شملت هذه الدراسة عن الجفاف تجارب حقلية محصولية وتجارب فسيولوجية بالصوبات وحجرات النمو وتجارب أخرى لتقديرات بيوکيميائية لنباتات بحجرات النمو، وذلک لأربع سلالات من فاصوليا التبارى (ان اى 5 ، 7 ، 8أ ، 19). وقد أظهرت الدراسة إنتاج أعلى من المحصول البذرى لکل من السلالتين "ان اى 8أ ، 19 " تحت ظروف الجفاف. وأوضحت تجارب فسيولوجيا تحليل النمو وفسيولوجيا النتح بالصوبات وحجرات النمو أن السلاله "ان اى 19" المرتفعة فى المحصول قد تميزت بنمو جذرى متعمق ذو کتله کبيره فى أعماق التربه، کما کان هناک توازن بين النمو الجذرى والخضرى بما يساعد على زيادة امتصاص الماء مع تقليل الفاقد منه بالنتح، کذلک فقد ظهر أن هذه السلالة تمتلک خاصية التحکم فى عملية فتح و غلق الثغور بما يشکل دعم آخر لتقليل فقد الماء تحت ظروف الجفاف. وقد کانت السلاله "ان اى 8أ" الأخرى المرتفعة المحصول مشابهة للسلالة " ان اى 19 " فيما عدا أن جذورها اقل تعمقا فى التربة.
وقد وجد فى تجارب لتقديرات البيوکيميائية الخاصة بمضادات الأکسدة أن السلالة "ان اى 5 " الأقل محصولا بذريا ورغم أن ليس لها امکانيات تقليل وتجنب الجفاف السابق ذکرها للسلالتين "ان اى 8أ ، 19 " فإنها کانت أکثر تحملا عند تعرضها للفقد الشديد فى المحتوى المائى لأنسجة الأوراق نظراً لإنتاجها للبيروکسيديز.
وهذه الدراسة تؤکد أهمية ميکانيکيات تجنب الجفاف فى تعضيد الإنتاج المحصولى للتبارى کنبات يعتمد على تأخير فقد الماء من الأنسجة کوسيلة أساسيه فى توائمه للنمو والإنتاج تحت ظروف الماء الشحيح فى المناطق الجافة. والدراسة تضيف معلومات عن فعالية ميکانيکيات التحمل للجفاف (بما يحفظ الخواص الوظائفية للخلايا خاصة تلک المتعلقة بالتمثيل الضوئى) القائم على إنتاج مضادات الأکسدة لمواجهة الانخفاض الشديد فى المحتوى المائى لأنسجة الأوراق والذى يمکن أن يحدث عند اشتداد الجفاف بالدرجة التى لا يمکن تلافيه بواسطة ميکانيکيات تجنب الجفاف.
والدراسة يمکن أن يکون لها عائد تطبيقى مباشر فى استزراع فاصوليا النبارى بالمناطق التى تعتمد على الأمطار الموسمية الشحيحة سواء للاستخدام الآدمى أو کمراعى لتنمية الثروة الحيوانية، کما يمکن أن تساهم لدراسة فى تحسين الفاصوليا العادية بتوفيرها معلومات للمربى عن أصول وراثيه وإمکاناتها المختلفة لمقاومة الجفاف.