دراسة مجتمعات المانجروف بالساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية STUDY OF MANGROVE COMMUNITIES IN THE EASTERN COAST OF THE KINGDOM OF SAUDI ARABIA

Document Type : Original Article

Abstract

الملخص :




تتعرض شجيرات المانجروف في الساحل الشرقي من المملکة العربية السعودية لخطر الانقراض نتيجة للاحتطاب والرعي الجائر، وأيضاً لإزالتها وتحويلها إلى منتزهات عامة. ومع توقع تغيرات بيئية ناتجة من النشاطات الإنسانية، فقد صمم هذا البحث بهدف دراسة الوضع الحالي لمجتمعات المانجروف في الساحل السعودي من الخليج العربي. ولتحقيق هذا الهدف تم القيام بعدد من الرحلات خلال عامي 2003م و2004م لمسح ساحل الخليج العربي السعودي وقد تم تحديد المواقع المناسبة للدراسة في مناطق الخفجي، السفانية، منيفة، الجبيل، القطيف، الدمام، العقير وسلوى والتي تنمو فيها شجيرات المانجروف طبيعياً، وتم تسجيل بيانات العوامل البيئية المختلفة والمصاحبة للنباتات بمناطق الدراسة. وأظهرت نتائج هذه الدراسة تبايناً في قيم العوامل المناخية المسجلة للمواقع المختلفة، وسجلت الصفات الفيزيائية والکيميائية لعينات التربة التي تم تجميعها من هذه المناطق اختلافاً واضحاً وتمت مناقشتها.
هذا وقد بينت نتائج المسح الشامل لمناطق الدراسة المختلفة لساحل الخليج العربي السعودي أن تجمعات المانجروف تتکون من نوع واحد من الأشجار Avicennia marina (ForssK)Vierh. ، فيما عدا منطقة القطيف التي يوجد بها عدد من الشجيرات التي تنتمي لنوع  Rhizophora mucronata Lam.، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن شجيرات المانجروف في منطقتي القطيف والدمام سجلت أعلى ارتفاع وأعلى کثافة للنباتات. هذا وقد تبين أن شجيرات المانجروف تزهر خلال شهري أکتوبر وفبراير وتثمر خلال شهري مارس ومايو بمناطق الساحل السعودي من الخليج العربي، وقد لوحظ نمو أنواع من الطحالب وحشيشة البحر وبعض النباتات الملحية والحيوانات اللافقارية مصاحبة لأشجار المانجروف .
Mangrove vegetation of the eastern coast of the Kingdom of Saudi Arabia in the Arabian Gulf are being lost, damaged and subjected to extinction dangers. There are several reaction and modern projects which established along the Saudi coastal areas in the Gulf. These are occurred in combination with the increasing of the human activities such as fire wooding, overgrazing, habitat modification and deforestation processes which affect on the status and extent of the mangrove distribution. The objective of the present work is to study the present-day composition of the mangrove trees which naturally grow along the different sites of the Saudi coast in the Arabian Gulf. In order to maintain that a number of alternative field trips have been undertaken during 2003 and 2004 to select the suitable mangrove coastal areas which comprise Al-Khafgi, Al-Safaniah, Muneifah, Al-Jubail, Al-Qateef, Dammam, Al-Ogair and Salwa coast.
Results showed variations in the climatic factors of the different sites. The distribution of the mangrove plants was studied and data was discussed in relation to the physical and chemical features of the associated soils. Results also indicated that all the investigated sites were consisted of one type of mangrove which is Avicennia marina except in Al-Qateef coastal area where a number of Rhizophora mucronata trees were present. Data indicated that mangrove population in Al-Qateef and Dammam has recorded the tallest trees and also the highest density among all the studied sites. Mangrove flowering of the different studied areas was shown during October and February and the production of fruits during March and May. Different forms of algae, sea weeds, halophytes and invertebrate were recorded in mangrove community.

Highlights

 

 

 

AUCES

 

دراسة مجتمعات المانجروف بالساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية

محمد بن عبد الوهاب الفريدان

کلية العلوم - جامعة الملک فيصل، ص. ب. 5324 - الهفوف 31982 - المملکة العربية السعودية

 

الملخص :

تتعرض شجيرات المانجروف في الساحل الشرقي من المملکة العربية السعودية لخطر الانقراض نتيجة للاحتطاب والرعي الجائر، وأيضاً لإزالتها وتحويلها إلى منتزهات عامة. ومع توقع تغيرات بيئية ناتجة من النشاطات الإنسانية، فقد صمم هذا البحث بهدف دراسة الوضع الحالي لمجتمعات المانجروف في الساحل السعودي من الخليج العربي. ولتحقيق هذا الهدف تم القيام بعدد من الرحلات خلال عامي 2003م و2004م لمسح ساحل الخليج العربي السعودي وقد تم تحديد المواقع المناسبة للدراسة في مناطق الخفجي، السفانية، منيفة، الجبيل، القطيف، الدمام، العقير وسلوى والتي تنمو فيها شجيرات المانجروف طبيعياً، وتم تسجيل بيانات العوامل البيئية المختلفة والمصاحبة للنباتات بمناطق الدراسة. وأظهرت نتائج هذه الدراسة تبايناً في قيم العوامل المناخية المسجلة للمواقع المختلفة، وسجلت الصفات الفيزيائية والکيميائية لعينات التربة التي تم تجميعها من هذه المناطق اختلافاً واضحاً وتمت مناقشتها.

هذا وقد بينت نتائج المسح الشامل لمناطق الدراسة المختلفة لساحل الخليج العربي السعودي أن تجمعات المانجروف تتکون من نوع واحد من الأشجار Avicennia marina (ForssK)Vierh. ، فيما عدا منطقة القطيف التي يوجد بها عدد من الشجيرات التي تنتمي لنوع  Rhizophora mucronata Lam.، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن شجيرات المانجروف في منطقتي القطيف والدمام سجلت أعلى ارتفاع وأعلى کثافة للنباتات. هذا وقد تبين أن شجيرات المانجروف تزهر خلال شهري أکتوبر وفبراير وتثمر خلال شهري مارس ومايو بمناطق الساحل السعودي من الخليج العربي، وقد لوحظ نمو أنواع من الطحالب وحشيشة البحر وبعض النباتات الملحية والحيوانات اللافقارية مصاحبة لأشجار المانجروف .

 


المقدمـة :

تمثل شجيرات المانجروف نظام بيئي متکامل في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في السواحل المحمية من التأثير المباشر للمد في مناطق مختلفة من العالم  (Hamilton and Snedaker,1984). ويتکون هذا النظام البيئي من شجيرات وأشجار خشبية محبة للماء تتکاثر عن طريق الريزومات والبذور مکونة أحراشاً کثيفة وتختلط معها بعض الأشجار الأخرى بمرور الزمن وتغطي مساحات کبيرة. وتتفاعل شجيرات المانجروف مع البيئة فتعمل على خفض مستوى الماء بسبب استنزافها المستمر لماء التربة عن طريق الامتصاص وفقدها إياه عن طريق النتح کما تعمل على تغيير خواص التربة الإنمائية بإضافة المزيد من الدبال فتعج التربة بکثير من الکائنات المجهرية مثل البکتيريا والفطريات والتي يکثر نشاطها فتتحلل المواد العضوية وتزيد بذلک من خصوبة التربة. وعادة ما تتشکل تربة هذه الغابات من الطمي والمواد الرسوبية والدبال الناتج من التحلل غير الکامل لبقايا النباتات والحيوانات الميتة (Ghamrawy et al.,1985).

ينمو المانجروف بالسواحل الغربية والشرقية للمملکة العربية السعودية، ولکن ليس بکثافة نموه في المناطق الاستوائية. وعموماً تنمو شجيرات المانجروف على طول سواحل البحر الأحمر والخليج العربي في نسق متناثر إلا في بعض المناطق حول جدة وجازان والقطيف حيث تتوفر الظروف البيئية الملائمة لنمو هذه الشجيرات. هذا وقد تناولت العديد من الدراسات في منطقة الخليج نمو وانتشار غابات المانجروف (Fishelson,1971 and Por and Dor,1975) ، إلا ان معظم الدراسات التي أجريت في هذا الشأن بالمملکة العربية السعودية أقتصرت على تصنيف هذة النباتـات والأنواع،ودراسة توزيع غابات المانجروف وبعض العوامل البيئية المؤثرة على تنوعها وانتشاره.(Zahran, 1975 and Migahid, 1978)

          هناک العديد من الدراسـات التي تناولت مسح تجمعات المانجروف في ساحل البحر الأحمر، ومنها ما قام به کل منAleem and Ghamrawy (1987) and Hussain and Khoja (1993)  حيث اکدت تلک الدراسات تأثير الخواص الطبيعية للسواحل وخاصة المواد العضوية المترسبة على انتشار غابات المانجروف، ومدي تکيف  هذة الشجيرات لظروف الحياة في المياه الضحلة بحيث تبقى جذورها وأجزاؤها السفلى مغمورة في الماء، بينما يرتفع معظم مجموعها الخضري عالياً فوق سطح الماء (Clarke, 1994 and Balakrishna, 1998). وقد بين (Hamilton and Snedaker, 1984, Duke et al 1995)أن النظام البيئي المصاحب لنمو هذة الشجيرات يمثلنظاماً انتقالياً بين اليابسة والماء حيث تعيش هذة الشجيرات عند السواحل المعرضة لتناوب المد والجزر. ويتأثر هذا النظام بعوامل البيئة المحيطة مثل المناخ والمياه والتربة
التي تؤثر على کثافة وانتشار غابات المان
جروف
 (Saenger, 1998, Allphin et al., 1998).

          تؤثر درجة الحرارة تأثيراً کبيراً على نمو وانتشار شجيرات المانجروف (Chapman, 1977a, Tamlinson, 1986, and Duke et al 1998). حيث ترتفع معدلات نمو وانتشار المانجروف بارتفاع درجات الحرارة لأنها من النباتات المحبة للحرارة المرتفعة، والتي تنمو وتتم دورة حياتها في درجة حرارة تتراوح بين 25 و45°م، وأن لا يتجاوز التذبذب في درجة الحرارة 5°م (Dawes, 1981). وتتباين أنواع المانجروف في تحملها لدرجـة الحرارة المنخفضة وأکثرها تحملاً A. marina. وقد يعزى تواجد A. marinaفي شواطئ المملکة لتوفر عامل درجة الحرارة العالية (Zahran, 1975).

وقد لوحظ ازدهار هذه الغابات في المناطق المحمية من التأثير المباشر للأمواج العنيفة(Naidoo et al., 1997 and Mazda et al., 1999)، بينما في المناطق المفتوحة غير المحمية، فإن  الأمواج تقتلع بادرات المانجروف من جذورها وتحملها بعيداً في عمق البحر. وتمثل المواقع الساحلية المحمية بالشعاب المرجانية من التأثير المباشر للأمواج المدية، المناطق المناسبة لنمو المانجروف بکثافة ملحوظة (Duke et al., 1998).

          تؤثر خواص التربة کذلک على نمو وتطور وانتشار وتنوع مجتمعات المانجروف (Mckee, 1993). حيث يکثر النوع R.mucronataفي المناطق التي يکثر فيها نسبة الطين،بينما تزداد کثافة النوع  A. marina  في الترب الرملية الناعمة (Chapman, 1977b).  وقد لاحظ (Macnae, 1968) نمواً کثيفاً لأنواع مختلفة من المانجروف(R.mucronata, A. marina) في التربة الطميية ، بينما وجد بضع شجيرات مانجروف متناثرة في الترب الجيرية اثناء درستة لنمو وانتشار هذة النباتات في شمال شرق جزيرة جافا الإندونيسية .  

کما تؤثر التغيرات اليومية والسنوية لملوحة
التربة ورطوبتها على نمو وانتشار المان
جروف
 (Saenger, 1998). وقد تبين أن شجيرات المانجروف تنمو طبيعياً عند الري بالمياه العذبة ولکن منافستها مع نباتات المياه العذبة ضعيفة ولا تسمح لها تلک المنافسة بالنمو بمعدل عال، ولذلک يمثل انخفاض ملوحة ورطوبة التربة أحد العوامل التي تحد من انتشار غابات المانجروف
(Allen et al., 2003). وقد أظهر المسح الميداني أن لکل نوع من أنواع المانجروف مدى تحمل معين لملوحة التربة. ويعزي المدى الواسع لانتشارA.marina لقدرته على النمو في مدى واسع للملوحة(Youssef, 1997).

ويؤثر هطول الأمطار وارتفاع رطوبة التربة على ملوحة التربة وبالتالي على انتشار أنواع المانجروف. ففي المناطق الرطبة تغسل مياه الأمطار الأملاح من الطبقات السطحية للتربة وبالتالي تسود أنواع المياه العذبة مثل Nypa fruticansand Acrostichum aureum). وفي المناطق الجافة حيث يرتفع معدل التبخر من سطح التربة، يرتفع ترکيز الأملاح، وبالتالي تسود الأنواع المتحملة للترکيزات الملحية العالية مثل A.marin ( (Walter,1977.

وقد أوضح  (Mandura et al., 1987a) أنشجيرات  A.marinaقد تصل الي ارتفاع 10 أمتار في منطقة جازان، وتزهر في مارس وتنضج الثمار في الفترة من يونيو إلى أغسطس وتتناثر البذور وتختفي تماماً بحلول شهر أکتوبر.

وقد لوحظ في المنطقة الوسطي للبحر الأحمر أن المانجروف يزهر في الخريف والشتاء (مارس وأکتوبر) بينما تنضج البذور في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع (Mandura et al., 1988)، في الوقت الذي لوحظ فية أن شجيرات المانجروف تزهر وتثمر في الفترة من أواخر الخريـف إلى أوائل الشتـاء في المناطق التي تقع حـول مدينة جـدة.

هذا وقد تناولت دراسات کثيرة الفوائد الاقتصادية المتعددة لاشجار المانجروف حيث تم استغلالها
بطرق مباشرة وغير مباشرة منذ زمن طويل
(Bennett and Reynolds, 1993 and Lieth, 1995). فبالإضافة لاستخدامها للرعي والخشب والوقود وکنبات طبـي وکمصدر لخامـات بعض الصناعات مثل صناعة الورق و التنينات، وکذلک تعتبر إنها مستودع غني
لبقايا العديد من الأنواع النباتية والحيوانية
(Hamilton and Snedaker,1984)، ولا يوجد له مثيل في البيئات الأخرى. وتشکل غابات المانجروف مناطق جيدة لتکاثر وتربية صغار العديد من الأنواع السمکية التجارية(EPA, 1997 and Mumby et al., 2004)، کما تلعب غابات المانجروف دوراً هاماً في حماية شواطئ البحار من
التآکل ولها تأثير إيجابي علـى البيئـة
(Mandura et al., 1988, Khafjai et al.,  1993a, and Al-Nabulsi 1998).
وللمانجروف قدرة على الاحتفاظ وتقييد الرواسب
(Wolanski et al., 1997) وکذلک العناصر الغذائية والکربون (Alongi and McKinnon, 2004)، وأنها مصدر للمادة العضوية.

          تدهورت غابات المانجروف في جميع أنحاء العالم نتيجة لسوء الاستغلال البشري. وقد ألتفت العالم
أخيراً لهذه الحقيقة، ولذلک بدأ الاهتمام بالبحوث
والدراسات التي تتناول النظام البيئي لهذه الغابات
(Hamilton and Snedaker,1984). وقد اهتمت منظمات الأمم المتحدة المختلفة بالمحافظة على الموارد الطبيعية  ومنها غابات المانجروف (Youssef, 1997).وبالرغم من تعرض هذه الشجيرات لخطر الانقراض في ساحل الخليج نتيجة لتعرضها للاحتطاب والرعي وتحويلها لمنتزهات عامة مما أدى إلى تدهور النظام البيئي لهذه النباتات، فإن جهود تطوير وحماية واستزراع نباتات المانجروف في الساحل الشرقي لم تصل بعد الي الدرجة الکافية.

 

المواد والطرق المستخدمة :

          يمتد ساحل الخليج العربي السعودي الذي أجريت فيه هذه الدراسة کسهلٍ منخفض ما بين الخليج العربي شرقاً وهضبة الصمان غرباً (خريطة 1) عند مناسيب تتراوح ما بين 200 و250 متر في الغرب، ويمتد من رأس الزور شمالاً حتى نقطة الحدود مع قطر على دوحة العديد جنوباً بطول 600 کيلو متر. وهو عبارة عن جزء من الرصيف العربي المستقر Stable Arabian Platform وتميل طبقاته ميلاً تدريجياً باتجاه الخليج. ومن ابرز الملامح المميزة لساحل الخليج العربي وجود السبخات وکذلک الأسطح الملحية والمسطحات المدية بالاضافة لظهور مجموعة من الخلجان ذات الأبعاد والأشکال المختلفة علي امتداد خط الشاطئ، هذا وتنتشر علي الشواطئ کثبان رملية کثيفة حيث تتجمع الرمال حول النباتات الملحية والجفافية النامية طبيعيا علي المناطق المختلفة من شواطئ المناطق المدروسةلإجراء الحصر الکمي لشجيرات المانجروف في ساحل الخليج العربي بالمملکة العربية السعودية تم القيام بالعديد من الرحلات الاستکشافية وتم تحديد المواقع المدية في المنطقة من الخفجي شمالاً إلى سلوى جنوباً (مناطق الخفجي والسفانية ومنيفة والجبيل والقطيف والدمام والعقير وسلوى)، والتي وجدت بها تجمعات لشجيرات المانجروف في مواضع شاطئية محمية من تلاطم الأمواج ووجد أنها تنمو في تربة طينية ملحية غدقة ولها جذور تنفيسية تنمو إلىأعلي، کما تم تجميع عينات من المياة والتربة المصاحبة لهذة السبخات.

وقد شملت دراسة العوامل المناخية للمناطق المدروسة کل من  متوسط درجات الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الرياح ودرجة حرارة الماء في الفترة من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الواحدة بعد الظهر. درجات الحرارة العظمى والصغرى باستعمال محارير مثبتة داخل صناديق خشبية حسب مواصفات صندوق استيفنسن. وتم حساب متوسطات درجات الحرارة من الدرجات العظمى والصغرى. أما الرطوبة النسبية فقد تم قياسها باستعمال المرطاب ذو المحرارين الجاف والرطب. وللحصول على سرعة الرياح في المناطق المختلفة استخدم جهاز قياس سرعة الرياح (انيمومتر) لقياس السرعة عند ارتفاع نصف متر من سطح الأرض. وقد تم تقدير ملوحة ماء البحر باستخدام جهاز Horiba Water Checker Model-U7.


 

 

 

خريطة (1): الساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية

 

 


وتم تجميع عينات من تربة مناطق الدراسة المختلفة التي تنمو فيها شجيرات المانغروف بعد حفر عشرة قطاعات في کل موقع، وقسـم کل قطاع إلي ثلاث طبقات بعمق 0-10، 10-20، 20-30 سم. أخذت ثلاثة عينات من کل قطاع تمثل طبقاته الثلاثة، ثم نقلت العينات إلى المعمل وفردت حتى جفت هوائياً، وبعد ذلک خلطت عينات کل قطاع وطحنت بحرص ونخلت بمنخل قطر ثقوبه 2 مم، وخزنت العينات التي يقل قطرها عن 2ملم في أکياس بلاستيکية وذلک لاستخدامها في التحاليل الکيميائية للتربة، وقد تم استخدام الهيدروميتر لتقدير قوام التربة (Day, 1965)، وحسبت النسبة المئوية للمکونات المختلفة (الرمل  والسلت  والطين )، وتـم تقديـر کثافـة التربـة الظاهريـة في المواقع التي تناولتها الدراسة باستخدام اسطوانة التربة (اسطوانة من الألومنيوم قطرها 5 سم وطولها 5 سم وحافتها السفلي حادة حتى يسهل انزلاقها في التربة)(Brady and Weil, 1999) وحسبت کثافة التربة بعد حساب حجم الاسطوانة الذي يماثل حجم التربة وکذلک کتلة التربة الجافة تماماً علي النحو التالي:

الکثافة الظاهرية =

کتلة التربة الجافة تماماً

الحجم الظاهري للتربة

 

تم تقدير الملوحة لعينات التربة عن طريق قياس التوصيل الکهربائي (EC) في مستخلص عجينه التربة المشبعة(Rhoades,1982)  بجهاز التوصيلالکهربائي الرقمي (Jenway). کما قدر الأس الهيدروجيني لمستخلص عجينة التربة المشبعة بعد الاستخلاص مباشرة بجهاز pH-Meter  (McLean, 1982). تم تقدير ترکيز الصوديوم الذائب في مستخلص عجينة التربة المشبعة باستخدام جهاز تقدير  العناصر باللهب (Dale and Norman,  1982). وتم تقدير الکالسيوم والماغنسيوم الذائبين بالمعايرة باستخدام حجم صغير من مستخلص عجينة التربة المشبعة وإضافة محلول منظمBuffer Solution مـن محلولي کلوريد وهيدروکسيد الأمونيوم ثم إضافة عدة قطرات من دليل EBT
والمعايرة بالفرسين
EDTAحتى ظهور اللون الأزرق
(U.S Salinity Laboratory, 1954) ومن ثم تم حساب نسبة الصوديوم المدمص (SAR)  .

 

ولقد تم تقدير کربونات الکالسيوم الکلية باستخدام جهاز الکالسيميتر(Nelson, 1982). وتم تقدير المادة العضوية حسب طريقة (Walky Black) کما ناقشها (Nelson and Sommer, 1982)، مع استحداث بعض التعديلات على الطريقة والتي تشمل: خفض درجة الحرق من 500 إلى 400°م وزيادة زمن الحرق إلى 30 دقيقة وذلک نتيجة المشاهدات التي سبق رصدها بخصوص ملاءمة هذه التعديلات لترب المملکة العربية السعودية والتي تتميز بانخفاض محتواها من المادة العضوية.
تم استکمال حسابات النسبة المئوية للمادة العضوية
على أساس التربة الجافة.
کما تم حساب الکربون العضوي(OC)  باستخدام الصيغة الرياضية التي أشار إليها (Nelson and Sommers, 1982).

 

حيث:

OC = الکربون العضوي         OM = المادة العضوية

 

تم دراسة تکوين عشائر المانجروف بمناطق الدراسة من حيث الکثافة العددية للشجيرات في مائة متر مربع. وقد شمل هذا الجزء الخاص بقياس الکساء النباتي لمواقع المانجروف حصر الأنواع النباتية بکل موقع وتصنيفها وتبويبها، کما تم جمع قياسات تمثل ارتفاعات النباتات ومحيطاتها وکثافتها وکذا مواعيد ازهارها واثمارها.

وقد خضعت البيانات المتحصل عليها للتحليل الإحصائي باستخدام التصميم العشوائي الکامل (SAS, 2004). وتمت مقارنة المتوسطات باستخدام اختبار دنکن ذو المدى المتعدد (0.05) (Steel and Torrie, 1980).

النتائج والمناقشة :

موقع الدراسة :

          تتميز المنطقة الساحلية بالخليج العربي السعودي والذي أجريت فية الدراسة بانخفاضها وقلة تضاريسها،حيث يبلغ متوسط عرض السهل الساحلي نحو 70 کم يضيق بالاتجاه شمالاً بنحو 50 کم، الجزء الأوسط هو أکثرها ارتفاعاً وأقلها انحداراً (خريطة 1). تظهر بعض التلال المنعزلة المتناثرة في مناطق مختلفة من السهل الساحلي.ومن أبرز الملامح المميزة للساحل السبخات التي تتکون من السلت والحصى والرمال والجبس والأنهيدرات، وکذلک الأسطح الملحية. يتميز خط الشاطئ بمجموعة من الخصائص يتمثل أهمها في التعرج الواضح، حيث تظهر مجموعة من الخلجان ذات الأبعاد والأشکال المختلفة.

ونظراً لضحالة المياه نجد الکثير من الجزيرات المرجانية التي تغطيها مياه المد لتظهر في شکل مستنقعات وسبخات ملحية تنتشر فوق أسطحها التکوينات الرملية والأصداف. کذلک تظهر بعض الجزر قريبة من الشاطئ. وتنتشر على الشواطئ على مناطق مختلفة کثبان رملية تتجمع الرمال حول النباتات الملحية والجفافية السائدة. وقد وجد أن هناک علاقة عکسية بين درجة انحدار الشاطئ وارتفاع هذه الکثبان، ومن ملامح الشاطئ کذلک امتداد المسطحات المدية Intertidal Flats.

أهم النباتات المميزة للشاطئ الغربي للخليج العربي شجيرات المانجروف، وتظهر على طول ساحل الخليج العربي، وهي تنمو في تربة طينية ملحية غدقة، ولها جذور تنفسية تنمو إلى أعلى، وأوراق عصارية. ومن النباتات البحرية التي تنمو في المياه المالحة أعشاب البحر Sea weeds. کما توجد نباتات العوسج والعرفج مصاحبة لنبات المانجروف.

 

المناخ الموضعي :

أظهرت نتائج هذه الدراسة تبايناً معنوياً في عوامل المناخ التي تم رصدها بين المواقع الثمانية التي شملتها الدراسة. تشمل هذه العوامل درجات الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الهواء. يوضح الجدول (1) قيم هذه العوامل في المواقع المختلفة ويتضح من هذه النتائج تفاوت متوسطات درجات الحرارة، حيث کان أعلاها في موقع سلوى وأدناها في موقع الخفجي.

وقد أثرت إحداثيات خطوط العرض التي تقع عندها هذه المواقع على متوسطات درجات الحرارة وبالتالي الرطوبة النسبية، حيث أظهرت قيم الرطوبة النسبية نفس التوجهات إذ تمتع موقع سلوى بأعلى النسب (89%) وموقع الخفجي أدناها (67%). أما بالنسبة لسرعة الرياح فقد تراوحت بين 2.3 متر/ث في الخفجي و4.1 م/ث في العقير.


 

جدول (1): متوسط بعض العوامل المناخية للمواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي خلال شهر أبريل 2000م.

سرعة الرياح (م/ث)

درجة الحرارة (°م)

الرطوبة النسبية (%)

المـوقع

2.3ب

31.8ج

67.0ج

الخفجي

2.5ب

34.0ب

72.0ج

السفانية

2.7ب

34.0ب

74.0ب ج

منيفة

2.4ب

35.0أب

79.0ب

الجبيل

2.6ب

35.9أب

77.0ب

القطيف

2.4ب

36.7أ

82.0أب

الدمام

4.1أ

36.5أ

80.0أب

العقير

3.9أ

37.0أ

89.0أ

سلوى

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً باستخدام اختبار دنکن (0.05)

جدول (2): متوسط درجة الحرارة، التوصيل الکهربي والأس الهيدروجيني لماء البحر في المواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة

 بالساحل السعودي للخليج العربي

الأس الهيدروجيني

التوصيل الکهربي سمينز/م

درجة الحرارة (°م)

المـوقع

8.3

41.4

27.8

الخفجي

8.3

42.0

28.0

السفانية

8.5

42.0

32.4

منيفة

8.5

42.0

32.9

الجبيل

8.5

43.7

32.3

القطيف

8.7

44.0

32.3

الدمام

8.7

45.2

33.0

العقير

8.8

45.7

33.9

سلوى

 


خواص مياه البحر :

          يبين الجدول (2) متوسط بعض من خواص مياه البحر في المواقع التي شملتها الدراسة. تراوح متوسط حرارة الماء بين 27.8°م و33.9°م سائرة في نفس اتجاه حرارة الهواء. کما تدل قيم الأس الهيدروجيني لماء البحر على أنها قلوية حيث تراوحت القيم بين 8.03 و8.94، بينما تراوح متوسط التوصيل الکهربي لمياه البحر بين 41.4 سمينز/م و45.7 سمينز/م خلال الفترة التي شملتها الدراسة.

 

خواص التربة :

يشير جدول (3) إلى قوام التربة في الخفجي والسفانية ومنيفة والجبيل والعقير وسلوى رملي ، حيث تتضح النسبة العالية للرمل، والتي کانت اعلاها في منطقة الخفجي وأدناها في منطقة القطيف. أما بالنسبة لکثافة التربة الظاهرية لهذه المواقع، فقد تراوحت ما بين 1.43 و1.80 جم/سم3 وبمتوسط عام مقداره 1.64جم/سم3.

کما يبين الجدول (3) ارتفاع نسبة المادة العضوية في الترب الساحلية لمنطقتي القطيف والدمام بالمقارنة مع المناطق الأخرى. وقد يعود ارتفاع المادة العضوية في قطاعات التربة وخاصة في منطقة القطيف لارتفاع نسبة المواد العضوية المترسبة والناتجة من النشاط الإحيائي بنوعيه النباتي والحيواني. ومن المعروف أن النظام  البيئي للمانجروف يتميز بوجود العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المصاحبة وتشکل هذه المواقع عادة مرتعاً خصباً لنمو وتکاثر العديد من الکائنات البحرية في الخليج العربي.

تتميز بعض الترب في بعض المواقع في الساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية بقيم أسٍ هيدروجيني متطرفة تؤثر على ذوبان معظم العناصر الضرورية لنمو النبات، ولکن في معظم مناطق المانجروف في المواقع التي شملتها الدراسة کان الأس الهيدروجيني غير متطرف. وبالرغم من تأثير التباين الملحوظ في ملوحة مياه البحر على الأس الهيدروجيني للتربة، لکن ليس من المتوقع أن يکون له تأثير معنوي على نمو شجيرات المانجروف في مناطق الدراسة (جدول 4).أثرت ملوحة ماء البحر تأثيراً مباشراً على ملوحة التربة ونسبة الصوديوم المدمص. حيث تبين من جدول (4) انخفاض تدريجي في قيم التوصيل الکهربي وبالتالي هذا التباين في قيم التوصيل الکهربي اقترن بتباين مماثل في قيم مکوناتها من الکاتيونات التي ساد بها عنصري الماغنسيوم (Mg2+) والصوديوم (Na+)، وقد انعکس في قيم نسبة ملوحة التربة من الشمال إلى جنوب الخليج حيث سجلت ترب الخفجي أعلى القيم (40.99 سيمنز/م)، وأدناها في ترب سلوى (32.75 سيمنز/م) ويتفق ذلک مع حرکة تدفق الماء. حيث ترسب کمية کبيرة من الأملاح في نهاية الخليج.  


جدول (3) : مکونات التربة لمواقع المانجروف المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي.

المادة العضوية (%)

الکثافة الظاهرية (جم/سم3)

السلت (%)

الطين (%)

الرمل (%)

الموقع

1.10هـ

1.80أ

0.05د

0.25د

99.70أ

الخفجي

1.38د

1.57ب

0.03د

0.37د

99.60أ

السفانية

1.52د

1.62ب

0.08د

0.52د

99.40أ

منيفة

2.31ج

1.53ب ج

0.35د

6.05ج

93.60ب

الجبيل

4.21أ

1.46ب ج

23.79أ

29.71أ

46.50هـ

القطيف

3.09ب

1.43د

14.34ب

23.16ب

62.50د

الدمام

1.03و

1.57ب

5.00ج

3.50د

91.50ج

العقير

0.86ز

1.77أ

0.13د

1.47د

98.40أ

سلوى

 

جدول (4) : خواص التربة الکيميائية لمواقع المانجروف المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي.

الموقع

الأس الهيدروجيني

التوصيل الکهربي

سيمنز/م

الکربون العضوي

%

النيتروجين

%

البوتاسيوم

ملليمکافئ/لتر

الفسفور

ملجم/لتر

نسبة الصوديوم المدمص SAR

الخفجي

7.18

42.99أ

1.27ج

0.012ب

3.26ب

1.25ب

4.71ج

السفانية

7.22

40.76أ

1.42ب

0.012ب

3.11ج

1.29ب

4.82ج

منيفة

7.30

40.60أ

1.67ب

0.015ب

3.09ج

1.32أب

5.12ب

الجبيل

7.31

39.03أب

2.07أ

0.015أ

3.09ج

1.36أ

5.05ب

القطيف

7.36

36.42ج

3.42أ

0.017أ

3.70أ

1.42أ

5.18ب

الدمام

7.41

34.09د

2.81أ

0.017أ

3.65أ

1.43أ

5.09ب

العقير

7.44

33.38د

0.74د

0.007ج

2.41د

0.76ج

6.19أ

سلوى

7.49

32.75هـ

0.26د

0.003د

1.34هـ

0.45د

5.73أ

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً (0.05) باستخدام اختبار دنکن.

 


تحليل الکساء النباتي لمواقع المانجروف :

يعتمد وجود نبات في البيئة ما على إنتاج وتوزيع وانتشار بذوره وإنباتها وعلى بقاء وتأسيس البادرات ، لذلک على البادرة أن تکون قادرة على النمو بسرعة خلال فترة قصيرة عند توفر الظروف الملائمة من حرارة ورطوبة في البيئات المجهدة. ولا تقاوم بادرات المانجروف التأثير المباشر لأمواج البحر العاتية ولذلک تنمو بذور هذه النباتات في المناطق الرسوبية المدية البعيدة عن تأثير أمواج البحر. وتوجد مثل هذه المواقع على ساحل الخليج العربي في المنطقة الممتدة من الخفجي شمالاً إلى سلوى جنوباً. وتعتبر من المناطق الرئيسة لازدهار نمو غابات المانجروف.  وقد لوحظ وجود لتجمعات شجيرات المانجروف في مناطق الخفجي والسفانية والقطيف
(شکل
1) ومنيفة (شکل 2) والجبيل والدمام والعقير
(شکل
3)، وسلوى ولکن تختلف هذه التجمعات في کثافتها من منطقة إلى أخرى. وتعد منطقة القطيف (شکل 1) الأکثر ازدهار حيث تتوفر فيها الظروف البيئية المناسبة لنمو أنواع المانجروف المختلفة. فکبر مساحة المنطقة الرسوبية المحمية من التأثير المباشر للأمواج، تساعد على إنبات البذور ونمو بادرات قوية. وقد لخص (Mckell,1972) العوامل المساعدة في نجاح وبقاء وتأسيس البادرة في ثلاثة أمور هي بادرة قوية ومنافسة قليلة وبيئة مناسبة. وقد يفشل التأسيس نتيجة لتأثير أمواج المد والجذر العنيفة، ولکن نسبة لعدم تعرض ساحل القطيف لهذا النوع من الأمواج العاتية ، فإن تأسيس بادرات المانجروف ناجح في معظمه.

تفيد نتيجة تحليل الکساء النباتي بمواقع الدراسة بالساحل الشرقي بالمملکة العربية السعودية بوجود فروق معنوية بين تجمعات المانجروف في المناطق المدية على امتداد الساحل السعودي للخليج العربي بين الخفجي و سلوى حيث تختلف هذه التجمعات في الکثافة والنمو. فالمانجروف في منطقتي القطيف والدمام هو الأعلى ارتفاعاً (554 و 543 سم على التوالي ) والأکبر حجماً (سمک الساق 83.9 و 79.3 على التوالي) والأعلى کثافة 20.56 و 15.74 نبات/100م2 على التوالي (جدول 4). وقد يعود ذلک إلى تحسن خواص التربة الطبيعية والکيميائية في هذين الموقعين.

وقد أظهرت المسوحات المختلفة لمناطق تجمعات المانجروف أنها تتکون من نوع A. marina،فيماعدا منطقة القطيف التي يوجد بها عدد من الشجيرات التي تنتمي الى النوع  R.mucronata ذو الترکيب الورقي الکثيف. في الوقت الذي أنتشرت بين تجمعات المانجروف أنواع من الطحالب الخضراء Chaetomorpha indica, Acetabularia sp  والطحالب الحمراء  Herposiphonia tenella, Hypena valentiaوالبکتيريا الخضراء المزرقة (الطحالب الخضراء الزرقة) Lyngbya majuscula, Nodularia spumigena وحشيشة البحر Halophila ovalis, Halodule uninervis ونباتات ملحية  Atriplexhalimusوحيوانات لافقارية (رخويات ومفصليات) Cerithium erythreus, Nassarieus plicatu وعنکبيات مختلفة وسوسة الماء وقشريات (الاستراکودا) Carpilodes rugatus, Ocypode saraten وهي لاتختلف کثيرا عما ورد في بيئات المانجروف في مناطق اخري من العالم
 .(Foo and Wong,1998)

وقد أوضحت هذه الدراسة تشابه المناطق في فترات التزهير والإثمار، حيث تزهر شجيرات المانجروف في أکتوبر وفبراير من کل عام وتثمر في مارس ومايو. وقد يعود ذلک لقربها من بعضها البعض وإلى تشابه العوامل المناخية من ضوء وحرارة ورطوبة بين المناطق.

وبمقارنة خواص شجيرات المانجروف وکثافته بين المناطق، يتبين أن أفضل النموات هي التي توجد بمنطقة القطيف نتيجة لتوفر التربة الملائمة (الصودية والعمق والخصوبة والتهوية)، والتي هي من أهم العوامل التي تؤثر بدرجة کبيرة على نمو وانتشار المانجروف. وقد تفوقت شجيرات المانجروف في منطقة القطيف بنسبة 10% في الارتفاع وبنسبة 9% في محيط الساق مقارنة بشجيرات منطقة الدمام. لقد أثر تحسن خصوبة التربة وقوامها إيجاباً على کثافة شجيرات المانغروف في منطقة القطيف حيث بلغ عدد الشجيرات في المائة متر المربع 25.6 مقارنة بـ 18.9 في منطقة الدمام. وقد يرجع الانخفاض النسبي للکثافة النباتية في المنطقتين مقارنة بما هو موجود في  مناطق أخرى من العالم إلى النشاط الإنساني المتمثل في الرعي والاحتطاب والتخلص من النفايات في تلک المنطقة والذي له تأثير سلبي على نمو الشجيرات مما يؤدي إلى موتها.

 

 

 


جدول (5): خواص شجيرات المانجروف للمواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي

موعد

الکثافة النباتية

(نبات/100م2)

محيط الساق

(سم)

ارتفاع النبات

(سم)

الموقع

الإثمار

التزهير

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.37د

30.0د

243.0د

الخفجي

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.45د

41.8ج

373.0ج

السفانية

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

4.51ج

57.9ب

421.0ب

منيفة

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

6.43ج

68.5ب

378.0ج

الجبيل

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

20.56أ

83.9أ

554.0أ

القطيف

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

15.74أ

79.3أ

543.0أ

الدمام

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.32د

41.6ج

254.0د

العقير

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.26د

27.7د

241.0د

سلوى

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً (0.05) باستخدام اختبار دنکن.

 

 

 

 

 

 

 

       
 
 
 
 
   

شکل (1): تجمعات المانجروف في منطقة القطيف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       
   
 
 
 
 
 
   

شکل (3) : تجمعات المانجروف في منطقة العقير

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


REFERENCES:

Aleem, A. A. and Ghamrawy, M. S. (1987): “Distribution of biota in Avicennia marina Mangrove at Shuaiba, Red Sea Coast of Saudi Arabia”. Researches in Science King Abdulaziz Univ, Scientific Publishing Centre, King Abdulaziz Univ., Jeddah,  pp. 73-84.

Allen, J. A., Krauss, K. W. and Hauff R. D. (2003): “Factors limiting the intertidal distribtuion of the mangrove species Xylocarpus granatum”. Vol. 135, Oecologia, pp.110-121.

Allphin, L., Windham, M. D. and Harper, K. T. (1998):  “Genetic diversity and gene flow in the endangered Dwarf Bear Poppy, Arctomecon humilis (Papaveraceae)”. Vol. 85, American Journal of Botany, pp.1251-1261.

Al-Nabulsi, Y. A. (1998): “Mangrove habitat’s density effects on the Gulf coastal erosion and organic sedimentation”. (sent for publication).

Alongi, D. M. and McKinnon, A. D. (2004): “The cycling and fate of terrestrially-derived sediments and nutrients in the coastal zone of the Great Barrier Reef shelf”. In: Hutchings, P. A., Haynes, D. (Eds.,) Proceeding of Catchment to Reef: Water Quality Issues in the Great Barrier Reef Region Conference. Marine Pollution Bulletin, dio: 10.1016/j.marpolbul. 10.033.

Bennett, E. L. and Reynolds, C. J. (1993): “The value of a mangrove area in Sarawak”. Vol. 2, Biodivers. Conserv, pp. 359-375.

Brady, N. C. and Weil, R. R. (1999): “The nature and property of soils”. Prentice Hall, Upper Saddle River.

Chapman, V. J. (1977a): “Introduction”. In: V.J. Chapman (ed.). Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 3-15,

Chapman, V. J. (1977b): “Wet coastal formation of Indo-Malaysia and Papua New Guinea”.  In: V. J. Chapman (ed.) Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 1-29.

Dale, E. B. and Norman, H, S. (1982): “Atomic absorption and flame emission spectrometry” In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. American Society of Agronomy, Madison, W1, and U.S.A.

Dawes, C. J. (1981): “Marine Biology” New York: John Wiley & sons.

Day, P. R. (1965): “Practical fractionation and particle-size analysis” In: Black, C. A. (ed.) Methods of Soil Analysis, Part 1” Am. Soc. Agronomy, Inc. Madison, pp. 545-567.

Duke, N. C., Ball, M. C. and Ellison, J. C. (1998): “Factors influencing biodiversity and distribution gradients in mangroves” Vol. 7, Global Ecol. Biogeogr. Lett, pp. 27-47.

EPA. (1997): “NSW State of the Environment Reporting: Wetlands- The Issue” NSW Environment Protection Authority, Sydney, Australia.

Fishelson, L. (1971): Ecology of benthic fauna in the shallow waters of Red Sea. Vol. 10, Mar. Biol, pp. 113–133.

Foo, H.T.and Wong, J.T.S. (1998): “Mangroves swamp and Fisheries in Sabah”. Vol. 2, Trop.Ecol. Dev, pp. 1157-1161.

Ghamrawy, M. S., Alem, A. A. and Saifullah, S. M. (1985): “Mangrove ecosystem of shuaiba. Eighty sympoim on the biological aspe of Suadi Arabia. P.121”. King Saud University Press, Riyadh, Saudi Arabia.

Hamilton, L. S. and Snedaker, S. C. (1984): “Handbook for Mangrove Area Management”. IUCN, UNESCO, UNEP .

Hussain, M. I. and Khoja, T. M. (1993): “Intertidal and subtidal blue-green algae mats of open and mangrove areas in the fara san archipelago – Saudi Arabia. Red Sea”. Vol. 36, Botanica Marina, Walter de Gruytrer, New York, U. S. A, pp. 377-388.

Khafaji, A. K., El-Hassan, A. M., Mandura, A. S. and Hashim, G. (1993): “Phytochemical studies on mangrove and the possibility of using it as fodder”. Vol. 4, J. KAU. Mar. Sci, pp. 181-195.

Lieth, H. (1995): “Useful ecosystems in coastal deserts generated with ocean water irrigation”. Proceeding of the Inter-national Symposium on Environmental Risk Assessment, Legislation and Tehnology, Saarbrücken, (ed. P. Müller.) (Euro-Arab Cooperation.), pp. 199-209.

Macnae, W. (1968): “A general account of the fauna and flora of mangrove swamps and forests in the Indo-West Pacific region”. Vol. 6, Adv. Mar. Biol, pp. 73 – 270.

Mandura, A. S., Khafaji, A. K. and Saifullah, S. M. (1988): “Ecology of mangrove stand of Central Red Sea Coast area: Ras Hatiba (Saudi Arabia)”. Vol. 11, Proc. Saudi Biol. Soc, pp. 85–112.

Mazda, Y., Kanazawa, N. and Kurokowa, T. (1999): “Dependence of dispersion on vegetation density in a tidal creek-mangrove swamp system”. Mangrove and Saltmarhes, Vol. 3, pp. 59-66.

McKee, L. K. (1993): “Soil physiochemical patterns and mangrove species distribution-reciprocal effects”. J. Ecol, Vol. 81, pp. 477-487.

McLean, E. O. (1982): “Soil pH and lime requirement”. In: Page, A. L. (Ed.), Methods of soil analysis. Part, American Society of Agronomy, vol. 2. Soil Science Society of America, Madison, Wis, pp. 199-224.

Migahid, A. M. (1978): “Flora of Saudi Arabia”. 2 vol., 2nd ed., Riyadh Univ. Publications, Riyadh, pp. 650.

Mumby, P. J., Edwards, A. J., Arias-Gonzalez, J. E., Lindeman, K. C., Blackwell, P. G., Renken, H., Wabnitz, C. C. C. and Llewellyn, G.(2004): “Mangroves enhance the biomass of coral reef fish communities in the Caribbean”. Vol. 427, Nature. pp. 533-536.

Naidoo, G., Rogalla, H. and Wilert, D. J. (1997): “Gas exchange response of a mangrove species, Avicennia marina, to waterlogged and drained conditions”. Hydrobiologia. Vol. 352, pp.  39-47.

Nelson, P. N. and Sommers, A. P. (1982): “A new test for simultaneous extraction of macro and micro nutrients in alkaline soils”. Vol. 8 (3), Soci. And Plant Analysis, pp. 195.

Por, F. D. and Dor, I. (1975): “The Hard Bottom Mangrove of Sinai, Red Sea”. Rapp. Vol. 23, Common. Int. Mer Medit, pp. 145–147.

Rhoades, J. D. (1982): “Soluble Salts. In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. Page A.L. edition, ASA-SSSA, Madison WI, U.S.A.

Saenger, P. (1998): “Mangrove vegetation: an evolutionary perspective”. Vol. 49, Centre for Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 277-286.

SAS Institute. (2004):“SASISTAT guide for personal computers”. Version 6 ed. SAS Inst., Cary, NC.

Steel, R. G. D. and Torrie, J. H. (1980): “Principle and procedure of statistics”. New York: McGraw-Hill.

U. S. Salinity Lab. (1954): “Saline and Alkaline Soils”. Handbook No. 60, RiversideCalifornia, U.S.D.A.

Walter, H. (1977): “Climate”. In: V. j. Chapman (ed.). Ecosystems of World: Wet Coast Ecosystem, vol. 1, New York: Elsevier, pp. 54 – 56.

Wolanski, E., Spagnol, S. and Lim, E. G. (1997): “The importance of mangrove flocs in sheltering seagrass in trubid coastal waters”. Vol. 1, Mangroves and Salt Marshes, pp. 187-191.

Youssef, T. (1997): “Approaches in mangrove planting: some options for darwin mangroves”. Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 451-460.

Zahran, M. A. (1975): “Biogeography of mangrove vegetation along the Red Sea Coasts”. pp. 43–51. In: Walsh, G. E., Snedaker, S. C. and Teas, H. (eds.) Proc. Intern. Symp. Management of Mangroves 8–11 October 1974. East-West Center, Honolulu, University of Florida, Gainesville , pp. 846.


 

 

 

 

STUDY OF MANGROVE COMMUNITIES IN THE EASTERN COAST OF THE KINGDOM OF SAUDI ARABIA

Mohammed A. Al-Fredan

College of Science, KingFaisalUniversity, P. O. Box 5324 Al-Hufof, 31982 K.S.A.

 

 

 

Mangrove vegetation of the eastern coast of the Kingdom of Saudi Arabia in the Arabian Gulf are being lost, damaged and subjected to extinction dangers. There are several reaction and modern projects which established along the Saudi coastal areas in the Gulf. These are occurred in combination with the increasing of the human activities such as fire wooding, overgrazing, habitat modification and deforestation processes which affect on the status and extent of the mangrove distribution. The objective of the present work is to study the present-day composition of the mangrove trees which naturally grow along the different sites of the Saudi coast in the Arabian Gulf. In order to maintain that a number of alternative field trips have been undertaken during 2003 and 2004 to select the suitable mangrove coastal areas which comprise Al-Khafgi, Al-Safaniah, Muneifah, Al-Jubail, Al-Qateef, Dammam, Al-Ogair and Salwa coast.

Results showed variations in the climatic factors of the different sites. The distribution of the mangrove plants was studied and data was discussed in relation to the physical and chemical features of the associated soils. Results also indicated that all the investigated sites were consisted of one type of mangrove which is Avicennia marina except in Al-Qateef coastal area where a number of Rhizophora mucronata trees were present. Data indicated that mangrove population in Al-Qateef and Dammam has recorded the tallest trees and also the highest density among all the studied sites. Mangrove flowering of the different studied areas was shown during October and February and the production of fruits during March and May. Different forms of algae, sea weeds, halophytes and invertebrate were recorded in mangrove community.

 

 


 

 

 

AUCES

 

دراسة مجتمعات المانجروف بالساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية

محمد بن عبد الوهاب الفريدان

کلية العلوم - جامعة الملک فيصل، ص. ب. 5324 - الهفوف 31982 - المملکة العربية السعودية

 

الملخص :

تتعرض شجيرات المانجروف في الساحل الشرقي من المملکة العربية السعودية لخطر الانقراض نتيجة للاحتطاب والرعي الجائر، وأيضاً لإزالتها وتحويلها إلى منتزهات عامة. ومع توقع تغيرات بيئية ناتجة من النشاطات الإنسانية، فقد صمم هذا البحث بهدف دراسة الوضع الحالي لمجتمعات المانجروف في الساحل السعودي من الخليج العربي. ولتحقيق هذا الهدف تم القيام بعدد من الرحلات خلال عامي 2003م و2004م لمسح ساحل الخليج العربي السعودي وقد تم تحديد المواقع المناسبة للدراسة في مناطق الخفجي، السفانية، منيفة، الجبيل، القطيف، الدمام، العقير وسلوى والتي تنمو فيها شجيرات المانجروف طبيعياً، وتم تسجيل بيانات العوامل البيئية المختلفة والمصاحبة للنباتات بمناطق الدراسة. وأظهرت نتائج هذه الدراسة تبايناً في قيم العوامل المناخية المسجلة للمواقع المختلفة، وسجلت الصفات الفيزيائية والکيميائية لعينات التربة التي تم تجميعها من هذه المناطق اختلافاً واضحاً وتمت مناقشتها.

هذا وقد بينت نتائج المسح الشامل لمناطق الدراسة المختلفة لساحل الخليج العربي السعودي أن تجمعات المانجروف تتکون من نوع واحد من الأشجار Avicennia marina (ForssK)Vierh. ، فيما عدا منطقة القطيف التي يوجد بها عدد من الشجيرات التي تنتمي لنوع  Rhizophora mucronata Lam.، وأشارت النتائج أيضاً إلى أن شجيرات المانجروف في منطقتي القطيف والدمام سجلت أعلى ارتفاع وأعلى کثافة للنباتات. هذا وقد تبين أن شجيرات المانجروف تزهر خلال شهري أکتوبر وفبراير وتثمر خلال شهري مارس ومايو بمناطق الساحل السعودي من الخليج العربي، وقد لوحظ نمو أنواع من الطحالب وحشيشة البحر وبعض النباتات الملحية والحيوانات اللافقارية مصاحبة لأشجار المانجروف .

 


المقدمـة :

تمثل شجيرات المانجروف نظام بيئي متکامل في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في السواحل المحمية من التأثير المباشر للمد في مناطق مختلفة من العالم  (Hamilton and Snedaker,1984). ويتکون هذا النظام البيئي من شجيرات وأشجار خشبية محبة للماء تتکاثر عن طريق الريزومات والبذور مکونة أحراشاً کثيفة وتختلط معها بعض الأشجار الأخرى بمرور الزمن وتغطي مساحات کبيرة. وتتفاعل شجيرات المانجروف مع البيئة فتعمل على خفض مستوى الماء بسبب استنزافها المستمر لماء التربة عن طريق الامتصاص وفقدها إياه عن طريق النتح کما تعمل على تغيير خواص التربة الإنمائية بإضافة المزيد من الدبال فتعج التربة بکثير من الکائنات المجهرية مثل البکتيريا والفطريات والتي يکثر نشاطها فتتحلل المواد العضوية وتزيد بذلک من خصوبة التربة. وعادة ما تتشکل تربة هذه الغابات من الطمي والمواد الرسوبية والدبال الناتج من التحلل غير الکامل لبقايا النباتات والحيوانات الميتة (Ghamrawy et al.,1985).

ينمو المانجروف بالسواحل الغربية والشرقية للمملکة العربية السعودية، ولکن ليس بکثافة نموه في المناطق الاستوائية. وعموماً تنمو شجيرات المانجروف على طول سواحل البحر الأحمر والخليج العربي في نسق متناثر إلا في بعض المناطق حول جدة وجازان والقطيف حيث تتوفر الظروف البيئية الملائمة لنمو هذه الشجيرات. هذا وقد تناولت العديد من الدراسات في منطقة الخليج نمو وانتشار غابات المانجروف (Fishelson,1971 and Por and Dor,1975) ، إلا ان معظم الدراسات التي أجريت في هذا الشأن بالمملکة العربية السعودية أقتصرت على تصنيف هذة النباتـات والأنواع،ودراسة توزيع غابات المانجروف وبعض العوامل البيئية المؤثرة على تنوعها وانتشاره.(Zahran, 1975 and Migahid, 1978)

          هناک العديد من الدراسـات التي تناولت مسح تجمعات المانجروف في ساحل البحر الأحمر، ومنها ما قام به کل منAleem and Ghamrawy (1987) and Hussain and Khoja (1993)  حيث اکدت تلک الدراسات تأثير الخواص الطبيعية للسواحل وخاصة المواد العضوية المترسبة على انتشار غابات المانجروف، ومدي تکيف  هذة الشجيرات لظروف الحياة في المياه الضحلة بحيث تبقى جذورها وأجزاؤها السفلى مغمورة في الماء، بينما يرتفع معظم مجموعها الخضري عالياً فوق سطح الماء (Clarke, 1994 and Balakrishna, 1998). وقد بين (Hamilton and Snedaker, 1984, Duke et al 1995)أن النظام البيئي المصاحب لنمو هذة الشجيرات يمثلنظاماً انتقالياً بين اليابسة والماء حيث تعيش هذة الشجيرات عند السواحل المعرضة لتناوب المد والجزر. ويتأثر هذا النظام بعوامل البيئة المحيطة مثل المناخ والمياه والتربة
التي تؤثر على کثافة وانتشار غابات المان
جروف
 (Saenger, 1998, Allphin et al., 1998).

          تؤثر درجة الحرارة تأثيراً کبيراً على نمو وانتشار شجيرات المانجروف (Chapman, 1977a, Tamlinson, 1986, and Duke et al 1998). حيث ترتفع معدلات نمو وانتشار المانجروف بارتفاع درجات الحرارة لأنها من النباتات المحبة للحرارة المرتفعة، والتي تنمو وتتم دورة حياتها في درجة حرارة تتراوح بين 25 و45°م، وأن لا يتجاوز التذبذب في درجة الحرارة 5°م (Dawes, 1981). وتتباين أنواع المانجروف في تحملها لدرجـة الحرارة المنخفضة وأکثرها تحملاً A. marina. وقد يعزى تواجد A. marinaفي شواطئ المملکة لتوفر عامل درجة الحرارة العالية (Zahran, 1975).

وقد لوحظ ازدهار هذه الغابات في المناطق المحمية من التأثير المباشر للأمواج العنيفة(Naidoo et al., 1997 and Mazda et al., 1999)، بينما في المناطق المفتوحة غير المحمية، فإن  الأمواج تقتلع بادرات المانجروف من جذورها وتحملها بعيداً في عمق البحر. وتمثل المواقع الساحلية المحمية بالشعاب المرجانية من التأثير المباشر للأمواج المدية، المناطق المناسبة لنمو المانجروف بکثافة ملحوظة (Duke et al., 1998).

          تؤثر خواص التربة کذلک على نمو وتطور وانتشار وتنوع مجتمعات المانجروف (Mckee, 1993). حيث يکثر النوع R.mucronataفي المناطق التي يکثر فيها نسبة الطين،بينما تزداد کثافة النوع  A. marina  في الترب الرملية الناعمة (Chapman, 1977b).  وقد لاحظ (Macnae, 1968) نمواً کثيفاً لأنواع مختلفة من المانجروف(R.mucronata, A. marina) في التربة الطميية ، بينما وجد بضع شجيرات مانجروف متناثرة في الترب الجيرية اثناء درستة لنمو وانتشار هذة النباتات في شمال شرق جزيرة جافا الإندونيسية .  

کما تؤثر التغيرات اليومية والسنوية لملوحة
التربة ورطوبتها على نمو وانتشار المان
جروف
 (Saenger, 1998). وقد تبين أن شجيرات المانجروف تنمو طبيعياً عند الري بالمياه العذبة ولکن منافستها مع نباتات المياه العذبة ضعيفة ولا تسمح لها تلک المنافسة بالنمو بمعدل عال، ولذلک يمثل انخفاض ملوحة ورطوبة التربة أحد العوامل التي تحد من انتشار غابات المانجروف
(Allen et al., 2003). وقد أظهر المسح الميداني أن لکل نوع من أنواع المانجروف مدى تحمل معين لملوحة التربة. ويعزي المدى الواسع لانتشارA.marina لقدرته على النمو في مدى واسع للملوحة(Youssef, 1997).

ويؤثر هطول الأمطار وارتفاع رطوبة التربة على ملوحة التربة وبالتالي على انتشار أنواع المانجروف. ففي المناطق الرطبة تغسل مياه الأمطار الأملاح من الطبقات السطحية للتربة وبالتالي تسود أنواع المياه العذبة مثل Nypa fruticansand Acrostichum aureum). وفي المناطق الجافة حيث يرتفع معدل التبخر من سطح التربة، يرتفع ترکيز الأملاح، وبالتالي تسود الأنواع المتحملة للترکيزات الملحية العالية مثل A.marin ( (Walter,1977.

وقد أوضح  (Mandura et al., 1987a) أنشجيرات  A.marinaقد تصل الي ارتفاع 10 أمتار في منطقة جازان، وتزهر في مارس وتنضج الثمار في الفترة من يونيو إلى أغسطس وتتناثر البذور وتختفي تماماً بحلول شهر أکتوبر.

وقد لوحظ في المنطقة الوسطي للبحر الأحمر أن المانجروف يزهر في الخريف والشتاء (مارس وأکتوبر) بينما تنضج البذور في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع (Mandura et al., 1988)، في الوقت الذي لوحظ فية أن شجيرات المانجروف تزهر وتثمر في الفترة من أواخر الخريـف إلى أوائل الشتـاء في المناطق التي تقع حـول مدينة جـدة.

هذا وقد تناولت دراسات کثيرة الفوائد الاقتصادية المتعددة لاشجار المانجروف حيث تم استغلالها
بطرق مباشرة وغير مباشرة منذ زمن طويل
(Bennett and Reynolds, 1993 and Lieth, 1995). فبالإضافة لاستخدامها للرعي والخشب والوقود وکنبات طبـي وکمصدر لخامـات بعض الصناعات مثل صناعة الورق و التنينات، وکذلک تعتبر إنها مستودع غني
لبقايا العديد من الأنواع النباتية والحيوانية
(Hamilton and Snedaker,1984)، ولا يوجد له مثيل في البيئات الأخرى. وتشکل غابات المانجروف مناطق جيدة لتکاثر وتربية صغار العديد من الأنواع السمکية التجارية(EPA, 1997 and Mumby et al., 2004)، کما تلعب غابات المانجروف دوراً هاماً في حماية شواطئ البحار من
التآکل ولها تأثير إيجابي علـى البيئـة
(Mandura et al., 1988, Khafjai et al.,  1993a, and Al-Nabulsi 1998).
وللمانجروف قدرة على الاحتفاظ وتقييد الرواسب
(Wolanski et al., 1997) وکذلک العناصر الغذائية والکربون (Alongi and McKinnon, 2004)، وأنها مصدر للمادة العضوية.

          تدهورت غابات المانجروف في جميع أنحاء العالم نتيجة لسوء الاستغلال البشري. وقد ألتفت العالم
أخيراً لهذه الحقيقة، ولذلک بدأ الاهتمام بالبحوث
والدراسات التي تتناول النظام البيئي لهذه الغابات
(Hamilton and Snedaker,1984). وقد اهتمت منظمات الأمم المتحدة المختلفة بالمحافظة على الموارد الطبيعية  ومنها غابات المانجروف (Youssef, 1997).وبالرغم من تعرض هذه الشجيرات لخطر الانقراض في ساحل الخليج نتيجة لتعرضها للاحتطاب والرعي وتحويلها لمنتزهات عامة مما أدى إلى تدهور النظام البيئي لهذه النباتات، فإن جهود تطوير وحماية واستزراع نباتات المانجروف في الساحل الشرقي لم تصل بعد الي الدرجة الکافية.

 

المواد والطرق المستخدمة :

          يمتد ساحل الخليج العربي السعودي الذي أجريت فيه هذه الدراسة کسهلٍ منخفض ما بين الخليج العربي شرقاً وهضبة الصمان غرباً (خريطة 1) عند مناسيب تتراوح ما بين 200 و250 متر في الغرب، ويمتد من رأس الزور شمالاً حتى نقطة الحدود مع قطر على دوحة العديد جنوباً بطول 600 کيلو متر. وهو عبارة عن جزء من الرصيف العربي المستقر Stable Arabian Platform وتميل طبقاته ميلاً تدريجياً باتجاه الخليج. ومن ابرز الملامح المميزة لساحل الخليج العربي وجود السبخات وکذلک الأسطح الملحية والمسطحات المدية بالاضافة لظهور مجموعة من الخلجان ذات الأبعاد والأشکال المختلفة علي امتداد خط الشاطئ، هذا وتنتشر علي الشواطئ کثبان رملية کثيفة حيث تتجمع الرمال حول النباتات الملحية والجفافية النامية طبيعيا علي المناطق المختلفة من شواطئ المناطق المدروسةلإجراء الحصر الکمي لشجيرات المانجروف في ساحل الخليج العربي بالمملکة العربية السعودية تم القيام بالعديد من الرحلات الاستکشافية وتم تحديد المواقع المدية في المنطقة من الخفجي شمالاً إلى سلوى جنوباً (مناطق الخفجي والسفانية ومنيفة والجبيل والقطيف والدمام والعقير وسلوى)، والتي وجدت بها تجمعات لشجيرات المانجروف في مواضع شاطئية محمية من تلاطم الأمواج ووجد أنها تنمو في تربة طينية ملحية غدقة ولها جذور تنفيسية تنمو إلىأعلي، کما تم تجميع عينات من المياة والتربة المصاحبة لهذة السبخات.

وقد شملت دراسة العوامل المناخية للمناطق المدروسة کل من  متوسط درجات الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الرياح ودرجة حرارة الماء في الفترة من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة الواحدة بعد الظهر. درجات الحرارة العظمى والصغرى باستعمال محارير مثبتة داخل صناديق خشبية حسب مواصفات صندوق استيفنسن. وتم حساب متوسطات درجات الحرارة من الدرجات العظمى والصغرى. أما الرطوبة النسبية فقد تم قياسها باستعمال المرطاب ذو المحرارين الجاف والرطب. وللحصول على سرعة الرياح في المناطق المختلفة استخدم جهاز قياس سرعة الرياح (انيمومتر) لقياس السرعة عند ارتفاع نصف متر من سطح الأرض. وقد تم تقدير ملوحة ماء البحر باستخدام جهاز Horiba Water Checker Model-U7.


 

 

 

خريطة (1): الساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية

 

 


وتم تجميع عينات من تربة مناطق الدراسة المختلفة التي تنمو فيها شجيرات المانغروف بعد حفر عشرة قطاعات في کل موقع، وقسـم کل قطاع إلي ثلاث طبقات بعمق 0-10، 10-20، 20-30 سم. أخذت ثلاثة عينات من کل قطاع تمثل طبقاته الثلاثة، ثم نقلت العينات إلى المعمل وفردت حتى جفت هوائياً، وبعد ذلک خلطت عينات کل قطاع وطحنت بحرص ونخلت بمنخل قطر ثقوبه 2 مم، وخزنت العينات التي يقل قطرها عن 2ملم في أکياس بلاستيکية وذلک لاستخدامها في التحاليل الکيميائية للتربة، وقد تم استخدام الهيدروميتر لتقدير قوام التربة (Day, 1965)، وحسبت النسبة المئوية للمکونات المختلفة (الرمل  والسلت  والطين )، وتـم تقديـر کثافـة التربـة الظاهريـة في المواقع التي تناولتها الدراسة باستخدام اسطوانة التربة (اسطوانة من الألومنيوم قطرها 5 سم وطولها 5 سم وحافتها السفلي حادة حتى يسهل انزلاقها في التربة)(Brady and Weil, 1999) وحسبت کثافة التربة بعد حساب حجم الاسطوانة الذي يماثل حجم التربة وکذلک کتلة التربة الجافة تماماً علي النحو التالي:

الکثافة الظاهرية =

کتلة التربة الجافة تماماً

الحجم الظاهري للتربة

 

تم تقدير الملوحة لعينات التربة عن طريق قياس التوصيل الکهربائي (EC) في مستخلص عجينه التربة المشبعة(Rhoades,1982)  بجهاز التوصيلالکهربائي الرقمي (Jenway). کما قدر الأس الهيدروجيني لمستخلص عجينة التربة المشبعة بعد الاستخلاص مباشرة بجهاز pH-Meter  (McLean, 1982). تم تقدير ترکيز الصوديوم الذائب في مستخلص عجينة التربة المشبعة باستخدام جهاز تقدير  العناصر باللهب (Dale and Norman,  1982). وتم تقدير الکالسيوم والماغنسيوم الذائبين بالمعايرة باستخدام حجم صغير من مستخلص عجينة التربة المشبعة وإضافة محلول منظمBuffer Solution مـن محلولي کلوريد وهيدروکسيد الأمونيوم ثم إضافة عدة قطرات من دليل EBT
والمعايرة بالفرسين
EDTAحتى ظهور اللون الأزرق
(U.S Salinity Laboratory, 1954) ومن ثم تم حساب نسبة الصوديوم المدمص (SAR)  .

 

ولقد تم تقدير کربونات الکالسيوم الکلية باستخدام جهاز الکالسيميتر(Nelson, 1982). وتم تقدير المادة العضوية حسب طريقة (Walky Black) کما ناقشها (Nelson and Sommer, 1982)، مع استحداث بعض التعديلات على الطريقة والتي تشمل: خفض درجة الحرق من 500 إلى 400°م وزيادة زمن الحرق إلى 30 دقيقة وذلک نتيجة المشاهدات التي سبق رصدها بخصوص ملاءمة هذه التعديلات لترب المملکة العربية السعودية والتي تتميز بانخفاض محتواها من المادة العضوية.
تم استکمال حسابات النسبة المئوية للمادة العضوية
على أساس التربة الجافة.
کما تم حساب الکربون العضوي(OC)  باستخدام الصيغة الرياضية التي أشار إليها (Nelson and Sommers, 1982).

 

حيث:

OC = الکربون العضوي         OM = المادة العضوية

 

تم دراسة تکوين عشائر المانجروف بمناطق الدراسة من حيث الکثافة العددية للشجيرات في مائة متر مربع. وقد شمل هذا الجزء الخاص بقياس الکساء النباتي لمواقع المانجروف حصر الأنواع النباتية بکل موقع وتصنيفها وتبويبها، کما تم جمع قياسات تمثل ارتفاعات النباتات ومحيطاتها وکثافتها وکذا مواعيد ازهارها واثمارها.

وقد خضعت البيانات المتحصل عليها للتحليل الإحصائي باستخدام التصميم العشوائي الکامل (SAS, 2004). وتمت مقارنة المتوسطات باستخدام اختبار دنکن ذو المدى المتعدد (0.05) (Steel and Torrie, 1980).

النتائج والمناقشة :

موقع الدراسة :

          تتميز المنطقة الساحلية بالخليج العربي السعودي والذي أجريت فية الدراسة بانخفاضها وقلة تضاريسها،حيث يبلغ متوسط عرض السهل الساحلي نحو 70 کم يضيق بالاتجاه شمالاً بنحو 50 کم، الجزء الأوسط هو أکثرها ارتفاعاً وأقلها انحداراً (خريطة 1). تظهر بعض التلال المنعزلة المتناثرة في مناطق مختلفة من السهل الساحلي.ومن أبرز الملامح المميزة للساحل السبخات التي تتکون من السلت والحصى والرمال والجبس والأنهيدرات، وکذلک الأسطح الملحية. يتميز خط الشاطئ بمجموعة من الخصائص يتمثل أهمها في التعرج الواضح، حيث تظهر مجموعة من الخلجان ذات الأبعاد والأشکال المختلفة.

ونظراً لضحالة المياه نجد الکثير من الجزيرات المرجانية التي تغطيها مياه المد لتظهر في شکل مستنقعات وسبخات ملحية تنتشر فوق أسطحها التکوينات الرملية والأصداف. کذلک تظهر بعض الجزر قريبة من الشاطئ. وتنتشر على الشواطئ على مناطق مختلفة کثبان رملية تتجمع الرمال حول النباتات الملحية والجفافية السائدة. وقد وجد أن هناک علاقة عکسية بين درجة انحدار الشاطئ وارتفاع هذه الکثبان، ومن ملامح الشاطئ کذلک امتداد المسطحات المدية Intertidal Flats.

أهم النباتات المميزة للشاطئ الغربي للخليج العربي شجيرات المانجروف، وتظهر على طول ساحل الخليج العربي، وهي تنمو في تربة طينية ملحية غدقة، ولها جذور تنفسية تنمو إلى أعلى، وأوراق عصارية. ومن النباتات البحرية التي تنمو في المياه المالحة أعشاب البحر Sea weeds. کما توجد نباتات العوسج والعرفج مصاحبة لنبات المانجروف.

 

المناخ الموضعي :

أظهرت نتائج هذه الدراسة تبايناً معنوياً في عوامل المناخ التي تم رصدها بين المواقع الثمانية التي شملتها الدراسة. تشمل هذه العوامل درجات الحرارة والرطوبة النسبية وسرعة الهواء. يوضح الجدول (1) قيم هذه العوامل في المواقع المختلفة ويتضح من هذه النتائج تفاوت متوسطات درجات الحرارة، حيث کان أعلاها في موقع سلوى وأدناها في موقع الخفجي.

وقد أثرت إحداثيات خطوط العرض التي تقع عندها هذه المواقع على متوسطات درجات الحرارة وبالتالي الرطوبة النسبية، حيث أظهرت قيم الرطوبة النسبية نفس التوجهات إذ تمتع موقع سلوى بأعلى النسب (89%) وموقع الخفجي أدناها (67%). أما بالنسبة لسرعة الرياح فقد تراوحت بين 2.3 متر/ث في الخفجي و4.1 م/ث في العقير.


 

جدول (1): متوسط بعض العوامل المناخية للمواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي خلال شهر أبريل 2000م.

سرعة الرياح (م/ث)

درجة الحرارة (°م)

الرطوبة النسبية (%)

المـوقع

2.3ب

31.8ج

67.0ج

الخفجي

2.5ب

34.0ب

72.0ج

السفانية

2.7ب

34.0ب

74.0ب ج

منيفة

2.4ب

35.0أب

79.0ب

الجبيل

2.6ب

35.9أب

77.0ب

القطيف

2.4ب

36.7أ

82.0أب

الدمام

4.1أ

36.5أ

80.0أب

العقير

3.9أ

37.0أ

89.0أ

سلوى

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً باستخدام اختبار دنکن (0.05)

جدول (2): متوسط درجة الحرارة، التوصيل الکهربي والأس الهيدروجيني لماء البحر في المواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة

 بالساحل السعودي للخليج العربي

الأس الهيدروجيني

التوصيل الکهربي سمينز/م

درجة الحرارة (°م)

المـوقع

8.3

41.4

27.8

الخفجي

8.3

42.0

28.0

السفانية

8.5

42.0

32.4

منيفة

8.5

42.0

32.9

الجبيل

8.5

43.7

32.3

القطيف

8.7

44.0

32.3

الدمام

8.7

45.2

33.0

العقير

8.8

45.7

33.9

سلوى

 


خواص مياه البحر :

          يبين الجدول (2) متوسط بعض من خواص مياه البحر في المواقع التي شملتها الدراسة. تراوح متوسط حرارة الماء بين 27.8°م و33.9°م سائرة في نفس اتجاه حرارة الهواء. کما تدل قيم الأس الهيدروجيني لماء البحر على أنها قلوية حيث تراوحت القيم بين 8.03 و8.94، بينما تراوح متوسط التوصيل الکهربي لمياه البحر بين 41.4 سمينز/م و45.7 سمينز/م خلال الفترة التي شملتها الدراسة.

 

خواص التربة :

يشير جدول (3) إلى قوام التربة في الخفجي والسفانية ومنيفة والجبيل والعقير وسلوى رملي ، حيث تتضح النسبة العالية للرمل، والتي کانت اعلاها في منطقة الخفجي وأدناها في منطقة القطيف. أما بالنسبة لکثافة التربة الظاهرية لهذه المواقع، فقد تراوحت ما بين 1.43 و1.80 جم/سم3 وبمتوسط عام مقداره 1.64جم/سم3.

کما يبين الجدول (3) ارتفاع نسبة المادة العضوية في الترب الساحلية لمنطقتي القطيف والدمام بالمقارنة مع المناطق الأخرى. وقد يعود ارتفاع المادة العضوية في قطاعات التربة وخاصة في منطقة القطيف لارتفاع نسبة المواد العضوية المترسبة والناتجة من النشاط الإحيائي بنوعيه النباتي والحيواني. ومن المعروف أن النظام  البيئي للمانجروف يتميز بوجود العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المصاحبة وتشکل هذه المواقع عادة مرتعاً خصباً لنمو وتکاثر العديد من الکائنات البحرية في الخليج العربي.

تتميز بعض الترب في بعض المواقع في الساحل الشرقي للمملکة العربية السعودية بقيم أسٍ هيدروجيني متطرفة تؤثر على ذوبان معظم العناصر الضرورية لنمو النبات، ولکن في معظم مناطق المانجروف في المواقع التي شملتها الدراسة کان الأس الهيدروجيني غير متطرف. وبالرغم من تأثير التباين الملحوظ في ملوحة مياه البحر على الأس الهيدروجيني للتربة، لکن ليس من المتوقع أن يکون له تأثير معنوي على نمو شجيرات المانجروف في مناطق الدراسة (جدول 4).أثرت ملوحة ماء البحر تأثيراً مباشراً على ملوحة التربة ونسبة الصوديوم المدمص. حيث تبين من جدول (4) انخفاض تدريجي في قيم التوصيل الکهربي وبالتالي هذا التباين في قيم التوصيل الکهربي اقترن بتباين مماثل في قيم مکوناتها من الکاتيونات التي ساد بها عنصري الماغنسيوم (Mg2+) والصوديوم (Na+)، وقد انعکس في قيم نسبة ملوحة التربة من الشمال إلى جنوب الخليج حيث سجلت ترب الخفجي أعلى القيم (40.99 سيمنز/م)، وأدناها في ترب سلوى (32.75 سيمنز/م) ويتفق ذلک مع حرکة تدفق الماء. حيث ترسب کمية کبيرة من الأملاح في نهاية الخليج.  


جدول (3) : مکونات التربة لمواقع المانجروف المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي.

المادة العضوية (%)

الکثافة الظاهرية (جم/سم3)

السلت (%)

الطين (%)

الرمل (%)

الموقع

1.10هـ

1.80أ

0.05د

0.25د

99.70أ

الخفجي

1.38د

1.57ب

0.03د

0.37د

99.60أ

السفانية

1.52د

1.62ب

0.08د

0.52د

99.40أ

منيفة

2.31ج

1.53ب ج

0.35د

6.05ج

93.60ب

الجبيل

4.21أ

1.46ب ج

23.79أ

29.71أ

46.50هـ

القطيف

3.09ب

1.43د

14.34ب

23.16ب

62.50د

الدمام

1.03و

1.57ب

5.00ج

3.50د

91.50ج

العقير

0.86ز

1.77أ

0.13د

1.47د

98.40أ

سلوى

 

جدول (4) : خواص التربة الکيميائية لمواقع المانجروف المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي.

الموقع

الأس الهيدروجيني

التوصيل الکهربي

سيمنز/م

الکربون العضوي

%

النيتروجين

%

البوتاسيوم

ملليمکافئ/لتر

الفسفور

ملجم/لتر

نسبة الصوديوم المدمص SAR

الخفجي

7.18

42.99أ

1.27ج

0.012ب

3.26ب

1.25ب

4.71ج

السفانية

7.22

40.76أ

1.42ب

0.012ب

3.11ج

1.29ب

4.82ج

منيفة

7.30

40.60أ

1.67ب

0.015ب

3.09ج

1.32أب

5.12ب

الجبيل

7.31

39.03أب

2.07أ

0.015أ

3.09ج

1.36أ

5.05ب

القطيف

7.36

36.42ج

3.42أ

0.017أ

3.70أ

1.42أ

5.18ب

الدمام

7.41

34.09د

2.81أ

0.017أ

3.65أ

1.43أ

5.09ب

العقير

7.44

33.38د

0.74د

0.007ج

2.41د

0.76ج

6.19أ

سلوى

7.49

32.75هـ

0.26د

0.003د

1.34هـ

0.45د

5.73أ

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً (0.05) باستخدام اختبار دنکن.

 


تحليل الکساء النباتي لمواقع المانجروف :

يعتمد وجود نبات في البيئة ما على إنتاج وتوزيع وانتشار بذوره وإنباتها وعلى بقاء وتأسيس البادرات ، لذلک على البادرة أن تکون قادرة على النمو بسرعة خلال فترة قصيرة عند توفر الظروف الملائمة من حرارة ورطوبة في البيئات المجهدة. ولا تقاوم بادرات المانجروف التأثير المباشر لأمواج البحر العاتية ولذلک تنمو بذور هذه النباتات في المناطق الرسوبية المدية البعيدة عن تأثير أمواج البحر. وتوجد مثل هذه المواقع على ساحل الخليج العربي في المنطقة الممتدة من الخفجي شمالاً إلى سلوى جنوباً. وتعتبر من المناطق الرئيسة لازدهار نمو غابات المانجروف.  وقد لوحظ وجود لتجمعات شجيرات المانجروف في مناطق الخفجي والسفانية والقطيف
(شکل
1) ومنيفة (شکل 2) والجبيل والدمام والعقير
(شکل
3)، وسلوى ولکن تختلف هذه التجمعات في کثافتها من منطقة إلى أخرى. وتعد منطقة القطيف (شکل 1) الأکثر ازدهار حيث تتوفر فيها الظروف البيئية المناسبة لنمو أنواع المانجروف المختلفة. فکبر مساحة المنطقة الرسوبية المحمية من التأثير المباشر للأمواج، تساعد على إنبات البذور ونمو بادرات قوية. وقد لخص (Mckell,1972) العوامل المساعدة في نجاح وبقاء وتأسيس البادرة في ثلاثة أمور هي بادرة قوية ومنافسة قليلة وبيئة مناسبة. وقد يفشل التأسيس نتيجة لتأثير أمواج المد والجذر العنيفة، ولکن نسبة لعدم تعرض ساحل القطيف لهذا النوع من الأمواج العاتية ، فإن تأسيس بادرات المانجروف ناجح في معظمه.

تفيد نتيجة تحليل الکساء النباتي بمواقع الدراسة بالساحل الشرقي بالمملکة العربية السعودية بوجود فروق معنوية بين تجمعات المانجروف في المناطق المدية على امتداد الساحل السعودي للخليج العربي بين الخفجي و سلوى حيث تختلف هذه التجمعات في الکثافة والنمو. فالمانجروف في منطقتي القطيف والدمام هو الأعلى ارتفاعاً (554 و 543 سم على التوالي ) والأکبر حجماً (سمک الساق 83.9 و 79.3 على التوالي) والأعلى کثافة 20.56 و 15.74 نبات/100م2 على التوالي (جدول 4). وقد يعود ذلک إلى تحسن خواص التربة الطبيعية والکيميائية في هذين الموقعين.

وقد أظهرت المسوحات المختلفة لمناطق تجمعات المانجروف أنها تتکون من نوع A. marina،فيماعدا منطقة القطيف التي يوجد بها عدد من الشجيرات التي تنتمي الى النوع  R.mucronata ذو الترکيب الورقي الکثيف. في الوقت الذي أنتشرت بين تجمعات المانجروف أنواع من الطحالب الخضراء Chaetomorpha indica, Acetabularia sp  والطحالب الحمراء  Herposiphonia tenella, Hypena valentiaوالبکتيريا الخضراء المزرقة (الطحالب الخضراء الزرقة) Lyngbya majuscula, Nodularia spumigena وحشيشة البحر Halophila ovalis, Halodule uninervis ونباتات ملحية  Atriplexhalimusوحيوانات لافقارية (رخويات ومفصليات) Cerithium erythreus, Nassarieus plicatu وعنکبيات مختلفة وسوسة الماء وقشريات (الاستراکودا) Carpilodes rugatus, Ocypode saraten وهي لاتختلف کثيرا عما ورد في بيئات المانجروف في مناطق اخري من العالم
 .(Foo and Wong,1998)

وقد أوضحت هذه الدراسة تشابه المناطق في فترات التزهير والإثمار، حيث تزهر شجيرات المانجروف في أکتوبر وفبراير من کل عام وتثمر في مارس ومايو. وقد يعود ذلک لقربها من بعضها البعض وإلى تشابه العوامل المناخية من ضوء وحرارة ورطوبة بين المناطق.

وبمقارنة خواص شجيرات المانجروف وکثافته بين المناطق، يتبين أن أفضل النموات هي التي توجد بمنطقة القطيف نتيجة لتوفر التربة الملائمة (الصودية والعمق والخصوبة والتهوية)، والتي هي من أهم العوامل التي تؤثر بدرجة کبيرة على نمو وانتشار المانجروف. وقد تفوقت شجيرات المانجروف في منطقة القطيف بنسبة 10% في الارتفاع وبنسبة 9% في محيط الساق مقارنة بشجيرات منطقة الدمام. لقد أثر تحسن خصوبة التربة وقوامها إيجاباً على کثافة شجيرات المانغروف في منطقة القطيف حيث بلغ عدد الشجيرات في المائة متر المربع 25.6 مقارنة بـ 18.9 في منطقة الدمام. وقد يرجع الانخفاض النسبي للکثافة النباتية في المنطقتين مقارنة بما هو موجود في  مناطق أخرى من العالم إلى النشاط الإنساني المتمثل في الرعي والاحتطاب والتخلص من النفايات في تلک المنطقة والذي له تأثير سلبي على نمو الشجيرات مما يؤدي إلى موتها.

 

 

 


جدول (5): خواص شجيرات المانجروف للمواقع المختلفة التي تناولتها الدراسة بالساحل السعودي للخليج العربي

موعد

الکثافة النباتية

(نبات/100م2)

محيط الساق

(سم)

ارتفاع النبات

(سم)

الموقع

الإثمار

التزهير

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.37د

30.0د

243.0د

الخفجي

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.45د

41.8ج

373.0ج

السفانية

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

4.51ج

57.9ب

421.0ب

منيفة

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

6.43ج

68.5ب

378.0ج

الجبيل

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

20.56أ

83.9أ

554.0أ

القطيف

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

15.74أ

79.3أ

543.0أ

الدمام

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.32د

41.6ج

254.0د

العقير

مارس- مايو

أکتوبر- فبراير

0.26د

27.7د

241.0د

سلوى

المتوسطات في کل عمود والتي تحمل نفس الحروف لا تختلف معنوياً (0.05) باستخدام اختبار دنکن.

 

 

 

 

 

 

 

       
 
 
 
 
   

شکل (1): تجمعات المانجروف في منطقة القطيف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       
   
 
 
 
 
 
   

شکل (3) : تجمعات المانجروف في منطقة العقير

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


REFERENCES:

Aleem, A. A. and Ghamrawy, M. S. (1987): “Distribution of biota in Avicennia marina Mangrove at Shuaiba, Red Sea Coast of Saudi Arabia”. Researches in Science King Abdulaziz Univ, Scientific Publishing Centre, King Abdulaziz Univ., Jeddah,  pp. 73-84.

Allen, J. A., Krauss, K. W. and Hauff R. D. (2003): “Factors limiting the intertidal distribtuion of the mangrove species Xylocarpus granatum”. Vol. 135, Oecologia, pp.110-121.

Allphin, L., Windham, M. D. and Harper, K. T. (1998):  “Genetic diversity and gene flow in the endangered Dwarf Bear Poppy, Arctomecon humilis (Papaveraceae)”. Vol. 85, American Journal of Botany, pp.1251-1261.

Al-Nabulsi, Y. A. (1998): “Mangrove habitat’s density effects on the Gulf coastal erosion and organic sedimentation”. (sent for publication).

Alongi, D. M. and McKinnon, A. D. (2004): “The cycling and fate of terrestrially-derived sediments and nutrients in the coastal zone of the Great Barrier Reef shelf”. In: Hutchings, P. A., Haynes, D. (Eds.,) Proceeding of Catchment to Reef: Water Quality Issues in the Great Barrier Reef Region Conference. Marine Pollution Bulletin, dio: 10.1016/j.marpolbul. 10.033.

Bennett, E. L. and Reynolds, C. J. (1993): “The value of a mangrove area in Sarawak”. Vol. 2, Biodivers. Conserv, pp. 359-375.

Brady, N. C. and Weil, R. R. (1999): “The nature and property of soils”. Prentice Hall, Upper Saddle River.

Chapman, V. J. (1977a): “Introduction”. In: V.J. Chapman (ed.). Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 3-15,

Chapman, V. J. (1977b): “Wet coastal formation of Indo-Malaysia and Papua New Guinea”.  In: V. J. Chapman (ed.) Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 1-29.

Dale, E. B. and Norman, H, S. (1982): “Atomic absorption and flame emission spectrometry” In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. American Society of Agronomy, Madison, W1, and U.S.A.

Dawes, C. J. (1981): “Marine Biology” New York: John Wiley & sons.

Day, P. R. (1965): “Practical fractionation and particle-size analysis” In: Black, C. A. (ed.) Methods of Soil Analysis, Part 1” Am. Soc. Agronomy, Inc. Madison, pp. 545-567.

Duke, N. C., Ball, M. C. and Ellison, J. C. (1998): “Factors influencing biodiversity and distribution gradients in mangroves” Vol. 7, Global Ecol. Biogeogr. Lett, pp. 27-47.

EPA. (1997): “NSW State of the Environment Reporting: Wetlands- The Issue” NSW Environment Protection Authority, Sydney, Australia.

Fishelson, L. (1971): Ecology of benthic fauna in the shallow waters of Red Sea. Vol. 10, Mar. Biol, pp. 113–133.

Foo, H.T.and Wong, J.T.S. (1998): “Mangroves swamp and Fisheries in Sabah”. Vol. 2, Trop.Ecol. Dev, pp. 1157-1161.

Ghamrawy, M. S., Alem, A. A. and Saifullah, S. M. (1985): “Mangrove ecosystem of shuaiba. Eighty sympoim on the biological aspe of Suadi Arabia. P.121”. King Saud University Press, Riyadh, Saudi Arabia.

Hamilton, L. S. and Snedaker, S. C. (1984): “Handbook for Mangrove Area Management”. IUCN, UNESCO, UNEP .

Hussain, M. I. and Khoja, T. M. (1993): “Intertidal and subtidal blue-green algae mats of open and mangrove areas in the fara san archipelago – Saudi Arabia. Red Sea”. Vol. 36, Botanica Marina, Walter de Gruytrer, New York, U. S. A, pp. 377-388.

Khafaji, A. K., El-Hassan, A. M., Mandura, A. S. and Hashim, G. (1993): “Phytochemical studies on mangrove and the possibility of using it as fodder”. Vol. 4, J. KAU. Mar. Sci, pp. 181-195.

Lieth, H. (1995): “Useful ecosystems in coastal deserts generated with ocean water irrigation”. Proceeding of the Inter-national Symposium on Environmental Risk Assessment, Legislation and Tehnology, Saarbrücken, (ed. P. Müller.) (Euro-Arab Cooperation.), pp. 199-209.

Macnae, W. (1968): “A general account of the fauna and flora of mangrove swamps and forests in the Indo-West Pacific region”. Vol. 6, Adv. Mar. Biol, pp. 73 – 270.

Mandura, A. S., Khafaji, A. K. and Saifullah, S. M. (1988): “Ecology of mangrove stand of Central Red Sea Coast area: Ras Hatiba (Saudi Arabia)”. Vol. 11, Proc. Saudi Biol. Soc, pp. 85–112.

Mazda, Y., Kanazawa, N. and Kurokowa, T. (1999): “Dependence of dispersion on vegetation density in a tidal creek-mangrove swamp system”. Mangrove and Saltmarhes, Vol. 3, pp. 59-66.

McKee, L. K. (1993): “Soil physiochemical patterns and mangrove species distribution-reciprocal effects”. J. Ecol, Vol. 81, pp. 477-487.

McLean, E. O. (1982): “Soil pH and lime requirement”. In: Page, A. L. (Ed.), Methods of soil analysis. Part, American Society of Agronomy, vol. 2. Soil Science Society of America, Madison, Wis, pp. 199-224.

Migahid, A. M. (1978): “Flora of Saudi Arabia”. 2 vol., 2nd ed., Riyadh Univ. Publications, Riyadh, pp. 650.

Mumby, P. J., Edwards, A. J., Arias-Gonzalez, J. E., Lindeman, K. C., Blackwell, P. G., Renken, H., Wabnitz, C. C. C. and Llewellyn, G.(2004): “Mangroves enhance the biomass of coral reef fish communities in the Caribbean”. Vol. 427, Nature. pp. 533-536.

Naidoo, G., Rogalla, H. and Wilert, D. J. (1997): “Gas exchange response of a mangrove species, Avicennia marina, to waterlogged and drained conditions”. Hydrobiologia. Vol. 352, pp.  39-47.

Nelson, P. N. and Sommers, A. P. (1982): “A new test for simultaneous extraction of macro and micro nutrients in alkaline soils”. Vol. 8 (3), Soci. And Plant Analysis, pp. 195.

Por, F. D. and Dor, I. (1975): “The Hard Bottom Mangrove of Sinai, Red Sea”. Rapp. Vol. 23, Common. Int. Mer Medit, pp. 145–147.

Rhoades, J. D. (1982): “Soluble Salts. In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. Page A.L. edition, ASA-SSSA, Madison WI, U.S.A.

Saenger, P. (1998): “Mangrove vegetation: an evolutionary perspective”. Vol. 49, Centre for Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 277-286.

SAS Institute. (2004):“SASISTAT guide for personal computers”. Version 6 ed. SAS Inst., Cary, NC.

Steel, R. G. D. and Torrie, J. H. (1980): “Principle and procedure of statistics”. New York: McGraw-Hill.

U. S. Salinity Lab. (1954): “Saline and Alkaline Soils”. Handbook No. 60, RiversideCalifornia, U.S.D.A.

Walter, H. (1977): “Climate”. In: V. j. Chapman (ed.). Ecosystems of World: Wet Coast Ecosystem, vol. 1, New York: Elsevier, pp. 54 – 56.

Wolanski, E., Spagnol, S. and Lim, E. G. (1997): “The importance of mangrove flocs in sheltering seagrass in trubid coastal waters”. Vol. 1, Mangroves and Salt Marshes, pp. 187-191.

Youssef, T. (1997): “Approaches in mangrove planting: some options for darwin mangroves”. Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 451-460.

Zahran, M. A. (1975): “Biogeography of mangrove vegetation along the Red Sea Coasts”. pp. 43–51. In: Walsh, G. E., Snedaker, S. C. and Teas, H. (eds.) Proc. Intern. Symp. Management of Mangroves 8–11 October 1974. East-West Center, Honolulu, University of Florida, Gainesville , pp. 846.


 

 

 

 

STUDY OF MANGROVE COMMUNITIES IN THE EASTERN COAST OF THE KINGDOM OF SAUDI ARABIA

Mohammed A. Al-Fredan

College of Science, KingFaisalUniversity, P. O. Box 5324 Al-Hufof, 31982 K.S.A.

 

 

 

Mangrove vegetation of the eastern coast of the Kingdom of Saudi Arabia in the Arabian Gulf are being lost, damaged and subjected to extinction dangers. There are several reaction and modern projects which established along the Saudi coastal areas in the Gulf. These are occurred in combination with the increasing of the human activities such as fire wooding, overgrazing, habitat modification and deforestation processes which affect on the status and extent of the mangrove distribution. The objective of the present work is to study the present-day composition of the mangrove trees which naturally grow along the different sites of the Saudi coast in the Arabian Gulf. In order to maintain that a number of alternative field trips have been undertaken during 2003 and 2004 to select the suitable mangrove coastal areas which comprise Al-Khafgi, Al-Safaniah, Muneifah, Al-Jubail, Al-Qateef, Dammam, Al-Ogair and Salwa coast.

Results showed variations in the climatic factors of the different sites. The distribution of the mangrove plants was studied and data was discussed in relation to the physical and chemical features of the associated soils. Results also indicated that all the investigated sites were consisted of one type of mangrove which is Avicennia marina except in Al-Qateef coastal area where a number of Rhizophora mucronata trees were present. Data indicated that mangrove population in Al-Qateef and Dammam has recorded the tallest trees and also the highest density among all the studied sites. Mangrove flowering of the different studied areas was shown during October and February and the production of fruits during March and May. Different forms of algae, sea weeds, halophytes and invertebrate were recorded in mangrove community.

 

 

REFERENCES:
Aleem, A. A. and Ghamrawy, M. S. (1987): “Distribution of biota in Avicennia marina Mangrove at Shuaiba, Red Sea Coast of Saudi Arabia”. Researches in Science King Abdulaziz Univ, Scientific Publishing Centre, King Abdulaziz Univ., Jeddah,  pp. 73-84.
Allen, J. A., Krauss, K. W. and Hauff R. D. (2003): “Factors limiting the intertidal distribtuion of the mangrove species Xylocarpus granatum”. Vol. 135, Oecologia, pp.110-121.
Allphin, L., Windham, M. D. and Harper, K. T. (1998):  “Genetic diversity and gene flow in the endangered Dwarf Bear Poppy, Arctomecon humilis (Papaveraceae)”. Vol. 85, American Journal of Botany, pp.1251-1261.
Al-Nabulsi, Y. A. (1998): “Mangrove habitat’s density effects on the Gulf coastal erosion and organic sedimentation”. (sent for publication).
Alongi, D. M. and McKinnon, A. D. (2004): “The cycling and fate of terrestrially-derived sediments and nutrients in the coastal zone of the Great Barrier Reef shelf”. In: Hutchings, P. A., Haynes, D. (Eds.,) Proceeding of Catchment to Reef: Water Quality Issues in the Great Barrier Reef Region Conference. Marine Pollution Bulletin, dio: 10.1016/j.marpolbul. 10.033.
Bennett, E. L. and Reynolds, C. J. (1993): “The value of a mangrove area in Sarawak”. Vol. 2, Biodivers. Conserv, pp. 359-375.
Brady, N. C. and Weil, R. R. (1999): “The nature and property of soils”. Prentice Hall, Upper Saddle River.
Chapman, V. J. (1977a): “Introduction”. In: V.J. Chapman (ed.). Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 3-15,
Chapman, V. J. (1977b): “Wet coastal formation of Indo-Malaysia and Papua New Guinea”.  In: V. J. Chapman (ed.) Ecosystems of the world: Wet Coastal Ecosystems, Vol. 1, New York, Elsevier, pp. 1-29.
Dale, E. B. and Norman, H, S. (1982): “Atomic absorption and flame emission spectrometry” In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. American Society of Agronomy, Madison, W1, and U.S.A.
Dawes, C. J. (1981): “Marine Biology” New York: John Wiley & sons.
Day, P. R. (1965): “Practical fractionation and particle-size analysis” In: Black, C. A. (ed.) Methods of Soil Analysis, Part 1” Am. Soc. Agronomy, Inc. Madison, pp. 545-567.
Duke, N. C., Ball, M. C. and Ellison, J. C. (1998): “Factors influencing biodiversity and distribution gradients in mangroves” Vol. 7, Global Ecol. Biogeogr. Lett, pp. 27-47.
EPA. (1997): “NSW State of the Environment Reporting: Wetlands- The Issue” NSW Environment Protection Authority, Sydney, Australia.
Fishelson, L. (1971): Ecology of benthic fauna in the shallow waters of Red Sea. Vol. 10, Mar. Biol, pp. 113–133.
Foo, H.T.and Wong, J.T.S. (1998): “Mangroves swamp and Fisheries in Sabah”. Vol. 2, Trop.Ecol. Dev, pp. 1157-1161.
Ghamrawy, M. S., Alem, A. A. and Saifullah, S. M. (1985): “Mangrove ecosystem of shuaiba. Eighty sympoim on the biological aspe of Suadi Arabia. P.121”. King Saud University Press, Riyadh, Saudi Arabia.
Hamilton, L. S. and Snedaker, S. C. (1984): “Handbook for Mangrove Area Management”. IUCN, UNESCO, UNEP .
Hussain, M. I. and Khoja, T. M. (1993): “Intertidal and subtidal blue-green algae mats of open and mangrove areas in the fara san archipelago – Saudi Arabia. Red Sea”. Vol. 36, Botanica Marina, Walter de Gruytrer, New York, U. S. A, pp. 377-388.
Khafaji, A. K., El-Hassan, A. M., Mandura, A. S. and Hashim, G. (1993): “Phytochemical studies on mangrove and the possibility of using it as fodder”. Vol. 4, J. KAU. Mar. Sci, pp. 181-195.
Lieth, H. (1995): “Useful ecosystems in coastal deserts generated with ocean water irrigation”. Proceeding of the Inter-national Symposium on Environmental Risk Assessment, Legislation and Tehnology, Saarbrücken, (ed. P. Müller.) (Euro-Arab Cooperation.), pp. 199-209.
Macnae, W. (1968): “A general account of the fauna and flora of mangrove swamps and forests in the Indo-West Pacific region”. Vol. 6, Adv. Mar. Biol, pp. 73 – 270.
Mandura, A. S., Khafaji, A. K. and Saifullah, S. M. (1988): “Ecology of mangrove stand of Central Red Sea Coast area: Ras Hatiba (Saudi Arabia)”. Vol. 11, Proc. Saudi Biol. Soc, pp. 85–112.
Mazda, Y., Kanazawa, N. and Kurokowa, T. (1999): “Dependence of dispersion on vegetation density in a tidal creek-mangrove swamp system”. Mangrove and Saltmarhes, Vol. 3, pp. 59-66.
McKee, L. K. (1993): “Soil physiochemical patterns and mangrove species distribution-reciprocal effects”. J. Ecol, Vol. 81, pp. 477-487.
McLean, E. O. (1982): “Soil pH and lime requirement”. In: Page, A. L. (Ed.), Methods of soil analysis. Part, American Society of Agronomy, vol. 2. Soil Science Society of America, Madison, Wis, pp. 199-224.
Migahid, A. M. (1978): “Flora of Saudi Arabia”. 2 vol., 2nd ed., Riyadh Univ. Publications, Riyadh, pp. 650.
Mumby, P. J., Edwards, A. J., Arias-Gonzalez, J. E., Lindeman, K. C., Blackwell, P. G., Renken, H., Wabnitz, C. C. C. and Llewellyn, G.(2004): “Mangroves enhance the biomass of coral reef fish communities in the Caribbean”. Vol. 427, Nature. pp. 533-536.
Naidoo, G., Rogalla, H. and Wilert, D. J. (1997): “Gas exchange response of a mangrove species, Avicennia marina, to waterlogged and drained conditions”. Hydrobiologia. Vol. 352, pp.  39-47.
Nelson, P. N. and Sommers, A. P. (1982): “A new test for simultaneous extraction of macro and micro nutrients in alkaline soils”. Vol. 8 (3), Soci. And Plant Analysis, pp. 195.
Por, F. D. and Dor, I. (1975): “The Hard Bottom Mangrove of Sinai, Red Sea”. Rapp. Vol. 23, Common. Int. Mer Medit, pp. 145–147.
Rhoades, J. D. (1982): “Soluble Salts. In: Methods of Soil Analysis, Part 2”. Page A.L. edition, ASA-SSSA, Madison WI, U.S.A.
Saenger, P. (1998): “Mangrove vegetation: an evolutionary perspective”. Vol. 49, Centre for Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 277-286.
SAS Institute. (2004):“SASISTAT guide for personal computers”. Version 6 ed. SAS Inst., Cary, NC.
Steel, R. G. D. and Torrie, J. H. (1980): “Principle and procedure of statistics”. New York: McGraw-Hill.
U. S. Salinity Lab. (1954): “Saline and Alkaline Soils”. Handbook No. 60, RiversideCalifornia, U.S.D.A.
Walter, H. (1977): “Climate”. In: V. j. Chapman (ed.). Ecosystems of World: Wet Coast Ecosystem, vol. 1, New York: Elsevier, pp. 54 – 56.
Wolanski, E., Spagnol, S. and Lim, E. G. (1997): “The importance of mangrove flocs in sheltering seagrass in trubid coastal waters”. Vol. 1, Mangroves and Salt Marshes, pp. 187-191.
Youssef, T. (1997): “Approaches in mangrove planting: some options for darwin mangroves”. Coastal Management. Southern Cross University, Lismore, NSW 2480, Australia, pp. 451-460.
Zahran, M. A. (1975): “Biogeography of mangrove vegetation along the Red Sea Coasts”. pp. 43–51. In: Walsh, G. E., Snedaker, S. C. and Teas, H. (eds.) Proc. Intern. Symp. Management of Mangroves 8–11 October 1974. East-West Center, Honolulu, University of Florida, Gainesville , pp. 846.