرافقه الأسرة لعائلها بنسبة 36% من إجمالي الکتلة .

الثاني: تأسيس أسرة نووية بنسبة 29%.

الثالث: الحصول على وظيفة خارج نطاق محل الإقامة بنسبة 23%.

وجاءت محافظة الجيزة في مقدمة محافظات الإقليم جذبا للسکان، حيث ارتفع عدد المهاجرين من 662 ألف نسمة خلال تعداد 1996 إلى 746 ألف نسمة طبقا لتعداد 2006. وتشکل قوة العمل أغلب الفئات العمرية للمهاجرين، حيث جاء 48% من المهاجرين في الفئة العمرية 20-45، فيما جاءت 38% في الفئة العمرية 45 سنة فأکثر، وأخيراً الفئات اقل من 20عام بنسبة 14%. وتعکس هذه الإحصائيات حجم التنمية والاستثمارات في إقليم القاهرة الکبرى وخاصة محافظة الجيزة، فقد بدأت القطاع الخاص مسانده الدولة في تطوير وأعاده هيکلة قطاع الإسکان في الإقليم الحضري، بالإضافة إلى تطوير شبکة الطرق بين مدن الإقليم وخاصة المدن الصناعية.

ب‌-    مرحلة التحضر الجزئي الضواحيSuburbanization

تشهد مرحلة تحضر الضواحي مجموعة من العوامل التي تساعد على حرکة الکتل السکانية متجها من المرکز إلى الضواحي، کتطور شبکة الطرق التي تربط المدن الجديدة والضواحي بمرکز السکان، وتحسن مستوى الإسکان، ومد شبکة الخدمات العامة(المياه- الصرف الصحي- الکهرباء) للضواحي، وانخفاض قيمة الوحدات السکنية، وانخفاض معدل التزاحم. کل هذه العوامل تعمل على خلخلة مرکز الثقل السکاني، وانتقال مرکز الجذب السکاني من قلب المرکز الحضري إلى الضواحي، بالإضافة إلى جذب المؤسسات التجارية والصناعية لتلک الإطراف للاستفادة من تلک الخدمات.

وتلعب التفصيلات الفردية دورًا مهما فى هذه المرحلة ، حيث نجد الافراد يميلون في اختيار منازلهم، إلي أن يکونوا أکثر رغبة في اختيار مدينة أکثر خضرة وأصغر بالقرب من مدينة کبيرة ، على الرغم من أنهم يعملون في المرکز الحضري. ولا يزال نمط الهجرة مرکزياً، ولکن داخل المنطقة الحضرية الوظيفية، يبدأ اتجاه اللامرکزية للسکان في الهيمنة. لا تزال المدينة ککل تکتسب السکان من المناطق الريفية ، لکن حلقة المدينة تظهر نمواً أسرع من حيث عدد الأشخاص والأنشطة الاقتصادية مقارنة بالمرکز نفسه([14]).

ج- مرحلة التحضر المضاد Dis-urbanization

تعد لامرکزية الوظائف والسکان العملية التي تميز الإقليم الحضري في مرحلة التحضر المضاد، بغض النظر عن حجمها أو منطقتها أو موقعها بالنسبة للمدن الأخرى، أن المدن في المناطق المزدهرة تکون عرضه للامرکزية بشکل أسرع من المناطق المحيطة أو اقل ازدهار. کما أن حجم المدينة مهم في تفسير اللامرکزية؛ لأنه مرتبط بکثافة النواة الحضرية، والتي يرتبط بدورة بالمستوى الذي وصلت إليه المدينة في دورة حياتها([15]).

 وهنا يمکن القول أنه کلما تضخمت الکتل السکانية للضواحي والقري السکانية المجاورة لها، کلما ظهرت اتجاه عکسية في التطور الحضري .

تعد الکثافة السکانية للقرى المحيطة بالإقليم الحضري العامل المساعد على دخول  الإقليم في مرحلة المد الحضري لتلک القرى ، وهنا يظهر مرکز نمو مختلف داخل الإقليم الحضري، وتصبح العلاقات التفاعلية بين المدينة المرکزية والضواحي والفضاء الزراعي خارج الإقليم ، الذي يتحول بمرور الوقت إلى مراکز للنمو العشوائي، أو التحضر العشوائي.

د- مرحلة إعادة التحضر Re-urbanization

تشهد مرحلة إعادة التحضر تناقصا سکانيا للإقليم الحضري ککل، بما فيها من الإحياء القديمة بمرکز المدينة والضواحي. وفى المقابل تشهد الهوامش الحضرية الريفية معدلات نمو متزايدة، وبالتالي ينمو الإقليم الحضري في تلک المرحلة من الخارج.

أن نزوح الکتلة السکانية من المرکز إلى الهوامش الريفية الحضرية تعد من العوامل التي تهدد باستقرار الإقليم الحضري، ولذلک جاءت مجموعة من الإجراءات التي يمکن من خلالها أعادة توازن الإقليم، من خلال تعزيز مصادر جذب السکان من خارج الإقليم من ناحية، وعدم حرکة الکتلة السکانية من الداخل إلى الهوامش الريفية على أطراف المدينة، وتتنوع تلک الإجراءات ما بين أعادة تأهيل المساکن القائمة(الأحياء القديمة)، وإدخال برامج التجديد الحضري، وتحسين حالة المرور، وإنشاء مناطق للمشاة، وتحديث البنية التحتية الاجتماعية والخدمية([16]). أن تطوير تلک الخدمات عمل على إعادة هيکلة مصادر الجذب للإقليم مرة أخرى، ولا تقتصر تلک المصادر على المدينة المرکزية، بل امتدت إلى کافة أجزاء الإقليم. 

سادساً: مراجعة التراث البحثى:- 

باستقراء التراث البحثى المرتبط بالعوامل التى تدفع الکتل السکانية للحرکة فى اتجاهات مختلفة فى محاوله لإعاده انتاج أنماط التحضر وجد أن هناک مداخل متعددة لدراسة التحضر وتتمثل تلک المداخل فى :

1-  التحضر والنمو

2-  التنمية وديناميکية السکانية

1-   التحضر والنمو :-

يشکل التوسع الحضرى على نطاق واسع ظاهرة حديثة العهد، ففى عام 1900م کان حوالى 15% من سکان العالم يعيشون فى المدن، ومع تسارع وتيرة النمو السکانى فى المناطق الحضرية ففى عام 1950م کان يقدر أن نصف سکان العالم يعيش فى المدن. ولقد بلغت معدلات النمو السکانى ذروتها بـ 3.7% خلال الفترة من 1950-1975. ويتوقع صندوق الامم المتحده للسکان United Nations Population Fund (UNFPA) أن عدد سکان الحضر فى البلدان النامية يتزايد بمعدل 65مليون شخص سنويا بين عامى 2000-2030([17]).

تلعب التغيرات الديموجرافية دوراً کبيرا فى التحول الحضرى السريع، کما تعد الهجرة (المباشرة وغير المباشرة) من أهم العوامل التى تدعم النمو السکانى للمدن([18])، وانه فى ظل الهجرة المستمرة من الريف إلى الحضر تزايدت معدلات التحضر فى الدول النامية بصورة کبيرة، حيث ترکز عدد کبير من سکان تلک الدول فى عدد محدود من المدن، ففى الوقت الذى بلغ معدل النمو السکانى فى المناطق الحضرية فى الدول النامية 3.6% فان معدل النمو السکانى لعواصم تلک الدول أو المدن الکبرى فيها يزيد على ذلک بأکثر من الضعفين أو الثلاث أضعاف([19]).

ويذهب تقرير المدن العالمية 2016 الصادر عن United Nations Human Settlements Programme (UN-Habitat)إلى أن التحضر يعد نتاجا للنمو السکانى والعمرانى للمدن، حيث يشکل الزحف العمرانى أنماط من التحضر تتمثل فى الضواحى، والتحضر شبة العمرانى، والتمدد الحضرى، ويمکن النظر إلى هذه الانماط على أنها خيار للانتقال خارج النواه الحضرية المزدحمة حيث تکون الاراضى والاسکان اقل تکلفة فى الضواحى، الإمر الذى يجعل التکلفة الاقتصادية لنمط المعيشة فى الاطار الذى يحدده قاطنى تلک التجمعات العمرانية([20]).

  لقد لعبت النمو الديموجرافي دورا کبيرا فى تغير مورفولوجية المدينة وذلک بشکل مباشر من خلال ظهور أنماط عمرانية مختلفة، وظهور الاحياء العشوائية المختلفة، والمصالح الشخصية للافراد([21]). ولقد افرزت تلک التغيرات مشکلات للمراکز الحضرية التاريخية منها افتقادها لکثير من نسيجها التقليدى([22]). ويعد التحضر المفرط Over Urbanization، وهيمنة المدينة الرئيسيةPrimate City من ابرز المشکلات المصاحبة للتوزيع المکانى للسکان، حيث يستقر المهاجرين فى أحياء المدن الفقيرة وعلى أطرافها، ويرتبط بتلک الظاهرة عده مشکلات فرعية أهمها : الضغط على الخدمات الاجتماعية کالتعليم والصحة والإسکان والمياه، ومشکلات البطالة والفقر وارتفاع أسعار الأراضى والاجور وتلوث البيئة والجريمة والانحراف(([23]

2- التنمية وحرکة الکتل السکانية

لقد دفعت التنمية إلى صعود حرکة الکتل السکانية من المراکز الحضرية إلى الاطراف مشکلاً نمطا حضريا جديداً، حيث ذهب تقرير UN-Habitat إلى أنه مع ارتفاع مستويات التحضر داخل المدن يتطلب ذلک نقل الصناعات والخدمات من مرکز المدينة إلى الإطراف ، وإنشاء مراکز جديدة لها ديناميکيات اقتصادية واجتماعية خاصة بها، ساعد على حرکة الکتل السکانية من داخل النقطة المرکزية للمدن إلى خلق مرکز للثقل السکانى على الاطراف،  فيما ذهب التقرير إلى أن المناطق شبة الحضرية فى البلدان النامية أصبحت مدن مقسمة تتسم بالفصل المکانى على طول الخطوط الاجتماعية والاقتصادية، وتتالف تلک المناطق شبة الحضرية من أنماط غير رسمية لاستخدام الأراضى مسحوبة بنقص الهياکل الأساسية، وضعف الخدمات العامة، مع انخفاض مستوى المعيشة للاسر([24]).

وهنا يمکن القول أن حجم الانشطة التنموية داخل الاقليم يتحدد عليه مستويات التحضر، وهو ما تؤکد عليه دراسةel  Lili Wei إلى تذهب إلى ان الفروق التى تقع بين المدن فى مستويات التحضر ترجع استراتيجية التنمية الاقليمية داخل کل مدينة([25])

يرتبط تشکل ونمو مراکز الانشطة الفرعيةSub- center Formation  بديناميکية النمو العمرانى من خلال ما يرتبط بعمليات اللامرکزية Decentralization  ونمو الضواحى للسکن والانشطة الاقتصادية، وذلک بهدف الحد من المشکلات التى يعانى منها المرکز الرئيسى من خلال خلق مواقع أخرى تعمل کمراکز للانشطة والتى يتحقق من خلالها التوازنات الداخلية للانشطة الاقتصادية داخل المدن الکبرى.

ولقد ترتب على ظهور هذه النوعية من المراکز الفرعية فقدان أغلب المدن القائمة الرئيسية لوظائفها، وتعد دراسة Heikkila et al 1989، و دراسة small and Song ومن الدراسات التى اهتمت بدراسة تاثير ظهور مراکز الانشطة الفرعية بالمنطقة الحضرية. فيما تذهب دراسة Claeser and Kahn(2001) إلى أن ظاهرة اللامرکزي سواء للسکان أو للانشطة تکون نتيجة مجموعة من العوامل والقوى التى تتمثل فى انخفاض تکاليف الانتقال، ارتفاع فى مستويات الدخول ورغبة ذوى الدخول فى التواجد بمناطق الضواحى([26]).  

أن تزامن ظهور أغلب المراکز الفرعية مع سياسة التعمير الثانوى للسکان والانشطة بمناطق الضواحى ويتم التعبير عن ظاهرة التعمير الثانوى ونمو الضواحى بمعدل التعمير الثانوى للسکان Suburbanization Rat وهو عباره عن(معدل النمو بمنطقة الضواحى- معدل النمو بالمدينة المرکزية. أن ظاهرة نمو الضواحي للسکان تحدث عن طريق نمو المدينة خارج حدودها وذلک باضافة حلقات جديدة من المناطق السکنية خارج حدود المدينة وذات کثافة مرتبطة بالاحوال والظروف الاقتصادية للمنطقة الحضرية وبالمسافة مع مرکز المدينة الرئيسى.

سابعاً: الإطار المنهجى للدراسة:-

1-  مجتمع الدراسة ومبررات اختيارة:-

في أطار اهتمام الدراسة بدراسة عوامل حرکة الکتل السکانية وتاثيرها علي تشکل أنماط التحضر بضواحي محافظة الجيزة. تم اختيار محافظة الجيزة باعتبارها المجال الجغرافي للدراسة لعدة اعتبارات أهمها:

1-     التوسعات العمرانية التى شهدتها المحافظة للنطاق الحضري.

2-     وارتفاع الکثافة السکانية لأطراف تلک المدينة.

3- حرکة الکتل السکانية اتجاه القري المتلاحمة بالاطراف. ولقد تم اختيار مناطق مجتمع الدراسة فى اتجاه- الغربي والشمال الغربي- حرکة الکتل السکانية في ضوء أسس منهجية أهمها: أن يکون مجتمع الدراسة بضواحي المحافظة، بالإضافة إلي إن يکون هناک تمثيل للقري التي دخلت الحيز الحضري في أوقات متقدمة من التاريخ الحديث باطراف المحافظة، وقري متلاحمة مع الحيز الحضري لمحافظة الجيزة لم تدخل زمام النمو الحضري، وقري ابتعلها النمو الحضري للمحافظة وتم دمجها في إلاقليم الحضري للمحافظة.

ولتحقيق ذلک تم اختيار مجتمع الدراسة في ضوء الاعتبارات السابقة ، حيث تمثل کل منطقة نموذج من النماذج الثلاثة :-

أ‌-   منطقة صفط اللبن:- تم اختيار المنطقة لتمثل القري التي تلاحمت ودخلت نطاق الحيز الحضري في أواخر القرن العشرين، حيث تشکل منطقة صفط اللبن من أقدم القري التي دخلت نطاق النمو الحضري للمحافظة.

ب‌-     منطقة المعتمدية:-تمثل هذه المنطقة القري المتلاحمة بالمحافظة، ولم تدخل نطاق الحيز الحضري، وعلي الرغم من ذلک هناک اتجاه متزايد لمعدلات الحرکة السکانية في تلک المناطق.

ج‌- منطقة منشاة البکاري:-تمثل هذه المنطقة القري التي ابتلعها النمو الحضري للمدينة، ودخلت نطاق الحدود الإدارية للإقليم الحضري لمحافظة الجيزة. بالإضافة إلي أنها تشکل نمط من التحضر المضاد حيث اتسع النمو العمراني للمدينة في اتجاه الامتدادات العمرانية للقرية في نقطة مرکزية.

2-    منهج الدراسة: ونظراً لتعدد مداخل دراسة حرکة الکتل السکانية لاطراف مدينة الجيزة وعلاقتها بمستويات التحضر سوف تعتمد الدراسة على عده مناهج هي:

أ‌-       المنهج التاريخى: وذلک من أجل التعرف على العوامل التى تدفع الکتل السکانية من نقطة مرکزية للسکان إلى نقطة أخرى. وذلک بالاعتماد على الاحصائيات العامة الصادرة عن المحافظة .   

ب‌-المنهج الوصفى التحليلى: وذلک لرصد الاثار الاجتماعية لحرکة الکتل السکانية.

3-    أدوات الدراسة: سوف تستعين الدراسة الراهنة بمجموعة من الادوات وهى :

-        اداة الاستبيان:وذلک للتعرف على عوامل زحف الکتل السکانية للاطراف، والخصائص السکانية لتلک الکتل، وتم تطبيقها علي عينة قدرها 300مفردة موزعة بالتساوي بين مناطق الدراسة.

-       دليل مقابلة : تم تصميم دليل مقابلة لتطبيقة علي مجموعة من الکتل السکانية داخل مناطق الدراسة، لرصد عوامل حرکة الکتل السکانية داخل المجتمع بصفة عامة والضواحي بصفة خاصة، وتم تطبيق دليل المقابلة على 15 حالة من أرباب الاسرة موزعين بالتساوي بين مناطق الدراسة.

-        التسجيل الصوتي: اعتمدت الدراسة علي التسجيل الصوتي کعامل مساعد في إجراء المقابلات الميدانية بالسکان، حيث يتم من خلال تفريغها التعرف علي التفاصيل التي لا تستطيع تدوينها عند اجراء المقابلة، حيث تم تسجيل 15 مقابلة موزعة بالتساوي بين مناطق الدراسة الثلاثة.

 

-        صدق الأدوات البحثية وثباتها:-لقد تم حساب الاتساق الداخلي علي مدي ارتباط العبارات ببعض داخل المقياس، فبعد تطبيق المقياس والاستبيان علي عينة قوامها 300 مفردة ، تم حساب معامل Alpha  باستخدام برنامج spss للاستبيان الذي سجل درجة الثبات (0.73).

4-  خصائص عينة الدراسة

تتشکل خصائص عينة الدراسة من مجموعة من العناصر الأساسية التي يتم من خلالها التعرف علي خلفية الکتل السکانية المشارکة في الدراسة من حيث( النوع- السن - الحالة العملية - طبيعة العمل  - طبيعة السکن).


جدول(1)

توزيع عينة الدراسة طبقا للنوع

النوع

ک

%

ذکر

217

72.3

انثي

83

27.7

الاجمالي

300

100

 


يتضح من الجدول السابق تباين عينة الدراسة من حيث النوع، حيث تتضمن الدراسة ارباب الاسر من الرجال والنساء، فقد بلغت نسبة الذکور 72.3% من إجمالي عينة الدراسة، بالمقابل 27.7% من الاناث، وجاء هذا التباين کرد فعل للمعايير اختيار العينة، حيث تم اختيار العينة من أرباب الاسر سواء کانت من الرجال أو النساء، وهنا تشکل المرأة الحضرية دوراً فاعل في الاسرة، حيث تعيل بعض النساء کثير من أسرهم بعد التغيرات التي تطرأ علي الاسرة سواء بالتفکک الاسري أو بوفاة رب الاسرة. 


جدول(2)

توزيع عينة الدراسة طبقا لفئات السن

فئات السن

ک

%

25- 35 سنة

55

18.3

36- 45 سنة

95

31.7

46- 55 سنة

87

29.0

56سنة فاکثر

63

21.0

الإجمالي

300

100


يتضح من الجدول السابق تباين فئات السن المشارکة في الدراسة، حيث تبلغ الفئة العمرية من (36-45) اکثر الفئات العمرية مشارکة بالدراسة بنسبة 31.7%، ويليها الفئة من (46-55 سنة) بنسبة 29%، وهنا يمکن القول أن الفئة من 36-55 تشکل 60.7% من إجمالي العينة. وتأتي الفئة (أکثر من 56 سنة) في الترتيب الثالث بنسبة 21%، وأخيرا الفئة من (25-35 سنة) بنسبة 18.3% من إجمالي عينة الدراسة. وتؤشر هذه البيانات علي اتخاذ قطاع کبير من الشباب مناطق الأطراف، کوجه سکنية في مرحلة تأسيسهم للاسرة. حيث تشکل الفئة من 25-45 سنة 50% من إجمالي عينة الدراسة.


 

 

جدول(3)

توزيع عينة الدراسة طبقا للحالة العملية

الحالة العملية

ک

%

يعمل

253

84.3

لا يعمل

47

15.7

الاجمالي

300

100.0


يتضح من الجدول السابق انخفاض مستويات البطالة بين عينة الدراسة، حيث شکل الفئات الاجتماعية التي تعمل القطاع الأکبر في عينة الدراسة بـ 84.3% من إجمالي العينة، مقابل 15.7% لا يعمل ، وهذا يؤکد علي العامل الاقتصادي والمهني في حرکة قطاع کبير من السکان إلي المدينة، ومميزات الموقع الجغرافي لمناطق الدراسة من حيث قربها من الطرق والمحاور الرئيسية التي تربط المنطقة بالمدن الجديدة وقلب المدينة، وحجم الأنشطة الاقتصادي داخل تلک المناطق ومدي قدرتها علي استيعاب الطاقات البشرية داخل المنطقة.


جدول(4)

توزيع عينة الدراسة طبقا لطبيعة العمل

طبيعة العمل

ک

%

القطاع الحکومي

49.0

19.4

القطاع العام

15.0

5.9

القطاع الخاص

33.0

13.0

اعمال حرة

156.0

61.7

الاجمالي

253.0

100.0


يتضح من الجدول السابق سيطرة قطاع الاعمال الحرة علي طبيعة العمل بين عينة الدراسةحيث بلغت 61.7% من إجمالي العينة، ويلية القطاع الحکومي بنسبة 19.4%، ثم جاء القطاع الخاص بنسبة 13%، وأخير سجل القطاع العام 5.9% من إجمالي عينة الدراسة، هذا يؤشر علي الدور الذي يلعبة الأنشطة الاقتصادية الحرة، التي تعتمد بشکل کبير علي مهارة اليد العاملة دوراً في حرکة الکتل السکانية بين قطاع کبير من عينة الدراسة، أو التمرکز المکاني بجوار الأنشطة التجارية التي يعمل بها.


جدول(5)

توزيع عينة الدراسة طبقا لطبيعة السکن

طبيعة السکن

ک

%

ايجار

84.0

28.0

تمليک

114.0

38.0

بيت عيلة

101.0

33.7

بيت شرک

1.0

0.3

الاجمالي

300.0

100.0

 


يتضح من الجدول السابق طبيعة السکن داخل مناطق الامتداد العشوائي بمحافظة الجيزة، حيث تشکل المساکن التمليک القطاع الأکبر لدي عينة الدراسة بنسبة 38%، ثم يأتي دور الاسرة الممتدة في مواجهه مشاکل الإسکان، ومدي قدرتها علي توفير مساکن لاعضائها بنسبة 33.7، من إجمالي عينة الدراسة، بينما تحتوي مناطق الدراسة الکتل السکانية المتحرکة، وتوفير وحدات سکنية بداخلها تناسب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لتلک الکتل بنسبة 28% من إجمالي عينة الدراسة. فيما تنخفض المساکن القائمة علي الشراکة بين عدد من الاسرة في محيط المنطقة، حيث اندرج هذا النمط من السکن بنسبة 0.3% من إجمالي العينة، وهذا يؤشر علي ان الوحدات السکنية داخل مناطق الدراسة تنقسم إلي مستويين الأول: منازل أهالي تتکون من اسرة ممتدة بشکل رئيسي. الثاني: ووحدات سکنية في شکل أبراج متکرر لاستيعاب السکان ذات الخلفيات الاجتماعية المختلفة.

-       خصائص حالات الدراسة


جدول (6)

خصائص حالات الدراسة

رقم

النوع

السن

الحالة الزواجية

المستوي التعليمي

المهنة

الموطن الأصل

المنطقة

1

انثي

58

ارملة

ثانوي فني

اعمال حرة

ريف

منشاة البکاري

2

ذکر

62

متزوج

ثانوي تجاري

اعمال حرة

ريف

منشاة البکاري

3

ذکر

53

متزوج

بکالوريوس تجارة

صاحب مصنع ملابس

ريف

منشاة البکاري

4

ذکر

57

متزوج

ثانوي تجاري

مزارع

ريف

منشاة البکاري

5

ذکر

43

متزوج

ليسانس اداب

موظف حکومي

حضر

منشاة البکاري

6

انثي

61

مطلقة

تقراء وتکتب

ربة منزل

ريف

صفط اللبن

7

ذکر

60

متزوج

يقرأ ويکتب

عامل حکومي

ريف

صفط اللبن

8

ذکر

52

متزوج

دبلوم تجاري

عامل محارة

ريف

صفط اللبن

9

ذکر

55

متزوج

بکالوريوس هندسة

مهندس ميکانيکي

ريف

صفط اللبن

10

ذکر

35

متزوج

بکالوريوس تجارة

محاسب

ريف

صفط اللبن

11

انثي

64

ارملة

تقرأ وتکتب

لاتعمل

ريف

المعتمدية

12

ذکر

48

متزوج

ليسانس حقوق

موظف حکومي

ريف

المعتمدية

13

ذکر

57

متزوج

أمي

مقاول

ريف

المعتمدية

14

ذکر

38

متزوج

ليسانس اداب 

موظف حکومي

ريف

المعتمدية

15

ذکر

35

متزوج

دبلوم فني

اعمال حرة

ريف

المعتمدية

 


يتضح من الجدول السابق ادماج ارباب الاسرة من النساء داخل محيط عينة حالات الدراسة للتعرف علي العوامل التي تؤثر في قرار حرکة السکان، وکيفية مواجهه النساء للمشکلات المنتشرة داخل مناطق الدراسة ، لذا تم اختيار انثي بکل منطقة من مناطق الدراسة ، کما تضمن حالات الدراسة تنوع على مستوي الفئات التعليمية المختلفة، فنجد تواجد للفئات الامية ، والحاصلين علي مؤهلات متوسط، والجامعي، ويفيد هذا التنوع في رصد عوامل حرکة الکتل السکانية طبقا لاختلافات المستويات التعليمية المختلفة ، وإلي أي مدي يعلب التعليم دوراً في انتقال السکان. کما تضمن عينة الدراسة العديد من المهن ، التي قد تؤثر علي قرار حرکة السکان، والخلفيات الاجتماعية لتلک المهن. کما تشکل الفئات العمرية  والعملية دوراً هاما في تشکل قرار حرکة السکان لدي قطاع کبير من السکان ، لذا نجد تنوع ملاحظ داخل حالات الدراسة من حيث فئات السن وطبيعة الأنشطة المهنية لتلک الحالات.

ثامناً: أساليب التحليل والتفسير:-

أن المعرفة التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة بشأن عوامل حرکة الکتل السکانية، لم تکن محددة في مجملها من الناحية النظرية، حيث اعتمدت الدراسة علي العديد من المقولات النظرية لرواد علم الاجتماع في دراسة عوامل الزحف السکاني للمدينة، واتخذ مسار التحليل في هذه الدراسة مستويين الأول: التحليل الاحصائي للبيانات الکمية باستخدام برنامج  spss، واستخراج الارتباطات بين المتغيرات المختلفة التي تفيد في رصد عوامل حرکة الکتل السکانية ، وهنا يتم مزج البيانات الکيفية التي تزيد من عمق مستوي التحليل بالدراسة. والثاني: أنه تم تفسير تلک البيانات والمعاني في ضوء الخلفيات الاجتماعية للسکان والسياق العام لتشکل تلک قرار الحرکة

تاسعاً: نتائج الدراسة الميدانية

تعد حرکة الکتل السکانية من آليات التکيف التي يلجاً اليها الافراد، اثناء التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تظهر في فترات زمنية مختلفة، وتتحکم تلک التحولات في اتجاه الحرکة، سواء کانت حرکة داخلية أو خارجية، لذا تتفاعل مجموعة من العوامل لتشکل حرکة الکتل السکانية، ولکن سوف تقتصر الدراسة علي تأثير النمو السکاني علي حرکة الکتل السکانية.

1-  النمو السکاني وحرکة الکتل السکانية:

يعد تزايد النمو السکاني من الدعائم الأساسية لتشکل التحضر، حيث يشير تقرير الأمم المتحدة United Nations الصادر عام 2018 إلي ارتفاع عدد سکان العالم في الحضر من 751 مليون نسمة عام 1950 إلي 4.2 مليار نسمة عام 2018 ، بالإضافة إلي تزايد نسبة سکان الحضر من 15% عام 1900 إلي 55% عام 2018، ومن المتوقع أن تصل نسبة سکان الحضر إلي 68% عام 2050 وفقا لما ذکره التقرير،وذلک نتيجة للتقدم التکنولوجي الذي يساهم في تحسين مستويات المعيشة للأفراد، الذي بدوره يدعم الخدمات الصحية التي تعمل على تقليل معدلات وفيات الأطفال([27])، لذا نما التعداد السکاني العالمي بمعدل سنوي قدرة 1.23% خلال الفترة من 2000-2010([28]).  

أن التغيرات السکانية التي رصدتها التعدادات السکانية التاريخية لمصر، تعکس معدلات الزيادة الطبيعية التي وصلت إلي 1.75% خلال عام 2019. فقد ارتفع  عدد سکان من من 66.6 مليون نسمة عام 2002، إلي 98.9 مليون نسمة في عام 2019. فقد ارتفع عدد السکان إلي ما يقرب من 30مليون خلال 17 عام ، وتشکل الکتل السکانية لمصر ما يقرب من 1.3% من التعداد السکاني العالمي . وعلي النطاق الحضري تصاعد النمو السکاني الحضري ، فقد تزايد السکان في المدن من 17.2% عام 1907 إلي 42.4% عام 2017، وذلک لارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية في الحضر والتي بلغت 2.1% مقارنه بالريف 1.49% خلال عام 2019، والتغيرات التي شهدها المجتمع المصري خلال منتصف القرن العشرين، والتي افرزت العديد من التداعيات التي تسرع من عمليات حرکة الکتل السکانية الدولية والداخلية.

ان التغيرات السکانية التي شهدتها المدن المصرية تعکس حجم حرکة الکتل السکانية من مناطق الطرد(الموطن الاصل) إلي مناطق الجذب، فنجد علي سبيل المثال جدول(1) إلي أن 43.4% من إجمالي عينه الدراسة کتل ريفية متحرکة من خارج محافظة الجيزة ، فيما جاء حرکة السکان الداخلية من مدن المحافظات إلي محافظة الجيزة بنسبة 56.7%، وتدلل هذه الاحصائيات علي أن حرکة الکتل السکانية لا ترتبط بالحرکة الريفية الحضرية، بل هناک العديد من الحرکات التي تدور في فلک المدينة، مدعمة بالوضع الوظيفي لهؤلاء الکتل.


جدول(7)

توزيع عينه الدراسة طبقا للموطن الأصل

الموطن الاصل

ک

%

ريف

130.0

43.3

حضر

170.0

56.7

الإجمالي

300.0

100.0

 


يتضح من الجدول (7) اتجاهات حرکة السکان داخل مناطق الدراسة، فتزايد حرکة الکتل السکانية الحضرية داخل مناطق الدراسة يدعم الشکل الحضري لحرکة الکتل السکانية بمناطق الدراسة؛ إي تزايد حرکة السکان من مراکز الثقل السکاني (قلب المدينة)، إلي أطراف النمو العمراني الشمالي الغربي لمحافظة الجيزة ليس هذا فقط؛ بل يعزز الشکل الداخلي(الافقي) لحرکة الکتل السکانية، فقد کشفت الدراسة الميدانية عن اتجاه حرکة افقي داخل بعض مناطق الدراسة، حيث تسعي الاسر کبيرة الحجم خروج البعض للإقامة في الامتدادت الخارجية للمنطقة، وتنتشر هذه الحرکة في منطقة منشأة البکاري بشکل ملحوظ، " احنا خمس اخوات قاعدين في البيت بعيالنا طالما انا قادر ابني بيت أوسع على اخواتي"، وهذة النمط من الحرکة يفسر التداعيات الاجتماعية للنمو العمراني للقري المتلاحمة بالمدن بشکل عام ومدينة الجيزة بشکل خاص، والنمط العمراني بالضواحي حيث تسود المساکن المکونه من طابقين أو ثلاثه، وهو النمط السائد بين الکتل السکانية بمنطقة منشأة البکاري، وهنا يجب أن نفرق يين نمطين من الاسکان: الأول سکن الأهالي وهو السکن النابع من حرکة الکتل السکانية من قلب الثقل السکاني للمنطقة إلي أطرافها. الثاني: إلاسکان الخاص وهو الإسکان الذي يتحکم قانون العرض والطلب في معدلات نموه.

وعلي الرغم من أن الکتل السکانية في کلا من صفط اللبن والمعتمدية تتشکل من خلال حرکة الکتل السکانية الحضرية والريفية معاً، إلا انه يظهر النمو الرأسي للاسر کما هو سائد في منطقة منشأة البکاري؛ حيث يقوم رب الاسرة ببناء منزل مکون من عدد طوابق تتلاءم مع احتياجات الاسرة من الإسکان، في محاولة لتکوين اسرة ممتدة بشکلها الحضري، وهو ما ظهر في قول أحدهم" انا صعيدى وحابب عيالي يقعدوا معايا في البيت انا متجوز اتنين بنيت البيت ست أدوار ومقعد کل واحدة في شقة والعيال واخدين الباقي"، ويرتبط ظهور هذه الاشکال بالمستويات الاقتصادية والاجتماعية للکتل السکانية المتحرکة إلي أطراف المدينة، وعلي الرغم من ذلک إلا ان النمو العمراني في هذه المناطق جاء بضغط من الکتل السکانية الحضرية والريفية معاً، إلا أن هناک تباينات في قدرة کل من الکتل السکانية على التکيف والاندماج داخل مناطق الدراسة. 

لقد صاغت مدرسة شيکاغو مصطلح الاندماج في أوائل القرن العشرين، وکان يشير إلي " عملية التسوية والتفاعل مع المجتمع المضيف"([29]). ويستخدم الاندماج الاجتماعي في دراسات الهجرة علي أنه إدراج للمهاجرين وقبولهم في مختلف المؤسسات والعلاقات والمواقف الاجتماعية في المجتمع المضيف، من خلال إتاحه الفرص المتکافئة" وبالنسبة للمهاجرين يعني الاندماج " عملية تلقب ثقافي جديدة، واکتساب الحقوق والالتزامات ، والحصول على فرص العمل، والمکانة الاجتماعية، وبناء علاقات اجتماعية مع أعضاء المجتمع المضيف وتشکيل شعور بالانتماء إلي هذا المجتمع"([30]).

تختلف معدلات النمو السکاني بمناطق الدراسة طبقا لقدرة الکتل السکانية علي التکيف داخل مناطق الدراسة، بمعني أن الکتل السکانية تتکيف بشکل اسرع مع النمو الحضري الذي لايرتبط بخلفية ريفية، وهنا يجب ان نفرق بين نوعين من النمو:-

النمط الأول: يمکن ان نطلق علية النمو العمراني المضاد الذي يظهر في نمو القري القريبة من المدن، والمدينة کلا في اتجاه الاخر، وهذا النمط يتضمن خلفية ريفية لبعض التجمعات العمرانية الجديدة قد تؤثر بشکل کبير في قدرة تلک المناطق علي جذب السکان وتکيفهم" يعني انت لو جيت بنيت هنا مش هتقدر تستحمل الجو هنا"، ويبقي النمو العمراني في تلک المناطق مقتصر علي النمو الذاتي لسکان تلک المناطق " في واحد جنبي خد کذا قطعة وهيبنيهم لاولاده علشان يبقي في ناس داخلة وخارجه علية عزوة".ويسود هذا النمط في منشأة البکاري باعتبارها احدي قري محافظة الجيزة حتي 2012، حينما أنضمت إلي الحيز الحضري في ذلک التوقيت.

-   النمط الثاني: النمو الأحادي؛ الذي يظهر في نمو المدينة في اتجاه القري المجاورة، وابتلاعها في الحيزى الحضري للمدينة. وهذا النمط غالبا ما تفضلة الحرکة الخارجية للسکان" احسن حاجه هنا اني محدش يعرفني ابقي في حالى احسن"، ويفضل هذا النمط بين المهاجرين المجبرين علي الإقامة في مناطق الدراسة.


جدول (8)

توزيع عينة الدراسة طبقا لقرار الحرکة والموطن الأصل

الموطن الأصل

توزيع عينة الدراسة طبقا لقرار الحرکة

الإجمالي

اختياري

اجباري

ک

%

ک

%

ک

%

ريف

61.0

20.3

69.0

23.0

130.0

43.3

حضر

123.0

41.0

47.0

15.7

170.0

56.7

 

الاجمالي

184.0

61.3

116.0

38.7

300.0

100.0

 

 

 

تصنف الحرکات السکانية إلي نمطين طوعية وأخري قسرية، ويمکن أن تختلط عناصر الاختيار والاکراة في نمط ثالث يمکن أن نطلق علية الهجرة المختلط Mixed Migration([31]) ؛ والتي تعني مجمل حرکات المهاجرين التي يتوافر فيها عنصرا الضغط والاجبار نتيجة الأوضاع الاجتماعية، کانخفاض المستوي الاقتصادي للاسرة، والزواج...إلخ وتعکس البيانات الواردة في الجدول (8) قرار حرکة الکتل السکانية من منطلق موطنهم الأصل، حيث تميل الکتل السکانية الواردة من الخلفية الريفية الي اللجوء الاجباري للإقامة بمناطق النمو العشوائي علي اطراف  


مدينة الجيزة محل الدراسة بنسبة 23% من إجمالي عينة الدراسة، فيما تلجا حرکة الکتل السکانية ذو الخلفية الحضرية إلي اختيار الإقامة بمناطق اطراف مدينة الجيزة بنسبة 41% من اجمالي العينة، وذلک لعدة اعتبارات سوف نعرض لها لاحقا. وهنا يمکن القول أن حرکة الکتل السکانية - الحرکة الريفية الحضرية- تسيطر عليها الکتل الريفية بواقع 60.3% مقابل 39.7% من الکتلة الحضرية، وتؤشر هذه البيانات علي حجم الاندماج الاجتماعي للکتل السکانية خاصة الريفية منها داخل التجمعات العمرانية الجديدة، وهو ما يتضح من تقارب حجم الکتل السکانية الريفية والحضرية داخل مناطق الدراسة، فقد بلغ حجم السکان ذات المرجعية الريفية بمناطق الدراسة 43.6% من إجمالي العينة مقابل 56.3%  مرجعية حضرية، ويشير بورديوه إلي ان الاندماج يتحقق لدي الافراد من خلال الهابيتوس الذي يعد مصدر جدال لادماج ما هو خارجي، وتجسيد ما هو داخلي، وينتج عنه تفاعل الافراد مع البنية الاجتماعية، وعندها ينخرط الأفراد في الممارسات المتنوعة لصور الاندماج([32]).

جدول(9)

النمو السکاني لمناطق الدراسة

خلال الفترة (1996-2016)([33])

المنطقة

1996

2006

2016

المعتمدية

99565

 

97787

صفط اللبن

84818

136216

193182

منشأة البکاري

64778

 

81842

أن النمو السکاني يعد المحرک الأساسي لزيادة معدلات التحضر والنمو العمراني، فيرتکز التحضر علي مقومات تساعد  فيوضح جدول (9) تبانات السکان في مناطق الدراسة طبقا للتعداد من 1996-2006-2016. وتعکس هذه البيانات حجم النمو السکاني لتلک المناطق سواء بالزيادة الطبيعية او ارتفاع مصادر الجذب بتلک المناطق، وتمثل منطقة صفط اللبن من أکثر المناطق نموا للسکان، حيث ارتفعت من 84.8 الف خلال تعداد 1996 إلي 193.1 الف خلال تعداد 2016. وهذا النمو انعکس بشکل ملحوظ في النمو العمراني للمنطقة حيث کشفت الخرائط الجغرافية زحف العمران في الاتجاه الغربي للظهير الزراعي لمنطقة صفط اللبن، متخطيا الطريق الدائري الذي أنشئ علي الحدود الغربية للمنطقة في نهاية القرن العشرين، فقد ابتلع النمو العمراني الطريق الدائري وأصبح شريان رئيسي لحرکة المرکبات وسط التکتلات العمرانية في الاتجاه الغربي لمنطقة صفط اللبن، وتساهم حرکة الکتل السکانية المباشرة وغير المباشرة بنسبة لاتقل عن 40% من النمو الحضري([34])

أن النمو السکاني في منطقة منشأة البکاري لم يکن بنفس معدلات النمو بمنطقة صفط اللبن، فقد ارتفعت من 64.7 الف نسمة عام 1996 إلي 81.8% الف نسمة خلال عام 2016. أن النمو السکاني السريع للمدن يشکل تحديا قويا لها، حيث يرتبط هذا النمو بتسارع حجم المدن والقري، بالإضافة إلي امتداد الحيز الذي تقوم علية التجمعات السکانية، وکثيرا ما يتم الامتداد الافقي على حساب الإراضي الزراعية([35]). حيث ظلت الرقعة الرزاعية متماسکة امام الزحف العمراني حتي 2012؛ ذلک التوقيت التي انضمت فيه منشأة البکاري إلي الحيز الحضري لمحافظة الجيزة، وهنا تم تقسيم الاحواض الزراعية إلي قطع يسمح بالبناء عليها طبقا لاتجاهات تلک الاحواض، وهنا أصبحت مجال خصب للنمو العمراني في الاتجاه الشمالي الغربي لمدينة الجيزة.

لقد تفککت الکتلة السکانية لمنطقة المعتمدية نظراً للتغيرات العمرانية التي شهدتها المناطق المجاورة لها، بالإضافة إلي أنها أحدي القري الملتحمة بمدينة الجيزة من الاتجاه الشمالي الغربي ، حيث  أنخفض عدد السکان المنطقة من  97.7 الف نسمة عام 2016 مقارنه بعام 1996 الي 99.5 الف نسمة. وتعکس هذه البيانات معدلات حرکة بعض الکتل السکانية الاصلية من هذه المنطقة بعد عمليات التقسيم للرقعة الزراعية، وبناء تجمعات عمرانية جديدة عليها، حيث تکشف الدراسة الميدانية عن إن الفئات الاجتماعية المسئولة عن النمو العمراني بتلک المنطقة هي تکتلات روؤس أموال ريفية، مهدت لزحف سکاني للتک التجمعات العمرانية " احنا جينا انا وابن عمي واخواتي کل واحد خد قطعة واتنين وبنناها ابراج" ، " اغلب الناس أصحاب الأبراج صعايدة انا جبت ابن عمي واتلمينا هنا"، وتتفق هذه المقولات مع ما ذهب إلية عبدالرحمن المالکي عن المهاجر قائلا: " أن المهاجر حينما يقرر الهجرة ينخرط في بناء استراتيجية خاصة دقيقة، ومن خلالها يتمکن من الانتقال من مجال حياتي إلي مجال حياتي أخر مختلف عنه تماما. ولکن هذا الانتقال لايحدث على شکل طفرة أو قفزة في المجهول؛ لان المهاجر ليس هو المتشرد أو التأهه بل هو أنسان اقتصادي بالدرجة الاولي، يقوم بافعال عقلانية وغائية بالمعني الفيبري"([36]).

وفي النهاية يمکن القول أن النمو السکاني يزيد من قوة مصادر الجذب، من خلال حرکة الکتل السکانية للاستفادة من هذه المصادر وتتمثل هذه المصادر في الخدمات التعليمية: والتي يتحرک اليها اعداد کبيرة من الطلاب في المراحل الجامعية، نظراً لعدم قدرة المؤسسات التعليمية داخل محافظة المنشأ علي استيعاب الموجات الطلابية المتزايدة بداخلها. وتزايد مصادر العمل: والتي ترغب الکتل السکانية تحسين أوضاعهم الاقتصادية من خلال الالتحاق بإحدي التجمعات الصناعية القائمة علي أطراف المدن الجديدة والاستفادة منها، وذلک نظراً لارتفاع معدلات البطالة بين قطاع کبير من الشباب بعد تخلي الدولة عن سياسة التوظيف. النمو العمراني الجديد: والذي يأتي نتيجة تنفيذ القطاع الحکومي العديد من المشروعات العمرانية الجديدة لاستيعاب النمو السکاني المتزايد، حيث نفذت وزارة الإسکان والتنمية والعمرانية العديد من المشروعات العمرانية التي تتلاءم مع المستويات الاقتصادية المختلفة، وتتوافق تلک التجمعات مع خريطة التخطيط العمراني التي تضعها الدولة، والنمو العمراني الخاص الناجم عن التوسعات العمرانية للمدينة، ولا يخضع لقواعد التخطيط العمراني، بل يتفق مع اتجاهات الاحواض الزراعية التي تم تقسيمها قبل تشيد التجمعات العمرانية.

المراجع

المراجع العربية  

1-    اشرف علي عبده، الحراک السکني في المدينة المنورة(2000-2016)، الجمعية الجغرافية المصرية، العدد 96، القاهرة ، 2017. 

2-    الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، التعدادات المذکورة، 1996، 2016.

3-    رشود بن محمد الخريف، الانتقال السکني في مدينة الرياض: دراسة في الاتجاهات والأسباب والخصائص، الجمعية الجغرافية السعودية، العدد20، جامعة الملک سعود، الرياض، الرياض، 1994. 

4-    رشود بن محمد الخريف، معجم المصطلحات السکانية والتنموية، مؤسسة الملک خالد الخيرية، الرياض، 2010.

5-    سامح عبدالوهاب، النقطة المرکزية للسکان کأداه لدراسة ديناميکية الأجسام السکانية، المجلة الجغرافية العربية، العدد (64)، القاهرة ، 2014.

6-    عبدالرحمن المالکي، مدرسة شيکاغو ونشاة سوسيولوجيا التحضر والهجرة، افريقيا الشرق، الدار البيضاء ، 2016.

7-    عبدالمجيد احمد هندي، الهجرة القسرية والاندماج الاجتماعي، المجلة العربية لعلم الاجتماع، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعية، العدد 26، القاهرة ،2020.

8-    لطرش سارة، تاثير النمو السکانى فى تغير مورفولوجية المدينة، رسالة ماجستير غير منشوره، قسم العلوم الاجتماعية ، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة فرحات عباس بسطيف، الجزائر، بدون سنه نشر.   

9-    ماجد عثمان ، تحليل الوضع السکاني، المرکز المصري لبحوث الراي العام (بصيرة)، القاهرة ، 2016.

10-مايک ديفيز، کوکب العشوائيات، ترجمة ربيع وهبه، المرکز القومى للترجمة ، الطبعة الاولى، القاهرة، 2013.

11-محمود الکردى : التحضر القضايا  والانماط والمشکلات، مرکز جامعة القاهرة للطباعة والنشر، بدون طبعة، القاهرة، 2017.

12-مشنان فوزي ، الزحف العمراني نحو أطراف مدينة باتنه واقعة ومتطلبات مواجهتة، المرکز الديمقراطي العربي، مجلة التخطيط العمراني والمکاني، المجلد الاول، العدد 1،برلين، المانيا ، 2019.  

13-ممتاز حازم وأخرون ، اثر التغييرات الموروفولوجية فى النسيج الحضرى على خصائصة الترکيبية: دراسة عن منطقة اسواق الموصل القديمة، قسم الهندسة المعمارية ، کلية الهندسة، جامعة الموصل ، متاح على الموقع التالى: www.uotechnology.edu.iq 


المراجع الأجنبية

1-         Aboufadel, E., Austin, D. (2006) . A New Method for Computing the MeanCenter of Population of the United States . The Professional Geographer. Association of American Geographers ,vol 58.

2-         Bosswick, Wolfgang & Heckmann, Friedrich.(2006). Social integration of immigrants: Contribution of local and regional authorities. Germany, European Forum for Migration Studies (EFMS), University of Bamberg.

3-          Brookerhoff, M. (1999): Urban Growth in Developing Countries: A Review of Projections and Predictions, Population and Development Review.

4-         Clark, W. A. V. & Onaka, J. L. (1983). Life cycle and housing adjustment as explanations of residential mobility, Urban studies, Vol. 20.

5-         Hamberger, Astrid.(2009). Immigrant Integration: Acculturation and Social Integration. Journal of Identity and Migration Studies, Volume 3, number 2,1-21.

6-         Hosszú, S (2009). Counterurbanization: A Literature Study, Danish Institute of Rural Research and Development  Syddansk Universite.

7-         Lili Wei el(2017): Regional Differences in Urbanization: A Case Study of Urban Agglomerations in Northwestern China, School of Economics, Lanzhou University, China.

8-         Masood .A (2016): Stages of Urban Growth, Department of Geography, Jamia MilliaIslamia, New Delhi.

9-           Meyer, A. , Witkamp, A. &Pecoud, A. (2008). People on the move: handbook of selected terms and concepts. version 1.0, Paris, THP Foundation, UNESCO.

10-     Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H. (2004): Cities Transformed, Earthscan, London.

11-     Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H., (Eds.), (2004), Cities Transformed, Earthscan, London.

12-     P. Clarke & R .Buckley(2009): Urbanization and Growth, World Bank, Washington, Dc.

13-     Pietro F. Peretto (1998): Technological Change and Population Growth, Journal of Economic Growth 3: 283–311.

14-     Rogers, A. (1995): Multiregional Demography: Principles, Methods and Extensions, John Wiley and Sons, Chichester, UK

15-     UN-Habitat(2016) : Urbanization and Development: Emerging Futures, World Cities Report, Available: www.unhabitat.org .

16-     Willibald, O., Mukiibi, S., Limbumba, T., (2018) “Understanding Residential Mobility”, American Journal of Engineering Research (AJER), Volume-7, Issue-5.

 

Population growth and population movement

"Empirical Study"

Mahmoud Zayed Abdullah

Assistant Lecturer, Department of Sociology - Faculty of Arts - Cairo University

SUMMARY

The current study aims to identify the effect of population growth on the movement of population blocks within the city, the forms of population movement in the suburbs, and the role that the increase in population plays in increasing the rates of population movement. The study relied on the historical method, and the descriptive and analytical approach in monitoring the forms of population movement within the suburbs. Therefore, three areas were selected on the outskirts of Giza Governorate, namely, Saft al-Laban, Al-Moatamadeyah and Monshaat Al Bakkari, as a geographical field for applying the questionnaire tool to a sample of 300 individuals, and conducting in-depth interviews with 15 status.

The study found a set of results, the most important of which are: Population growth plays a major role in the movement of population blocks within villages fused to urban space, and suburbs that are characterized by dense population, in addition to the rise in family numbers increases horizontal population movement, in an attempt to form a nuclear family belonging to the family. Extending out of shape.

Key words:population growth - suburbs - movement of population masses - housing movement - urbanization

 



([1]) مايک ديفيز، کوکب العشوائيات، ترجمة ربيع وهبه، المرکز القومى للترجمة ، الطبعة الاولى، القاهرة، 2013، ص ص 37-38.    

([2])Aboufadel, E., Austin, D. (2006) . A New Method for Computing the MeanCenter of Population of the United States . The Professional Geographer. Association of American Geographers ,vol 58.

([3]) سامح عبدالوهاب، النقطة المرکزية للسکان کأداه لدراسة ديناميکية الأجسام السکانية، المجلة الجغرافية العربية، العدد (64)، القاهرة ، 2014، ص 17.

([4]) رشود بن محمد الخريف، معجم المصطلحات السکانية والتنموية، مؤسسة الملک خالد الخيرية، الرياض، 2010، ص 230.  

([5]) اشرف علي عبده، الحراک السکني في المدينة المنورة(2000-2016)، الجمعية الجغرافية المصرية، العدد 96، القاهرة ، 2017، ص  25.  

([6])  Willibald, O., Mukiibi, S., Limbumba, T., (2018) “Understanding Residential Mobility”, American Journal of Engineering Research (AJER), Volume-7, Issue-5, pp-503-507.

([7] (رشود بن محمد الخريف، الانتقال السکني في مدينة الرياض: دراسة في الاتجاهات والأسباب والخصائص، الجمعية الجغرافية السعودية، العدد20، جامعة الملک سعود، الرياض، الرياض، 1994، ص 16. 

([8]) Clark, W. A. V. & Onaka, J. L. (1983). Life cycle and housing adjustment as explanations of residential mobility, Urban studies, Vol. 20, pp: 47-57.

([9]) اشرف علي عبده، مرجع سابق، ص 26.  

([10]) محمود الکردى : التحضر القضايا  والانماط والمشکلات، مرکز جامعة القاهرة للطباعة والنشر، بدون طبعة، القاهرة، 2017، ص 34.  

([11])Masood .A (2016): Stages of Urban Growth, Department of Geography, Jamia MilliaIslamia, New Delhi.

([12])Masood .A,abid,p 10.

([13](Masood .A,abid,p 25.

([14])Hosszú, S (2009). Counterurbanization: A Literature Study, Danish Institute of Rural Research and Development  Syddansk Universite, P 12.

([15]) Masood .A,abid,p 49.

([16]) Masood .A,abid,p 52.

([17]) P. Clarke & R .Buckley(2009): Urbanization and Growth, World Bank, Washington, Dc.

([18]) Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H. (2004): Cities Transformed, Earthscan, London.

 

([19]   (Brookerhoff, M. (1999): Urban Growth in Developing Countries: A Review of Projections and Predictions, Population and Development Review.

([20])UN-Habitat(2016) : Urbanization and Development: Emerging Futures, World Cities Report, Available: www.unhabitat.org .

([21])  لطرش سارة، تاثير النمو السکانى فى تغير مورفولوجية المدينة، رسالة ماجستير غير منشوره، قسم العلوم الاجتماعية، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة فرحات عباس بسطيف، الجزائر، بدون سنه نشر.   

([22]) ممتاز حازم وأخرون، اثر التغييرات الموروفولوجية فى النسيج الحضرى على خصائصة الترکيبية: دراسة عن منطقة اسواق الموصل القديمة، قسم الهندسة المعمارية، کلية الهندسة، جامعة الموصل، متاح على الموقع التالى:

www.uotechnology.edu.iq  

([23])Rogers, A. (1995): Multiregional Demography: Principles, Methods and Extensions, John Wiley and Sons, Chichester, UK

([24]) UN-Habitat(2016) : Urbanization and Development: Emerging Futures, abid, pp  33

([25])  Lili Wei el(2017): Regional Differences in Urbanization: A Case Study of Urban Agglomerations in Northwestern China, School of Economics, Lanzhou University, China.

([26]) claeser,E.and Kahn,M(2001):  

([27](Pietro F. Peretto (1998): Technological Change and Population Growth, Journal of Economic Growth 3: 283–311.

([28]) ماجد عثمان، تحليل الوضع السکاني، المرکز المصري لبحوث الراي العام(بصيرة)، القاهرة، 2016، ص 5.

([29]) Hamberger, Astrid.(2009). Immigrant Integration: Acculturation and Social Integration. Journal of Identity and Migration Studies, Volume 3, number 2,1-21, p:4

([30]) Bosswick, Wolfgang & Heckmann, Friedrich.(2006). Social integration of immigrants: Contribution of local and regional authorities. Germany, European Forum for Migration Studies (EFMS), University of Bamberg, p:11.

([31])  Meyer, A. , Witkamp, A. &Pecoud, A. (2008). People on the move: handbook of selected terms and concepts. version 1.0, Paris, THP Foundation, UNESCO,p:30.

([32]) عبدالمجيد احمد هندي، الهجرة القسرية والاندماج الاجتماعي، المجلة العربية لعلم الاجتماع، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعية، العدد 26، القاهرة ،2020، ص 142.

([33])الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، التعدادات المذکورة، 1996، 2016.  

([34]) Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H., (Eds.), (2004), Cities Transformed, Earthscan, London.

([35]) مشنان فوزي، الزحف العمراني نحو أطراف مدينة باتنه واقعة ومتطلبات مواجهتة، المرکز الديمقراطي العربي، مجلة التخطيط العمراني والمکاني، المجلد الاول، العدد 1،برلين، المانيا ، 2019، ص 70.  

([36]) عبدالرحمن المالکي، مدرسة شيکاغو ونشاة سوسيولوجيا التحضر والهجرة، افريقيا الشرق، الدار البيضاء ، 2016، ص ص 183-184.

المراجع
المراجع العربية  
1-    اشرف علي عبده، الحراک السکني في المدينة المنورة(2000-2016)، الجمعية الجغرافية المصرية، العدد 96، القاهرة ، 2017. 
2-    الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، التعدادات المذکورة، 1996، 2016.
3-    رشود بن محمد الخريف، الانتقال السکني في مدينة الرياض: دراسة في الاتجاهات والأسباب والخصائص، الجمعية الجغرافية السعودية، العدد20، جامعة الملک سعود، الرياض، الرياض، 1994. 
4-    رشود بن محمد الخريف، معجم المصطلحات السکانية والتنموية، مؤسسة الملک خالد الخيرية، الرياض، 2010.
5-    سامح عبدالوهاب، النقطة المرکزية للسکان کأداه لدراسة ديناميکية الأجسام السکانية، المجلة الجغرافية العربية، العدد (64)، القاهرة ، 2014.
6-    عبدالرحمن المالکي، مدرسة شيکاغو ونشاة سوسيولوجيا التحضر والهجرة، افريقيا الشرق، الدار البيضاء ، 2016.
7-    عبدالمجيد احمد هندي، الهجرة القسرية والاندماج الاجتماعي، المجلة العربية لعلم الاجتماع، مرکز البحوث والدراسات الاجتماعية، العدد 26، القاهرة ،2020.
8-    لطرش سارة، تاثير النمو السکانى فى تغير مورفولوجية المدينة، رسالة ماجستير غير منشوره، قسم العلوم الاجتماعية ، کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة فرحات عباس بسطيف، الجزائر، بدون سنه نشر.   
9-    ماجد عثمان ، تحليل الوضع السکاني، المرکز المصري لبحوث الراي العام (بصيرة)، القاهرة ، 2016.
10-مايک ديفيز، کوکب العشوائيات، ترجمة ربيع وهبه، المرکز القومى للترجمة ، الطبعة الاولى، القاهرة، 2013.
11-محمود الکردى : التحضر القضايا  والانماط والمشکلات، مرکز جامعة القاهرة للطباعة والنشر، بدون طبعة، القاهرة، 2017.
12-مشنان فوزي ، الزحف العمراني نحو أطراف مدينة باتنه واقعة ومتطلبات مواجهتة، المرکز الديمقراطي العربي، مجلة التخطيط العمراني والمکاني، المجلد الاول، العدد 1،برلين، المانيا ، 2019.  
13-ممتاز حازم وأخرون ، اثر التغييرات الموروفولوجية فى النسيج الحضرى على خصائصة الترکيبية: دراسة عن منطقة اسواق الموصل القديمة، قسم الهندسة المعمارية ، کلية الهندسة، جامعة الموصل ، متاح على الموقع التالى: www.uotechnology.edu.iq 
المراجع الأجنبية
1-         Aboufadel, E., Austin, D. (2006) . A New Method for Computing the MeanCenter of Population of the United States . The Professional Geographer. Association of American Geographers ,vol 58.
2-         Bosswick, Wolfgang & Heckmann, Friedrich.(2006). Social integration of immigrants: Contribution of local and regional authorities. Germany, European Forum for Migration Studies (EFMS), University of Bamberg.
3-          Brookerhoff, M. (1999): Urban Growth in Developing Countries: A Review of Projections and Predictions, Population and Development Review.
4-         Clark, W. A. V. & Onaka, J. L. (1983). Life cycle and housing adjustment as explanations of residential mobility, Urban studies, Vol. 20.
5-         Hamberger, Astrid.(2009). Immigrant Integration: Acculturation and Social Integration. Journal of Identity and Migration Studies, Volume 3, number 2,1-21.
6-         Hosszú, S (2009). Counterurbanization: A Literature Study, Danish Institute of Rural Research and Development  Syddansk Universite.
7-         Lili Wei el(2017): Regional Differences in Urbanization: A Case Study of Urban Agglomerations in Northwestern China, School of Economics, Lanzhou University, China.
8-         Masood .A (2016): Stages of Urban Growth, Department of Geography, Jamia MilliaIslamia, New Delhi.
9-           Meyer, A. , Witkamp, A. &Pecoud, A. (2008). People on the move: handbook of selected terms and concepts. version 1.0, Paris, THP Foundation, UNESCO.
10-     Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H. (2004): Cities Transformed, Earthscan, London.
11-     Montgomery, M. And Stren, R. And Cohen, B. And Reed, H., (Eds.), (2004), Cities Transformed, Earthscan, London.
12-     P. Clarke & R .Buckley(2009): Urbanization and Growth, World Bank, Washington, Dc.
13-     Pietro F. Peretto (1998): Technological Change and Population Growth, Journal of Economic Growth 3: 283–311.
14-     Rogers, A. (1995): Multiregional Demography: Principles, Methods and Extensions, John Wiley and Sons, Chichester, UK
15-     UN-Habitat(2016) : Urbanization and Development: Emerging Futures, World Cities Report, Available: www.unhabitat.org .
16-     Willibald, O., Mukiibi, S., Limbumba, T., (2018) “Understanding Residential Mobility”, American Journal of Engineering Research (AJER), Volume-7, Issue-5.