التقييم البيئى لبرک الصرف الزراعى فى منخفض الداخلة - الصحراء الغربية - مصر دراسة فى الجغرافيا الطبيعية Environmental Assessment of the agricultural drainage pools in El-Dakhla depression, Western desert of Egypt

Document Type : Original Article

Abstract

الملخص العربي :
تشغل الدراسات البيئية أهمية کبرى بين دراسات البحث العلمي المعاصر ، کما يحظى منخفض الداخلة باهتمام کبير من قِبل المستثمرين والمسئولين القائمين على التنمية الزراعية فى  محافظة الوادى الجديد ؛ حيث تتوفر به المقومات الطبيعية اللازمة للزراعة ومنها التربة القابلة للاستصلاح والتى تبلغ مساحتها حوالى 1.2 مليون فدان ، وکذلک المياه الجوفية التى يبلغ تصريفها اليومى حوالى 945 مليون م3. ويعتبر التقييم البيئى لبرک الصرف فى منخفض الداخلة منذ النشأة وحتى الآن من الأمور المهمة والضرورية التى تساعد فى التعرف على الوضع المائى العام بالمنخفض (مُدخلات ومُخرجات النظام البيئى المائى) ، کما تُعد برک الصرف نتاج عمليات زراعية يتم خلالها إنتاج واستهلاک المياه داخل النظام البيئى الزراعى ؛ فهى تعکس سياسات زراعية (تراکيب محصولية ونظم رى) متبعة فى إدارة المياه ؛ الأمر الذى أدى إلى ظهور تلک البرک التى تنتشر فى نطاقات مختلفة من المنخفض. والواقع أن عمليات الصرف الزراعى من العمليات الديناميکية التى تتم داخل المنخفض بشکل عام وداخل النظام البيئى الزراعى على وجه الخصوص ؛ ولذلک کما أنها من أهم مکوناته التى تؤثر فيه وتتأثر به ؛ فهى ذات تأثير واضح فى إنتاجيته ؛ حيث يتم تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات فى تلک البرک بما تحمله من أملاح زائدة ، فضلاً عن تصريف المياه الناتجة من عمليات غسيل التربة ، وبالتالى يؤثر ذلک على إنتاجية التربة الزراعية ومن ثَم تأثيره على إنتاج النظام البيئى الزراعى ککل.
ويوجد عدد من برک الصرف الصغيرة (مناقع) تنتشر فى مناطق متفرقة من  المنخفض ، والتى لا ترتبط بشبکات صرف ، فهى عبارة عن مناطق منخفضة نسبياً على أطراف أراضٍ زراعية أو داخلها يتم تصريف المياه فيها مباشرة ، وهذه البرک قد تکون دائمة أو موسمية (مؤقتة) سرعان ما تتحول إلى أراضٍ متملحة أو سبخات جافة عندما تقل أو تنعدم بها مياه الصرف ، کما يلاحظ وجود مساحات من الأراضى الزراعية بالمنخفض لا تحدث بها عمليات صرف ، وهى الأراضى التى تزرع بنظم الرى الحديثة (الرش والتنقيط) والتى تنتشر على أطراف المنخفض خاصةً فى الغرب والجنوب ، کما هو الحال على طريق موط – شرق العوينات ، وکذلک الأراضى التى تروى بالغمر ، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة ، وتعرف بـعيون الأهالى ، وهى تنتشر في مناطق مختلفة من المنخفض. ومن الواضح أن الأراضى المنزرعة تقع على منسوب منخفض نسبياً عن برک الصرف أو المناقع تتملح وتتدهور إنتاجيتها بسبب عمليات الرشح المتکررة من تلک البرک والمناقع ، وقد أدى ذلک إلى انتشار الأراضى المتملحة التى تعرضت إلى انخفاض فى إنتاجيتها مع مرور الوقت وفقدت إنتاجيتها تماماً نتيجة تراکم الأملاح بها.
ويهدف هذا البحث إلى دراسة أحد مکونات النظام البيئى الزراعى فى منخفض الداخلة وهى برک الصرف الزراعى وما ارتبط بها من شبکات صرف ومناقع صغيرة منذ النشأة وحتى الآن ، وذلک من خلال التقييم البيئى لها ، ولتحقيق هذه الأهداف ؛ فقد اعتمد الباحث على تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية ؛ وذلک من خلال تحليل المرئيات الفضائية والصور الجوية والخرائط الطبوغرافية خلال فترات زمنية مختلفة وکذلک خلال الفترة الحالية ؛ بالاضافة إلى الدراسات الميدانية. وقد خلُصت هذه الدراسة إلى أن برک الصرف الزراعى الرئيسة تمثلت فى نطاقين أساسيين: الأول فى النطاق الأوسط من المنخفض ، والثانى فى النطاق الغربى (غرب الموهوب) فضلاً عن المناقع المنتشرة فى أجزاء متفرقة من المنخفض ، کما تباينت مساحات وأعماق البرک ، وکذلک تباينت الخصائص الحيوية والکيميائية من برکة إلى أخرى. وتوصى الدراسة بضرورة وضع برک الصرف الزراعى فى المنخفض تحت الرقابة البيئية ، وذلک من خلال عمل تقارير دورية عنها تُوضع فى الاعتبار للاستفادة من تلک البرک اقتصادياً ، فضلاً عن حماية التربة الزراعية القريبة منها من التدهور بسبب عمليات الرشح والتملح الناتج عن تلک البرک.
ABSTRACT :
       Environmental Studies is a multidisciplinary academic field which systematically studies human interaction with the environment in the interests of solving complex problems. Environmental Studies brings together the principles of Sciences, Commerce/ Economics and Social Sciences so as to solve contemporary environmental problems. El-Dakhla depression has  available with natural ingredients necessary for agriculture, including the soil reclamation, which has an area of about 1.2 million acres, as well as groundwater which has a daily discharge of about 945 million m3.  The main aim of current research was to study a agro-ecosystem components of the drainage pools and the related exchange networks , through the environmental assessment.  To achieve this aim; the current study has depanded on remote sensing GIS techniques, in addtion to topographic maps analysis during different time periods and field studies.  The study concluded that agricultural drainage main pools represented in two ranges basic principles: the first in the middle range of the depression, and the second in the western. The study recommends the need to develop agricultural drainage in the depression under environmental control, and through the work of periodic reports by taking into account  the economic advantage of the drainage pools, as well as protecting nearby deterioration of agricultural soil due to leaching processes and salinization.
 

Highlights

 

AUCES

 

 

التقييم البيئى لبرک الصرف الزراعى فى منخفض الداخلة - الصحراء الغربية - مصر

دراسة فى الجغرافيا الطبيعية

 باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية  

د. حسن أبوزيد محمد أبوزيد

الملخص العربي :

تشغل الدراسات البيئية أهمية کبرى بين دراسات البحث العلمي المعاصر ، کما يحظى منخفض الداخلة باهتمام کبير من قِبل المستثمرين والمسئولين القائمين على التنمية الزراعية فى  محافظة الوادى الجديد ؛ حيث تتوفر به المقومات الطبيعية اللازمة للزراعة ومنها التربة القابلة للاستصلاح والتى تبلغ مساحتها حوالى 1.2 مليون فدان ، وکذلک المياه الجوفية التى يبلغ تصريفها اليومى حوالى 945 مليون م3. ويعتبر التقييم البيئى لبرک الصرف فى منخفض الداخلة منذ النشأة وحتى الآن من الأمور المهمة والضرورية التى تساعد فى التعرف على الوضع المائى العام بالمنخفض (مُدخلات ومُخرجات النظام البيئى المائى) ، کما تُعد برک الصرف نتاج عمليات زراعية يتم خلالها إنتاج واستهلاک المياه داخل النظام البيئى الزراعى ؛ فهى تعکس سياسات زراعية (تراکيب محصولية ونظم رى) متبعة فى إدارة المياه ؛ الأمر الذى أدى إلى ظهور تلک البرک التى تنتشر فى نطاقات مختلفة من المنخفض. والواقع أن عمليات الصرف الزراعى من العمليات الديناميکية التى تتم داخل المنخفض بشکل عام وداخل النظام البيئى الزراعى على وجه الخصوص ؛ ولذلک کما أنها من أهم مکوناته التى تؤثر فيه وتتأثر به ؛ فهى ذات تأثير واضح فى إنتاجيته ؛ حيث يتم تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات فى تلک البرک بما تحمله من أملاح زائدة ، فضلاً عن تصريف المياه الناتجة من عمليات غسيل التربة ، وبالتالى يؤثر ذلک على إنتاجية التربة الزراعية ومن ثَم تأثيره على إنتاج النظام البيئى الزراعى ککل.

ويوجد عدد من برک الصرف الصغيرة (مناقع) تنتشر فى مناطق متفرقة من  المنخفض ، والتى لا ترتبط بشبکات صرف ، فهى عبارة عن مناطق منخفضة نسبياً على أطراف أراضٍ زراعية أو داخلها يتم تصريف المياه فيها مباشرة ، وهذه البرک قد تکون دائمة أو موسمية (مؤقتة) سرعان ما تتحول إلى أراضٍ متملحة أو سبخات جافة عندما تقل أو تنعدم بها مياه الصرف ، کما يلاحظ وجود مساحات من الأراضى الزراعية بالمنخفض لا تحدث بها عمليات صرف ، وهى الأراضى التى تزرع بنظم الرى الحديثة (الرش والتنقيط) والتى تنتشر على أطراف المنخفض خاصةً فى الغرب والجنوب ، کما هو الحال على طريق موط – شرق العوينات ، وکذلک الأراضى التى تروى بالغمر ، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة ، وتعرف بـعيون الأهالى ، وهى تنتشر في مناطق مختلفة من المنخفض. ومن الواضح أن الأراضى المنزرعة تقع على منسوب منخفض نسبياً عن برک الصرف أو المناقع تتملح وتتدهور إنتاجيتها بسبب عمليات الرشح المتکررة من تلک البرک والمناقع ، وقد أدى ذلک إلى انتشار الأراضى المتملحة التى تعرضت إلى انخفاض فى إنتاجيتها مع مرور الوقت وفقدت إنتاجيتها تماماً نتيجة تراکم الأملاح بها.

ويهدف هذا البحث إلى دراسة أحد مکونات النظام البيئى الزراعى فى منخفض الداخلة وهى برک الصرف الزراعى وما ارتبط بها من شبکات صرف ومناقع صغيرة منذ النشأة وحتى الآن ، وذلک من خلال التقييم البيئى لها ، ولتحقيق هذه الأهداف ؛ فقد اعتمد الباحث على تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية ؛ وذلک من خلال تحليل المرئيات الفضائية والصور الجوية والخرائط الطبوغرافية خلال فترات زمنية مختلفة وکذلک خلال الفترة الحالية ؛ بالاضافة إلى الدراسات الميدانية. وقد خلُصت هذه الدراسة إلى أن برک الصرف الزراعى الرئيسة تمثلت فى نطاقين أساسيين: الأول فى النطاق الأوسط من المنخفض ، والثانى فى النطاق الغربى (غرب الموهوب) فضلاً عن المناقع المنتشرة فى أجزاء متفرقة من المنخفض ، کما تباينت مساحات وأعماق البرک ، وکذلک تباينت الخصائص الحيوية والکيميائية من برکة إلى أخرى. وتوصى الدراسة بضرورة وضع برک الصرف الزراعى فى المنخفض تحت الرقابة البيئية ، وذلک من خلال عمل تقارير دورية عنها تُوضع فى الاعتبار للاستفادة من تلک البرک اقتصادياً ، فضلاً عن حماية التربة الزراعية القريبة منها من التدهور بسبب عمليات الرشح والتملح الناتج عن تلک البرک.

 
   

 


مشکلة البحث:

تتمحور مشکلة البحث فى معرفة التقييم البيئى لبرک الصرف الزراعى فى منخفض الداخلة ؛ حيث تتعرض تلک البرک إلى تغير واضح منذ النشأة وحتى الآن فى خصائصها الکيميائية والحيوية ، فضلاً عن التغير فى کميات المياه بها من موسم زراعى إلى آخر ومن عام إلى آخر ، کما تؤثر بعض البرک على مکونات النظام البيئى الزراعى من خلال عمليات الرشح التى ينتج عنها زيادة ترکز الأملاح فى التربة الزراعية المحيطة بالبرکة ، کما يؤثر إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بشکل مباشر فى العمليات الزراعية دون معالجة بالسلب على التربة الزراعية. 

أهمية البحث:

تکمن أهمية هذا البحث فى أهمية الحفاظ على النظام البيئي الزراعى من التدهور ؛ حيث تعوق مشکلة التملح الناتجة عن سوء الصرف والتى تنتشر بشکل واضح داخل المنخفض عمليات التنمية ، بالاضافة إلى رفع العائد من المکونات الأساسية للنظام البيئى الزراعى وعلى رأسها برک الصرف.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى ما يلى:

1- دراسة واقع برک الصرف الزراعى فى المنخفض ومعرفة خصائصها البيئية.

2- نشر الوعى البيئى بأهمية التقييم البيئى المستمر لبرک الصرف وذلک للاستفادة منها.

3- وضع المقترحات المناسبة لرفع العائد الاقتصادى من تلک البرک وفقاً للمعايير البيئية.

منهجية البحث:

تم استخدام أکثر من منهج ؛ حيث تم استخدام المنهج التاريخى فى تتبع الوضع الذي کانت عليه البرک منذ النشأة وحتى الآن ، وکذلک المنهج الوصفى فى معرفة التغير الذى تعرضت له البرک منذ النشأة ، بالاضافة إلى المنهج الإقليمى والمنهج التحليلى ، فضلاً عن بعض الأساليب الإحصائية التى تساعد فى دراسة التقييم البيئى لتلک البرک.  

أولاً: منطقة الدراسة:

يقع منخفض الداخلة فى محافظة الوادى الجديد ، ويمتد فلکياً بين دائرتى عرض 24 ْ 45 َ  و  26 ْ 20 َ شمالاً ، وبين خطى طول 27 ْ 40 َ  و  29 ْ 45 َ شرقاً (شکل 1) ، کما يمتد طولياً (من الشرق إلى الغرب) بطول حوالى 151.63 کم ، ويتباين عرضه من منطقة إلى أخرى إلاّ أنه بشکل عام يتسع فى الأجزاء الشرقية والغربية ويضيق فى الوسط ، ويبلغ أقصى عرض للمنخفض جهة الغرب حوالى 38.67 کم شرق منطقة (غرب الموهوب) والتى تضم برکة غرب الموهوب الرئيسة التى تعد أکبر برک الصرف فى المنخفض ، کما يبلغ أقصى عرض للمنخفض جهة الشرق حوالى 36.86 کم عند منطقة بلاط التى تخلو من البرک الرئيسة ، بينما يبلغ أقصى عرض له فى الأجزاء الوسطى حوالى 37.16 کم والتى تضم برک موط والموشية والحوشة والراشدة.

 

وتبلغ مساحة المنخفض حوالى 5145.85 کم2 أى حوالى 1225202.4 فدان ، وهذه المساحة هى التى تقع داخل خط کنتور200متر الذى يُطوّق المنخفض من جميع الجهات والذى يعتبر الحد الطبيعى للمنخفض ، کما أن هذه المساحة تضم النظام البيئى الزراعى وجميع برک الصرف الرئيسة والفرعية (المناقع) ، وتضم أيضاً مناطق العمران والأراضى الزراعية والأراضى القابلة للاستصلاح الزراعى ، وکذلک المناطق البينية المستبعدة من العمليات الزراعية ، بالإضافة إلى التکوينات الرملية المنتشرة بالمنخفض ، وقد بلغت مساحة البرک الرئيسة حوالى 1874 فداناً.

ثانياً: التوزيع الجغرافى لبرک الصرف بالداخلة:

تنتشر برک الصرف عموماً داخل منخفض الداخلة فى المناطق المنخفضة نسبياً ؛ حيث يوجد عدد من برک الصرف الزراعى الرئيسة ، وکذلک الصرف المختلط (الزراعى والصحى) المتناثرة فى أنحاء متفرقة من المنخفض بمساحات وأعماق متباينة من منطقة إلى أخرى ، ويوجد فى المنطقة خمس برک رئيسة (جدول 1) تنتشر داخل النظام البيئى الزراعى بالمنخفض بشکل غير متساوٍ من حيث التوزيع ؛ حيث توجد برکة صرف رئيسة واحدة فى منطقة غرب الموهوب غرب المنخفض يستفيد منها فى عمليات الصرف 8000 فدان من إجمالى المساحة المنزرعة بالمنطقة ، فى حين تنتشر معظم برک الصرف وهى أربع برک رئيسة فى النطاق الأوسط من المنخفض والتى تضم برک موط والحوشة والراشدة والموشية (شکل 2) ، وبذلک تنتشر معظم البرک فى المنخفض بين دائرتى عرض 25 ْ   31 َ   48 ً  و  25 ْ   32 َ   53 ً شمالاً ، وخطى طول 28 ْ   56 َ   59 ً و 28 ْ   58 َ   37 ً شرقاً ، بينما لا توجد برک صرف رئيسة فى منطقة بلاط التى تقع شرق المنخفض. وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من المناقع الصغيرة والتى لا تندرج ضمن برک الصرف الرئيسة بالمنخفض إلا أنها تنتشر فى مناطق متفرقة منه وتخدم مساحات کبيرة من الأراضى الزراعية فى صرف المياه الزائدة. ويمکن توضيح أهم برک الصرف بمنخفض الداخلة فيما يلى:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المصدر:من عمل الطالب من خلال الدراسة الميدانية باستخدام الـ G P S


 

جدول (1)مواقع برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة

المنطقة

شرقيات

شماليات

موط

28 ْ   57 َ   11 ً  E

25 ْ   32 َ   12 ً  N

الحوشة

28 ْ   58 َ   10 ً  E

25 ْ   31 َ   15 ً  N

الراشدة

28 ْ   54 َ   15 ً  E

25 ْ   34 َ   14 ً  N

الموشية

29 ْ   57 َ   10 ً  E

25 ْ   32 َ   10 ً  N

غرب الموهوب

28 ْ   35 َ   25 ً  E

25 ْ   52 َ   23 ً  N


(أ): برکة موط:

تقع برکة موط الرئيسة عند دائرة عرض 25 ْ   32 َ   12 ً شمالاً وخط طول 28 ْ   57 َ   11 ً شرقاً  على الطريق الرئيس: الداخلة – الفرافرة (صورة 1) على بعد حوالى ستة کيلو مترات من مدينة موط جهة الغرب ، وتعد أهم برک الصرف فى المنخفض ؛ حيث أنها من المعالم السياحية الرئيسة بالمنطقة ، ويتم صرف المياه الزائدة عن حاجة النبات من أراضٍ داخل الزمام بمنطقة موط وما حولها داخل البرکة من خلال شبکة من المصارف الرئيسة والفرعية التى يصل أطوالها إلى 67.1 کم ، ويصل عددها إلى 47 مصرفاً ؛ ولذلک فهى تخدم مساحة 6650 فداناً من الأراضى الزراعية بالمنطقة ، وتختلف تلک البرکة عن باقى برک الصرف بالمنطقة بارتفاعها عن منسوب الأراضى

 

الزراعية المجاورة لها جهة الشمال بما يقرب من حوالى أربعة أمتار فى بعض المواضع مما أدى إلى انهيار الجسر الحاجز للمياه عام 1996م ، وإغراق عدد من المنازل بقرية العوينة التى تقع البرکة بالقرب منها ، وکذلک إغراق مساحات من الأراضى الزراعية ، وتم تقوية الجسر الذى يحيط بالبرکة ؛ لتجنب تکرار عملية الانهيار من ناحية ، وزيادة تحمله کميات المياه المنصرفة بها من ناحية أخرى ، بالإضافة إلى عمل مخارج أخرى للبرکة جهة الغرب والجنوب على مدخل قرية القلمون ، وإنشاء محطة رفع أخرى على طريق القلمون ؛ لتخفيف الضغط على البرکة الرئيسة. ويجب الإشارة إلى وجود عدة برک فرعية للبرکة تنتشر إلى الغرب منها تقدر مساحتها بحولى500 فدان. 

 

 

 

 

               

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(ب): برکة غرب الموهوب:

تقع برکة غرب الموهوب (صورة 2) فى منطقة غرب الموهوب فى أقصى غرب المنخفض عند دائرة عرض 25 ْ   52 َ   23 ً شمالاً وخط طول 28 ْ   35 َ   25 ً شرقاً بالقرب من الحافة الشمالية للمنخفض ؛ ويتم صرف المياه من الأراضي الزراعية بمنطقة غرب الموهوب والتى تقدر بـ8000 فدان داخل البرکة ، وذلک من خلال مجموعة مصارف رئيسة وفرعية يصل عددها إلى 30 مصرفاً بطول 62 کم عن طريق محطة رفع إلى البرکة (صورة 3) ، وتتميز تلک البرکة عن باقى برک الصرف بأنها أکبر البرک من حيث المساحة ؛ حيث تقدر مساحتها بـ 800 فدان ؛ ويرجع ذلک إلى استواء السطح نسبياً وقلة العمق ؛ ولذلک فهى أقل البرک فى المنخفض من حيث کميات المياه الموجودة بها طول العام ؛ ويرجع ذلک إلى عدة أسباب وهى کما يلى:

1- استخدام مياه البرکة فى الرى: يتم زراعة مساحات کبيرة من الأراضى المجاورة للبرکة على مياه البرکة بما يعرف بأراضٍ خارج الزمام والتى تنتشر بکثرة حول البرکة خاصةً جهة الشرق والشمال والجنوب من البرکة والتى تقدر بحوالى 750 فداناً ؛ حيث يقوم المزارعون بإقامة ماکينات زراعية على البرکة مباشرة لرى الأراضى المجاورة للبرکة ، بينما يقوم البعض الآخر بشق مجارٍ لتوصيل المياه من البرکة إلى الأراضى البعيدة نسبياً.

2- التبخر: تتبخر کميات کبيرة من المياه داخل البرکة بسبب التبخر النتحى للنباتات المائية داخل البرکة من ناحية ، والتبخر السطحى نتيجة قلة العمق وزيادة المسطح المائى من ناحية أخرى ؛ وذلک بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً خلال فصل الصيف ؛ حيث ترتفع درجات الحرارة للنهاية العظمى خلال شهور الصيف ؛ فقد سجلت أعلى قيمة خلال شهر أغسطس والتى بلغت 41.9 ْم ، کما سجلت قيم مرتفعة أيضاً خلال شهور يوليو ويونيه وسبتمبر ومايو ؛ حيث بلغت قيم النهاية العظمى خلال تلک الشهور 41.6 ْم و 41.3 ْم و 38.8 ْم و 38.7 ْم على الترتيب.

3- الاستهلاک المائى للنبات: وذلک بالنسبة للنباتات المائية خاصة نبات البوص ونبات البردى والديس

       
       

 


وغيرها من النباتات المائية الأخرى التى تنتشر بکثافة کبيرة داخل وحول البرکة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ثالثاً: العوامل المؤثرة فى توزيع برک الصرف:

(أ): توزيع الأراضى الزراعية:

أثر توزيع الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة على توزيع برک الصرف داخل المنخفض ؛ حيث تترکز معظم الأراضى الزراعية فى النطاق الأوسط

من المنخفض والذى يُعد النواة الأولى للزراعات القديمة ، والتى تنتشر بشکل واسع فى هذا النطاق على شکل بساتين من النخيل والزيتون وغيرها من المحاصيل الأخرى التى تحتاج لکميات کبيرة من المياه فى عمليات الرى ، وتبلغ المساحة المنزرعة من أراضٍ داخل الزمام بتلک المنطقة حوالى 35736 فداناً أى حوالى (50.83%) من إجمالى المساحة المنزرعة بالمنخفض عام 2014م ، وتضم هذه المنطقة 80% من برک الصرف الرئيسة وغير الرئيسة (المناقع) والتى تخدم 24150 فداناً (67.6%) من تلک الأراضى ، ويمکن القول أن تلک المنطقة تتميز بالزراعات التقليدية والعشوائية فى أماکن متفرقة والتى تُروى بالغمر ؛ وبالتالى زيادة عمليات الصرف التى تتطلب إنشاء شبکات وبرک صرف تخدم تلک المناطق.

ومن ناحية أخرى فإن التوسع الزراعى بالمنطقة أدى إلى زيادة مياه الصرف داخل البرک ؛ مما أدى إلى زيادة مساحة البرک وتغير خصائصها ، کما أدى أيضاً إلى ظهور المناقع والسبخات بالمنطقة ؛ وذلک لعدم قدرة البرک الرئيسة تحمُل مياه الصرف الناتجة عن زيادة الرقعة الزراعية خاصةً فى حالة وقوع أراضٍ زراعية تحتاج إلى مناطق صرف بعيداً عن برک الصرف الرئيسة ؛ مما يؤدى إلى ظهور المناقع والبرک الصغيرة التى تصل مساحة البرکة منها فى بعض الأحيان إلى عشرة أفدنة کما هو الحال فى منطقة بلاط والشيخ والى وموط وغيرها.

وقد تطورت مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة خلال الفترات السابقة تطوراً کبيراً ؛ حيث زادت أکثر من خمسة أضعاف عما کانت عليه فى بداية عمليات الاستصلاح وحتى الآن ؛ فقد زادت بمقدار 58994 فداناً خلال الفترة من 1961م وحتى 2014م بنسبة 522% ؛ مما کان له الأثر فى تطور وتوزيع برک الصرف فى المنخفض ؛ ويشير ذلک إلى عمليات التنمية والاستصلاح الزراعي التى شهدها المنخفض خلال الخمسين عاماً تقريباً الماضية ؛ فقد تطورت المساحة فقط خلال عشرون عاما ً 16669 فداناً ؛ أى أن المساحة زادت من 29188 فداناً عام 1984م إلى 45857 فداناً عام 2014م (شکل 3).

فقد بلغت المساحة المنزرعة عام 1961م 11300 فدان ، وزادت هذه المساحة حتى بلغت 21296 فداناً عام 1971م ، ثم ارتفعت المساحة أيضاً من 21296 فداناً عام 1971م إلى 24950 فداناً عام 1981م ، ثم ارتفعت مرة أخرى خلال الفترة من 1981م وحتى 1991م من 24950 فداناً إلى 34050 فداناً ، کما تطورت المساحة المنزرعة بالمنخفض من 34050 فداناً عام 1991م إلى 48550 فداناً عام 2001م ، وکذلک تطورت المساحة خلال الفترة من 2001م إلى 2014م بزيادة تقدر بـ 21744 فداناً أى حوالى 44.79% ، وبذلک فإن تطور المساحة المنزرعة وتوزيعها کان له أکبر الأثر فى تطور عدد ومساحة المناقع وبرک الصرف بالمنخفض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 


(ب): توزيع شبکات الصرف بالمنخفض:

  تُعد شبکات الصرف من العوامل الرئيسة المؤثرة فى توزيع برک الصرف بالمنخفض ؛ حيث تم إنشاء شبکة صرف من المصارف الرئيسة والفرعية مع بداية عمليات الاستصلاح الزراعى داخل المنخفض ؛ وبذلک فإن شبکات وبرک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة قد ارتبطت فى المقام الأول بعملية الاستصلاح المبکرة المنظمة التى شهدها المنخفض منذ السبعينيات ، وقد ارتبطت أيضاً بالأراضى الطينية والطميية التى تحتاج إلى عمليات غسيل للتخلص من الأملاح الزائدة ، کما ارتبطت بنظام الرى التقليدى (الرى بالغمر) والذى يمثل ما يزيد عن 85% من أنظمة الرى بالمنخفض.

أما الاتجاه الحديث فى رى واستصلاح الأراضى الجديدة فإنه لا يعتمد على برک الصرف الزراعى. وتتم عمليات الصرف من خلال نقل المياه عبر تلک الشبکات إلى البرک عن طريق محطة رفع ، وبالتالى فهى تُعد الشريان الذى يغذى البرک والمسئول عن کمية المياه ومسطحها داخلها ، وتختلف شبکات الصرف من حيث الدرجة ؛ فمنها مصارف رئيسة وأخرى فرعية ، کما تتباين أعماق المصارف نتيجة لعمليات الإنشاء والصيانة ، وبالتالى نجد أن هناک بعض المصارف مکتظة بالنباتات المائية مثل نبات الحجنة (البوص) ؛ مما أدى إلى صعوبة سريان المياه فى تلک المصارف ، وبالتالى تسرب بعضها إلى باطن الأرض قبل وصولها إلى محطات الرفع ، وقد ترتب على ذلک تغير فى منسوب المياه داخل البرک ، ويجب الإشارة إلى خلو بعض المصارف من المياه تماماً بسبب قلة أو انعدام مياه الصرف بها.

        وقد بلغ إجمالى أطوال المصارف فى منخفض الداخلة 285.3 کم عام 2014م (جدول 2) ، کما بلغ عدد المصارف الرئيسة والفرعية 196 مصرفاً موزعة فى أنحاء متفرقة من المنخفض ، وتبلغ المساحة الزراعية التى تخدمها تلک المصارف 39000 فدان تمثل 55.5% من مساحة الأراضى المنزرعة بالمنخفض عام 2014م ، وبذلک يکون ما يقرب من نصف مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة (أراضٍ خارج الزمام) لا تعتمد على صرف المياه الزائدة عن حاجتها فى المصارف بل تعتمد على الأراضى المجاورة مباشرة لها والمتمثلة فى المناقع والبرک الصغيرة التى لا تندرج ضمن شبکة الصرف الرئيسة بالمنخفض.

        ويتفاوت عدد وأطوال المصارف فى المنخفض من منطقة إلى أخرى (شکل 4) ؛ حيث يصل عدد المصارف فى منطقة موط 47 مصرفاً بطول 67.1 کم أى حوالى 23.52% من إجمالى أطوال المصارف بالمنطقة ، کما يبلغ عدد المصارف فى منطقة غرب الموهوب 30 مصرفاً بطول 62 کم أى حوالى 21.73% من إجمالى أطوال المصارف بالمنخفض ، فى حين يوجد فى عزب القصر مصرف واحد بطول 1.75کم وأيضاً مصرف واحد فى منطقة البشندى بطول 1.2 کم ، وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من المناقع التى تنتشر فى منطقة بلاط مع انتشار عدد من المصارف فى هذه المنطقة التى تقع شرق المنخفض مع عدم وجود برک صرف زراعى رئيسة فى تلک المنطقة.

 


جدول (2)توزيع شبکات الصرف والزمام المستفيد منها فى منخفض الداخلة عام 2014م

 

الوحدة المحلية

عدد

المصارف

إجمالى الطول

(کم)

%

الزمام المستفيد (بالفدان)

%

مدينة موط

47

67.1

23.52

6650

17.05

المعصرة

25

32

11.22

2600

6.67

أسمنت

6

9.8

3.43

800

2.05

الراشدة

22

26

9.11

2750

7.05

بدخلو

3

5.6

1.96

1500

3.85

الهنداو

14

13.6

4.77

1400

3.59

الجديدة

5

12.15

4.26

2250

5.77

الموشية

6

5.9

2.07

825

2.12

القلمون

6

5.5

1.93

725

1.86

القصر

5

6.85

2.40

1400

3.59

الموهوب

6

9.2

3.22

2750

7.05

عزب القصر

1

1.75

0.61

500

1.28

غرب الموهوب

30

62

21.73

8000

20.51

بلاط

6

13.85

4.85

3500

8.97

تنيدة

7

7.25

2.54

2500

6.41

أولاد عبدالله

2

1.75

0.61

200

0.51

ذخيرة

2

2

0.70

250

0.64

عين عيش

2

1.8

0.63

250

0.64

البشندى

1

1.2

0.42

150

0.38

الإجمالى

196

285.3

100.00

39000

100.00

المصدر: إدارة الصرف بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، عام2014م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


­­­­­

                                     

 

ويتضح من شکل (4) أن متوسط نصيب الفدان من شبکة المصارف عموماً قد بلغ  136.7 فداناً لکل کيلو متر من المصارف سواء کانت الفرعية منها أو الرئيسة ، کما يتضح أيضاً تباين نصيب الفدان من شبکات الصرف فى المنخفض ؛ فبينما يزيد نصيب الفدان من شبکات الصرف فى منطقة کما هو الحال فى منطقة غرب الموهوب (شکل 6) نجد أنه ينخفض فى منطقة أخرى ؛ مما يدل على عدم التوازن بين أطوال المصارف والمساحة الزراعية المستفيدة من تلک المصارف ، ومن ناحية أخرى يلاحظ خلو بعض المصارف من المياه لاسيما المصارف الفرعية خاصةً فى فصل الصيف بسبب قلة المساحة المنزرعة صيفاً وزيادة استهلاک المحاصيل الصيفية للمياه ، وکذلک زيادة عملية التبخر.    


            وبدراسة العلاقة الارتباطية بشکل عام بين أطوال المصارف فى المنخفض والمستفيد منها من الأراضى الزراعية (أراضٍ داخل الزمام) (شکل 5) فقد أوضحت النتائج وجود علاقة ارتباط قوية ؛ حيث بلغت القيمة (0.927448). 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 


(ج): الترکيب المحصولى:

          يلعب الترکيب المحصولى والمساحة التى تشغلها المحاصيل دوراً مهماً فى توزيع برک الصرف الرئيسة والفرعية فى المنخفض ؛ حيث تختلف احتياجات المحاصيل الزراعية الرئيسة لکميات المياه من محصول لآخر ؛ وبالتالى تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات بعد عمليات الرى ، سواء کان ذلک بشکل مباشر داخل البرک أو المناقع أو بشکل غير مباشر عبر شبکات الصرف ومنها إلى البرکة عن طريق محطة الرفع ، کما أن الاستهلاک المائى للمحاصيل يختلف من موسم لآخر ؛ حيث يزيد استهلاک المحاصيل الصيفية (887.2م3/يوم خلال شهر يوليو) من المياه عن المحاصيل الشتوية (259.4م3/يوم خلال شهر يناير) ؛ مما يؤدى إلى قلة أو انعدام المياه داخل البرک فى فصل الصيف وزيادتها فى فصل الشتاء بشکل ملحوظ ؛ ويرجع ذلک إلى الأسباب الآتية:

1- يزيد عدد نوبات الرى فى شهور الصيف عن عدد نوبات الرى فى شهور الشتاء ؛ وذلک بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، وارتفاع معدل التبخر السطحى من سطح التربة أثناء وبعد نوبة الرى ، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التبخر النتحى من جسم النبات مما يعرض النبات الى الذبول وبالتالى تعويض الفاقد من رطوبة التربة بزيادة نوبات الرى وتقارب مواعيدها ؛ مما يزيد من حجم الاستهلاک المائى للمحاصيل الصيفية ؛ حيث يزيد استهلاک المحاصيل الصيفية خلال شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس ، وهذه الشهور من أعلى شهور السنة فى درجات الحرارة.

2- يسود فى المنطقة مجموعة من المحاصيل التى لا تتناسب مع طبيعة البيئات الجافة التى تنتمى إليها منطقة الدراسة ؛ فمن الملاحظ اهتمام المزارعين بزراعة محصول الأرز ؛ مما يؤدى إلى استهلاک کميات کبيرة من المياه ؛ وبالتالى زيادة کميات المياه المنصرفة ، بالإضافة إلى انتشار أنواع أخرى من المحاصيل تتميز باستهلاکها للمياه ، مثل البرسيم الحجازي والفول السوداني والحدائق وذلک باستخدام الرى بالغمر.

3- أدى تباين متوسط الاستهلاک المائى للمحاصيل خلال السنة إلى تباين کميات المياه داخل البرک من شهر إلى أخر (جدول 3) ؛ حيث يصل متوسط الاستهلاک للفدان خلال شهر يناير 259.4 م3 ثم يزيد الاستهلاک تدريجياً خلال شهور فبراير ومارس وأبريل حيث يصل إلى 318.5 م3 و 403.4 م3 و447.2 م3 على الترتيب ، ثم يعاود الانخفاض فى الاستهلاک المائى ليصل إلى 407.8 م3 خلال شهر مايو ، وبعد ذلک يعاود المؤشر إلى الارتفاع خلال شهرى يونيو ويوليو ؛ حيث يقدر الاستهلاک المائى خلالهما بـ 606.3 م3 و 887.2 م3 ، ثم ينخفض المؤشر تدريجياً مرة أخرى خلال شهور أغسطس وسبتمبر وأکتوبر ونوفمبر ؛ حيث يصل الاستهلاک المائى خلال تلک الشهور إلى 788 م3 و 538.6 م3 و 376.4م3 و 268.9 م3 على التوالى.


 

 


الجدول (3)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(د): نظام الرى:

          يعتبر نظام الرى من الأسباب الرئيسة فى استهلاک المياه فى العمليات الزراعية ؛ حيث ينتشر نظام الرى بالغمر ، وهو يمثل غالبية أنظمة الرى فى المنخفض ، وهذا النظام يقوم على أساس غمر المساحة المنزرعة بالمياه فترات طويلة أثناء الرى تصل الى عدة ساعات ، وبالتالى يحدث تسرب أرضى لکميات کبيرة من المياه أثناء عملية الرى قبل حدوث عملية الصرف ، والملاحظ أن الفدان يحتاج إلى کمية کبيرة من المياه تصل إلى ضعف ما يحتاجه أثناء نوبات الرى المعتادة ، وذلک في بداية الموسم الزراعى (الصيفى – الشتوى) بسبب جفاف التربة وتفککها وتخلخلها نتيجة عمليات الحرث والتقليب على أعماق تتراوح بين 30-60سم. 

(هـ): الخصائص الطبوغرافية:

          تُعتبر الخصائص الطبوغرافية المحدد الأساسى لتوزيع الأراضى الزراعية من ناحية وأيضاً المحدد الرئيس لمواضع برک الصرف فى المنخفض من ناحية أخرى ؛ حيث تنتشر البرک بالمنخفض فى نطاقين رئيسيين وهما: النطاق الأوسط والنطاق الغربى من المنخفض. ويتضح من شکل (7) تقعر المنخفض واستواء أرضيته نسبياً على شکل ثلاث أحواض رئيسة فى الشرق والوسط والغرب ، کما يلاحظ أن برک الصرف الرئيسة تنتشر فى النطاقين الأوسط والغربى ، وبشکل عام يلاحظ إرتفاع أطراف الأحواض الثلاثة بشکل تدريجى خفيف صوب الجنوب والغرب والشرق بينما يزيد التدرج فى الارتفاع جهة الشمال بسبب الحافة الشمالية للمنخفض. ويتضح من تحليل الخريطة الکنتورية للمنخفض تباعد نسبى لخطوط الکنتور ، وذلک فى النطاقين الغربى والأوسط اللذين يضمان معظم مساحة النظام البيئى الزراعى بالمنخفض ؛  حيث يضم خط کنتور 150 النطاق الأوسط الذى يترکز به معظم البرک الرئيسة ، بينما يضم خط کنتور 125 النطاق الغربى الذى يضم برکة غرب الموهوب الرئيسة.

            کما يتضح من دراسة المنحدرات (جدول 4) أن درجات الانحدار فى المنخفض تتراوح بين أقل من 2 ْ - 30 ْ ، وتبلغ هذه المساحات التى تقع فى فئة الأراضى المستوية والمستوية جداً حوالى 4735.8 کم2 وهى تمثل 92% من مساحة المنخفض وتضم الأراضى الزراعية القديمة بما فيها برک الصرف الرئيسة والمناقع المنتشرة فى أنحاء متفرقة داخل هذه الفئة , کما تبلغ مساحة الفئة هينة الانحدار التى يتراوح انحدارها بين 2 ْ إلى 5 نحوْ 342.4 کم2 من مساحة المنخفض ، وتمثل 6.65% من المساحة الإجمالية للمنخفض والتى تنتشر فى المناطق الوسطى وحول النطاقات الزراعية الرئيسة وهى تضم مساحات کبيرة من الأراضى الزراعية التى لا تدخل ضمن نظام الصرف الرئيس بالمنخفض (شبکات وبرک الصرف) ؛ فهى تعتمد على المناقع الصغيرة والمتوسطة المساحة فى صرف مياهها ، وتمثل الفئة متوسطة الانحدار مساحة قليلة من المنخفض تبلغ حوالى 44.9 کم2 بنسبة 0.9% من المساحة الإجمالية للمنخفض ، وهى تضم الأراضى حديثة الاستصلاح التى تعتمد على نظم ري حديثة لا تحتاج فى الأساس إلى عمليات صرف ، وتبلغ مساحة الفئة فوق متوسطة الانحدار 21.8 کم2 بنسبة 0.4% من مساحة المنخفض ، بينما تمثل الفئة شديدة الانحدار مساحة محدودة جداً حوالى 0.95 کم2 تتمثل فى منطقة أدمنستون. 


 

 

 

               
     
 
   
 
     
     
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (4)درجة الانحدار العام ومساحاتها ونسبتها المئوية فى منخفض الداخلة

فئات الانحدار

طبيعة الانحدار

المساحة کم2

النسبة %

0 - 2

أرض مستوية إلى مستوية جداً

4735.8

92

2 - 5

أرض هينة الانحدار

342.4

6.65

5 - 10

أرض مستوية الانحدار

21.8

0.9

10 - 18

أرض فوق مستوية الانحدار

44.9

0.4

18 - 30

أرض شديدة الانحدار

0.95

0.03

المجموع

5145.85

100

 

ومن ناحية أخرى يبلغ المدى التضاريسى فى منخفض الداخلة 180 متراً (جدول 5) ، وهو الفارق بين منسوب أعلى نقطة التى تصل إلى 263 متراً ، والتى تقع فى وسط المنخفض تقريباً عند منطقة جبل أدمنستون ، وهى تخلو تماما من برک الصرف وبين منسوب أدنى نقطة 83 متراً والتى تقع بالقرب من منطقة الراشدة فى النطاق الأوسط من المنخفض التى تضم برکة صرف الراشدة ، وقد لعب المدى التضاريسى دوراً فى انتشار الأراضى الزراعية داخل المنخفض ؛ ومن ثم انتشار برک الصرف الرئيسة والمناقع والسبخات.

 

 

جدول (5)مساحات النطاقات التضاريسية فى منخفض الداخلة

النطاق التضاريسى

(متراً)

المساحة

(کم2)

%

113 - 83

625.4

12.15

143 -113

1734.6

33.71

173 -143

2097.6

40.76

203 - 173

648.7

12.61

263 - 203

15.5

0.30

فأکثر 263

24.05

0.47

المجموع

5145.85

100.00

         

 

        ويضم النطاق التضاريسى الذى يتراوح بين 83– 113 متراً مساحة 625.4 کم2 أى حوالى 12.15% من مساحة المنخفض ، ويضم هذا النطاق برکة موط الرئيسة وبرکة الراشدة والموشية ، کما يشغل النطاق التضاريسى الذى يتراوح بين 113 – 143 متراً مساحة 1734.6 کم2 أى حوالى 33.71% من مساحة المنخفض ، وهذه المساحة تقع حول مناطق العمران الرئيسة ، وهى تمثل مناطق التوسع العمرانى والتنمية الزراعية رغم أنها لا تحظى بإمکانات عالية من المياه الجوفية والتربة الزراعية عالية الجودة ؛ وبالتالى انعکس ذلک على أنظمة الرى والصرف فى تلک المناطق ؛ حيث أدى إلى قلة عمليات الصرف (حسن أبوزيد ، 2013م).

رابعاً: خصائص برک الصرف:

 (أ): المساحة:

تبلغ مساحة برک الصرف الزراعى الرئيسة فى منخفض الداخلة حوالى 1874 فداناً (جدول 6) أى حوالى 0.15% من مساحة المنخفض ، و 4.8% من مساحة الأراضى الزراعية التى تخدمها شبکات وبرک الصرف ، وحوالى 2.66% من إجمالى المساحة المنزرعة داخل الزمام ، کما تختلف مساحة البرک من منطقة إلى أخرى (شکل 8)؛ حيث تبلغ مساحة برکة غرب الموهوب 800 فدان أى حوالى 42.7% من إجمالى مساحة البرک الرئيسة بالمنخفض ، کما تبلغ مساحة برکة موط الرئيسة 39% من إجمالى مساحة البرک ، بينما تبلغ مساحة برکة الموشية والحوشة والراشدة 1.3% ، و 6.3% ، و 10.7% من إجمالى مساحة البرک على الترتيب ، وتعد برکة موط الرئيسة أشهر وأهم البرک فى المنخفض ؛ وذلک بسبب وقوعها على الطريق الرئيس ، وکذلک لوجود المياه بغزارة بها بشکل مستمر طول العام ، وخلوها تماماً من النباتات ، وانتشار الطيور المائية بها بکثرة ؛ ولذلک فهى تمثل أحد المعالم الأساسية والسياحية بالمنطقة. وقد بلغت مساحة المناقع والبرک غير الرئيسة بالمنخفض حوالى سبعة آلاف فدان.


 

جدول (6) خصائص برک الصرف الرئيسية فى منخفض الداخلة

اسم البرکة

الموضع بالمنخفض

المساحة (بالفدان)

% من مساحة البرک

متوسط العمق (بالمتر)

موط

زمام موط

730

39

2.5

الحوشة

زمام موط

119

6.3

1.5

الراشدة

زمام القلمون

200

10.7

3

الموشية

زمام الموشية

25

1.3

1.5

غرب الموهوب

غرب الموهوب

800

42.7

2

الاجمالى

1874

100

 

المصدر: إدارة الصرف بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، عام 2013م . 2- الدراسة الميدانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (8)مساحة برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة عام 2013م

 


(ب): الأعماق:

برک الصرف فى منخفض الداخلة عبارة عن مناطق منخفضة نسبياً عن منسوب سطح الأرض الزراعية المحيطة بها ما عدا برکة موط الرئيسة ؛ حتى تتمکن المياه المنصرفة من الوصول إليها عبر شبکات الصرف الرئيسة والفرعية ؛ وذلک بسبب الانحدار التدريجى المصمم داخل تلک المصارف ، وقد تم إنشاء محطات لرفع المياه من نهاية المصرف الرئيس إلى داخل البرک ، وذلک فى بعض برک الصرف ومنها: برکة موط الرئيسية ، وبرکة غرب الموهوب ، وتختلف أعماق برک الصرف من منطقة إلى أخرى ، کما تتباين أعماق المياه داخل البرکة أيضاً ؛ حيث يصل متوسط العمق فى برکة الراشدة إلى ثلاثة أمتار ، بينما يصل متوسط العمق فى برکة موط الرئيسة إلى مترين نصف ، وفى برکة غرب الموهوب يصل متوسط العمق إلى مترين ، فى حين تنخفض الأعماق فى کلٍ من برکة الحوشة وبرکة الموشية (صورة 4) ؛ حيث يصل متوسط عمق البرکة إلى متر ونصف ، وقد تختلف کمية المياه بالبرکة فى بعض الأحيان حسب الموسم الزراعى ؛ حيث تزيد فى الموسم الزراعى الشتوى ، بينما تقل فى الموسم الصيفى ؛ ويرجع ذلک إلى اختلاف الترکيب المحصولي ، والاستهلاک المائى لتلک المحاصيل والتسرب الأرضى ، وتباين مواعيد الرى مع تباين تصريفات الآبار من فترة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.

وتختلف أعماق المياه داخل البرکة ؛ نتيجة لإختلاف منسوب القاع ؛ حيث يلاحظ انخفاض منسوب المياه فى بعض الأجزاء من البرکة خاصةً الأطراف ، ويکون ذلک على هيئة مياه ضحلة تنتشر بها النباتات المائية ، وقد تجف أحياناً بعض الأجزاء الأخرى من البرکة ، وتظهر الأملاح بها على السطح ، ويظهر ذلک فى برکة موط الرئيسة فى حين تحتفظ المناطق الأکثر انخفاضاً بالمياه العميقة نسبياً ، ومن الملاحظ إعادة استخدام مياه الصرف فى بعض المناطق سواء من شبکة المصارف أو من برک الصرف مباشرةً ، وقد أثر ذلک على اختلاف منسوب البرک کما حدث ذلک فى برکة غرب الموهوب.

 

   

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(ج): الخصائص الکيميائية لمياه البرک:

        يتباين ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى منخفض الداخلة من برکة إلى أخرى ، ومن فصل إلى آخر ؛ حيث يزيد ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف عموماً فى فصل الصيف عنه فى فصل الشتاء ؛ ويرجع ذلک إلى انخفاض کمية المياه داخل البرک ؛ نتيجة قلة المياه المنصرفة من العمليات الزراعية صيفاً من ناحية ، وزيادة التبخر السطحى والنتحى للنباتات من ناحية أخرى ؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً فى فصل الصيف ، بينما يقل ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى فصل الشتاء ؛ ويرجع ذلک إلى زيادة کمية المياه المنصرفة نسبياً داخل البرک مع انخفاض التبخر نهاراً وبالتالى انخفاض ترکز الأملاح بها. ويجب الإشارة إلى وجود کميات کبيرة من الأملاح داخل البرک مختلطة بالقاع ، وهى تظهر واضحة عندما تجف أجزاء من قاع البرکة (صورة 5) ؛ وذلک نتيجة تراکم الأملاح خلال فترات زمنية طويلة منذ نشأة تلک البرک وحتى الآن ؛ مما يعنى الزيادة المستمرة فى ترکز الأملاح داخل البرک مع مرور الزمن ، وکان لذلک الأثر الواضح على النظام الحيوى داخل البرک.

وقد أظهرت نتائج تحليل مياه الصرف فى برکة موط ملحية عالية وغير صالحة للرى (محسن جامع ، 2000 ) ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 7.73 إلى 106.4 وحدة توصيل کهربى ، بينما کانت مياه صرف برکة الراشدة أقل ملحية من مياه صرف برکة موط ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 1.10 إلى 6.67 وحدة توصيل کهربى ، وتراوحت رتبتها بين C3 ، C4 من حيث الملحية ، بينما تراوحت رتبتها بين S1  و S2 من حيث القلوية ، وتصل درجة الملحية أعلاها فى برکة موط ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 9.32 إلى 13.67 وحدة توصيل کهربى. کما أظهرت نتائج تحليل مياه الصرف فى برکة غرب الموهوب ملحية أفضل تراوحت بين 0.425 و 1.74 وحدة توصيل کهربى نتيجة أن هذه المياه فى الغالب مياه آبار زائدة عن حاجة الرى فى تلک المنطقة ؛ حيث تتميز معظم الآبار بها بالتدفق الذاتى منذ النشأة وحتى الآن.

 

   

 

 

 

 


                                                        

 

 


 (د): تغير مساحة المسطح المائى داخل البرک:

تتميز برک الصرف الزراعى فى المنخفض بعدم الثبات فى کميات المياه داخلها والتغير المستمر فى کميات تلک المياه خلال الفترات الزمنية السابقة ؛ ويرجع ذلک إلى التسرب الأرضى للمياه داخل البرکة من ناحية ، واختلاف کميات المياه المنصرفة بها نتيجة العمليات الزراعية من ناحية أخرى ، ويؤثر تغير کمية المياه داخل البرک على الزيادة أو النقص فى مساحة البرکة خلال فترة زمنية معينة ؛ مما يؤدى إلى تغير فى مساحة برک الصرف عما کانت عليه عند النشأة ؛ وبالتالى  تغير فى مساحة مسطح المياه داخل البرک ، مما يعنى تغير فى متوسط العمق ، بالإضافة إلى التغير فى درجة ملحية المياه داخل البرکة بسبب التغير فى ترکيز الأملاح الناتج عن تغير کميات المياه داخل البرکة. ويتضح من شکل (9) أن مساحة المياه داخل برکة موط الرئيسة قد تغيرت خلال عام تقريباً ؛ حيث انخفضت مساحة المياه بها من 643 فداناً عام 2011م إلى 453.3 فدان عام 2012م بنقص 189.7 فدان (-29.5%)عما کانت عليه قبل عام تقربياً(حسن أبوزيد ، 2013م). 


 

جدول (7)مساحة المياه فى برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة عام 2013م

(المساحة بالفدان)

اسم البرکة

مساحة البرکة

% من مساحة البرک

مساحة المياه داخل البرکة

% من

مساحة البرکة

موط الرئيسة

730

39

643

88.08

الحوشة

119

6.3

96

80.67

الراشدة

200

10.7

132

88

الموشية

25

1.3

23

92

غرب الموهوب

800

42.7

234

29.25

الإجمالى

1874

100

1128

61.84

 

المصدر: من اعداد الطالب اعتماداً على بيانات هندسة الصرف بالداخلة

 

ويتبين من جدول (7) أن المياه داخل البرک تشغل حوالى 61.84 % من المساحة الإجمالية لتلک البرک ، ويتضح أيضاً تغير مساحة المياه داخل البرک من برکة إلى أخرى ؛ حيث تزيد مساحة المياه داخل برکة موط الرئيسة لتصل إلى 88.08 % من مساحة البرکة ؛ ويرجع ذلک إلى عدم استخدام مياهها فى أغراض زراعية أخرى بسبب زيادة نسبة الأملاح بها ، بينما تقل المساحة لتصل إلى 29.25 % فى برکة غرب الموهوب ؛ ويرجع ذلک إلى استخدام المزارعين مياه الصرف من برکة غرب الموهوب فى زراعة مساحات من الأراضى الزراعية (خارج الزمام) بشکل مباشر وغير مباشر ؛ مما أدى إلى انخفاض کميات المياه داخل البرکة واستصلاح بعض المساحات منها وزراعتها. ويجب الإشارة إلى تغير مساحة المياه داخل المناقع والبرک الصغيرة الذى يصل فى بعض الأحيان إلى الجفاف وتحولها إلى سبخات جافة وأراضٍ متملحة کما هو الحال فى منطقة أولاد عبد الله وتنيدة فى النطاق الشرقى من المنخفض.

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


خامساً: الآثار البيئية لبرک الصرف:

 (أ): انتشار النبات الطبيعي:

تؤثر برک الصرف بمنخفض الداخلة فى انتشار وکثافة النباتات الطبيعية فى أماکن متفرقة من المنخفض بسبب توفر المياه الناتجة عن عمليات الصرف واللازمة لنمو تلک النباتات ، وتعتبر النباتات المائية أکثر النباتات انتشاراً بشکل کبير فى شبکات وبرک الصرف الرئبسة والفرعية ؛ حيث ينتشر نبات الحجنة (البوص) والبردى والديس وغيرها من النباتات الأخرى بشکل کثيف ، إلا أن نبات البوص يُعد الأکثر انتشاراً من بين تلک النباتات ؛ فهو ينتشر داخل البرک وعلى أطرافها وفى الأماکن التى تحيط بالبرک والتى تتعرض لرشح المياه ؛ ويؤدى ذلک إلى زيادة رطوبة التربة مما يساعد على توفير بيئة مناسبة لنمو تلک النباتات. کما تعتبر برکة غرب الموهوب هى أکثر البرک التى تنتشر بها النباتات المائية بشکل کثيف (صورة 6) ؛ حيث تغطى النباتات 736 فداناً أى حوالى 92% من مساحة البرکة ، کما تغطى النباتات مساحة 18 فداناً من مساحة برکة الموشية أى حوالى 72% من مساحة البرکة ، وتتباين أحجام وکثافة النباتات المائية المنتشرة داخل برک الصرف من برکة إلى أخرى وذلک للأسباب الآتية:-

1- المادة العضوية: تتباين نسبة المادة العضوية من برکة إلى أخرى داخل المنخفض حسب نوع البرکة (صرف زراعى – صرف زراعى مختلط بالصرف الصحى) ؛ ولذلک فإن أحجام وکثافة النباتات المائية المنتشرة داخل برک الصرف تختلف على حسب توافر المادة العضوية اللازمة لنمو النبات ؛ حيث يلاحظ زيادة أحجام النباتات وکثافتها فى برک الصرف التى تختلط فيها مياه الصرف الزراعى بالصرف الصحى کما هو الحال فى برکة صرف الموشية ، وذلک عن البرک التى تستقبل مياه الصرف الزراعى فقط کما هو الحال فى برکة صرف غرب الموهوب ، ومن الملاحظ أن خصائص التربة التى أُنشئت عليها البرکة تؤثر على حجم وکثافة النباتات المائية داخل البرکة أيضاً ؛ حيث يلاحظ انخفاض حجم وکثافة النباتات فى البرک التى تفتقر أرضيتها أو جزء منها إلى السلت والطين مع زيادة نسبة الرمال والحصى فى قاع البرکة (صورة 7).

2- کمية المياه: تزيد أحجام النباتات المائية فى برک الصرف التى تتميز بعمق المياه فيها واستمرارها طول العام ، بينما تقل فى البرک التى تکون المياه فيها ضحلة أو تتعرض لجفاف المياه منها فى بعض أشهر السنة (الصيف).

3- قطع الحشائش: يقوم بعض السکان بقطع الحشائش المائية من أطراف البرک والمصارف واستخدامها علفاً للحيوانات أو لأغراض منزلية أخرى مثل: إنشاء الحظائر لمواشيهم ، وغيرها من الأغراض الأخرى ، کما تقوم إدارة الصرف بعمل تطهير للمصارف والبرک بإزالة النباتات بشکل دورى ؛ مما يؤثر فى کثافة وأحجام النباتات المائية بها (صورة 8).

 

 

 

 

 

 

 

 

       
   
 
     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ويجب الإشارة إلى عدم وجود نباتات مائية فى بعض البرک الرئيسة بالمنخفض ؛ ويظهر ذلک واضحاً داخل برکة موط (صورة 9) ؛ ويرجع ذلک إلى ارتفاع نسبة الأملاح وترکزها داخل البرکة بشکل يمنع نمو جذور النبات داخل البرکة ، وقد لوحظ بقايا لجذور نباتات مائية ماتت ، واختفت لعدم مقاومتها زيادة ترکز الأملاح عاماً بعد أخر داخل البرکة (صورة 10) ، ويعد هذا مؤشراً للتغير فى ترکيز الأملاح الذى تتعرض له البرکة منذ النشأة وحتى الآن.

کما تختفى أيضاً بعض النباتات المائية فى بعض البرک الفرعية والمناقع فى أماکن متفرقة من المنخفض ، وقد تختفى نباتات بعينها بسبب عدم مقاومتها للملوحة الزائدة مع الوقت وتستمر أو تظهر نباتات أخرى مقاومة للملوحة على أطراف البرکة أو فى المناطق الضحلة منها أو داخلها ، وبذلک فإن الوضع المائى للبرکة يؤثر على النباتات المائية داخلها ؛ فکلما زادت کمية المياه مع قلة ترکز الأملاح زاد نمو وکثافة النباتات بالبرکة ، وعندما تقل المياه ، ويزيد ترکز الأملاح يؤثر ذلک بالسلب على النبات داخل البرکة. ويمکن توضيح المساحات التى تشغلها النباتات المائية فى برک الصرف کما يلى:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (8) المساحة التى تشغلها النباتات المائية داخل برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة

عام 2013م (المساحة بالفدان)

اسم البرکة

الموقع

المساحة الکلية

مساحة النبات داخل البرکة

% من مساحة البرکة

برکة موط

زمام موط

730

0

0%

برکة الحوشة

زمام موط

119

0

0%

برکة الراشدة

زمام القلمون

200

127

63.5%

برکة الموشية

زمام الموشية

25

18

72%

غرب الموهوب

غرب الموهوب

800

736

92%

الإجمالى

 

1874

881

47.01%

المصدر :حسن أبوزيد ، 2014م ، ص145

 

يتضح من جدول (8) أن إجمالى المساحة التى تشغلها النباتات المائية داخل برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة 881 فداناً أى حوالى 47.01% من إجمالى مساحة البرک ؛ وهو الوضع الذى لم تکن عليه تلک البرک عند النشاة ؛ حيث کانت المساحة الإجمالية للبرک عند النشأة 1874 فداناً کانت عبارة عن مسطح مائى خالٍ تماماً من النباتات المائية ، وقد نمت الحشائش والنباتات على الأطراف ، ثم تطور الأمر إلى داخل البرکة ، وتختلف نسبة النباتات المائية من برکة إلى أخرى ، حيث تغطى حوالى 92% من برکة غرب الموهوب ، وحوالى 72% من برکة الموشية ، وحوالى 63.5% من برکة الراشدة ، بينما تخلو النباتات تماماً من برکة موط الرئيسة ؛ وذلک بسبب ترکز الأملاح بها.

          کما يتضح أيضاً اختلاف حجم النباتات وکثافتها وحيويتها من برکة إلى أخرى أيضاً ؛ حيث تقل کثافة النباتات فى کل من برکة الراشدة وبرکة الموشية ، بينما تزيد کثافة النباتات فى برکة غرب الموهوب وبرکة القلمون أحد أفرع برکة موط ، وکذلک تختلف أنواع النباتات المنتشرة داخل البرک ؛ حيث ينتشر نبات الغاب الفارسى فى برکة الراشدة بينما ينتشر نبات الحجنة (البوص) ونبات الديس فى برکة غرب الموهوب ، کما تزيد حيوية النباتات فى برکة غرب الموهوب بسبب قلة نسبة الأملاح بها وارتفاع نسبة الطين فى قاع البرکة. ويجب الإشارة إلى عدم وجود مکافحة للنباتات المائية داخل برک الصرف واقتصار المقاومة على شبکات الصرف فقط فى صورة تطهير دورى لشبکات الصرف خاصة المصارف الرئيسة ؛ مما زاد من کثافة النباتات داخل المصارف الفرعية ؛ وبالتالى إعاقة حرکة المياه بها.

(ب): انتشار الطيور البرية:

تنتشر الطيور البرية المهاجرة والمحلية فى برک الصرف فى منخفض الداخلة بشکل واضح إلا أن الطيور المائية هى الأکثر ارتباطاً ببرک الصرف ؛ حيث توفر البرک الظروف البيئية المناسبة للتکاثر والاستيطان والتعايش لکثير من الطيور بأنواعها المختلفة ؛ وذلک لتوفر الغذاء المتمثل فى الحشرات والمخلفات العضوية ، وذلک بالنسبة للطيور غير المائية التى تستطيع إطعام صغارها فى الأعشاش التى تقيمها على النباتات داخل البرکة ، بالإضافة إلى توافر الأسماک والکائنات المائية الصغيرة بالنسبة للطيور المائية. ومن أهم الطيور المائية التى تنتشر فى برک الصرف فى منخفض الداخلة الدجاج والبط البرى وغيرها ؛ إذ تنتشر تلک الطيور فى البرک التى يکثر بها نباتى البردى والبوص بشکل کثيف ؛ لکى يضمن لها التخفى ووضع البيض وتربية الأفراخ دون التعرض للحيوانات البرية مثل: الثعالب والقوارض وغيرها ، فضلاً عن زيادة عمق المياه وانتشار الأسماک والأحياء المائية التى تتغذى عليها تلک الطيور، وتعتبر برکة غرب الموهوب وبرکة الراشدة وبرکة والموشية من أهم البرک التى تستوطن بها تلک الطيور.

کما تنتشر بعض الطيور الأخرى داخل برک الصرف ، ولکن لا تتخذها ملجأً لها للتکاثر والاستيطان ؛ فهى فقط بمثابة مناطق للتغذية ؛ حيث تکثر المواد العضوية بسبب اندفاع الماء بشدة کما هو موضح فى صورة (11) ، بالإضافة إلى انتشار الأسماک ، ويظهر ذلک بوضوح فى برکة موط ؛ إذ تنتشر الطيور المائية بشکل کبير أمام محطة الرفع رغم خلو البرکة من النباتات المائية ، وتنتشر تلک الطيور فى صورة مجموعات أو أسراب ؛ حيث يزيد عدد الطيور أمام المحطة عن حوالى 750 طائراً بشکل شبه دائم.

 

صورة (11)

انتشار الطيور المائية داخل برکة صرف موط الرئيسة

ناظراً تجاه الغرب

 

 

   

 

 
   

 

 

 


ويجب الإشارة إلى أن أنواع  وأعداد الطيور داخل برک الصرف تختلف من عام إلى آخر ، وکذلک تختلف من فصل الى آخر ؛ حيث تزيد الأعداد والأنواع فى فصلى الربيع والشتاء ، بينما تقل فى فصل الصيف ، ويرتبط ذلک بعمليتى الهجرة والتکاثر. کما توجد علاقة طردية بين التغير فى منسوب المياه ومساحة البرک من ناحية ، وبين أعداد وأنواع الطيور من ناحية أخرى ؛ حيث سجلت الإحصاءات (جهاز شئون البيئة بالداخلة ، 2013) زيادة واضحة فى أعداد الطيور خلال خمسة الأعوام الأخيرة ويرتبط ذلک بزيادة المسطحات المائية المتمثلة فى برک الصرف الرئيسة ومناطق الصرف الأخرى (المناقع) المنتشرة بالمنخفض الناتجة عن زيادة کميات المياه المنصرفة من عمليات التوسع الزراعى وزيادة عدد الآبار.   

 (ج): انتشار السبخات والتربة المتملحة:

تعد السبخات والأراضى المتملحة التى تنتشر على نطاق واسع من منخفض الداخلة هى فى المقام الأول نتاج لعمليات الصرف الزراعى بالمنخفض ؛ فقد أثرت عمليات الصرف الزراعى العشوائي فى تکون برک الصرف الصغيرة (المناقع) (صورة 12) فضلاً عن البرک الرئيسة بالمنخفض. وقد أثرت برک الصرف فى تکون السبخات والتربة المتملحة ؛ حيث تسببت فى انتشار التربة المتملحة حول البرکة على نطاقات واسعة نتيجة لعمليات الرشح المستمرة طول العام خاصةً فى التربة الزراعية المنخفضة نسبياًعن منسوب البرکة ، کما تتحول المناقع الصغيرة إلى سبخات متناثرة بالمنخفض ، عندما تجف المياه منها لا سيما فى فصل الصيف.

 

 

صورة (12)

إحدى البرک الصغيرة (المناقع فى منطقة القلمون)

ناظراً تجاه الشمال الغربى

 

 

 

 

 

 

 

 


وتبلغ مساحة الأراضى المتملحة والسبخات التى تم رصدها فى منخفض الداخلة 14673 فداناً ، أى حوالى 20.87% من مساحة التربة المنزرعة فى أراضٍ داخل الزمام ، کما تنتشر هذه التربة على مناسيب منخفضة نسبياً ومختلفة فى المناسيب تتراوح بين 93 متراً کما هو الحال فى منطقة القلمون إلى 127 متراً. ويعتبر النطاق الأوسط من المنخفض (شکل 10) أکثر النطاقات الجغرافية الذى يضم معظم السبخات والأراضى المتملحة فى المنخفض ، وتقدر الأراضى المتملحة والسبخات فى هذا النطاق بـنحو 8165 فداناً أى حوالى 55.65% من مساحة الأراضى المتملحة والسبخات بالمنخفض ؛ ويرجع ذلک إلى وقوع البرک الرئيسة فى هذا النطاق ، فضلاً عن انتشار عدد کبير من البرک غير الرئيسة أيضاً داخل هذا النطاق.

وتجدر الإشارة إلى وجود تغير فى المساحة التى تشغلها السبخات والأراضى المتملحة من عام إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى ؛ حيث بلغ إجمالى مساحة الأراضى المتملحة والسبخات فى النطاق الشرقى والنطاق الأوسط من المنخفض ، فقد بلغت 1190.47 فداناً عام 1935م ، وقد تغيرت تلک المساحة فى نفس المنطقة بالزيادة لتصل إلى 10567 فداناً عام 2013م ؛ وذلک بفارق 9376.53 فداناً عما کانت عليه عام 1935م.

 

 



النتائج والتوصيات

أولاً: النتائج:-

(أ): يتضح مما سبق أن برک الصرف الزراعى الرئيسة فى منخفض الداخلة تنتشر عموماً فى المناطق المنخفضة نسبياً داخل النظام البيئى الزراعى فى النطاق الأوسط والنطاق الغربى منه ، کما يوجد نوعان من برک الصرف وهما: برک الصرف الزراعى وبرک الصرف المختلط (الزراعى والصحى) ، بالإضافة إلى مجموعة المناقع والبرک الصغيرة ، والتى تنتشر بشکل کبير فى المنخفض ، کما تنتشر برک الصرف الزراعى أيضاً فى أنحاء متفرقة من المنخفض بمساحات وأعماق متباينة من منطقة إلى أخرى.   

(ب): يتضح أيضاً أن برک وشبکات الصرف ومجموعة المناقع والبرک الصغيرة فى منخفض الداخلة هى مکون أساسى من مکونات النظام البيئى الزراعى تؤثر فيه وتتأثر به ، کما أنها تتعرض لتغيرات واضحة فى خصائصها منذ النشأة - مع بداية مشاريع التنمية - وحتى الآن ؛ فهى تتعرض لتغير فى ملحيتها ، وکمية المياه بها ، وخصائصها الحيوية. وتقدر کمية المياه الداخلة لبرک الصرف الرئيسة من عمليات الصرف عام 2014م بـ 15000 م3 فى اليوم أى حوالى1.87% من کمية المياه المستخرجة يومياً من الآبار الحکومية بالمنطقة ، هذه الکمية تختلف من عام إلى آخر ومن موسم زراعى إلى آخر ؛ حيث تزيد کمية المياه الواردة للبرک فى فصل الشتاء ، بينما تقل فى فصل الصيف ، کما تختلف کمية مياه الصرف أيضاً من برکة إلى أخرى ومن عام إلى أخر ؛ وذلک بسبب التغير فى تصريف الآبار من ناحية ، وکذلک التغير فى التراکيب المحصولية من ناحية أخرى ، بالإضافة إلى التغيرات الحيوية التى تتعرض لها.

(ج): يتضح کذلک وجود خمس برک رئيسة فى المنطقة تنتشر بشکل غير متساوٍ من حيث التوزيع ؛ حيث توجد برکة صرف رئيسة واحدة فى منطقة غرب الموهوب فى غرب المنخفض ، فى حين تنتشر معظم برک الصرف وهى أربع برک رئيسة فى النطاق الأوسط من المنخفض ، والتى تضم برک موط والحوشة والراشدة والموشية ، وبذلک تنتشر معظم البرک فى المنخفض بين دائرتى عرض 25 ْ   31 َ   164 ً و 25 ْ   32 َ   493 ً شمالاً ، وخطى طول 28 ْ   56 َ   201 ً و 28 ْ   58 َ   480 ً شرقاً مرتبطة بعدة عوامل أثرت فى هذا التوزيع.

(د): بلغت مساحة برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة حوالى 1874 فداناً أى حوالى 0.15% من مساحة المنخفض ، و 4.8% من مساحة الأراضى الزراعية التى تخدمها شبکات وبرک الصرف ، وحوالى 2.66% من إجمالى المساحة المنزرعة داخل الزمام عام 2014م ، کما تختلف مساحة وأعماق البرک من منطقة إلى أخرى ، وکذلک تباين ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى منخفض الداخلة من برکة إلى أخرى أيضاً  ومن فصل إلى آخر ؛ حيث يزيد ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف عموماً فى فصل الصيف عنه فى فصل الشتاء ، وبالتالى فإن جفاف بعض البرک أو المناقع يؤدى إلى انتشار ظاهرة السبخات والأراضى المتملحة بالمنخفض ؛ مما يؤدى إلى ظهور مشکلة التملح التى يتميز بها المنخفض.

 

ثانياً: التوصيات:-

(أ): ضرورة انشاء وتوزيع شبکات وبرک الصرف الزراعى بالمنخفض داخل الأراضى الزراعية القديمة بما يتناسب مع المساحات المنزرعة فى کل منطقة ، والحد من انتشار المناقع والبرک الصغيرة التى تنتشر بشکل عشوائى ومُبعثر داخل النظام البيئى الزراعى مما أدى إلى انتشار ظاهرة التربة المتملحة والسبخات الرطبة والجافة بالمنخفض.

(ب): الاهتمام بتحويل الصرف المکشوف إلى صرف مُغطى لمنع فُقدان المياه بالتسرب الأرضى من ناحية ، ومنع انتشار النباتات التى تستهلک کميات کبيرة من مياه الصرف بالتبخر النتحى خلال فترة النمو من ناحية أخرى ، بالاضافة إلى وصول المياه المنصرفة من الأراضى الزراعية داخل شبکات الصرف إلى البرک بسهولة.

(ج): الاهتمام بتطهير وتعميق البرک وتقليل مساحتها لتقليل الفاقد من مياهها نتيجة عملية التبخر النتحى للنباتات المائية والتبخر السطحى للمياه داخل تلک البرک.

(د): انشاء محطات معالجة لمياه الصرف مع محطات الرفع للاستفادة من تلک المياه فى العمليات الزراعية وعدم استخدامها مباشرةً دون معالجة ، وذلک للتقليل من ظاهرة تملح التربة الزراعية وانعدام انتاجيتها بالمنخفض.

(هـ): الاستفادة اقتصادياً من برک الصرف الزراعى بالمنخفض من خلال تحويلها إلى مزارع سمکية لبعض أنواع الأسماک التى يمکنها التعايش والتکيف فى ظل الظروف البيئية المحلية بالمنطقة.

(و): ضرورة الحفاظ على أحد أهم مکونات النظام البيئى الزراعى بالمنخفض وهى برک الصرف من خلال انشاء محمية طبيعية تشرف على مدخلات وخرجات النظام البيئى لبرک الصرف الزراعى بالمنخفض والحفاظ على التوازن البيئى داخلها.

(ز): الاهتمام ببرکة موط الرئيسة فى المجال السياحى من خلال الحفاظ على التنوع الحيوى داخل البرکة واقامة منسآت سياحية حولها.

 

 


المصادر والمراجع

1- إدارة الرى بالداخلة ، بيانات بأعداد وتصرف الآبار العاملة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ سنة الأساس (1961م) وحتى عام 2014م.

2- الإدارة الزراعية بالداخلة ، مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ بداية عمليات الاستصلاح (1961م) وحتى عام 2014م.

3- الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، بيانات غير منشورة ، عام 2011م، القاهرة.

4- الوحدة المحلية لمرکز ومدينة موط ، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، بيانات وتقديرات غير منشورة ، عام 2014م.

5- حسن أبوزيد (2014): "التغيــرات البيــئية فـي منخفض الداخـلة - دراسة في الجغرافية الطبيعية - باستخدام تقنيات الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، قسم الجغرافيا - کلية الآداب – جامعة أسيوط.

6- محسنعبدالمنعمجامع (2002): "الوادىالجديد - أراضىالواحاتالداخلة-خواصهاومشکلاتها"،بحثمنشور- قسمالأراضى والمياهبکليةالزارعةجامعةأسيوط.

7- مرئية فضائية لاندسات من نوع (TM) لعام1984مبدرجةوضوح28.5متراً ،  وهىعبارةعنسبع موجاتطيفية (7 باند).

8- مرئية فضائية لاندسات من نوع (ETM) لعام2004مبدرجةوضوح  14.25متراً.

9- مرئيةفضائية Quick Bird بدقة1متر،لعام2014م.

10- مرکز البحوث الزراعية بالوادي الجديد ، بيانات غير منشورة ، عام 2014م.

11- معهد بحوث المياه الجوفية ، أطلس خرائط إمکانات المياه الجوفية فى الداخلة والخارجة والفرافرة والبحرية وسيوة وشرق العوينات ، يناير 2002م.

12- نماذجالإرتفاعالرقميةبدقة12.25متراً.

13- هندسة الصرف بالداخلة ، بيانات بأطوال وأعداد المصارف ، وأعداد برک الصرف الرئيسة ومساحاتها وأعماقها وتاريخ إنشائها وکميات المياه الداخلة فى کل برکة منذ النشأة وحتى عام 2014م.  

14- وزارة الدولة لشئون البيئة ، جهاز شئون البيئة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، 2014م.

15- وزارة الري والموارد المائية ، المرکز القومى لبحوث المياه ، نشرة وزارة الري والموارد المائية 1997.

 

 

                                                               

 

Environmental Assessment of the agricultural drainage pools in El-Dakhla depression, Western desert of Egypt

"A study in physical geography."

Using remote sensing techniques and geographic information systems

Dr. Hassan Abu Zeid Mohamed Abu Zeid

 

ABSTRACT :

       Environmental Studies is a multidisciplinary academic field which systematically studies human interaction with the environment in the interests of solving complex problems. Environmental Studies brings together the principles of Sciences, Commerce/ Economics and Social Sciences so as to solve contemporary environmental problems. El-Dakhla depression has  available with natural ingredients necessary for agriculture, including the soil reclamation, which has an area of about 1.2 million acres, as well as groundwater which has a daily discharge of about 945 million m3.  The main aim of current research was to study a agro-ecosystem components of the drainage pools and the related exchange networks , through the environmental assessment.  To achieve this aim; the current study has depanded on remote sensing GIS techniques, in addtion to topographic maps analysis during different time periods and field studies.  The study concluded that agricultural drainage main pools represented in two ranges basic principles: the first in the middle range of the depression, and the second in the western. The study recommends the need to develop agricultural drainage in the depression under environmental control, and through the work of periodic reports by taking into account  the economic advantage of the drainage pools, as well as protecting nearby deterioration of agricultural soil due to leaching processes and salinization.


 

AUCES

 

 

التقييم البيئى لبرک الصرف الزراعى فى منخفض الداخلة - الصحراء الغربية - مصر

دراسة فى الجغرافيا الطبيعية

 باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية  

د. حسن أبوزيد محمد أبوزيد

الملخص العربي :

تشغل الدراسات البيئية أهمية کبرى بين دراسات البحث العلمي المعاصر ، کما يحظى منخفض الداخلة باهتمام کبير من قِبل المستثمرين والمسئولين القائمين على التنمية الزراعية فى  محافظة الوادى الجديد ؛ حيث تتوفر به المقومات الطبيعية اللازمة للزراعة ومنها التربة القابلة للاستصلاح والتى تبلغ مساحتها حوالى 1.2 مليون فدان ، وکذلک المياه الجوفية التى يبلغ تصريفها اليومى حوالى 945 مليون م3. ويعتبر التقييم البيئى لبرک الصرف فى منخفض الداخلة منذ النشأة وحتى الآن من الأمور المهمة والضرورية التى تساعد فى التعرف على الوضع المائى العام بالمنخفض (مُدخلات ومُخرجات النظام البيئى المائى) ، کما تُعد برک الصرف نتاج عمليات زراعية يتم خلالها إنتاج واستهلاک المياه داخل النظام البيئى الزراعى ؛ فهى تعکس سياسات زراعية (تراکيب محصولية ونظم رى) متبعة فى إدارة المياه ؛ الأمر الذى أدى إلى ظهور تلک البرک التى تنتشر فى نطاقات مختلفة من المنخفض. والواقع أن عمليات الصرف الزراعى من العمليات الديناميکية التى تتم داخل المنخفض بشکل عام وداخل النظام البيئى الزراعى على وجه الخصوص ؛ ولذلک کما أنها من أهم مکوناته التى تؤثر فيه وتتأثر به ؛ فهى ذات تأثير واضح فى إنتاجيته ؛ حيث يتم تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات فى تلک البرک بما تحمله من أملاح زائدة ، فضلاً عن تصريف المياه الناتجة من عمليات غسيل التربة ، وبالتالى يؤثر ذلک على إنتاجية التربة الزراعية ومن ثَم تأثيره على إنتاج النظام البيئى الزراعى ککل.

ويوجد عدد من برک الصرف الصغيرة (مناقع) تنتشر فى مناطق متفرقة من  المنخفض ، والتى لا ترتبط بشبکات صرف ، فهى عبارة عن مناطق منخفضة نسبياً على أطراف أراضٍ زراعية أو داخلها يتم تصريف المياه فيها مباشرة ، وهذه البرک قد تکون دائمة أو موسمية (مؤقتة) سرعان ما تتحول إلى أراضٍ متملحة أو سبخات جافة عندما تقل أو تنعدم بها مياه الصرف ، کما يلاحظ وجود مساحات من الأراضى الزراعية بالمنخفض لا تحدث بها عمليات صرف ، وهى الأراضى التى تزرع بنظم الرى الحديثة (الرش والتنقيط) والتى تنتشر على أطراف المنخفض خاصةً فى الغرب والجنوب ، کما هو الحال على طريق موط – شرق العوينات ، وکذلک الأراضى التى تروى بالغمر ، والتي ظهرت في السنوات الأخيرة ، وتعرف بـعيون الأهالى ، وهى تنتشر في مناطق مختلفة من المنخفض. ومن الواضح أن الأراضى المنزرعة تقع على منسوب منخفض نسبياً عن برک الصرف أو المناقع تتملح وتتدهور إنتاجيتها بسبب عمليات الرشح المتکررة من تلک البرک والمناقع ، وقد أدى ذلک إلى انتشار الأراضى المتملحة التى تعرضت إلى انخفاض فى إنتاجيتها مع مرور الوقت وفقدت إنتاجيتها تماماً نتيجة تراکم الأملاح بها.

ويهدف هذا البحث إلى دراسة أحد مکونات النظام البيئى الزراعى فى منخفض الداخلة وهى برک الصرف الزراعى وما ارتبط بها من شبکات صرف ومناقع صغيرة منذ النشأة وحتى الآن ، وذلک من خلال التقييم البيئى لها ، ولتحقيق هذه الأهداف ؛ فقد اعتمد الباحث على تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية ؛ وذلک من خلال تحليل المرئيات الفضائية والصور الجوية والخرائط الطبوغرافية خلال فترات زمنية مختلفة وکذلک خلال الفترة الحالية ؛ بالاضافة إلى الدراسات الميدانية. وقد خلُصت هذه الدراسة إلى أن برک الصرف الزراعى الرئيسة تمثلت فى نطاقين أساسيين: الأول فى النطاق الأوسط من المنخفض ، والثانى فى النطاق الغربى (غرب الموهوب) فضلاً عن المناقع المنتشرة فى أجزاء متفرقة من المنخفض ، کما تباينت مساحات وأعماق البرک ، وکذلک تباينت الخصائص الحيوية والکيميائية من برکة إلى أخرى. وتوصى الدراسة بضرورة وضع برک الصرف الزراعى فى المنخفض تحت الرقابة البيئية ، وذلک من خلال عمل تقارير دورية عنها تُوضع فى الاعتبار للاستفادة من تلک البرک اقتصادياً ، فضلاً عن حماية التربة الزراعية القريبة منها من التدهور بسبب عمليات الرشح والتملح الناتج عن تلک البرک.

 
   

 


مشکلة البحث:

تتمحور مشکلة البحث فى معرفة التقييم البيئى لبرک الصرف الزراعى فى منخفض الداخلة ؛ حيث تتعرض تلک البرک إلى تغير واضح منذ النشأة وحتى الآن فى خصائصها الکيميائية والحيوية ، فضلاً عن التغير فى کميات المياه بها من موسم زراعى إلى آخر ومن عام إلى آخر ، کما تؤثر بعض البرک على مکونات النظام البيئى الزراعى من خلال عمليات الرشح التى ينتج عنها زيادة ترکز الأملاح فى التربة الزراعية المحيطة بالبرکة ، کما يؤثر إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بشکل مباشر فى العمليات الزراعية دون معالجة بالسلب على التربة الزراعية. 

أهمية البحث:

تکمن أهمية هذا البحث فى أهمية الحفاظ على النظام البيئي الزراعى من التدهور ؛ حيث تعوق مشکلة التملح الناتجة عن سوء الصرف والتى تنتشر بشکل واضح داخل المنخفض عمليات التنمية ، بالاضافة إلى رفع العائد من المکونات الأساسية للنظام البيئى الزراعى وعلى رأسها برک الصرف.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى ما يلى:

1- دراسة واقع برک الصرف الزراعى فى المنخفض ومعرفة خصائصها البيئية.

2- نشر الوعى البيئى بأهمية التقييم البيئى المستمر لبرک الصرف وذلک للاستفادة منها.

3- وضع المقترحات المناسبة لرفع العائد الاقتصادى من تلک البرک وفقاً للمعايير البيئية.

منهجية البحث:

تم استخدام أکثر من منهج ؛ حيث تم استخدام المنهج التاريخى فى تتبع الوضع الذي کانت عليه البرک منذ النشأة وحتى الآن ، وکذلک المنهج الوصفى فى معرفة التغير الذى تعرضت له البرک منذ النشأة ، بالاضافة إلى المنهج الإقليمى والمنهج التحليلى ، فضلاً عن بعض الأساليب الإحصائية التى تساعد فى دراسة التقييم البيئى لتلک البرک.  

أولاً: منطقة الدراسة:

يقع منخفض الداخلة فى محافظة الوادى الجديد ، ويمتد فلکياً بين دائرتى عرض 24 ْ 45 َ  و  26 ْ 20 َ شمالاً ، وبين خطى طول 27 ْ 40 َ  و  29 ْ 45 َ شرقاً (شکل 1) ، کما يمتد طولياً (من الشرق إلى الغرب) بطول حوالى 151.63 کم ، ويتباين عرضه من منطقة إلى أخرى إلاّ أنه بشکل عام يتسع فى الأجزاء الشرقية والغربية ويضيق فى الوسط ، ويبلغ أقصى عرض للمنخفض جهة الغرب حوالى 38.67 کم شرق منطقة (غرب الموهوب) والتى تضم برکة غرب الموهوب الرئيسة التى تعد أکبر برک الصرف فى المنخفض ، کما يبلغ أقصى عرض للمنخفض جهة الشرق حوالى 36.86 کم عند منطقة بلاط التى تخلو من البرک الرئيسة ، بينما يبلغ أقصى عرض له فى الأجزاء الوسطى حوالى 37.16 کم والتى تضم برک موط والموشية والحوشة والراشدة.

 

وتبلغ مساحة المنخفض حوالى 5145.85 کم2 أى حوالى 1225202.4 فدان ، وهذه المساحة هى التى تقع داخل خط کنتور200متر الذى يُطوّق المنخفض من جميع الجهات والذى يعتبر الحد الطبيعى للمنخفض ، کما أن هذه المساحة تضم النظام البيئى الزراعى وجميع برک الصرف الرئيسة والفرعية (المناقع) ، وتضم أيضاً مناطق العمران والأراضى الزراعية والأراضى القابلة للاستصلاح الزراعى ، وکذلک المناطق البينية المستبعدة من العمليات الزراعية ، بالإضافة إلى التکوينات الرملية المنتشرة بالمنخفض ، وقد بلغت مساحة البرک الرئيسة حوالى 1874 فداناً.

ثانياً: التوزيع الجغرافى لبرک الصرف بالداخلة:

تنتشر برک الصرف عموماً داخل منخفض الداخلة فى المناطق المنخفضة نسبياً ؛ حيث يوجد عدد من برک الصرف الزراعى الرئيسة ، وکذلک الصرف المختلط (الزراعى والصحى) المتناثرة فى أنحاء متفرقة من المنخفض بمساحات وأعماق متباينة من منطقة إلى أخرى ، ويوجد فى المنطقة خمس برک رئيسة (جدول 1) تنتشر داخل النظام البيئى الزراعى بالمنخفض بشکل غير متساوٍ من حيث التوزيع ؛ حيث توجد برکة صرف رئيسة واحدة فى منطقة غرب الموهوب غرب المنخفض يستفيد منها فى عمليات الصرف 8000 فدان من إجمالى المساحة المنزرعة بالمنطقة ، فى حين تنتشر معظم برک الصرف وهى أربع برک رئيسة فى النطاق الأوسط من المنخفض والتى تضم برک موط والحوشة والراشدة والموشية (شکل 2) ، وبذلک تنتشر معظم البرک فى المنخفض بين دائرتى عرض 25 ْ   31 َ   48 ً  و  25 ْ   32 َ   53 ً شمالاً ، وخطى طول 28 ْ   56 َ   59 ً و 28 ْ   58 َ   37 ً شرقاً ، بينما لا توجد برک صرف رئيسة فى منطقة بلاط التى تقع شرق المنخفض. وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من المناقع الصغيرة والتى لا تندرج ضمن برک الصرف الرئيسة بالمنخفض إلا أنها تنتشر فى مناطق متفرقة منه وتخدم مساحات کبيرة من الأراضى الزراعية فى صرف المياه الزائدة. ويمکن توضيح أهم برک الصرف بمنخفض الداخلة فيما يلى:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المصدر:من عمل الطالب من خلال الدراسة الميدانية باستخدام الـ G P S


 

جدول (1)مواقع برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة

المنطقة

شرقيات

شماليات

موط

28 ْ   57 َ   11 ً  E

25 ْ   32 َ   12 ً  N

الحوشة

28 ْ   58 َ   10 ً  E

25 ْ   31 َ   15 ً  N

الراشدة

28 ْ   54 َ   15 ً  E

25 ْ   34 َ   14 ً  N

الموشية

29 ْ   57 َ   10 ً  E

25 ْ   32 َ   10 ً  N

غرب الموهوب

28 ْ   35 َ   25 ً  E

25 ْ   52 َ   23 ً  N


(أ): برکة موط:

تقع برکة موط الرئيسة عند دائرة عرض 25 ْ   32 َ   12 ً شمالاً وخط طول 28 ْ   57 َ   11 ً شرقاً  على الطريق الرئيس: الداخلة – الفرافرة (صورة 1) على بعد حوالى ستة کيلو مترات من مدينة موط جهة الغرب ، وتعد أهم برک الصرف فى المنخفض ؛ حيث أنها من المعالم السياحية الرئيسة بالمنطقة ، ويتم صرف المياه الزائدة عن حاجة النبات من أراضٍ داخل الزمام بمنطقة موط وما حولها داخل البرکة من خلال شبکة من المصارف الرئيسة والفرعية التى يصل أطوالها إلى 67.1 کم ، ويصل عددها إلى 47 مصرفاً ؛ ولذلک فهى تخدم مساحة 6650 فداناً من الأراضى الزراعية بالمنطقة ، وتختلف تلک البرکة عن باقى برک الصرف بالمنطقة بارتفاعها عن منسوب الأراضى

 

الزراعية المجاورة لها جهة الشمال بما يقرب من حوالى أربعة أمتار فى بعض المواضع مما أدى إلى انهيار الجسر الحاجز للمياه عام 1996م ، وإغراق عدد من المنازل بقرية العوينة التى تقع البرکة بالقرب منها ، وکذلک إغراق مساحات من الأراضى الزراعية ، وتم تقوية الجسر الذى يحيط بالبرکة ؛ لتجنب تکرار عملية الانهيار من ناحية ، وزيادة تحمله کميات المياه المنصرفة بها من ناحية أخرى ، بالإضافة إلى عمل مخارج أخرى للبرکة جهة الغرب والجنوب على مدخل قرية القلمون ، وإنشاء محطة رفع أخرى على طريق القلمون ؛ لتخفيف الضغط على البرکة الرئيسة. ويجب الإشارة إلى وجود عدة برک فرعية للبرکة تنتشر إلى الغرب منها تقدر مساحتها بحولى500 فدان. 

 

 

 

 

               

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(ب): برکة غرب الموهوب:

تقع برکة غرب الموهوب (صورة 2) فى منطقة غرب الموهوب فى أقصى غرب المنخفض عند دائرة عرض 25 ْ   52 َ   23 ً شمالاً وخط طول 28 ْ   35 َ   25 ً شرقاً بالقرب من الحافة الشمالية للمنخفض ؛ ويتم صرف المياه من الأراضي الزراعية بمنطقة غرب الموهوب والتى تقدر بـ8000 فدان داخل البرکة ، وذلک من خلال مجموعة مصارف رئيسة وفرعية يصل عددها إلى 30 مصرفاً بطول 62 کم عن طريق محطة رفع إلى البرکة (صورة 3) ، وتتميز تلک البرکة عن باقى برک الصرف بأنها أکبر البرک من حيث المساحة ؛ حيث تقدر مساحتها بـ 800 فدان ؛ ويرجع ذلک إلى استواء السطح نسبياً وقلة العمق ؛ ولذلک فهى أقل البرک فى المنخفض من حيث کميات المياه الموجودة بها طول العام ؛ ويرجع ذلک إلى عدة أسباب وهى کما يلى:

1- استخدام مياه البرکة فى الرى: يتم زراعة مساحات کبيرة من الأراضى المجاورة للبرکة على مياه البرکة بما يعرف بأراضٍ خارج الزمام والتى تنتشر بکثرة حول البرکة خاصةً جهة الشرق والشمال والجنوب من البرکة والتى تقدر بحوالى 750 فداناً ؛ حيث يقوم المزارعون بإقامة ماکينات زراعية على البرکة مباشرة لرى الأراضى المجاورة للبرکة ، بينما يقوم البعض الآخر بشق مجارٍ لتوصيل المياه من البرکة إلى الأراضى البعيدة نسبياً.

2- التبخر: تتبخر کميات کبيرة من المياه داخل البرکة بسبب التبخر النتحى للنباتات المائية داخل البرکة من ناحية ، والتبخر السطحى نتيجة قلة العمق وزيادة المسطح المائى من ناحية أخرى ؛ وذلک بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً خلال فصل الصيف ؛ حيث ترتفع درجات الحرارة للنهاية العظمى خلال شهور الصيف ؛ فقد سجلت أعلى قيمة خلال شهر أغسطس والتى بلغت 41.9 ْم ، کما سجلت قيم مرتفعة أيضاً خلال شهور يوليو ويونيه وسبتمبر ومايو ؛ حيث بلغت قيم النهاية العظمى خلال تلک الشهور 41.6 ْم و 41.3 ْم و 38.8 ْم و 38.7 ْم على الترتيب.

3- الاستهلاک المائى للنبات: وذلک بالنسبة للنباتات المائية خاصة نبات البوص ونبات البردى والديس

       
       

 


وغيرها من النباتات المائية الأخرى التى تنتشر بکثافة کبيرة داخل وحول البرکة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ثالثاً: العوامل المؤثرة فى توزيع برک الصرف:

(أ): توزيع الأراضى الزراعية:

أثر توزيع الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة على توزيع برک الصرف داخل المنخفض ؛ حيث تترکز معظم الأراضى الزراعية فى النطاق الأوسط

من المنخفض والذى يُعد النواة الأولى للزراعات القديمة ، والتى تنتشر بشکل واسع فى هذا النطاق على شکل بساتين من النخيل والزيتون وغيرها من المحاصيل الأخرى التى تحتاج لکميات کبيرة من المياه فى عمليات الرى ، وتبلغ المساحة المنزرعة من أراضٍ داخل الزمام بتلک المنطقة حوالى 35736 فداناً أى حوالى (50.83%) من إجمالى المساحة المنزرعة بالمنخفض عام 2014م ، وتضم هذه المنطقة 80% من برک الصرف الرئيسة وغير الرئيسة (المناقع) والتى تخدم 24150 فداناً (67.6%) من تلک الأراضى ، ويمکن القول أن تلک المنطقة تتميز بالزراعات التقليدية والعشوائية فى أماکن متفرقة والتى تُروى بالغمر ؛ وبالتالى زيادة عمليات الصرف التى تتطلب إنشاء شبکات وبرک صرف تخدم تلک المناطق.

ومن ناحية أخرى فإن التوسع الزراعى بالمنطقة أدى إلى زيادة مياه الصرف داخل البرک ؛ مما أدى إلى زيادة مساحة البرک وتغير خصائصها ، کما أدى أيضاً إلى ظهور المناقع والسبخات بالمنطقة ؛ وذلک لعدم قدرة البرک الرئيسة تحمُل مياه الصرف الناتجة عن زيادة الرقعة الزراعية خاصةً فى حالة وقوع أراضٍ زراعية تحتاج إلى مناطق صرف بعيداً عن برک الصرف الرئيسة ؛ مما يؤدى إلى ظهور المناقع والبرک الصغيرة التى تصل مساحة البرکة منها فى بعض الأحيان إلى عشرة أفدنة کما هو الحال فى منطقة بلاط والشيخ والى وموط وغيرها.

وقد تطورت مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة خلال الفترات السابقة تطوراً کبيراً ؛ حيث زادت أکثر من خمسة أضعاف عما کانت عليه فى بداية عمليات الاستصلاح وحتى الآن ؛ فقد زادت بمقدار 58994 فداناً خلال الفترة من 1961م وحتى 2014م بنسبة 522% ؛ مما کان له الأثر فى تطور وتوزيع برک الصرف فى المنخفض ؛ ويشير ذلک إلى عمليات التنمية والاستصلاح الزراعي التى شهدها المنخفض خلال الخمسين عاماً تقريباً الماضية ؛ فقد تطورت المساحة فقط خلال عشرون عاما ً 16669 فداناً ؛ أى أن المساحة زادت من 29188 فداناً عام 1984م إلى 45857 فداناً عام 2014م (شکل 3).

فقد بلغت المساحة المنزرعة عام 1961م 11300 فدان ، وزادت هذه المساحة حتى بلغت 21296 فداناً عام 1971م ، ثم ارتفعت المساحة أيضاً من 21296 فداناً عام 1971م إلى 24950 فداناً عام 1981م ، ثم ارتفعت مرة أخرى خلال الفترة من 1981م وحتى 1991م من 24950 فداناً إلى 34050 فداناً ، کما تطورت المساحة المنزرعة بالمنخفض من 34050 فداناً عام 1991م إلى 48550 فداناً عام 2001م ، وکذلک تطورت المساحة خلال الفترة من 2001م إلى 2014م بزيادة تقدر بـ 21744 فداناً أى حوالى 44.79% ، وبذلک فإن تطور المساحة المنزرعة وتوزيعها کان له أکبر الأثر فى تطور عدد ومساحة المناقع وبرک الصرف بالمنخفض.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 


(ب): توزيع شبکات الصرف بالمنخفض:

  تُعد شبکات الصرف من العوامل الرئيسة المؤثرة فى توزيع برک الصرف بالمنخفض ؛ حيث تم إنشاء شبکة صرف من المصارف الرئيسة والفرعية مع بداية عمليات الاستصلاح الزراعى داخل المنخفض ؛ وبذلک فإن شبکات وبرک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة قد ارتبطت فى المقام الأول بعملية الاستصلاح المبکرة المنظمة التى شهدها المنخفض منذ السبعينيات ، وقد ارتبطت أيضاً بالأراضى الطينية والطميية التى تحتاج إلى عمليات غسيل للتخلص من الأملاح الزائدة ، کما ارتبطت بنظام الرى التقليدى (الرى بالغمر) والذى يمثل ما يزيد عن 85% من أنظمة الرى بالمنخفض.

أما الاتجاه الحديث فى رى واستصلاح الأراضى الجديدة فإنه لا يعتمد على برک الصرف الزراعى. وتتم عمليات الصرف من خلال نقل المياه عبر تلک الشبکات إلى البرک عن طريق محطة رفع ، وبالتالى فهى تُعد الشريان الذى يغذى البرک والمسئول عن کمية المياه ومسطحها داخلها ، وتختلف شبکات الصرف من حيث الدرجة ؛ فمنها مصارف رئيسة وأخرى فرعية ، کما تتباين أعماق المصارف نتيجة لعمليات الإنشاء والصيانة ، وبالتالى نجد أن هناک بعض المصارف مکتظة بالنباتات المائية مثل نبات الحجنة (البوص) ؛ مما أدى إلى صعوبة سريان المياه فى تلک المصارف ، وبالتالى تسرب بعضها إلى باطن الأرض قبل وصولها إلى محطات الرفع ، وقد ترتب على ذلک تغير فى منسوب المياه داخل البرک ، ويجب الإشارة إلى خلو بعض المصارف من المياه تماماً بسبب قلة أو انعدام مياه الصرف بها.

        وقد بلغ إجمالى أطوال المصارف فى منخفض الداخلة 285.3 کم عام 2014م (جدول 2) ، کما بلغ عدد المصارف الرئيسة والفرعية 196 مصرفاً موزعة فى أنحاء متفرقة من المنخفض ، وتبلغ المساحة الزراعية التى تخدمها تلک المصارف 39000 فدان تمثل 55.5% من مساحة الأراضى المنزرعة بالمنخفض عام 2014م ، وبذلک يکون ما يقرب من نصف مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة (أراضٍ خارج الزمام) لا تعتمد على صرف المياه الزائدة عن حاجتها فى المصارف بل تعتمد على الأراضى المجاورة مباشرة لها والمتمثلة فى المناقع والبرک الصغيرة التى لا تندرج ضمن شبکة الصرف الرئيسة بالمنخفض.

        ويتفاوت عدد وأطوال المصارف فى المنخفض من منطقة إلى أخرى (شکل 4) ؛ حيث يصل عدد المصارف فى منطقة موط 47 مصرفاً بطول 67.1 کم أى حوالى 23.52% من إجمالى أطوال المصارف بالمنطقة ، کما يبلغ عدد المصارف فى منطقة غرب الموهوب 30 مصرفاً بطول 62 کم أى حوالى 21.73% من إجمالى أطوال المصارف بالمنخفض ، فى حين يوجد فى عزب القصر مصرف واحد بطول 1.75کم وأيضاً مصرف واحد فى منطقة البشندى بطول 1.2 کم ، وتجدر الإشارة إلى وجود عدد من المناقع التى تنتشر فى منطقة بلاط مع انتشار عدد من المصارف فى هذه المنطقة التى تقع شرق المنخفض مع عدم وجود برک صرف زراعى رئيسة فى تلک المنطقة.

 


جدول (2)توزيع شبکات الصرف والزمام المستفيد منها فى منخفض الداخلة عام 2014م

 

الوحدة المحلية

عدد

المصارف

إجمالى الطول

(کم)

%

الزمام المستفيد (بالفدان)

%

مدينة موط

47

67.1

23.52

6650

17.05

المعصرة

25

32

11.22

2600

6.67

أسمنت

6

9.8

3.43

800

2.05

الراشدة

22

26

9.11

2750

7.05

بدخلو

3

5.6

1.96

1500

3.85

الهنداو

14

13.6

4.77

1400

3.59

الجديدة

5

12.15

4.26

2250

5.77

الموشية

6

5.9

2.07

825

2.12

القلمون

6

5.5

1.93

725

1.86

القصر

5

6.85

2.40

1400

3.59

الموهوب

6

9.2

3.22

2750

7.05

عزب القصر

1

1.75

0.61

500

1.28

غرب الموهوب

30

62

21.73

8000

20.51

بلاط

6

13.85

4.85

3500

8.97

تنيدة

7

7.25

2.54

2500

6.41

أولاد عبدالله

2

1.75

0.61

200

0.51

ذخيرة

2

2

0.70

250

0.64

عين عيش

2

1.8

0.63

250

0.64

البشندى

1

1.2

0.42

150

0.38

الإجمالى

196

285.3

100.00

39000

100.00

المصدر: إدارة الصرف بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، عام2014م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


­­­­­

                                     

 

ويتضح من شکل (4) أن متوسط نصيب الفدان من شبکة المصارف عموماً قد بلغ  136.7 فداناً لکل کيلو متر من المصارف سواء کانت الفرعية منها أو الرئيسة ، کما يتضح أيضاً تباين نصيب الفدان من شبکات الصرف فى المنخفض ؛ فبينما يزيد نصيب الفدان من شبکات الصرف فى منطقة کما هو الحال فى منطقة غرب الموهوب (شکل 6) نجد أنه ينخفض فى منطقة أخرى ؛ مما يدل على عدم التوازن بين أطوال المصارف والمساحة الزراعية المستفيدة من تلک المصارف ، ومن ناحية أخرى يلاحظ خلو بعض المصارف من المياه لاسيما المصارف الفرعية خاصةً فى فصل الصيف بسبب قلة المساحة المنزرعة صيفاً وزيادة استهلاک المحاصيل الصيفية للمياه ، وکذلک زيادة عملية التبخر.    


            وبدراسة العلاقة الارتباطية بشکل عام بين أطوال المصارف فى المنخفض والمستفيد منها من الأراضى الزراعية (أراضٍ داخل الزمام) (شکل 5) فقد أوضحت النتائج وجود علاقة ارتباط قوية ؛ حيث بلغت القيمة (0.927448). 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 


(ج): الترکيب المحصولى:

          يلعب الترکيب المحصولى والمساحة التى تشغلها المحاصيل دوراً مهماً فى توزيع برک الصرف الرئيسة والفرعية فى المنخفض ؛ حيث تختلف احتياجات المحاصيل الزراعية الرئيسة لکميات المياه من محصول لآخر ؛ وبالتالى تصريف المياه الزائدة عن حاجة النبات بعد عمليات الرى ، سواء کان ذلک بشکل مباشر داخل البرک أو المناقع أو بشکل غير مباشر عبر شبکات الصرف ومنها إلى البرکة عن طريق محطة الرفع ، کما أن الاستهلاک المائى للمحاصيل يختلف من موسم لآخر ؛ حيث يزيد استهلاک المحاصيل الصيفية (887.2م3/يوم خلال شهر يوليو) من المياه عن المحاصيل الشتوية (259.4م3/يوم خلال شهر يناير) ؛ مما يؤدى إلى قلة أو انعدام المياه داخل البرک فى فصل الصيف وزيادتها فى فصل الشتاء بشکل ملحوظ ؛ ويرجع ذلک إلى الأسباب الآتية:

1- يزيد عدد نوبات الرى فى شهور الصيف عن عدد نوبات الرى فى شهور الشتاء ؛ وذلک بسبب ارتفاع درجة الحرارة ، وارتفاع معدل التبخر السطحى من سطح التربة أثناء وبعد نوبة الرى ، بالإضافة إلى ارتفاع معدل التبخر النتحى من جسم النبات مما يعرض النبات الى الذبول وبالتالى تعويض الفاقد من رطوبة التربة بزيادة نوبات الرى وتقارب مواعيدها ؛ مما يزيد من حجم الاستهلاک المائى للمحاصيل الصيفية ؛ حيث يزيد استهلاک المحاصيل الصيفية خلال شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس ، وهذه الشهور من أعلى شهور السنة فى درجات الحرارة.

2- يسود فى المنطقة مجموعة من المحاصيل التى لا تتناسب مع طبيعة البيئات الجافة التى تنتمى إليها منطقة الدراسة ؛ فمن الملاحظ اهتمام المزارعين بزراعة محصول الأرز ؛ مما يؤدى إلى استهلاک کميات کبيرة من المياه ؛ وبالتالى زيادة کميات المياه المنصرفة ، بالإضافة إلى انتشار أنواع أخرى من المحاصيل تتميز باستهلاکها للمياه ، مثل البرسيم الحجازي والفول السوداني والحدائق وذلک باستخدام الرى بالغمر.

3- أدى تباين متوسط الاستهلاک المائى للمحاصيل خلال السنة إلى تباين کميات المياه داخل البرک من شهر إلى أخر (جدول 3) ؛ حيث يصل متوسط الاستهلاک للفدان خلال شهر يناير 259.4 م3 ثم يزيد الاستهلاک تدريجياً خلال شهور فبراير ومارس وأبريل حيث يصل إلى 318.5 م3 و 403.4 م3 و447.2 م3 على الترتيب ، ثم يعاود الانخفاض فى الاستهلاک المائى ليصل إلى 407.8 م3 خلال شهر مايو ، وبعد ذلک يعاود المؤشر إلى الارتفاع خلال شهرى يونيو ويوليو ؛ حيث يقدر الاستهلاک المائى خلالهما بـ 606.3 م3 و 887.2 م3 ، ثم ينخفض المؤشر تدريجياً مرة أخرى خلال شهور أغسطس وسبتمبر وأکتوبر ونوفمبر ؛ حيث يصل الاستهلاک المائى خلال تلک الشهور إلى 788 م3 و 538.6 م3 و 376.4م3 و 268.9 م3 على التوالى.


 

 


الجدول (3)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(د): نظام الرى:

          يعتبر نظام الرى من الأسباب الرئيسة فى استهلاک المياه فى العمليات الزراعية ؛ حيث ينتشر نظام الرى بالغمر ، وهو يمثل غالبية أنظمة الرى فى المنخفض ، وهذا النظام يقوم على أساس غمر المساحة المنزرعة بالمياه فترات طويلة أثناء الرى تصل الى عدة ساعات ، وبالتالى يحدث تسرب أرضى لکميات کبيرة من المياه أثناء عملية الرى قبل حدوث عملية الصرف ، والملاحظ أن الفدان يحتاج إلى کمية کبيرة من المياه تصل إلى ضعف ما يحتاجه أثناء نوبات الرى المعتادة ، وذلک في بداية الموسم الزراعى (الصيفى – الشتوى) بسبب جفاف التربة وتفککها وتخلخلها نتيجة عمليات الحرث والتقليب على أعماق تتراوح بين 30-60سم. 

(هـ): الخصائص الطبوغرافية:

          تُعتبر الخصائص الطبوغرافية المحدد الأساسى لتوزيع الأراضى الزراعية من ناحية وأيضاً المحدد الرئيس لمواضع برک الصرف فى المنخفض من ناحية أخرى ؛ حيث تنتشر البرک بالمنخفض فى نطاقين رئيسيين وهما: النطاق الأوسط والنطاق الغربى من المنخفض. ويتضح من شکل (7) تقعر المنخفض واستواء أرضيته نسبياً على شکل ثلاث أحواض رئيسة فى الشرق والوسط والغرب ، کما يلاحظ أن برک الصرف الرئيسة تنتشر فى النطاقين الأوسط والغربى ، وبشکل عام يلاحظ إرتفاع أطراف الأحواض الثلاثة بشکل تدريجى خفيف صوب الجنوب والغرب والشرق بينما يزيد التدرج فى الارتفاع جهة الشمال بسبب الحافة الشمالية للمنخفض. ويتضح من تحليل الخريطة الکنتورية للمنخفض تباعد نسبى لخطوط الکنتور ، وذلک فى النطاقين الغربى والأوسط اللذين يضمان معظم مساحة النظام البيئى الزراعى بالمنخفض ؛  حيث يضم خط کنتور 150 النطاق الأوسط الذى يترکز به معظم البرک الرئيسة ، بينما يضم خط کنتور 125 النطاق الغربى الذى يضم برکة غرب الموهوب الرئيسة.

            کما يتضح من دراسة المنحدرات (جدول 4) أن درجات الانحدار فى المنخفض تتراوح بين أقل من 2 ْ - 30 ْ ، وتبلغ هذه المساحات التى تقع فى فئة الأراضى المستوية والمستوية جداً حوالى 4735.8 کم2 وهى تمثل 92% من مساحة المنخفض وتضم الأراضى الزراعية القديمة بما فيها برک الصرف الرئيسة والمناقع المنتشرة فى أنحاء متفرقة داخل هذه الفئة , کما تبلغ مساحة الفئة هينة الانحدار التى يتراوح انحدارها بين 2 ْ إلى 5 نحوْ 342.4 کم2 من مساحة المنخفض ، وتمثل 6.65% من المساحة الإجمالية للمنخفض والتى تنتشر فى المناطق الوسطى وحول النطاقات الزراعية الرئيسة وهى تضم مساحات کبيرة من الأراضى الزراعية التى لا تدخل ضمن نظام الصرف الرئيس بالمنخفض (شبکات وبرک الصرف) ؛ فهى تعتمد على المناقع الصغيرة والمتوسطة المساحة فى صرف مياهها ، وتمثل الفئة متوسطة الانحدار مساحة قليلة من المنخفض تبلغ حوالى 44.9 کم2 بنسبة 0.9% من المساحة الإجمالية للمنخفض ، وهى تضم الأراضى حديثة الاستصلاح التى تعتمد على نظم ري حديثة لا تحتاج فى الأساس إلى عمليات صرف ، وتبلغ مساحة الفئة فوق متوسطة الانحدار 21.8 کم2 بنسبة 0.4% من مساحة المنخفض ، بينما تمثل الفئة شديدة الانحدار مساحة محدودة جداً حوالى 0.95 کم2 تتمثل فى منطقة أدمنستون. 


 

 

 

               
     
 
   
 
     
     
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (4)درجة الانحدار العام ومساحاتها ونسبتها المئوية فى منخفض الداخلة

فئات الانحدار

طبيعة الانحدار

المساحة کم2

النسبة %

0 - 2

أرض مستوية إلى مستوية جداً

4735.8

92

2 - 5

أرض هينة الانحدار

342.4

6.65

5 - 10

أرض مستوية الانحدار

21.8

0.9

10 - 18

أرض فوق مستوية الانحدار

44.9

0.4

18 - 30

أرض شديدة الانحدار

0.95

0.03

المجموع

5145.85

100

 

ومن ناحية أخرى يبلغ المدى التضاريسى فى منخفض الداخلة 180 متراً (جدول 5) ، وهو الفارق بين منسوب أعلى نقطة التى تصل إلى 263 متراً ، والتى تقع فى وسط المنخفض تقريباً عند منطقة جبل أدمنستون ، وهى تخلو تماما من برک الصرف وبين منسوب أدنى نقطة 83 متراً والتى تقع بالقرب من منطقة الراشدة فى النطاق الأوسط من المنخفض التى تضم برکة صرف الراشدة ، وقد لعب المدى التضاريسى دوراً فى انتشار الأراضى الزراعية داخل المنخفض ؛ ومن ثم انتشار برک الصرف الرئيسة والمناقع والسبخات.

 

 

جدول (5)مساحات النطاقات التضاريسية فى منخفض الداخلة

النطاق التضاريسى

(متراً)

المساحة

(کم2)

%

113 - 83

625.4

12.15

143 -113

1734.6

33.71

173 -143

2097.6

40.76

203 - 173

648.7

12.61

263 - 203

15.5

0.30

فأکثر 263

24.05

0.47

المجموع

5145.85

100.00

         

 

        ويضم النطاق التضاريسى الذى يتراوح بين 83– 113 متراً مساحة 625.4 کم2 أى حوالى 12.15% من مساحة المنخفض ، ويضم هذا النطاق برکة موط الرئيسة وبرکة الراشدة والموشية ، کما يشغل النطاق التضاريسى الذى يتراوح بين 113 – 143 متراً مساحة 1734.6 کم2 أى حوالى 33.71% من مساحة المنخفض ، وهذه المساحة تقع حول مناطق العمران الرئيسة ، وهى تمثل مناطق التوسع العمرانى والتنمية الزراعية رغم أنها لا تحظى بإمکانات عالية من المياه الجوفية والتربة الزراعية عالية الجودة ؛ وبالتالى انعکس ذلک على أنظمة الرى والصرف فى تلک المناطق ؛ حيث أدى إلى قلة عمليات الصرف (حسن أبوزيد ، 2013م).

رابعاً: خصائص برک الصرف:

 (أ): المساحة:

تبلغ مساحة برک الصرف الزراعى الرئيسة فى منخفض الداخلة حوالى 1874 فداناً (جدول 6) أى حوالى 0.15% من مساحة المنخفض ، و 4.8% من مساحة الأراضى الزراعية التى تخدمها شبکات وبرک الصرف ، وحوالى 2.66% من إجمالى المساحة المنزرعة داخل الزمام ، کما تختلف مساحة البرک من منطقة إلى أخرى (شکل 8)؛ حيث تبلغ مساحة برکة غرب الموهوب 800 فدان أى حوالى 42.7% من إجمالى مساحة البرک الرئيسة بالمنخفض ، کما تبلغ مساحة برکة موط الرئيسة 39% من إجمالى مساحة البرک ، بينما تبلغ مساحة برکة الموشية والحوشة والراشدة 1.3% ، و 6.3% ، و 10.7% من إجمالى مساحة البرک على الترتيب ، وتعد برکة موط الرئيسة أشهر وأهم البرک فى المنخفض ؛ وذلک بسبب وقوعها على الطريق الرئيس ، وکذلک لوجود المياه بغزارة بها بشکل مستمر طول العام ، وخلوها تماماً من النباتات ، وانتشار الطيور المائية بها بکثرة ؛ ولذلک فهى تمثل أحد المعالم الأساسية والسياحية بالمنطقة. وقد بلغت مساحة المناقع والبرک غير الرئيسة بالمنخفض حوالى سبعة آلاف فدان.


 

جدول (6) خصائص برک الصرف الرئيسية فى منخفض الداخلة

اسم البرکة

الموضع بالمنخفض

المساحة (بالفدان)

% من مساحة البرک

متوسط العمق (بالمتر)

موط

زمام موط

730

39

2.5

الحوشة

زمام موط

119

6.3

1.5

الراشدة

زمام القلمون

200

10.7

3

الموشية

زمام الموشية

25

1.3

1.5

غرب الموهوب

غرب الموهوب

800

42.7

2

الاجمالى

1874

100

 

المصدر: إدارة الصرف بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، عام 2013م . 2- الدراسة الميدانية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (8)مساحة برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة عام 2013م

 


(ب): الأعماق:

برک الصرف فى منخفض الداخلة عبارة عن مناطق منخفضة نسبياً عن منسوب سطح الأرض الزراعية المحيطة بها ما عدا برکة موط الرئيسة ؛ حتى تتمکن المياه المنصرفة من الوصول إليها عبر شبکات الصرف الرئيسة والفرعية ؛ وذلک بسبب الانحدار التدريجى المصمم داخل تلک المصارف ، وقد تم إنشاء محطات لرفع المياه من نهاية المصرف الرئيس إلى داخل البرک ، وذلک فى بعض برک الصرف ومنها: برکة موط الرئيسية ، وبرکة غرب الموهوب ، وتختلف أعماق برک الصرف من منطقة إلى أخرى ، کما تتباين أعماق المياه داخل البرکة أيضاً ؛ حيث يصل متوسط العمق فى برکة الراشدة إلى ثلاثة أمتار ، بينما يصل متوسط العمق فى برکة موط الرئيسة إلى مترين نصف ، وفى برکة غرب الموهوب يصل متوسط العمق إلى مترين ، فى حين تنخفض الأعماق فى کلٍ من برکة الحوشة وبرکة الموشية (صورة 4) ؛ حيث يصل متوسط عمق البرکة إلى متر ونصف ، وقد تختلف کمية المياه بالبرکة فى بعض الأحيان حسب الموسم الزراعى ؛ حيث تزيد فى الموسم الزراعى الشتوى ، بينما تقل فى الموسم الصيفى ؛ ويرجع ذلک إلى اختلاف الترکيب المحصولي ، والاستهلاک المائى لتلک المحاصيل والتسرب الأرضى ، وتباين مواعيد الرى مع تباين تصريفات الآبار من فترة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.

وتختلف أعماق المياه داخل البرکة ؛ نتيجة لإختلاف منسوب القاع ؛ حيث يلاحظ انخفاض منسوب المياه فى بعض الأجزاء من البرکة خاصةً الأطراف ، ويکون ذلک على هيئة مياه ضحلة تنتشر بها النباتات المائية ، وقد تجف أحياناً بعض الأجزاء الأخرى من البرکة ، وتظهر الأملاح بها على السطح ، ويظهر ذلک فى برکة موط الرئيسة فى حين تحتفظ المناطق الأکثر انخفاضاً بالمياه العميقة نسبياً ، ومن الملاحظ إعادة استخدام مياه الصرف فى بعض المناطق سواء من شبکة المصارف أو من برک الصرف مباشرةً ، وقد أثر ذلک على اختلاف منسوب البرک کما حدث ذلک فى برکة غرب الموهوب.

 

   

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 


(ج): الخصائص الکيميائية لمياه البرک:

        يتباين ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى منخفض الداخلة من برکة إلى أخرى ، ومن فصل إلى آخر ؛ حيث يزيد ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف عموماً فى فصل الصيف عنه فى فصل الشتاء ؛ ويرجع ذلک إلى انخفاض کمية المياه داخل البرک ؛ نتيجة قلة المياه المنصرفة من العمليات الزراعية صيفاً من ناحية ، وزيادة التبخر السطحى والنتحى للنباتات من ناحية أخرى ؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً فى فصل الصيف ، بينما يقل ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى فصل الشتاء ؛ ويرجع ذلک إلى زيادة کمية المياه المنصرفة نسبياً داخل البرک مع انخفاض التبخر نهاراً وبالتالى انخفاض ترکز الأملاح بها. ويجب الإشارة إلى وجود کميات کبيرة من الأملاح داخل البرک مختلطة بالقاع ، وهى تظهر واضحة عندما تجف أجزاء من قاع البرکة (صورة 5) ؛ وذلک نتيجة تراکم الأملاح خلال فترات زمنية طويلة منذ نشأة تلک البرک وحتى الآن ؛ مما يعنى الزيادة المستمرة فى ترکز الأملاح داخل البرک مع مرور الزمن ، وکان لذلک الأثر الواضح على النظام الحيوى داخل البرک.

وقد أظهرت نتائج تحليل مياه الصرف فى برکة موط ملحية عالية وغير صالحة للرى (محسن جامع ، 2000 ) ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 7.73 إلى 106.4 وحدة توصيل کهربى ، بينما کانت مياه صرف برکة الراشدة أقل ملحية من مياه صرف برکة موط ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 1.10 إلى 6.67 وحدة توصيل کهربى ، وتراوحت رتبتها بين C3 ، C4 من حيث الملحية ، بينما تراوحت رتبتها بين S1  و S2 من حيث القلوية ، وتصل درجة الملحية أعلاها فى برکة موط ؛ حيث تراوحت ملحيتها بين 9.32 إلى 13.67 وحدة توصيل کهربى. کما أظهرت نتائج تحليل مياه الصرف فى برکة غرب الموهوب ملحية أفضل تراوحت بين 0.425 و 1.74 وحدة توصيل کهربى نتيجة أن هذه المياه فى الغالب مياه آبار زائدة عن حاجة الرى فى تلک المنطقة ؛ حيث تتميز معظم الآبار بها بالتدفق الذاتى منذ النشأة وحتى الآن.

 

   

 

 

 

 


                                                        

 

 


 (د): تغير مساحة المسطح المائى داخل البرک:

تتميز برک الصرف الزراعى فى المنخفض بعدم الثبات فى کميات المياه داخلها والتغير المستمر فى کميات تلک المياه خلال الفترات الزمنية السابقة ؛ ويرجع ذلک إلى التسرب الأرضى للمياه داخل البرکة من ناحية ، واختلاف کميات المياه المنصرفة بها نتيجة العمليات الزراعية من ناحية أخرى ، ويؤثر تغير کمية المياه داخل البرک على الزيادة أو النقص فى مساحة البرکة خلال فترة زمنية معينة ؛ مما يؤدى إلى تغير فى مساحة برک الصرف عما کانت عليه عند النشأة ؛ وبالتالى  تغير فى مساحة مسطح المياه داخل البرک ، مما يعنى تغير فى متوسط العمق ، بالإضافة إلى التغير فى درجة ملحية المياه داخل البرکة بسبب التغير فى ترکيز الأملاح الناتج عن تغير کميات المياه داخل البرکة. ويتضح من شکل (9) أن مساحة المياه داخل برکة موط الرئيسة قد تغيرت خلال عام تقريباً ؛ حيث انخفضت مساحة المياه بها من 643 فداناً عام 2011م إلى 453.3 فدان عام 2012م بنقص 189.7 فدان (-29.5%)عما کانت عليه قبل عام تقربياً(حسن أبوزيد ، 2013م). 


 

جدول (7)مساحة المياه فى برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة عام 2013م

(المساحة بالفدان)

اسم البرکة

مساحة البرکة

% من مساحة البرک

مساحة المياه داخل البرکة

% من

مساحة البرکة

موط الرئيسة

730

39

643

88.08

الحوشة

119

6.3

96

80.67

الراشدة

200

10.7

132

88

الموشية

25

1.3

23

92

غرب الموهوب

800

42.7

234

29.25

الإجمالى

1874

100

1128

61.84

 

المصدر: من اعداد الطالب اعتماداً على بيانات هندسة الصرف بالداخلة

 

ويتبين من جدول (7) أن المياه داخل البرک تشغل حوالى 61.84 % من المساحة الإجمالية لتلک البرک ، ويتضح أيضاً تغير مساحة المياه داخل البرک من برکة إلى أخرى ؛ حيث تزيد مساحة المياه داخل برکة موط الرئيسة لتصل إلى 88.08 % من مساحة البرکة ؛ ويرجع ذلک إلى عدم استخدام مياهها فى أغراض زراعية أخرى بسبب زيادة نسبة الأملاح بها ، بينما تقل المساحة لتصل إلى 29.25 % فى برکة غرب الموهوب ؛ ويرجع ذلک إلى استخدام المزارعين مياه الصرف من برکة غرب الموهوب فى زراعة مساحات من الأراضى الزراعية (خارج الزمام) بشکل مباشر وغير مباشر ؛ مما أدى إلى انخفاض کميات المياه داخل البرکة واستصلاح بعض المساحات منها وزراعتها. ويجب الإشارة إلى تغير مساحة المياه داخل المناقع والبرک الصغيرة الذى يصل فى بعض الأحيان إلى الجفاف وتحولها إلى سبخات جافة وأراضٍ متملحة کما هو الحال فى منطقة أولاد عبد الله وتنيدة فى النطاق الشرقى من المنخفض.

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


خامساً: الآثار البيئية لبرک الصرف:

 (أ): انتشار النبات الطبيعي:

تؤثر برک الصرف بمنخفض الداخلة فى انتشار وکثافة النباتات الطبيعية فى أماکن متفرقة من المنخفض بسبب توفر المياه الناتجة عن عمليات الصرف واللازمة لنمو تلک النباتات ، وتعتبر النباتات المائية أکثر النباتات انتشاراً بشکل کبير فى شبکات وبرک الصرف الرئبسة والفرعية ؛ حيث ينتشر نبات الحجنة (البوص) والبردى والديس وغيرها من النباتات الأخرى بشکل کثيف ، إلا أن نبات البوص يُعد الأکثر انتشاراً من بين تلک النباتات ؛ فهو ينتشر داخل البرک وعلى أطرافها وفى الأماکن التى تحيط بالبرک والتى تتعرض لرشح المياه ؛ ويؤدى ذلک إلى زيادة رطوبة التربة مما يساعد على توفير بيئة مناسبة لنمو تلک النباتات. کما تعتبر برکة غرب الموهوب هى أکثر البرک التى تنتشر بها النباتات المائية بشکل کثيف (صورة 6) ؛ حيث تغطى النباتات 736 فداناً أى حوالى 92% من مساحة البرکة ، کما تغطى النباتات مساحة 18 فداناً من مساحة برکة الموشية أى حوالى 72% من مساحة البرکة ، وتتباين أحجام وکثافة النباتات المائية المنتشرة داخل برک الصرف من برکة إلى أخرى وذلک للأسباب الآتية:-

1- المادة العضوية: تتباين نسبة المادة العضوية من برکة إلى أخرى داخل المنخفض حسب نوع البرکة (صرف زراعى – صرف زراعى مختلط بالصرف الصحى) ؛ ولذلک فإن أحجام وکثافة النباتات المائية المنتشرة داخل برک الصرف تختلف على حسب توافر المادة العضوية اللازمة لنمو النبات ؛ حيث يلاحظ زيادة أحجام النباتات وکثافتها فى برک الصرف التى تختلط فيها مياه الصرف الزراعى بالصرف الصحى کما هو الحال فى برکة صرف الموشية ، وذلک عن البرک التى تستقبل مياه الصرف الزراعى فقط کما هو الحال فى برکة صرف غرب الموهوب ، ومن الملاحظ أن خصائص التربة التى أُنشئت عليها البرکة تؤثر على حجم وکثافة النباتات المائية داخل البرکة أيضاً ؛ حيث يلاحظ انخفاض حجم وکثافة النباتات فى البرک التى تفتقر أرضيتها أو جزء منها إلى السلت والطين مع زيادة نسبة الرمال والحصى فى قاع البرکة (صورة 7).

2- کمية المياه: تزيد أحجام النباتات المائية فى برک الصرف التى تتميز بعمق المياه فيها واستمرارها طول العام ، بينما تقل فى البرک التى تکون المياه فيها ضحلة أو تتعرض لجفاف المياه منها فى بعض أشهر السنة (الصيف).

3- قطع الحشائش: يقوم بعض السکان بقطع الحشائش المائية من أطراف البرک والمصارف واستخدامها علفاً للحيوانات أو لأغراض منزلية أخرى مثل: إنشاء الحظائر لمواشيهم ، وغيرها من الأغراض الأخرى ، کما تقوم إدارة الصرف بعمل تطهير للمصارف والبرک بإزالة النباتات بشکل دورى ؛ مما يؤثر فى کثافة وأحجام النباتات المائية بها (صورة 8).

 

 

 

 

 

 

 

 

       
   
 
     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ويجب الإشارة إلى عدم وجود نباتات مائية فى بعض البرک الرئيسة بالمنخفض ؛ ويظهر ذلک واضحاً داخل برکة موط (صورة 9) ؛ ويرجع ذلک إلى ارتفاع نسبة الأملاح وترکزها داخل البرکة بشکل يمنع نمو جذور النبات داخل البرکة ، وقد لوحظ بقايا لجذور نباتات مائية ماتت ، واختفت لعدم مقاومتها زيادة ترکز الأملاح عاماً بعد أخر داخل البرکة (صورة 10) ، ويعد هذا مؤشراً للتغير فى ترکيز الأملاح الذى تتعرض له البرکة منذ النشأة وحتى الآن.

کما تختفى أيضاً بعض النباتات المائية فى بعض البرک الفرعية والمناقع فى أماکن متفرقة من المنخفض ، وقد تختفى نباتات بعينها بسبب عدم مقاومتها للملوحة الزائدة مع الوقت وتستمر أو تظهر نباتات أخرى مقاومة للملوحة على أطراف البرکة أو فى المناطق الضحلة منها أو داخلها ، وبذلک فإن الوضع المائى للبرکة يؤثر على النباتات المائية داخلها ؛ فکلما زادت کمية المياه مع قلة ترکز الأملاح زاد نمو وکثافة النباتات بالبرکة ، وعندما تقل المياه ، ويزيد ترکز الأملاح يؤثر ذلک بالسلب على النبات داخل البرکة. ويمکن توضيح المساحات التى تشغلها النباتات المائية فى برک الصرف کما يلى:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (8) المساحة التى تشغلها النباتات المائية داخل برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة

عام 2013م (المساحة بالفدان)

اسم البرکة

الموقع

المساحة الکلية

مساحة النبات داخل البرکة

% من مساحة البرکة

برکة موط

زمام موط

730

0

0%

برکة الحوشة

زمام موط

119

0

0%

برکة الراشدة

زمام القلمون

200

127

63.5%

برکة الموشية

زمام الموشية

25

18

72%

غرب الموهوب

غرب الموهوب

800

736

92%

الإجمالى

 

1874

881

47.01%

المصدر :حسن أبوزيد ، 2014م ، ص145

 

يتضح من جدول (8) أن إجمالى المساحة التى تشغلها النباتات المائية داخل برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة 881 فداناً أى حوالى 47.01% من إجمالى مساحة البرک ؛ وهو الوضع الذى لم تکن عليه تلک البرک عند النشاة ؛ حيث کانت المساحة الإجمالية للبرک عند النشأة 1874 فداناً کانت عبارة عن مسطح مائى خالٍ تماماً من النباتات المائية ، وقد نمت الحشائش والنباتات على الأطراف ، ثم تطور الأمر إلى داخل البرکة ، وتختلف نسبة النباتات المائية من برکة إلى أخرى ، حيث تغطى حوالى 92% من برکة غرب الموهوب ، وحوالى 72% من برکة الموشية ، وحوالى 63.5% من برکة الراشدة ، بينما تخلو النباتات تماماً من برکة موط الرئيسة ؛ وذلک بسبب ترکز الأملاح بها.

          کما يتضح أيضاً اختلاف حجم النباتات وکثافتها وحيويتها من برکة إلى أخرى أيضاً ؛ حيث تقل کثافة النباتات فى کل من برکة الراشدة وبرکة الموشية ، بينما تزيد کثافة النباتات فى برکة غرب الموهوب وبرکة القلمون أحد أفرع برکة موط ، وکذلک تختلف أنواع النباتات المنتشرة داخل البرک ؛ حيث ينتشر نبات الغاب الفارسى فى برکة الراشدة بينما ينتشر نبات الحجنة (البوص) ونبات الديس فى برکة غرب الموهوب ، کما تزيد حيوية النباتات فى برکة غرب الموهوب بسبب قلة نسبة الأملاح بها وارتفاع نسبة الطين فى قاع البرکة. ويجب الإشارة إلى عدم وجود مکافحة للنباتات المائية داخل برک الصرف واقتصار المقاومة على شبکات الصرف فقط فى صورة تطهير دورى لشبکات الصرف خاصة المصارف الرئيسة ؛ مما زاد من کثافة النباتات داخل المصارف الفرعية ؛ وبالتالى إعاقة حرکة المياه بها.

(ب): انتشار الطيور البرية:

تنتشر الطيور البرية المهاجرة والمحلية فى برک الصرف فى منخفض الداخلة بشکل واضح إلا أن الطيور المائية هى الأکثر ارتباطاً ببرک الصرف ؛ حيث توفر البرک الظروف البيئية المناسبة للتکاثر والاستيطان والتعايش لکثير من الطيور بأنواعها المختلفة ؛ وذلک لتوفر الغذاء المتمثل فى الحشرات والمخلفات العضوية ، وذلک بالنسبة للطيور غير المائية التى تستطيع إطعام صغارها فى الأعشاش التى تقيمها على النباتات داخل البرکة ، بالإضافة إلى توافر الأسماک والکائنات المائية الصغيرة بالنسبة للطيور المائية. ومن أهم الطيور المائية التى تنتشر فى برک الصرف فى منخفض الداخلة الدجاج والبط البرى وغيرها ؛ إذ تنتشر تلک الطيور فى البرک التى يکثر بها نباتى البردى والبوص بشکل کثيف ؛ لکى يضمن لها التخفى ووضع البيض وتربية الأفراخ دون التعرض للحيوانات البرية مثل: الثعالب والقوارض وغيرها ، فضلاً عن زيادة عمق المياه وانتشار الأسماک والأحياء المائية التى تتغذى عليها تلک الطيور، وتعتبر برکة غرب الموهوب وبرکة الراشدة وبرکة والموشية من أهم البرک التى تستوطن بها تلک الطيور.

کما تنتشر بعض الطيور الأخرى داخل برک الصرف ، ولکن لا تتخذها ملجأً لها للتکاثر والاستيطان ؛ فهى فقط بمثابة مناطق للتغذية ؛ حيث تکثر المواد العضوية بسبب اندفاع الماء بشدة کما هو موضح فى صورة (11) ، بالإضافة إلى انتشار الأسماک ، ويظهر ذلک بوضوح فى برکة موط ؛ إذ تنتشر الطيور المائية بشکل کبير أمام محطة الرفع رغم خلو البرکة من النباتات المائية ، وتنتشر تلک الطيور فى صورة مجموعات أو أسراب ؛ حيث يزيد عدد الطيور أمام المحطة عن حوالى 750 طائراً بشکل شبه دائم.

 

صورة (11)

انتشار الطيور المائية داخل برکة صرف موط الرئيسة

ناظراً تجاه الغرب

 

 

   

 

 
   

 

 

 


ويجب الإشارة إلى أن أنواع  وأعداد الطيور داخل برک الصرف تختلف من عام إلى آخر ، وکذلک تختلف من فصل الى آخر ؛ حيث تزيد الأعداد والأنواع فى فصلى الربيع والشتاء ، بينما تقل فى فصل الصيف ، ويرتبط ذلک بعمليتى الهجرة والتکاثر. کما توجد علاقة طردية بين التغير فى منسوب المياه ومساحة البرک من ناحية ، وبين أعداد وأنواع الطيور من ناحية أخرى ؛ حيث سجلت الإحصاءات (جهاز شئون البيئة بالداخلة ، 2013) زيادة واضحة فى أعداد الطيور خلال خمسة الأعوام الأخيرة ويرتبط ذلک بزيادة المسطحات المائية المتمثلة فى برک الصرف الرئيسة ومناطق الصرف الأخرى (المناقع) المنتشرة بالمنخفض الناتجة عن زيادة کميات المياه المنصرفة من عمليات التوسع الزراعى وزيادة عدد الآبار.   

 (ج): انتشار السبخات والتربة المتملحة:

تعد السبخات والأراضى المتملحة التى تنتشر على نطاق واسع من منخفض الداخلة هى فى المقام الأول نتاج لعمليات الصرف الزراعى بالمنخفض ؛ فقد أثرت عمليات الصرف الزراعى العشوائي فى تکون برک الصرف الصغيرة (المناقع) (صورة 12) فضلاً عن البرک الرئيسة بالمنخفض. وقد أثرت برک الصرف فى تکون السبخات والتربة المتملحة ؛ حيث تسببت فى انتشار التربة المتملحة حول البرکة على نطاقات واسعة نتيجة لعمليات الرشح المستمرة طول العام خاصةً فى التربة الزراعية المنخفضة نسبياًعن منسوب البرکة ، کما تتحول المناقع الصغيرة إلى سبخات متناثرة بالمنخفض ، عندما تجف المياه منها لا سيما فى فصل الصيف.

 

 

صورة (12)

إحدى البرک الصغيرة (المناقع فى منطقة القلمون)

ناظراً تجاه الشمال الغربى

 

 

 

 

 

 

 

 


وتبلغ مساحة الأراضى المتملحة والسبخات التى تم رصدها فى منخفض الداخلة 14673 فداناً ، أى حوالى 20.87% من مساحة التربة المنزرعة فى أراضٍ داخل الزمام ، کما تنتشر هذه التربة على مناسيب منخفضة نسبياً ومختلفة فى المناسيب تتراوح بين 93 متراً کما هو الحال فى منطقة القلمون إلى 127 متراً. ويعتبر النطاق الأوسط من المنخفض (شکل 10) أکثر النطاقات الجغرافية الذى يضم معظم السبخات والأراضى المتملحة فى المنخفض ، وتقدر الأراضى المتملحة والسبخات فى هذا النطاق بـنحو 8165 فداناً أى حوالى 55.65% من مساحة الأراضى المتملحة والسبخات بالمنخفض ؛ ويرجع ذلک إلى وقوع البرک الرئيسة فى هذا النطاق ، فضلاً عن انتشار عدد کبير من البرک غير الرئيسة أيضاً داخل هذا النطاق.

وتجدر الإشارة إلى وجود تغير فى المساحة التى تشغلها السبخات والأراضى المتملحة من عام إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى ؛ حيث بلغ إجمالى مساحة الأراضى المتملحة والسبخات فى النطاق الشرقى والنطاق الأوسط من المنخفض ، فقد بلغت 1190.47 فداناً عام 1935م ، وقد تغيرت تلک المساحة فى نفس المنطقة بالزيادة لتصل إلى 10567 فداناً عام 2013م ؛ وذلک بفارق 9376.53 فداناً عما کانت عليه عام 1935م.

 

 



النتائج والتوصيات

أولاً: النتائج:-

(أ): يتضح مما سبق أن برک الصرف الزراعى الرئيسة فى منخفض الداخلة تنتشر عموماً فى المناطق المنخفضة نسبياً داخل النظام البيئى الزراعى فى النطاق الأوسط والنطاق الغربى منه ، کما يوجد نوعان من برک الصرف وهما: برک الصرف الزراعى وبرک الصرف المختلط (الزراعى والصحى) ، بالإضافة إلى مجموعة المناقع والبرک الصغيرة ، والتى تنتشر بشکل کبير فى المنخفض ، کما تنتشر برک الصرف الزراعى أيضاً فى أنحاء متفرقة من المنخفض بمساحات وأعماق متباينة من منطقة إلى أخرى.   

(ب): يتضح أيضاً أن برک وشبکات الصرف ومجموعة المناقع والبرک الصغيرة فى منخفض الداخلة هى مکون أساسى من مکونات النظام البيئى الزراعى تؤثر فيه وتتأثر به ، کما أنها تتعرض لتغيرات واضحة فى خصائصها منذ النشأة - مع بداية مشاريع التنمية - وحتى الآن ؛ فهى تتعرض لتغير فى ملحيتها ، وکمية المياه بها ، وخصائصها الحيوية. وتقدر کمية المياه الداخلة لبرک الصرف الرئيسة من عمليات الصرف عام 2014م بـ 15000 م3 فى اليوم أى حوالى1.87% من کمية المياه المستخرجة يومياً من الآبار الحکومية بالمنطقة ، هذه الکمية تختلف من عام إلى آخر ومن موسم زراعى إلى آخر ؛ حيث تزيد کمية المياه الواردة للبرک فى فصل الشتاء ، بينما تقل فى فصل الصيف ، کما تختلف کمية مياه الصرف أيضاً من برکة إلى أخرى ومن عام إلى أخر ؛ وذلک بسبب التغير فى تصريف الآبار من ناحية ، وکذلک التغير فى التراکيب المحصولية من ناحية أخرى ، بالإضافة إلى التغيرات الحيوية التى تتعرض لها.

(ج): يتضح کذلک وجود خمس برک رئيسة فى المنطقة تنتشر بشکل غير متساوٍ من حيث التوزيع ؛ حيث توجد برکة صرف رئيسة واحدة فى منطقة غرب الموهوب فى غرب المنخفض ، فى حين تنتشر معظم برک الصرف وهى أربع برک رئيسة فى النطاق الأوسط من المنخفض ، والتى تضم برک موط والحوشة والراشدة والموشية ، وبذلک تنتشر معظم البرک فى المنخفض بين دائرتى عرض 25 ْ   31 َ   164 ً و 25 ْ   32 َ   493 ً شمالاً ، وخطى طول 28 ْ   56 َ   201 ً و 28 ْ   58 َ   480 ً شرقاً مرتبطة بعدة عوامل أثرت فى هذا التوزيع.

(د): بلغت مساحة برک الصرف الرئيسة فى منخفض الداخلة حوالى 1874 فداناً أى حوالى 0.15% من مساحة المنخفض ، و 4.8% من مساحة الأراضى الزراعية التى تخدمها شبکات وبرک الصرف ، وحوالى 2.66% من إجمالى المساحة المنزرعة داخل الزمام عام 2014م ، کما تختلف مساحة وأعماق البرک من منطقة إلى أخرى ، وکذلک تباين ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف فى منخفض الداخلة من برکة إلى أخرى أيضاً  ومن فصل إلى آخر ؛ حيث يزيد ترکز الأملاح فى مياه برک الصرف عموماً فى فصل الصيف عنه فى فصل الشتاء ، وبالتالى فإن جفاف بعض البرک أو المناقع يؤدى إلى انتشار ظاهرة السبخات والأراضى المتملحة بالمنخفض ؛ مما يؤدى إلى ظهور مشکلة التملح التى يتميز بها المنخفض.

 

ثانياً: التوصيات:-

(أ): ضرورة انشاء وتوزيع شبکات وبرک الصرف الزراعى بالمنخفض داخل الأراضى الزراعية القديمة بما يتناسب مع المساحات المنزرعة فى کل منطقة ، والحد من انتشار المناقع والبرک الصغيرة التى تنتشر بشکل عشوائى ومُبعثر داخل النظام البيئى الزراعى مما أدى إلى انتشار ظاهرة التربة المتملحة والسبخات الرطبة والجافة بالمنخفض.

(ب): الاهتمام بتحويل الصرف المکشوف إلى صرف مُغطى لمنع فُقدان المياه بالتسرب الأرضى من ناحية ، ومنع انتشار النباتات التى تستهلک کميات کبيرة من مياه الصرف بالتبخر النتحى خلال فترة النمو من ناحية أخرى ، بالاضافة إلى وصول المياه المنصرفة من الأراضى الزراعية داخل شبکات الصرف إلى البرک بسهولة.

(ج): الاهتمام بتطهير وتعميق البرک وتقليل مساحتها لتقليل الفاقد من مياهها نتيجة عملية التبخر النتحى للنباتات المائية والتبخر السطحى للمياه داخل تلک البرک.

(د): انشاء محطات معالجة لمياه الصرف مع محطات الرفع للاستفادة من تلک المياه فى العمليات الزراعية وعدم استخدامها مباشرةً دون معالجة ، وذلک للتقليل من ظاهرة تملح التربة الزراعية وانعدام انتاجيتها بالمنخفض.

(هـ): الاستفادة اقتصادياً من برک الصرف الزراعى بالمنخفض من خلال تحويلها إلى مزارع سمکية لبعض أنواع الأسماک التى يمکنها التعايش والتکيف فى ظل الظروف البيئية المحلية بالمنطقة.

(و): ضرورة الحفاظ على أحد أهم مکونات النظام البيئى الزراعى بالمنخفض وهى برک الصرف من خلال انشاء محمية طبيعية تشرف على مدخلات وخرجات النظام البيئى لبرک الصرف الزراعى بالمنخفض والحفاظ على التوازن البيئى داخلها.

(ز): الاهتمام ببرکة موط الرئيسة فى المجال السياحى من خلال الحفاظ على التنوع الحيوى داخل البرکة واقامة منسآت سياحية حولها.

 

 


المصادر والمراجع

1- إدارة الرى بالداخلة ، بيانات بأعداد وتصرف الآبار العاملة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ سنة الأساس (1961م) وحتى عام 2014م.

2- الإدارة الزراعية بالداخلة ، مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ بداية عمليات الاستصلاح (1961م) وحتى عام 2014م.

3- الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، بيانات غير منشورة ، عام 2011م، القاهرة.

4- الوحدة المحلية لمرکز ومدينة موط ، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، بيانات وتقديرات غير منشورة ، عام 2014م.

5- حسن أبوزيد (2014): "التغيــرات البيــئية فـي منخفض الداخـلة - دراسة في الجغرافية الطبيعية - باستخدام تقنيات الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، قسم الجغرافيا - کلية الآداب – جامعة أسيوط.

6- محسنعبدالمنعمجامع (2002): "الوادىالجديد - أراضىالواحاتالداخلة-خواصهاومشکلاتها"،بحثمنشور- قسمالأراضى والمياهبکليةالزارعةجامعةأسيوط.

7- مرئية فضائية لاندسات من نوع (TM) لعام1984مبدرجةوضوح28.5متراً ،  وهىعبارةعنسبع موجاتطيفية (7 باند).

8- مرئية فضائية لاندسات من نوع (ETM) لعام2004مبدرجةوضوح  14.25متراً.

9- مرئيةفضائية Quick Bird بدقة1متر،لعام2014م.

10- مرکز البحوث الزراعية بالوادي الجديد ، بيانات غير منشورة ، عام 2014م.

11- معهد بحوث المياه الجوفية ، أطلس خرائط إمکانات المياه الجوفية فى الداخلة والخارجة والفرافرة والبحرية وسيوة وشرق العوينات ، يناير 2002م.

12- نماذجالإرتفاعالرقميةبدقة12.25متراً.

13- هندسة الصرف بالداخلة ، بيانات بأطوال وأعداد المصارف ، وأعداد برک الصرف الرئيسة ومساحاتها وأعماقها وتاريخ إنشائها وکميات المياه الداخلة فى کل برکة منذ النشأة وحتى عام 2014م.  

14- وزارة الدولة لشئون البيئة ، جهاز شئون البيئة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، 2014م.

15- وزارة الري والموارد المائية ، المرکز القومى لبحوث المياه ، نشرة وزارة الري والموارد المائية 1997.

 

 

                                                               

 

Environmental Assessment of the agricultural drainage pools in El-Dakhla depression, Western desert of Egypt

"A study in physical geography."

Using remote sensing techniques and geographic information systems

Dr. Hassan Abu Zeid Mohamed Abu Zeid

 

ABSTRACT :

       Environmental Studies is a multidisciplinary academic field which systematically studies human interaction with the environment in the interests of solving complex problems. Environmental Studies brings together the principles of Sciences, Commerce/ Economics and Social Sciences so as to solve contemporary environmental problems. El-Dakhla depression has  available with natural ingredients necessary for agriculture, including the soil reclamation, which has an area of about 1.2 million acres, as well as groundwater which has a daily discharge of about 945 million m3.  The main aim of current research was to study a agro-ecosystem components of the drainage pools and the related exchange networks , through the environmental assessment.  To achieve this aim; the current study has depanded on remote sensing GIS techniques, in addtion to topographic maps analysis during different time periods and field studies.  The study concluded that agricultural drainage main pools represented in two ranges basic principles: the first in the middle range of the depression, and the second in the western. The study recommends the need to develop agricultural drainage in the depression under environmental control, and through the work of periodic reports by taking into account  the economic advantage of the drainage pools, as well as protecting nearby deterioration of agricultural soil due to leaching processes and salinization.

المصادر والمراجع
1- إدارة الرى بالداخلة ، بيانات بأعداد وتصرف الآبار العاملة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ سنة الأساس (1961م) وحتى عام 2014م.
2- الإدارة الزراعية بالداخلة ، مساحة الأراضى الزراعية فى منخفض الداخلة ، بيانات غير منشورة ، منذ بداية عمليات الاستصلاح (1961م) وحتى عام 2014م.
3- الهيئة العامة للأرصاد الجوية ، بيانات غير منشورة ، عام 2011م، القاهرة.
4- الوحدة المحلية لمرکز ومدينة موط ، مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، بيانات وتقديرات غير منشورة ، عام 2014م.
5- حسن أبوزيد (2014): "التغيــرات البيــئية فـي منخفض الداخـلة - دراسة في الجغرافية الطبيعية - باستخدام تقنيات الاستشعار من بعد ونظم المعلومات الجغرافية ، رسالة دکتوراة غير منشورة ، قسم الجغرافيا - کلية الآداب – جامعة أسيوط.
6- محسنعبدالمنعمجامع (2002): "الوادىالجديد - أراضىالواحاتالداخلة-خواصهاومشکلاتها"،بحثمنشور- قسمالأراضى والمياهبکليةالزارعةجامعةأسيوط.
7- مرئية فضائية لاندسات من نوع (TM) لعام1984مبدرجةوضوح28.5متراً ،  وهىعبارةعنسبع موجاتطيفية (7 باند).
8- مرئية فضائية لاندسات من نوع (ETM) لعام2004مبدرجةوضوح  14.25متراً.
9- مرئيةفضائية Quick Bird بدقة1متر،لعام2014م.
10- مرکز البحوث الزراعية بالوادي الجديد ، بيانات غير منشورة ، عام 2014م.
11- معهد بحوث المياه الجوفية ، أطلس خرائط إمکانات المياه الجوفية فى الداخلة والخارجة والفرافرة والبحرية وسيوة وشرق العوينات ، يناير 2002م.
12- نماذجالإرتفاعالرقميةبدقة12.25متراً.
13- هندسة الصرف بالداخلة ، بيانات بأطوال وأعداد المصارف ، وأعداد برک الصرف الرئيسة ومساحاتها وأعماقها وتاريخ إنشائها وکميات المياه الداخلة فى کل برکة منذ النشأة وحتى عام 2014م.  
14- وزارة الدولة لشئون البيئة ، جهاز شئون البيئة بالداخلة ، بيانات غير منشورة ، 2014م.
15- وزارة الري والموارد المائية ، المرکز القومى لبحوث المياه ، نشرة وزارة الري والموارد المائية 1997.