أثر الأنشطة البشرية على مواقع السياحة البيئية: حالة دراسية المحمية غابات عجلون والمناطق المجاورة– الأردن Impact of the human activities on the eco-tourism sites: A case study Ajloun Forest Reserve forests and its vicinity - Jordan

Document Type : Original Article

Abstract

الملخص العربي
تعتبر محمية عجلون من أهم المحميات التي أقيمت في المملکة الأردنية الهاشمية بغرض تشجيع التنمية والسياحة والبيئة من جهة وللمحافظة على مکوناتها الطبيعية والبيئية من جهة أخرى. تناول هذا البحث أثر الأنشطة البشرية على البيئة السياحية لمحمية عجلون والمناطق المحيطة بالمحمية. يهدف هذا البحث إلى التعرف على التغيرات البيئية التي طرأت على محمية عجلون جراء النشاطات البشرية السياحية داخل المحمية والمناطق المحيطة بها بالإضافة إلى وضع خطة إدارية وتنفيذية متکاملة تقوم على الموازنة بين تخطيط المحمية والمناطق المحيطة بها لمنع الاستغلال والتدهور البيئي بها. والتوعية بالتغير السلبي البيئي الذي تشهده المحمية.
أشار البحث أن النشاط البشري للمقيمين في المحمية والمناطق المجاورة لها هو المحور الأساسي في المحافظة على المقومات البيئية والطبيعية للمحمية وذلک من خلال المشارکة في عملية التخطيط والإشراف والتنفيذ لأية مشاريع تخص المحمية، تکاملاً لهذا النشاط مع القطاعات الأخرى في المنطقة کالزراعة والصناعة والسياحة بما يعود بالفائدة على المقيمين في تلک المناطق. وبناءً عليه فقد اتبع الباحث منهجية تقوم على الزيارات الميدانية للمحمية ومقابلة المعنيين بالمحمية والسکان المحليين في القرى المجاورة لجمع معلومات وبيانات يتم من خلالها وصف وتحليل للأنشطة البشرية بالمحمية وما يحيط بها واستخدام الأدوات المکتبية والشبکة العنقودية والمشاهدات الميدانية. وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات أبرزها: ضرورة وضع قيود على الأنشطة البشرية داخل المحمية وما يجاورها من خلال تبيان أهداف هذه النشاطات وأثارها الايجابية والسلبية البيئية والطبيعية ، وذلک بدعوة المخططين والمعنيين بشأن المحمية واعتماد مدخلات جديدة في تخطيط المحمية إدارياً وبيئياً يقوم على موازنة بين الأنشطة البشرية التي تقوم داخل المحمية والأنشطة التي تقام بالمناطق المحيطة بها.
ABSTRACT :
Ajloun Reserve is considered one of the most important reserves established in the Hashemite Kingdom of Jordan, in order to promote development, tourism and the environment on one hand and to preserve the natural and environmental components in the other hand. This research deals with the impact of human activities on the touristic environment of the Ajloun reserve and its vicinity. This research aiming at identifying the environmental changes that have occurred in Ajloun preserve by touristic human activities within the preserve and its vicinity. As well as to develop an integrated management and implementation plan based on the balance between the preserve layout and its vicinity to prevent exploitation and environmental degradation, and awareness of the negative environmental change witnessed in the preserve. This research indicated that human activity for residents in the reserve and its vicinity areas is the primary theme for maintaining the environmental and natural components of the reserve through participation in the planning and oversight of the process and the implementation of any projects related to the preserve. To integrate this activity with the other sectors in the region such as agriculture, industry and tourism for the benefit of residents in these areas. Accordingly, the researcher has followed a methodology based on field visits to the reserve and personal contact inside the reserve, and the local population in neighboring villages to collect information and data from which to describe and analyze human activities in the preserve and its vicinity and the use of desktop tools and internet and field observations. The researcher has come up with a set of findings and recommendations, as the need to put restrictions on human activities within the preserve and its vicinity through the goals of these activities and its positive and negative environmental and natural impacts. Through the invitation of planners and stakeholders on preserve to the adoption of new entries in the preserve layout administratively and environmentally based on a balance between human activities undertaken within the preserve and the activities that take place in its vicinity.

Highlights

 

 

 

AUCES

 

أثر الأنشطة البشرية على مواقع السياحة البيئية:

حالة دراسية المحمية غابات عجلون والمناطق المجاورة– الأردن 

 

عبد الله رضوان عربيات

 

جامعة البلقاء التطبيقية، کلية الأعمال/ قسم التخطيط وإدارة المشاريع -السلط 19117 الأردن

البريد الإلکتروني:Abdullah841964@yahoo.com

 


الملخص العربي

تعتبر محمية عجلون من أهم المحميات التي أقيمت في المملکة الأردنية الهاشمية بغرض تشجيع التنمية والسياحة والبيئة من جهة وللمحافظة على مکوناتها الطبيعية والبيئية من جهة أخرى. تناول هذا البحث أثر الأنشطة البشرية على البيئة السياحية لمحمية عجلون والمناطق المحيطة بالمحمية. يهدف هذا البحث إلى التعرف على التغيرات البيئية التي طرأت على محمية عجلون جراء النشاطات البشرية السياحية داخل المحمية والمناطق المحيطة بها بالإضافة إلى وضع خطة إدارية وتنفيذية متکاملة تقوم على الموازنة بين تخطيط المحمية والمناطق المحيطة بها لمنع الاستغلال والتدهور البيئي بها. والتوعية بالتغير السلبي البيئي الذي تشهده المحمية.

أشار البحث أن النشاط البشري للمقيمين في المحمية والمناطق المجاورة لها هو المحور الأساسي في المحافظة على المقومات البيئية والطبيعية للمحمية وذلک من خلال المشارکة في عملية التخطيط والإشراف والتنفيذ لأية مشاريع تخص المحمية، تکاملاً لهذا النشاط مع القطاعات الأخرى في المنطقة کالزراعة والصناعة والسياحة بما يعود بالفائدة على المقيمين في تلک المناطق. وبناءً عليه فقد اتبع الباحث منهجية تقوم على الزيارات الميدانية للمحمية ومقابلة المعنيين بالمحمية والسکان المحليين في القرى المجاورة لجمع معلومات وبيانات يتم من خلالها وصف وتحليل للأنشطة البشرية بالمحمية وما يحيط بها واستخدام الأدوات المکتبية والشبکة العنقودية والمشاهدات الميدانية. وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات أبرزها: ضرورة وضع قيود على الأنشطة البشرية داخل المحمية وما يجاورها من خلال تبيان أهداف هذه النشاطات وأثارها الايجابية والسلبية البيئية والطبيعية ، وذلک بدعوة المخططين والمعنيين بشأن المحمية واعتماد مدخلات جديدة في تخطيط المحمية إدارياً وبيئياً يقوم على موازنة بين الأنشطة البشرية التي تقوم داخل المحمية والأنشطة التي تقام بالمناطق المحيطة بها.

الکلمات الدالة:الأنشطة البشرية، المحمية الطبيعية، غابات عجلون، السياحة البيئية، الأردن .

 

المقدمـــــــــــــة

عرفت المحميات منذ أقدم العصور، حيث کانت کل مجموعة من السکان أو القبائل تتولى حماية ينابيع المياه والمراعي والأشجار القائمة حولها لتستأثر القبيلة برعي مواشيها وبالشرب من مياه المحمية الخاضعة لحمايتها. وکثيراْ ما کانت تنشب المعارک بين القبائل بسبب محاولة قبيلة ما الاعتداء على محمية لقبيلة أخرى مما يعتبر اعتداءْ على حماها، لذلک فإن المناطق المحمية ما هي إلا مساحة واسعة من الأراضي تخصصها الدولة بقانون لحماية

 

المصادر الطبيعية وصيانة التنويع البيولوجي المتوافرة ضمن حدودها وتشمل أشکال الأرض الطبيعية وتضاريسها والمصادر الحيوية والمصادر التاريخية

والأثرية والثقافية والمصادر الترويحية والسياحية، (دعبس، 2006).

لقد غدت السياحة البيئية منهجاْ واسلوباْ تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية نظرا لارتفاع عوائده المادية والمعنوية على المدى الطويل. حيث يعود بالربح والفائدة على جميع المؤسسات السياحية، کونه يلبي احتياجات السياح وحماية المناطق المجاورة المحيطة بها وتحسين الفرص المستقبلية لها وجذب الاستثمارات واضافة فرص العمل لسکان المنطقة، ويحقق النشاط البشري السياحي ايرادات مباشرة للدولة کما تعتبر مساهمة

السياحة عاملا هاماً في نمو وتنشيط الاقتصاد، (ربابعة، 2012).

تعتبر الأردن من الدول التي تتمتع بتنوع حيوي کبير نسبياً مقارنة بالمساحة الجغرافية.  وساعد على اثراء هذا التنوع الحيوي موقعه المتميز الذي يتوسط ثلاث قارات رئيسة: آسيا واوروبا وافريقا. وساهمت هذه الميزة باعطاء المنطقة القدرة على احتواء أربعة أقاليم جغرافية حيوية، وهي: إقليم البحر المتوسط، اقليم الصحراء العربية، الاقليم السوداني والاقليم الايراني-الطوراني. وسهلت المميزات المختلفة لهذه الأقاليم تواجد عدد کبير من الأنواع الحيوانية والنباتية من أصول مختلفة في المحميات الطبيعية، (وزارة البيئة، 2009).

تعتبر السياحة في الاردن النشاط الاقتصادي الثالث المدر للدخل بعد تعدين الفوسفات والبوتاسا، فمفهوم السياحة البيئية في الاردن دخل اوائل التسعينات من القرن الماضي، ولم يستغرق وقتاً طويلاً في ترسيخ مجال السياحة کعنصر رئيسي في خطط السياحة الوطنية خاصة بعد النجاح الذي حققته بعض المحميات الاردنية في السياحة البيئية مثل محمية ضانا في جنوب الأردن ومحمية عجلون في شمال الأردن، (غرايبة، 2008).

إن المحميات الطبيعية في الأردن والتي تقوم بإدارتها الجمعية الملکية لحماية الطبيعة تمثل مرکز الثقل الرئيسي الجاذب للسياحة البيئية، والتي تعد بمثابة النشاط الاقتصادي والتنموي الأمثل الذي يساهم في تنمية التنويع الحيوي في القرى والبلدات التي تجاورها وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية والتى تتفق وأهداف الحفاظ البيئي التي أنشئت من أجلها تلک المحميات. کما تشجع الجمعية الملکية السياحة لکونها نشاطاً تنموياً يساهم في اجتذاب العديد من الفوائد لمصلحة الطبيعة فهي توفر مجالات العمل للسکان المحليين، ورفع التوعية البيئية التي تساهم في جعل الناس يفهمون جيداً اهمية حماية الطبيعة في حياتهم. کما تدعم الجمعية بشروط ومواصفات السياحة البيئية العلمية القائمة على مبدأ أن النشاطات البشرية السياحية يجب ألا تهدد الطبيعة والقيم الثقافية مع توفير الفوائد للسکان، (غرايبة، 2008).

إن تطبيق مفاهيم الأنشطة البشرية على مواقع السياحة البيئية يشتمل على جوانب هامة أولها العائد المادي لاصحاب المشاريع والانشطة السياحية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة لها، وثانيهما البعد الاجتماعي لکونها تعتمد على المجتمعات المحلية للاستفادة من خبراتها المختلفة والاخذ برأيها في الانشطة البشرية المختلفة، وثالثهما البعد البيئي حيث تقوم بالمحافظة على الموارد الطبيعية من مخاطر التلوث والتدهور البيئي، (Wild et al., 1994)).

مشکلة الدراسة ومبرراتها واهميتها

إن العنصر البشري والزيادة السکانية وراء المشاکل البيئية في المنطقة فکلما زاد عدد السکان زادت الأنشطة البشرية السياحية الترفيهية والتاريخية والعلاجية والدينية وما إلى ذلک. وانطلاقاً مما ورد فإن العوامل المؤثرة في الحياة السياحية تنطلق أولا ًمن الانشطة البشرية نفسها التي تشکل هدف أي نشاط سياحي، وغايته في آن ٍ واحد يتم من خلالها توفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف المحافظة على المقومات الطبيعية فيها خوفا من وصول يد الخراب إليها جراء الرعي أو الصيد أو التحطيب الجائر والعشوائي، أو الإمتداد العمراني على حساب محيطها الحيوي. ولعل الثروات البيئية المتوفرة من خصائص جغرافية والوعي البيئي لسکان المجتمع المحلي تشکل الأساس الأبرز في الرؤية التي يشکلها سکان المجتمع المحلي تجاه صناعته السياحية، عبر استغلال ما يتيح من موارد تدعم الحرکة السياحية. فقد جاءت هذه الدراسة إلى تطبيق خطط إدارية وبيئية تنظم هذه الأنشطة البشرية في إحدى المحميات الأردنية وهي محمية غابات عجلون وبيان طبيعة النشاط البشري وأثره الايجابي والسلبي بالإضافة إلى زيادة الوعي البيئي لسکان المحمية وسکان المناطق المحيطة وبيان الآثار السلبية والايجابية المترتبة على النشاطات القائمة والنشاطات التي من الممکن إقامتها لاحقاً. ويمکن الاشارة الى أبرز مبررات هذه الدراسة بما يلي:

التنوّع الحيوي في محمية عجلون فهي تحتلّ المرتبة الأولى بين محافظات المملکة من حيث کثافة ومساحة الغابات الطبيعية، ومن هنا يبرز دور محمية عجلون في المحافظة على هذا التنوع قد تتمتع المحمية بموارد طبيعية غنية تتمثل بالغابات والموارد المائية وجودة التربة والمناخ الصحي المعتدل، وهذه موارد غير مُستغلة حتى الآن.

تکرّر اعتداءات السکان على الغابات المجاورة (التحطيب) نتيجة قلة الوعي البيئي من قبل سکان المناطق المجاورة للمحمية.

توفر محمية عجلون فرص عمل کبيرة لابناء المناطق المجاورة للمحمية من خلال تسويق منتجات المنطقة کالزيتون والعنب أو الحرف اليدوية وعَرْضِها أمام السياح.

 تشرف محمية عجلون على العديد من الانشطة والمشاريع البشرية التشغيلية في المجالات الزراعية وتربية المواشي والنحل والطيور واعمال الخياطة والتريکو بالتعاون مع الجمعية الملکية لحماية الطبيعة ومؤسسة نهر الأردن.

المخاطر التي لا تزال محمية عجلون تواجهها بسبب وجود أراضي خاصة، وعدد من المناطق التي لا تتبع بشکل رسمي للمحمية، الأمر الذي يسمح للعديد من الأشخاص بدخول المحمية والقيام بأنشطة تتمثل بقطع الأشجار والرعي والصيد. الأمر الذي أثر على شکل المحمية وتآکلت حدودها.

وتمثل برامج التوعية البيئية لدى المحمية أحد أکثر برامج التوعية الشعبية تأثيراً بين مختلف المحميات في الأردن، هذا الأمر أدى لرفع وعي المجتمعات المحلية التي تقطن المنطقة حول المحمية بيئياً، ولهذا السبب تمکنتالجمعية من إطلاق عدد من المبادرات بالتعاون مع المحمية والسکان المحيطين بها.

من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة من خلال إيجاد أفضل السبل والطرق لاستثمار النشاطات البشرية التي تقوم داخل المحمية وفي المناطق المحيطة بها إيجابياً بما ينعکس على الموازنة بين التخطيط الإداري للمحمية والتخطيط البيئي لمنع الاستغلال والتدهور البيئي السلبي للمحمية وذلک من خلال الاستخدام الأمثل لهذه النشاطات لتحقيق أکبر نسبة من الفوائد المتحققة منها وذلک من خلال التطوير المستمر لهذه الخطط في ضوء تغير المعطيات.

المنهجية وأدوات البحث

يتخذ البحث منهج دراسة الحالة (case study)مسلکاً رئيساً له نظراً لدراسة إحدى محميات الغابات في الأردن وهي محمية عجلون والمناطق المجاورة لها ونظراً لعدم توفر بعض البيانات وللوقوف على تحقيق أهداف الدراسة والإجابة على أسئلتها استخدم أسلوب المسح الميداني والذي يقوم على جمع البيانات والمعلومات من خلال الزيارات الميدانية المتکررة للمحمية ولعدة مرات للتعرف على النشاطات البشرية السياحية فيها ومن ثم مشاهدة وملاحظة ومقابلة القائمين على إدارة المحمية والسکان المحليين في القرى المحيطة بها والذين استفادوا بشکل مباشر من قُرْبِهم منها وجمع البيانات والمعلومات حول الانشطة البشرية فيها، وتبويبها وتحليلها وعرضها لتدعم نتائج الدراسة.

 بالإضافة إلى الاعتماد على الإطار النظري المتاح في أدبيات السياحة البيئية، والانشطة البشرية.

منطقة الدراســـــــــة

تقع محمية عجلون في نطاق المرتفعات الشمالية من الأردن وتتکون من مجموعة من التلال المتفاوتة في الارتفاعات التي يصل اقصاها الى 1100م تقريباً، يتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة، وأدني ارتفاع في المحمية يبلغ 700م تقريبا، وتبعد محمية عجلون 75 کم عن العاصمة عمان و12 کم عن مرکز محافظة عجلون، کما تتميز بقربها من محافظات اربد وجرش والاغوار الشمالية.

وتشرف المحمية من الجهة الجنوبية على قلعة عجلون الأثرية وتلة مارالياس التي تعتبر من المواقع الهامة للحج المسيحي في الأردن، ولا تبعد المحمية عن هذه الآثار أکثر من 10 کم. تبلغ مساحة المحمية 13 کم2 تقريباً منها 7400 دونم

 

 

مسيجة، والباقي بدون سياج نظراً لتبعثرها، وتضم ما يقارب (806) دونم من الاراضي المملوکة للاخرين داخل حدود المحمية، شکل رقم (1)، (رواشدة، 2012).

ويحيط بالمحمية ست قرى هي قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وام الينابيع. اضافة إلى طريق معبد والذي يخدم تلک القرى من الجهة الشرقية والشمالية والغربية ويبعد عن أطراف المحمية مسافات متفاوتة حسب المنطقة. ويمکن مشاهدة جبل الشيخ من الجهة الشمالية للمحمية، وقلعة عجلون وتلة مار الياس من الجهة الجنوبية، وفلسطين من الجهة الغربية، کما يحيط بالمحمية من جميع الجهات سياج سلکي باستثناء الابواب المؤدية للاراضي الخاصة.

 

 

 

شکل رقم(1): منطقة الدراسة (الموقع الجغرافي للمجتمع المحلي لمحمية غابات عجلون).

 

 

 

مراحل تطور المحمية

تأسست محمية غابات عجلون عام 1989م بناءً على نتائج دراسة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية عام 1978م. وذلک بهدف حماية التمثيل الافضل لنمط غابات السنديان دائمة الخضرة.  حيث تم في عام 1989 اقتراح انشاء محمية في منطقة زوبيا بمساحة 31 کم2 وتم احضار زوج من الايل الاسمر-المنقرض من الأردن في الخمسينيات-من ترکيا.

ونظراً لتداخل العديد من الاراضي المملوکة في تلک المنطقة الحرجية، فقد تم صدور قرار من وزارة الزراعة بتخصيص 12000 دونم من الغابات لادارتها کمحمية طبيعية في محافظة عجلون. حيث

 

 

قامت الجمعية الملکية لحماية الطبيعة بتسييج 7400 دونم، اما المساحة المتبقية فلم تسيج بسبب تبعثرها في مناطق ليست متصلة وکونها متباعدة ويفصلها طرق رئيسية وفرعية مما جعل عملية تسييجها صعبة.

کما قامت الجمعية في عام 2000 بنقل الايائل والانتقال کلياً الى منطقة عجلون-ام الينابيع. وقد اقتصرت اهداف المحمية في تلک الفترة على حماية غابات السنديان دائمة الخضرة من التعديات الحرجية المتعلقة بالتحطيب والرعي وادارة برنامج إکثار الايل الاسمر، ويوضح الجدول التالي مراحل تطور المحمية، (ربابعة، 2012) والجدول رقم (1) يبين مراحل تطور محمية غابات عجلون.

 

الجدول رقم (1): مراحل تطور محمية غابات عجلون

السنة

الحدث

1978

اقتراح انشاء محمية زوبيا (برقش) بمساحة 31 کيلو متر مربع

1987

موافقة وزارة الزراعة بکتاب رقم 10/6/12/5124 بتاريخ 22/10/1987

1989

موافقة وزارة الزراعة على الانتقال الى منطقة استفينا

1989

البدء بتسيج المنطقة المخصصة من قبل وزارة الزراعة

1989-2000

الاستمرار بادارة المنطقتين (منطقة برقش ومنطقة اشتفينا-ام الينابيع)

2000

الانتقال وبشکل تلقائي الى محمية اشتفينا واعادة بناء مسيجات اکثار الايل الاسمر

2000

اعلان المحمية منطقة مهمة للطيور في الاردن

2001

اجراء الدراسة الحيوية الاولية

2002

بدء العمل بانشاء مرکز الزوار والادارة والمخيم السياحي

2003

البدء باعداد الخطة الادارية للمحمية

2004

بداية تشغيل المخيم السياحي

المصدر: رواشدة (2012).

 

 

                                            

 

 

التحولات الاجتماعية والاقتصادية

لقد مرت المنطقة بتغيير جذري قيما يتعلق بطبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية يماثل تماما ما حصل للعديد من القرى شمال الاردن. تم هذا التحول خلال العقود الأربع الأخيرة والتي انتقل فيها

 

 

المجتمع المحلي من مجتمع زراعي يعتمد على الموارد الطبيعة في حياته اليومية ويرتبط مستوى المعيشة فيه بمستوى انتاجية الارض الزراعية المعتمد على کمية الامطار الهاطلة سنويا. علاوة على الجهد المبذول من قبل السکان للعمل في الأرض وتحسين انتاجيتها، ليصبح مجتمعا يعتمد على الوظائف الدائمة في القطاعات المختلفة ذات الاقتصاد النقدي الاکثر امانا واستقراراً. لهذا التغير الاثر الکبير على علاقة الانسان المحلي بالمصادر الطبيعية المحيطة به، حيث قل معه اهتمام السکان بالارض الزراعية، کما ضعف مستوى المعرفة المحلية التقليدية المتعلقة بالحفاظ عليها واستدامة عناصرها، (ربابعة، 2012).

الموارد التاريخية والثقافية

تعتبر منطقة عجلون من أهم المدن الأردنية لما تمتاز به من موقع استراتيجي يتوسط محافظات المملکة، کما تتميز باطلالتها على غور الاردن. وقد جاءت تسميتها من لفظ ارامي قديم نسبة الى أحد ملوک مؤاب اسمه عجلون الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد. وتعتبر عجلون حلقة وصل بين الشام وساحل البحر المتوسط. وهي منطقة استراتيجية بين ارض الفرات والنيل وقد أدرک هذه المکانة القائد صلاح الدين الايوبي حين امر أحد قادته وهو عز الدين اسامة ببناء القلعة على قمة جبل عوف الذي يرتفع 1020م عن سطح البحر.

وقد تبين من خلال المسوحات الميدانية التي اجريت في المنطقة وجود اثار قديمة تعتبر من ضمن المواقع الاثرية المسجلة في عجلون والتي تبلغ 250 موقعا أثريا منتشرة في جميع ارجاء المحافظة. وتشير المواقع الاثرية المهمة في عجلون الى اهمية المنطقة تاريخيا وحضاريا ومن أبرز هذه القلاع والاثار القديمة، (ربابعة، 2012):

  • ·      قلعة عجلون التي بنيت على اعلى جبال عجلون حيث تشرف على غور الاردن وفلسطين والتي بناها المجاهد عز الدين اسامة أحد قادة صلاح الدين الايوبي.
  • ·   کنيسة مار الياس مسقط راس النبي عليه السلام حيث تطل على بيسان وطبريا ويحج اليها المسيحيون في اليوم الحادي والعشرين من شهر تموز (يوليو) من کل عام. وقد اعتمد موقع الياس في التقويم الفاتيکاني.
  • ·      کنسية سيد الجبل في عنجرة يحج اليها المسيحيون في اليوم العاشر من حزيران (يونيو) من کل عام.
  • ·      وادي الواحين ومسجد عجلون الکبير.

وهناک العديد من الآثار المنتشرة في عجلون تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والاسلامية. وتشير السلاسل الحجرية القديمة الموجودة في جميع اجزاء المحمية الى ان من سکنوا هذه المنطقة هم البيزنطيون والرومان الذين عملو بالزراعة، حيث تشير المعاصر الحجرية المتناثرة في المحمية على ان هذه المنطقة کانت مزروعة باشجار العنب الذين اعتادو جمع محصوله وعصره في اجران تتصل ببعضها البعض بممرات صخرية.

 

النتائج والمناقشة

الانشطة البشرية داخل المحمية واثارها السلبية والايجابية على المحمية والمناطق المجاورة لها

يتوفر في المحمية مرافق للزائرين ومحبي الطبيعة ويوجد فيها مخيم سياحي مکون من 10 أکواخ يتسع لـ 40 شخص وفي المحمية برامج تنمية لسکان المنطقة من خلالوجود قاعة حرف يدوية لتدريب بعض طاقات المجتمع المحلي المناسبة وتسويق منتجاتها. ولتسهيل الحرکة السياحية وإقامة السياح في المنطقة فقد عملت الجمعية الملکية على توفير العديد من الانشطة والخدمات السياحية في المحمية تشمل خدمات الإقامة الصيفية. بالإضافة إلى خدمات الإقامة التي تستقبل الزوار طوال العام، والمتمثلة بالأکواخ الخشبية المزودة بالتدفئة، ويبلغ عددها خمسة أکواخ بسعة أربعة أشخاص لکل منها کما يتوفّر في المنطقة مطعم صيفي يتسع لحوالي ثمانين شخصا، وهناک مرشدين سياحيين بيئيين يقدمون خدمات الإرشاد السياحي البيئي للزوار أثناء تجوالهم في المحمية ولتشجيع جذب الزوار وزيادة مدة إقامتهم وزيادة تفاعلهم مع المجتمع المحلي، فقد عملت إدارة المحمية على ربط المحمية بالمناطق والقرى المجاورة من خلال ستمسارات سياحية ، تتفاوت فيما بينها من حيث المسافة والوقت اللازم لإتمام السير بها کما أقامت الجمعية الملکية لحماية الطبيعة عدداْ من المشاريع الاقتصادية في القرى المجاورة للمحمية؛ وذلک لتمکين المجتمع المحلي، وتوفير فرص عمل في هذه المشاريع توفر لهم دخلاً شهريا کبديل عن اعتمادهم على قطع الأشجار والرعي الجائر الذي کان يمارس في المنطقة وکذلک تحسين صورة الحرکة السياحية لإنجاح مشروع السياحة البيئية في المحمية، وتتمثل هذه المشاريع في مصنع لإنتاج الصابون في قرية عرجان، بالاعتماد على زيت الزيتون البلدي والأعشاب الطبية البرية والعطرية المتوفرة في المنطقة؛ إذ استطاع هذا المصنع أن يوفر عددا من فرص العمل لأبناء المنطقة وخاصة الفتيات کما تسعى إدارة المحمية إلى إبقاء عملية التوظيف داخل المحمية، على أبناء المجتمع المحلي فقط، حيث وفرت المشاريع السياحية داخل المحمية والمشاريع المقامة في القرى المجاورة حوالي 38 فرصة عمل وتشمل فرص العمل هذه 20 موظفًا داخل المحمية بما في ذلک الخدمات السياحية، و18 فرصة عمل في المشاريع المقامة في المجتمع المحلي. وتتطلع الجمعية وإدارة المحمية إلى إنشاء عدة مشاريع تشغيلية في القريب العاجل في جميع المناطق المحيطة بها، ومن هذه المشاريع مثلا: مشروع الخط العربي في قرية راسون والهادف إلى توظيف عددٍ من أبناء المنطقة ليقوموا بکتابة أسماء الزوار على بعض المقتنيات التي يشترونها من المنطقة کالملابس والتحف وغيرها، وکذلک إقامة مصنع للحلويات الشعبية في منطقة عرجان.

أماکن الاقامة

           تتميز أماکن الاقامة في محمية غابات عجلون باطلالتها على التلال التي تکسوها اشجار السنديان والخروب والتوت البري، ويمکن من خلالها رؤية جبل الشيخ في اوقات محددة من السنة. وهناک نوعان من اماکن الاقامة في المحمية:

  • الشاليهات الخشبية: توفر المحمية خمسة شاليهات خشبية کما يظهر في الصورة رقم (1) تعمل على مدار العام، وتبلغ سعتها (20) زائراً. وقد صممت هذه الشاليهات لتکون متناغمة مع الطبيعة المحيطة بها من حيث الطابع الغابي لها، حيث تمکن الزائر من الاستمتاع بالطبيعة والحصول على رفاهية الاقامة في ان واحد، (فريحات، 2009).


 

 

 

صورة رقم (1): نموذج شاليهات خشبية


  • ·  الشاليهات المغطاة بالخيم: يضم الموقع 10 شاليهات مغطاة بالخيم کما يظهر في الصورة رقم (2)، حيث يستخدم زوار هذه الشاليهات المرافق الصحية العامة التي تتواجد في المحمية، وتستقبل هذه الشاليهات الزوار من منتصف شهر اذار وحتى نهاية شهر تشرين الاول. وتتسع هذه الشاليهات لنحو اربعين زائراً.


 

صورة رقم (2): نموذج الشاليهات المغطاة بالخيم


أما بالنسبة لخدمة الطعام والشراب فقد تم تجهيز المحمية بمطعم صيفي يشرف على المناطق والجبال المحيطة بالمحمية ليتسنى للزائر التمتع بمناظر الغابات أثناء تناول الطعام هذا إضافة إلى أن جميع الأطعمة المقدمة محلية وأطباق شعبية تشتهر بها المنطقة.

 

الممرات السياحية في المحمية

     لقد تم تمهيد وتجهيز بعض الممرات السياحية داخل الغابات وذلک لإعطاء الزائر الفرصة للتعرف على أکبر قدر من النباتات والأشجار الموجودة في المنطقة والقيام بمراقبة الطيور ومشاهدة بعض الحيوانات البرية وخاصة الأيل الأسمر الذي أعيد لمحمية عجلون بعد أن انقرض من الأردن ويخدم مشروع السياحة البيئية في محمية عجلون کل من الزوار والسکان المحليين عن طريق ربط المحمية والمشروع السياحي فيها بالمجتمع المحلي من خلال الترکيز على شراء المواد الأولية للخدمات المقدمة من المجتمع المحيط بالمحمية.

يوفر المشروع فرص عمل لأبناء المنطقة المحيطة من اجل إدارة وتشغيل هذا المشروع. کما تم إدراج هذه المشاريع ضمن الممرات السياحية المقدمة لزوار المحمية بهدف تعريف السياح أو الزائرين بها من جهة وإطالة مدة الإقامة من جهة أخرى (فريحات، 2009).

 وأهم هذه الممرات السياحية:

 ممر الأيل الأسمر:  تستغرق المدة الزمنية للممر ساعتين بطول (3) کيلو متر وممر السيستوس (الطويل) وتستغرق المدة الزمنية للممر أربعة ساعات بطول  کيلو متر واحد وممر بيت الصابون وتقدر مسافة الممر بـ 12کم ويستغرق من الوقت مدة تتراوح ما بين 2ـ4 ساعات وممر مار الياس تقدر مسافة الممر بنحو 8.5کم ويستغرق من الوقت

بحدود 4 ساعات يأخذ الزائر بجولة في الغابة الکثيفة المطلة على المحمية من عدة نقاط للوصول إلى کنيسة مار الياس حيث يتم تناول الافطار المحلي مع إحدى العائلات ثم العودة إلى المحمية وممر بيوت عجلون تقدر مسافة الممر بنحو6-7کم ويستغرق من الوقت بحدود3-4 ويتسع الممر 4 أشخاص وأکثر وممر قرية عرجان تقدر مسافة الممر بنحو12 کم ويستغرق من الوقت بحدود6 ساعات، ويبلغ سعة الممرمن 4 إلى 18 شخص وممر اللبيد الزهري تقدر مسافة الممر بنحو 8کم ويستغرق من الوقت بحدود3-4 ساعات تبلغ سعة الممر من 4 إلى 18 شخص، سمي هذا الممر على اسم زهرة ”اللبيد الزهري“ التي يمکن مشاهدتها في جميع أنحاء الممر في فصل الربيع، (غرايبة، 2012).

 

الاثار الايجابية للانشطة البشرية داخل المحمية والمناطق المجاورة

کثيراً ما يکون للنشاط البشري أثر إيجابي على البيئة وعناصرها حيث يتطلب ذلک أن يتدخل الانسان بتقنياته الحديثة والتخطيط لتجميل البيئة وتحسينها وتهيئتها وإعدادها بشکل يناسب النشاط البشرى المنشود ويمکن مشاهدة ذلک بوضوح في تلک المشاريع التي يقوم الانسان بإنشائها ورعايتها، بهدف جذب السياح إليها وکذلک في الفنادق وحمامات السباحة وملاعب الکرة بأنواعها وغيرها من التجهيزات التي يتم تشييدها لإقامة الأنشطة المختلفة، وما يتبع ذلک من حرکة واستثمارات في مجالات متعددة، ((Reinius and Fredman, 2007.

إن الانشطة البشرية التى تقام في محمية عجلون لها أهمية خاصة کونها تعزز السياحة في المحمية إلى إقامة المزيد من خدمات البنية الأساسية من طرق ومواصلات واتصالات ومؤسسات سياحية، وتقود إلى إعمار البيئة المحيطةوإنشاء الفنادق والمطاعم والاستراحات والمنتجعات الصيفية والشتوية والأنشطة البشرية الأخرى التي تحقق اثاراً إيجابية تنموية للمحمية والمناطق المجاورة لها. إضافة إلى أن هذه النشاطات تحقق إيرادات ودخول هامة للمحمية والمناطق المجاورة لها وبالتالي تنعکس على تفعيل الهيکل الاقتصادي ورفاهية سکان المنطقة، وتطوير الجهود للمحافظة على البيئة.

وتعد الانشطة البشرية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة ذات اهمية کبيرة في تعزيز تدفق الأفواج السياحية إلى المحمية. مما يزيد الوعي عند السکان المحليين للحفاظ على البيئة السياحية، وتعميق الانتماء. کما تساعد في المحافظة والنمو للصناعات والحرف التقليدية اليدوية والتذکارية المميزة والمهددة بالانقراض وذلک من خلال استغلال الموارد الوفيرة والعمالة الماهرة بالتوارث، الأمر الذي يسهم في استغلال الموارد الطبيعية البيئية استغلالاً أمثل (خشب، والصدف، والتطريز، والجلديات).

کما أدت الانشطة البشرية إلى إقامة مراکز ومعارض بيع التحف والهدايا والصناعات المحلية للسياح، خاصة وأن محمية عجلون تعتبر معرضاً دائماً مفتوحاً أمام السائح. کما تسهم في الاهتمام بترميم وصيانة الآثار والحفاظ عليها وهي من العناصر الهامة للمحافظة على التوازن البيئي، وبالتالي الحفاظ على الحياة الطبيعية البرية من التلوث، أي أنها تستخدم کمنهج للوقاية بدلاً من أسلوب معالجة، مما يحافظ على آليات تحقيق التوازن والصحة والبيئة.

وتسهم الانشطة البشرية والمشاريع التطويرية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة فيها الى تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع من مجتمعات معتزلة إلى مجتمعات منتفعة، وتقوم على نشر المعارف والمعلومات السياحية، ونشر ثقافة المحافظة على البيئة والموروث التراثي الإنساني وثقافة الحضارة والمواقع التاريخية.

 

الاثار السلبية للانشطة البشرية داخل المحمية والمناطق المجاورة

إن معظم الأخطار التي تواجه التنوع الحيوي في الأردن ناتجة عن مسببات متعلقة بالأنشطة البشرية إذا تم إدارتها بأسلوب غير علمى، خصوصا منذ بداية القرن الحالي، وتتلخص هذه الأخطار في الآتي:

1-      الرعي الجائر

يعتبر الرعي الجائر من أهم أسباب تراجع التنوع الحيوي، فقد أظهرت العديد من الدراسات انخفاضاُ في مستوى إنتاجية أراضي المراعي. يعزى السبب في ذلک وبشکل رئيسي إلى الرعي الجائر للغطاء النباتي والذي زاد من تآکل المراعي في مناطق الهطول المنخفض. في نفس الوقت يزداد عدد حيوانات الرعي باستمرار، وتسبب الرعي الجائر الکثيف والمطول للمراعي في تغيير المراعي کماً ونوعاً. من الناحية الکمية أدى ذلک إلى نمو اقل للنباتات والى صغر حجمها وإلى تآکل الغطاء النباتي. ومن الناحية النوعية أدى ذلک إلى انخفاض في عدد النباتات المستساغة والمغذية مقابل ارتفاع في عدد النباتات غير المستساغة والسامة والمفتقرة للمغذيات، (فريحات، 2009).

          إن عدم وجود خطة رائدة ومنضبطة للرعي في مثل هذه البيئة الحساسة، سيصبح هذا الإقليم أکثر الأقاليم عرضة للرعي الجائر لجميع الثمار والنباتات البرية الطبية في بواکير فصل الشتاء وبداية الربيع.

2-       التحطيب الجائر

مع الإرتفاع المستمر في أسعار الوقود، تعرضت المناطق الحرجية والغابات في الأردن إلى عمليات قطع مبرمجة للأشجار بهدف الحصول على موارد طاقة تقليدية عن طريق الحطب للإستعاضة عن المحروقات ولو نسبيا. وتتعرض مساحات حرجية وأخرى مثمرة إلى التحطيب الجائر واعتداءات بطرق مختلفة على أصناف من الأشجار المعمرة والنادرة، ومنها العرعر والزيتون والبلوط دائم الخضرة کما يظهر في الصورة رقم (3) والسرو وغيرها، لاستخدامها في مدافىء الحطب.


 

 

 

صورة رقم (3): منظر عام لغابات البلوط في المحمية

 


إن قطع الأشجار وتدمير الغطاء النباتي، منها تجريد البيئة الطبيعية ونشر التصحر وتلويث الأجواء خصوصاً أن الأشجار تعمل على امتصاص ثاني أکسيد الکربون وتنتج الأکسجين وقطعها يؤدي إلى إضعاف الآلية الطبيعية لتنقية الهواء. وعلى سبيل المثال، تعرضت الأشجار التاريخية في بعض المناطق من محمية عجلون لتعديات متباينة وصلت في خطورتها إلى قلع بعض الأشجار من جذورها باستخدام الآلات الثقيلة ونقلها من مکانها الذي نمت فيه منذ مئات السنين لتباع کسلعة تجارية رخيصة، کما أدى شمول الأراضي الزراعية بالتنظيم والتوسع العمراني الأفقي وفتح الشوارع لنفس الأضرار، فلم تقتصر معاناة محمية عجلون على الرعي الجائر فقط، بل يتعرض باستمرار لعمليات التحطيب الجائر غير القانوني من قبل السکان المحليين وسکان المناطق في المحافظات المجاورة.

3-      الصيد الجائر

تعاني البيئة الأردنية بشکل عام ومحمية عجلون بشکل خاص کثيراً من محاولات استنزاف الحياة البرية عبر الصيد سواء القانوني او غير القانوني، خاصة صيد الطيور في موسم الهجرة والمهددة بالانقراض رغم القوانين التي تحکم وتنظم عمليات الصيد والاتجار بمقدرات الأردن الحيوانية والبيئية. ومن أکثر الطيور تعرضا للصيد الحجل (الشنار) والحمام البري والحباري والهدهد کما يظهر في الصورة رقم (4) والبلبل وابو سعد وابو زريق والزاغ، الى جانب طيور مثل عقاب الحيات والصقر الحوام والنسور وطائر الرها وعصافير الزينة وخاصة الحسون، بالإضافة الى الارنب الصحراوي والخنزير البري، (غرايبة، 2012).

4-الحرائق

تعتبر الحرائق غير المنظمة والمبرمجة من أهم المشاکل التي تتعرض لها الحياة البرية لأنها تتسبب في إفقاد الطبيعة لمناظرها الخلابة وتقضي على مساحات واسعة من الغطاء النباتي. الأمر الذي يؤدي إلى انجراف التربة ويغير من صفاتها الکيماوية والفيزيائية وبالتالي تتأثر العديد من الأحياء البرية المعتمدة على توازن النظام البيئي. حيث تهدد الحرائق الثروة الحرجية کأشجار السنديان والبلوط والزعرور والقيقب، البطم، العبهر، الخروب، الزعرور، الأجاص البري والسويد دائمة الخضرة والاعشاب والحيوانات التي تعيش عليها وتعتبر کوسط حيوي هام في محمية عجلون. بلغت عدد الحرائق 10 حوادث اتت على 12 ألف دونم تضم 200 نوع من النباتات والاشجار معظمها من السنديان دائم الخضرة وذلک عام 2014 فعدم وجود الطرق الزراعية وعدم التوسع بعملية تقليم الاشجار من على جوانب الطرق ونقص في اعداد الطوافين وعمال الحماية ومحطات المراقبة الامکانات الکافية للحد من الحرائق يحول دون اطفاء الحرائق. ان معظم الحرائق تتم بفعل فاعل مجهول ومعتمدة من أجل تخريب هذه المناطق وتحويلها إلى أراض تجارية أو تحطيب الأشجار، (جريدة الدستور الأردنية، 2015).

فحرائق الغابات تشکل معضلة بالنسبة لمحافظة عجلون حيث تقضي سنوياً على مئات الاشجار الحرجية التاريخية والنادرة الى جانب تسببها في القضاء على التنوع الحيوي في الغابات التي تتعرض للاحتراق.


 

 

صورة رقم (4): طير الهدهد من الطيور الشائعة في المحمية

 

5-تسمم الحيوانات

 تعاني محمية عجلون الأکثر خضرة والتي تحتفظ بحوالي 50% من الغابات الطبيعية الباقية في الأردن من الإعتداء على الثروة الحيوانية نتيجة مماراسات المواطنين الخاطئة والتي منها إستخدام السموم للتخلص من الخنزير البري وبعض المفترسات (الذئب والضبع والقط البري والثعلب الاحمر والسمور والغريري والواوي).

مما يؤدي الى نفوق العديد من الطيور والحيوانات البرية والتخلص من بعض القوارض التي قد تضر بمزارع الاراضي المملوکة في المحمية (الايل الاسمر کما يظهر في الصورة رقم (5) وتلوث التربة واختلال التوازن البيئي فيها.

6-تدهور الأراضي والزحف العمراني

أدت زيادة السکان في محافظة عجلون في المناطق الجبلية ذات الترکيز العالي من الأراضي المنتجة والمتميزة بالتنوع الحيوي، وساهم في تحويل معظم هذه الأراضي إلى النمط السکني إضافة إلى ارتفاع قيمتها المالية. وقد تسبب هذا الترکيز السکاني في تدهور الموائل في المناطق المحيطة بالمحمية ومنها الموائل البرية فقد ترکز النمو السکاني والتواجد البشري حول الأراضي الزراعية ذات الإنتاجية العالية والتي تشکل أفضل أنواع التربة المناسبة لنمو الغطاء النباتي وخاصة في المناطق الجبلية والمحميات الطبيعية في محافظة عجلون.

 

 

صورة رقم (5): تبين الأيل الأسمر في محمية عجلون

 


وبشکل عام أدى النمو السکاني والزحف العمراني للمنشآت السکنية والصناعية والسياحة إلى تدهور وإزالة الغطاء النباتي الطبيعي في بعض الأماکن الأمر الذي يؤدي إلى حرمان الکثير من الحيوانات والطيور من موائلها ودفعها إلى التحرک بعيدا عن هذه الموائل وبالتالي التعرض إلى مزيد من الأخطار سواء بسبب تغير المؤشرات البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والظل أو التهديدات البشرية المختلفة.

7-جمع النباتات الطبية والبرية

تشتهر محمية عجلون بنمو العديد من الاعشاب البرية الطبية التي تشهد اعتداءً جائراً من قبل المواطنين الذين يعملون على قطف وجمع هذه الاعشاب وبيعها الى محلات العطارة من اجل المتاجرة بها لغايات علاجية. ونظراً لعدم شمول الاعشاب الطبية والازهار البرية بحماية قانونية، (عبد الرزاق، 2005)، فان الاقبال الکبير على جمعها والمتاجرة بها سوف يشکل خطورة على استمرار نمو هذه الاعشاب ومن أشهر الاعشاب الطبية البرية التي يتم جمعها: الجعدة، رجل الحمامة، القدحة، الختمية، القرصعنة، العنصل، العکوب والزعتر البري والميرمية وورق اللسان وبخور مريم (قرن الغزال) والبابونج والشيح واللوف والفيجل والشومر البري بالاضافة الى ازهار النرجس البري وازهار الرتم والفطر.

8-استصلاح الأراضي

 يؤدي استصلاح الأراضي إلى إزالة الغطاء النباتي في منطقة معينة وإحلاله بعدد محدود من النباتات المزروعة. الأمر الذي يؤدي إلى تدهور الأنواع البرية وکذلک يؤدي الاستصلاح أو إعادة تأهيل الأراضي الرطبة أو السبخات إلى انقراض النباتات الموجودة بها مثل السمار. ومن الجدير بالذکر أن الأراضي الرطبة لها أهمية عالمية کبيرة، لأنها موئل لمبيت وتکاثر الطيور المهاجرة فاستصلاح هذه الأراضي يؤدي لتدهور هذه الطيور وقد أبرمت اتفاقية عالمية للحفاظ على الأراضي الرطبة في کل أنحاء العالم وتعرف باسم اتفاقية “رامسار للأراضي الرطبة، (Stronza and Gordillo, 2008).

 

الخاتمة

    النتائج

         توصلت الدراسة إلى التنائج والتوصيات التالية:

توفير فرص عمل للسکان المحليين من خلال إقامة عدد من المشاريع الاقتصادية في القرى المجاورة للمحمية توفر لهم دخلاً شهريا کبديل عن اعتمادهم على قطع الأشجار والرعي الجائر الذي کان يمارس في المنطقة وتتمثل هذه المشاريع في مصنع لإنتاج الصابون في قرية عرجان، بالاعتماد على زيت الزيتون البلدي والأعشاب الطبية البرية والعطرية المتوفرة في المنطقة تحسين صورة الحرکة السياحية في أنظارهم لإنجاح مشروع السياحة البيئية في المحمية.إن معظم الأخطار التي تواجه التنوع الحيوي في الأردن ناتجة عن مسببات متعلقة بالنشاطات البشرية إذا تم إدارتها بأسلوب غير علمى إن حرائق الغابات تشکل معضلة بالنسبة لمحافظة عجلون حيث تقضي سنوياً على مئات الاشجار الحرجية التاريخية والنادرة الى جانب تسببها في القضاء على التنوع الحيوي في الغابات التي تتعرض للاحتراق تعاني محمية عجلون اعتداءات کثيرة على الثروة الحيوانية نتيجة مماراسات المواطنين الخاطئة والتي تکمن في إستخدام السموم للتخلص من الخنزير البري وبعض المفترسات (الذئب، الضبع، القط البري، الثعلب الاحمر، السمور، الغريري، الواوي) إن مشکلة الزحف العمراني في الاراضي المملوکة داخل المحمية أدى إلى إزالة الغطاء النباتي الطبيعي وتدهور الأنواع النباتية الموجودة في بعض أجزاء المحمية، وأدى إلى تضاؤل إنتاج وحدات الإکثار مثل البذور والجذور والسيقان الأرضية نظراً لعدم شمول الاعشاب الطبية والأزهار البرية بحماية قانونية، فان الاقبال الکبير على جمعها والمتاجرة بها سوف يشکل خطورة على استمرار نمو هذه الاعشاب. سيما وأن موطنها الأصلي هو المرتفعات الجبلية الشمالية والتي تشکل محمية عجاون جزءً منها.

 

التوصيات

ضرورة وضع قيود على النشاطات البشرية داخل المحمية وما يجاورها من خلال تبيان أهداف هذه النشاطات وأثارها الايجابية والسلبية البيئية والطبيعية وذلک بدعوة المخططين والمعنيين بشأن المحمية إلى اعتماد مدخلات جديدة في تخطيط المحمية إدارياً وبيئياً يقوم على الموازنة بين الأنشطة البشرية التي تقوم داخل المحمية والتي تقام بالمناطق المحيطة بها توعية سکان المناطق المحيطة بالمحمية، بخطورة الحرائق وما تسببه من اضرار اقتصادية وبيئية، حيث إن الاشجار تعتبر متنفساً سياحياً ومستودعاً للاکسجين عدا عن فوائدها التي تحفظ التربة من الانجراف وتعمل کمصدات.

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربية:

1-   التقرير الوطني الرابع حول تنفيذ اتفاقية التنوع الحيوي،2009. وزارة البيئة، المملکة الأردنية الهاشمية، ص4.

2-   جريدة الدستور الاردنية، 2015. 26 حادثا اتت على 180 دونما العام الحالي حرائق الصيف تهدد الثروة الحرجية في عجلون، العدد رقم 17054 السنة 48 -الأربعاء 16 ربيع اول، 1436 هـ الموافق 7 کانون الثاني.

3-   دعبس، محمد (2006). المحميات الطبيعية والجذب السياحي، رؤى ودراسات في انثروبولوجيا السياحة، الاسکندرية، مصر: البيطاس سنتر للنشر والتوزيع، ط 1.

4-   ربابعة، أحمد محمد محمود(2012). تطوير مؤشرات السياحة المستدامة: تطبيقات على مواقع السياحة البيئية في الاردن، اطروحة دکتوراه غير منشورة، الجامعة الاردنية، عمان، الاردن، ص3.

5-   رواشدة، أکرم عاطف (2012). السياحة البيئية في محمية غابات عجلون: "دراسة استطلاعية"، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية ،5  (2) ،  ص151.

6-   عبد الرزاق، عادل عبد الرشيد(2005). التشريعات البيئية العربية ودورها في إرساء دعائم التخطيط البيئي، ندوة دور التشريعات والقوانين في حماية البيئة العربية، الهيئة العامة لحماية البيئة، الجمهورية اليمنية، ص6.

7-   غرايبه، خليف(2008) . السياحة الصحراوية في الوطن العربي، عمان: دار قنديل، ص179.

8-   غرايبه، خليف(2012). الدور التنموي لمحمية غابات عجلون في المملکة الاردنية الهاشمية ، مجلة المخطط والتنمية، (25)، ص112-134.

9-   فريحات، علي(2009). الاعتداء على الثروة الحرجية أبرز المشاکل البيئية فـي عجلون، الأردن.

 

ثانياً: المراجع الاجنبية:

 

1-       Reinius, S. W. and Fredman, P. (2007). Protected areas as attractions. Annals of Tourism Research, Vol. 34, No.4, PP: 839- 854.

2-       Stronza, A. and Gordillo, J. (2008).  Community view of ecotourism. Annals of tourism Research. Vol. 35, No. 2, PP: 448 – 468.

3-           Wild, C., Cooper, C. P, and Lockwood, A. (1994). Issues in Ecotourism. Tourism, Recreation and Hospitality Management. Vol (6). PP: 12-21.


Impact of the human activities on the eco-tourism sites: A case study Ajloun Forest Reserve forests and its vicinity - Jordan

 

Abdullah R. Arabiyyat

 

Al-Balqa′ Applied University, Faculty of Business

Dept. of Planning and Project Management Al-Salt 19117 Jordan

Corresponding Author E- Mail: Abdullah841964@yahoo.com

ABSTRACT :

Ajloun Reserve is considered one of the most important reserves established in the Hashemite Kingdom of Jordan, in order to promote development, tourism and the environment on one hand and to preserve the natural and environmental components in the other hand. This research deals with the impact of human activities on the touristic environment of the Ajloun reserve and its vicinity. This research aiming at identifying the environmental changes that have occurred in Ajloun preserve by touristic human activities within the preserve and its vicinity. As well as to develop an integrated management and implementation plan based on the balance between the preserve layout and its vicinity to prevent exploitation and environmental degradation, and awareness of the negative environmental change witnessed in the preserve. This research indicated that human activity for residents in the reserve and its vicinity areas is the primary theme for maintaining the environmental and natural components of the reserve through participation in the planning and oversight of the process and the implementation of any projects related to the preserve. To integrate this activity with the other sectors in the region such as agriculture, industry and tourism for the benefit of residents in these areas. Accordingly, the researcher has followed a methodology based on field visits to the reserve and personal contact inside the reserve, and the local population in neighboring villages to collect information and data from which to describe and analyze human activities in the preserve and its vicinity and the use of desktop tools and internet and field observations. The researcher has come up with a set of findings and recommendations, as the need to put restrictions on human activities within the preserve and its vicinity through the goals of these activities and its positive and negative environmental and natural impacts. Through the invitation of planners and stakeholders on preserve to the adoption of new entries in the preserve layout administratively and environmentally based on a balance between human activities undertaken within the preserve and the activities that take place in its vicinity.

Key words: Human activities, nature reserve, Ajloun Forest, eco-tourism, Jordan

Keywords


 

 

 

AUCES

 

أثر الأنشطة البشرية على مواقع السياحة البيئية:

حالة دراسية المحمية غابات عجلون والمناطق المجاورة– الأردن 

 

عبد الله رضوان عربيات

 

جامعة البلقاء التطبيقية، کلية الأعمال/ قسم التخطيط وإدارة المشاريع -السلط 19117 الأردن

البريد الإلکتروني:Abdullah841964@yahoo.com

 


الملخص العربي

تعتبر محمية عجلون من أهم المحميات التي أقيمت في المملکة الأردنية الهاشمية بغرض تشجيع التنمية والسياحة والبيئة من جهة وللمحافظة على مکوناتها الطبيعية والبيئية من جهة أخرى. تناول هذا البحث أثر الأنشطة البشرية على البيئة السياحية لمحمية عجلون والمناطق المحيطة بالمحمية. يهدف هذا البحث إلى التعرف على التغيرات البيئية التي طرأت على محمية عجلون جراء النشاطات البشرية السياحية داخل المحمية والمناطق المحيطة بها بالإضافة إلى وضع خطة إدارية وتنفيذية متکاملة تقوم على الموازنة بين تخطيط المحمية والمناطق المحيطة بها لمنع الاستغلال والتدهور البيئي بها. والتوعية بالتغير السلبي البيئي الذي تشهده المحمية.

أشار البحث أن النشاط البشري للمقيمين في المحمية والمناطق المجاورة لها هو المحور الأساسي في المحافظة على المقومات البيئية والطبيعية للمحمية وذلک من خلال المشارکة في عملية التخطيط والإشراف والتنفيذ لأية مشاريع تخص المحمية، تکاملاً لهذا النشاط مع القطاعات الأخرى في المنطقة کالزراعة والصناعة والسياحة بما يعود بالفائدة على المقيمين في تلک المناطق. وبناءً عليه فقد اتبع الباحث منهجية تقوم على الزيارات الميدانية للمحمية ومقابلة المعنيين بالمحمية والسکان المحليين في القرى المجاورة لجمع معلومات وبيانات يتم من خلالها وصف وتحليل للأنشطة البشرية بالمحمية وما يحيط بها واستخدام الأدوات المکتبية والشبکة العنقودية والمشاهدات الميدانية. وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج والتوصيات أبرزها: ضرورة وضع قيود على الأنشطة البشرية داخل المحمية وما يجاورها من خلال تبيان أهداف هذه النشاطات وأثارها الايجابية والسلبية البيئية والطبيعية ، وذلک بدعوة المخططين والمعنيين بشأن المحمية واعتماد مدخلات جديدة في تخطيط المحمية إدارياً وبيئياً يقوم على موازنة بين الأنشطة البشرية التي تقوم داخل المحمية والأنشطة التي تقام بالمناطق المحيطة بها.

الکلمات الدالة:الأنشطة البشرية، المحمية الطبيعية، غابات عجلون، السياحة البيئية، الأردن .

 

المقدمـــــــــــــة

عرفت المحميات منذ أقدم العصور، حيث کانت کل مجموعة من السکان أو القبائل تتولى حماية ينابيع المياه والمراعي والأشجار القائمة حولها لتستأثر القبيلة برعي مواشيها وبالشرب من مياه المحمية الخاضعة لحمايتها. وکثيراْ ما کانت تنشب المعارک بين القبائل بسبب محاولة قبيلة ما الاعتداء على محمية لقبيلة أخرى مما يعتبر اعتداءْ على حماها، لذلک فإن المناطق المحمية ما هي إلا مساحة واسعة من الأراضي تخصصها الدولة بقانون لحماية

 

المصادر الطبيعية وصيانة التنويع البيولوجي المتوافرة ضمن حدودها وتشمل أشکال الأرض الطبيعية وتضاريسها والمصادر الحيوية والمصادر التاريخية

والأثرية والثقافية والمصادر الترويحية والسياحية، (دعبس، 2006).

لقد غدت السياحة البيئية منهجاْ واسلوباْ تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية نظرا لارتفاع عوائده المادية والمعنوية على المدى الطويل. حيث يعود بالربح والفائدة على جميع المؤسسات السياحية، کونه يلبي احتياجات السياح وحماية المناطق المجاورة المحيطة بها وتحسين الفرص المستقبلية لها وجذب الاستثمارات واضافة فرص العمل لسکان المنطقة، ويحقق النشاط البشري السياحي ايرادات مباشرة للدولة کما تعتبر مساهمة

السياحة عاملا هاماً في نمو وتنشيط الاقتصاد، (ربابعة، 2012).

تعتبر الأردن من الدول التي تتمتع بتنوع حيوي کبير نسبياً مقارنة بالمساحة الجغرافية.  وساعد على اثراء هذا التنوع الحيوي موقعه المتميز الذي يتوسط ثلاث قارات رئيسة: آسيا واوروبا وافريقا. وساهمت هذه الميزة باعطاء المنطقة القدرة على احتواء أربعة أقاليم جغرافية حيوية، وهي: إقليم البحر المتوسط، اقليم الصحراء العربية، الاقليم السوداني والاقليم الايراني-الطوراني. وسهلت المميزات المختلفة لهذه الأقاليم تواجد عدد کبير من الأنواع الحيوانية والنباتية من أصول مختلفة في المحميات الطبيعية، (وزارة البيئة، 2009).

تعتبر السياحة في الاردن النشاط الاقتصادي الثالث المدر للدخل بعد تعدين الفوسفات والبوتاسا، فمفهوم السياحة البيئية في الاردن دخل اوائل التسعينات من القرن الماضي، ولم يستغرق وقتاً طويلاً في ترسيخ مجال السياحة کعنصر رئيسي في خطط السياحة الوطنية خاصة بعد النجاح الذي حققته بعض المحميات الاردنية في السياحة البيئية مثل محمية ضانا في جنوب الأردن ومحمية عجلون في شمال الأردن، (غرايبة، 2008).

إن المحميات الطبيعية في الأردن والتي تقوم بإدارتها الجمعية الملکية لحماية الطبيعة تمثل مرکز الثقل الرئيسي الجاذب للسياحة البيئية، والتي تعد بمثابة النشاط الاقتصادي والتنموي الأمثل الذي يساهم في تنمية التنويع الحيوي في القرى والبلدات التي تجاورها وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية والتى تتفق وأهداف الحفاظ البيئي التي أنشئت من أجلها تلک المحميات. کما تشجع الجمعية الملکية السياحة لکونها نشاطاً تنموياً يساهم في اجتذاب العديد من الفوائد لمصلحة الطبيعة فهي توفر مجالات العمل للسکان المحليين، ورفع التوعية البيئية التي تساهم في جعل الناس يفهمون جيداً اهمية حماية الطبيعة في حياتهم. کما تدعم الجمعية بشروط ومواصفات السياحة البيئية العلمية القائمة على مبدأ أن النشاطات البشرية السياحية يجب ألا تهدد الطبيعة والقيم الثقافية مع توفير الفوائد للسکان، (غرايبة، 2008).

إن تطبيق مفاهيم الأنشطة البشرية على مواقع السياحة البيئية يشتمل على جوانب هامة أولها العائد المادي لاصحاب المشاريع والانشطة السياحية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة لها، وثانيهما البعد الاجتماعي لکونها تعتمد على المجتمعات المحلية للاستفادة من خبراتها المختلفة والاخذ برأيها في الانشطة البشرية المختلفة، وثالثهما البعد البيئي حيث تقوم بالمحافظة على الموارد الطبيعية من مخاطر التلوث والتدهور البيئي، (Wild et al., 1994)).

مشکلة الدراسة ومبرراتها واهميتها

إن العنصر البشري والزيادة السکانية وراء المشاکل البيئية في المنطقة فکلما زاد عدد السکان زادت الأنشطة البشرية السياحية الترفيهية والتاريخية والعلاجية والدينية وما إلى ذلک. وانطلاقاً مما ورد فإن العوامل المؤثرة في الحياة السياحية تنطلق أولا ًمن الانشطة البشرية نفسها التي تشکل هدف أي نشاط سياحي، وغايته في آن ٍ واحد يتم من خلالها توفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف المحافظة على المقومات الطبيعية فيها خوفا من وصول يد الخراب إليها جراء الرعي أو الصيد أو التحطيب الجائر والعشوائي، أو الإمتداد العمراني على حساب محيطها الحيوي. ولعل الثروات البيئية المتوفرة من خصائص جغرافية والوعي البيئي لسکان المجتمع المحلي تشکل الأساس الأبرز في الرؤية التي يشکلها سکان المجتمع المحلي تجاه صناعته السياحية، عبر استغلال ما يتيح من موارد تدعم الحرکة السياحية. فقد جاءت هذه الدراسة إلى تطبيق خطط إدارية وبيئية تنظم هذه الأنشطة البشرية في إحدى المحميات الأردنية وهي محمية غابات عجلون وبيان طبيعة النشاط البشري وأثره الايجابي والسلبي بالإضافة إلى زيادة الوعي البيئي لسکان المحمية وسکان المناطق المحيطة وبيان الآثار السلبية والايجابية المترتبة على النشاطات القائمة والنشاطات التي من الممکن إقامتها لاحقاً. ويمکن الاشارة الى أبرز مبررات هذه الدراسة بما يلي:

التنوّع الحيوي في محمية عجلون فهي تحتلّ المرتبة الأولى بين محافظات المملکة من حيث کثافة ومساحة الغابات الطبيعية، ومن هنا يبرز دور محمية عجلون في المحافظة على هذا التنوع قد تتمتع المحمية بموارد طبيعية غنية تتمثل بالغابات والموارد المائية وجودة التربة والمناخ الصحي المعتدل، وهذه موارد غير مُستغلة حتى الآن.

تکرّر اعتداءات السکان على الغابات المجاورة (التحطيب) نتيجة قلة الوعي البيئي من قبل سکان المناطق المجاورة للمحمية.

توفر محمية عجلون فرص عمل کبيرة لابناء المناطق المجاورة للمحمية من خلال تسويق منتجات المنطقة کالزيتون والعنب أو الحرف اليدوية وعَرْضِها أمام السياح.

 تشرف محمية عجلون على العديد من الانشطة والمشاريع البشرية التشغيلية في المجالات الزراعية وتربية المواشي والنحل والطيور واعمال الخياطة والتريکو بالتعاون مع الجمعية الملکية لحماية الطبيعة ومؤسسة نهر الأردن.

المخاطر التي لا تزال محمية عجلون تواجهها بسبب وجود أراضي خاصة، وعدد من المناطق التي لا تتبع بشکل رسمي للمحمية، الأمر الذي يسمح للعديد من الأشخاص بدخول المحمية والقيام بأنشطة تتمثل بقطع الأشجار والرعي والصيد. الأمر الذي أثر على شکل المحمية وتآکلت حدودها.

وتمثل برامج التوعية البيئية لدى المحمية أحد أکثر برامج التوعية الشعبية تأثيراً بين مختلف المحميات في الأردن، هذا الأمر أدى لرفع وعي المجتمعات المحلية التي تقطن المنطقة حول المحمية بيئياً، ولهذا السبب تمکنتالجمعية من إطلاق عدد من المبادرات بالتعاون مع المحمية والسکان المحيطين بها.

من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة من خلال إيجاد أفضل السبل والطرق لاستثمار النشاطات البشرية التي تقوم داخل المحمية وفي المناطق المحيطة بها إيجابياً بما ينعکس على الموازنة بين التخطيط الإداري للمحمية والتخطيط البيئي لمنع الاستغلال والتدهور البيئي السلبي للمحمية وذلک من خلال الاستخدام الأمثل لهذه النشاطات لتحقيق أکبر نسبة من الفوائد المتحققة منها وذلک من خلال التطوير المستمر لهذه الخطط في ضوء تغير المعطيات.

المنهجية وأدوات البحث

يتخذ البحث منهج دراسة الحالة (case study)مسلکاً رئيساً له نظراً لدراسة إحدى محميات الغابات في الأردن وهي محمية عجلون والمناطق المجاورة لها ونظراً لعدم توفر بعض البيانات وللوقوف على تحقيق أهداف الدراسة والإجابة على أسئلتها استخدم أسلوب المسح الميداني والذي يقوم على جمع البيانات والمعلومات من خلال الزيارات الميدانية المتکررة للمحمية ولعدة مرات للتعرف على النشاطات البشرية السياحية فيها ومن ثم مشاهدة وملاحظة ومقابلة القائمين على إدارة المحمية والسکان المحليين في القرى المحيطة بها والذين استفادوا بشکل مباشر من قُرْبِهم منها وجمع البيانات والمعلومات حول الانشطة البشرية فيها، وتبويبها وتحليلها وعرضها لتدعم نتائج الدراسة.

 بالإضافة إلى الاعتماد على الإطار النظري المتاح في أدبيات السياحة البيئية، والانشطة البشرية.

منطقة الدراســـــــــة

تقع محمية عجلون في نطاق المرتفعات الشمالية من الأردن وتتکون من مجموعة من التلال المتفاوتة في الارتفاعات التي يصل اقصاها الى 1100م تقريباً، يتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة، وأدني ارتفاع في المحمية يبلغ 700م تقريبا، وتبعد محمية عجلون 75 کم عن العاصمة عمان و12 کم عن مرکز محافظة عجلون، کما تتميز بقربها من محافظات اربد وجرش والاغوار الشمالية.

وتشرف المحمية من الجهة الجنوبية على قلعة عجلون الأثرية وتلة مارالياس التي تعتبر من المواقع الهامة للحج المسيحي في الأردن، ولا تبعد المحمية عن هذه الآثار أکثر من 10 کم. تبلغ مساحة المحمية 13 کم2 تقريباً منها 7400 دونم

 

 

مسيجة، والباقي بدون سياج نظراً لتبعثرها، وتضم ما يقارب (806) دونم من الاراضي المملوکة للاخرين داخل حدود المحمية، شکل رقم (1)، (رواشدة، 2012).

ويحيط بالمحمية ست قرى هي قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وام الينابيع. اضافة إلى طريق معبد والذي يخدم تلک القرى من الجهة الشرقية والشمالية والغربية ويبعد عن أطراف المحمية مسافات متفاوتة حسب المنطقة. ويمکن مشاهدة جبل الشيخ من الجهة الشمالية للمحمية، وقلعة عجلون وتلة مار الياس من الجهة الجنوبية، وفلسطين من الجهة الغربية، کما يحيط بالمحمية من جميع الجهات سياج سلکي باستثناء الابواب المؤدية للاراضي الخاصة.

 

 

 

شکل رقم(1): منطقة الدراسة (الموقع الجغرافي للمجتمع المحلي لمحمية غابات عجلون).

 

 

 

مراحل تطور المحمية

تأسست محمية غابات عجلون عام 1989م بناءً على نتائج دراسة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية عام 1978م. وذلک بهدف حماية التمثيل الافضل لنمط غابات السنديان دائمة الخضرة.  حيث تم في عام 1989 اقتراح انشاء محمية في منطقة زوبيا بمساحة 31 کم2 وتم احضار زوج من الايل الاسمر-المنقرض من الأردن في الخمسينيات-من ترکيا.

ونظراً لتداخل العديد من الاراضي المملوکة في تلک المنطقة الحرجية، فقد تم صدور قرار من وزارة الزراعة بتخصيص 12000 دونم من الغابات لادارتها کمحمية طبيعية في محافظة عجلون. حيث

 

 

قامت الجمعية الملکية لحماية الطبيعة بتسييج 7400 دونم، اما المساحة المتبقية فلم تسيج بسبب تبعثرها في مناطق ليست متصلة وکونها متباعدة ويفصلها طرق رئيسية وفرعية مما جعل عملية تسييجها صعبة.

کما قامت الجمعية في عام 2000 بنقل الايائل والانتقال کلياً الى منطقة عجلون-ام الينابيع. وقد اقتصرت اهداف المحمية في تلک الفترة على حماية غابات السنديان دائمة الخضرة من التعديات الحرجية المتعلقة بالتحطيب والرعي وادارة برنامج إکثار الايل الاسمر، ويوضح الجدول التالي مراحل تطور المحمية، (ربابعة، 2012) والجدول رقم (1) يبين مراحل تطور محمية غابات عجلون.

 

الجدول رقم (1): مراحل تطور محمية غابات عجلون

السنة

الحدث

1978

اقتراح انشاء محمية زوبيا (برقش) بمساحة 31 کيلو متر مربع

1987

موافقة وزارة الزراعة بکتاب رقم 10/6/12/5124 بتاريخ 22/10/1987

1989

موافقة وزارة الزراعة على الانتقال الى منطقة استفينا

1989

البدء بتسيج المنطقة المخصصة من قبل وزارة الزراعة

1989-2000

الاستمرار بادارة المنطقتين (منطقة برقش ومنطقة اشتفينا-ام الينابيع)

2000

الانتقال وبشکل تلقائي الى محمية اشتفينا واعادة بناء مسيجات اکثار الايل الاسمر

2000

اعلان المحمية منطقة مهمة للطيور في الاردن

2001

اجراء الدراسة الحيوية الاولية

2002

بدء العمل بانشاء مرکز الزوار والادارة والمخيم السياحي

2003

البدء باعداد الخطة الادارية للمحمية

2004

بداية تشغيل المخيم السياحي

المصدر: رواشدة (2012).

 

 

                                            

 

 

التحولات الاجتماعية والاقتصادية

لقد مرت المنطقة بتغيير جذري قيما يتعلق بطبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية يماثل تماما ما حصل للعديد من القرى شمال الاردن. تم هذا التحول خلال العقود الأربع الأخيرة والتي انتقل فيها

 

 

المجتمع المحلي من مجتمع زراعي يعتمد على الموارد الطبيعة في حياته اليومية ويرتبط مستوى المعيشة فيه بمستوى انتاجية الارض الزراعية المعتمد على کمية الامطار الهاطلة سنويا. علاوة على الجهد المبذول من قبل السکان للعمل في الأرض وتحسين انتاجيتها، ليصبح مجتمعا يعتمد على الوظائف الدائمة في القطاعات المختلفة ذات الاقتصاد النقدي الاکثر امانا واستقراراً. لهذا التغير الاثر الکبير على علاقة الانسان المحلي بالمصادر الطبيعية المحيطة به، حيث قل معه اهتمام السکان بالارض الزراعية، کما ضعف مستوى المعرفة المحلية التقليدية المتعلقة بالحفاظ عليها واستدامة عناصرها، (ربابعة، 2012).

الموارد التاريخية والثقافية

تعتبر منطقة عجلون من أهم المدن الأردنية لما تمتاز به من موقع استراتيجي يتوسط محافظات المملکة، کما تتميز باطلالتها على غور الاردن. وقد جاءت تسميتها من لفظ ارامي قديم نسبة الى أحد ملوک مؤاب اسمه عجلون الذي عاش في القرن التاسع قبل الميلاد. وتعتبر عجلون حلقة وصل بين الشام وساحل البحر المتوسط. وهي منطقة استراتيجية بين ارض الفرات والنيل وقد أدرک هذه المکانة القائد صلاح الدين الايوبي حين امر أحد قادته وهو عز الدين اسامة ببناء القلعة على قمة جبل عوف الذي يرتفع 1020م عن سطح البحر.

وقد تبين من خلال المسوحات الميدانية التي اجريت في المنطقة وجود اثار قديمة تعتبر من ضمن المواقع الاثرية المسجلة في عجلون والتي تبلغ 250 موقعا أثريا منتشرة في جميع ارجاء المحافظة. وتشير المواقع الاثرية المهمة في عجلون الى اهمية المنطقة تاريخيا وحضاريا ومن أبرز هذه القلاع والاثار القديمة، (ربابعة، 2012):

  • ·      قلعة عجلون التي بنيت على اعلى جبال عجلون حيث تشرف على غور الاردن وفلسطين والتي بناها المجاهد عز الدين اسامة أحد قادة صلاح الدين الايوبي.
  • ·   کنيسة مار الياس مسقط راس النبي عليه السلام حيث تطل على بيسان وطبريا ويحج اليها المسيحيون في اليوم الحادي والعشرين من شهر تموز (يوليو) من کل عام. وقد اعتمد موقع الياس في التقويم الفاتيکاني.
  • ·      کنسية سيد الجبل في عنجرة يحج اليها المسيحيون في اليوم العاشر من حزيران (يونيو) من کل عام.
  • ·      وادي الواحين ومسجد عجلون الکبير.

وهناک العديد من الآثار المنتشرة في عجلون تعود للعصور الرومانية والبيزنطية والاسلامية. وتشير السلاسل الحجرية القديمة الموجودة في جميع اجزاء المحمية الى ان من سکنوا هذه المنطقة هم البيزنطيون والرومان الذين عملو بالزراعة، حيث تشير المعاصر الحجرية المتناثرة في المحمية على ان هذه المنطقة کانت مزروعة باشجار العنب الذين اعتادو جمع محصوله وعصره في اجران تتصل ببعضها البعض بممرات صخرية.

 

النتائج والمناقشة

الانشطة البشرية داخل المحمية واثارها السلبية والايجابية على المحمية والمناطق المجاورة لها

يتوفر في المحمية مرافق للزائرين ومحبي الطبيعة ويوجد فيها مخيم سياحي مکون من 10 أکواخ يتسع لـ 40 شخص وفي المحمية برامج تنمية لسکان المنطقة من خلالوجود قاعة حرف يدوية لتدريب بعض طاقات المجتمع المحلي المناسبة وتسويق منتجاتها. ولتسهيل الحرکة السياحية وإقامة السياح في المنطقة فقد عملت الجمعية الملکية على توفير العديد من الانشطة والخدمات السياحية في المحمية تشمل خدمات الإقامة الصيفية. بالإضافة إلى خدمات الإقامة التي تستقبل الزوار طوال العام، والمتمثلة بالأکواخ الخشبية المزودة بالتدفئة، ويبلغ عددها خمسة أکواخ بسعة أربعة أشخاص لکل منها کما يتوفّر في المنطقة مطعم صيفي يتسع لحوالي ثمانين شخصا، وهناک مرشدين سياحيين بيئيين يقدمون خدمات الإرشاد السياحي البيئي للزوار أثناء تجوالهم في المحمية ولتشجيع جذب الزوار وزيادة مدة إقامتهم وزيادة تفاعلهم مع المجتمع المحلي، فقد عملت إدارة المحمية على ربط المحمية بالمناطق والقرى المجاورة من خلال ستمسارات سياحية ، تتفاوت فيما بينها من حيث المسافة والوقت اللازم لإتمام السير بها کما أقامت الجمعية الملکية لحماية الطبيعة عدداْ من المشاريع الاقتصادية في القرى المجاورة للمحمية؛ وذلک لتمکين المجتمع المحلي، وتوفير فرص عمل في هذه المشاريع توفر لهم دخلاً شهريا کبديل عن اعتمادهم على قطع الأشجار والرعي الجائر الذي کان يمارس في المنطقة وکذلک تحسين صورة الحرکة السياحية لإنجاح مشروع السياحة البيئية في المحمية، وتتمثل هذه المشاريع في مصنع لإنتاج الصابون في قرية عرجان، بالاعتماد على زيت الزيتون البلدي والأعشاب الطبية البرية والعطرية المتوفرة في المنطقة؛ إذ استطاع هذا المصنع أن يوفر عددا من فرص العمل لأبناء المنطقة وخاصة الفتيات کما تسعى إدارة المحمية إلى إبقاء عملية التوظيف داخل المحمية، على أبناء المجتمع المحلي فقط، حيث وفرت المشاريع السياحية داخل المحمية والمشاريع المقامة في القرى المجاورة حوالي 38 فرصة عمل وتشمل فرص العمل هذه 20 موظفًا داخل المحمية بما في ذلک الخدمات السياحية، و18 فرصة عمل في المشاريع المقامة في المجتمع المحلي. وتتطلع الجمعية وإدارة المحمية إلى إنشاء عدة مشاريع تشغيلية في القريب العاجل في جميع المناطق المحيطة بها، ومن هذه المشاريع مثلا: مشروع الخط العربي في قرية راسون والهادف إلى توظيف عددٍ من أبناء المنطقة ليقوموا بکتابة أسماء الزوار على بعض المقتنيات التي يشترونها من المنطقة کالملابس والتحف وغيرها، وکذلک إقامة مصنع للحلويات الشعبية في منطقة عرجان.

أماکن الاقامة

           تتميز أماکن الاقامة في محمية غابات عجلون باطلالتها على التلال التي تکسوها اشجار السنديان والخروب والتوت البري، ويمکن من خلالها رؤية جبل الشيخ في اوقات محددة من السنة. وهناک نوعان من اماکن الاقامة في المحمية:

  • الشاليهات الخشبية: توفر المحمية خمسة شاليهات خشبية کما يظهر في الصورة رقم (1) تعمل على مدار العام، وتبلغ سعتها (20) زائراً. وقد صممت هذه الشاليهات لتکون متناغمة مع الطبيعة المحيطة بها من حيث الطابع الغابي لها، حيث تمکن الزائر من الاستمتاع بالطبيعة والحصول على رفاهية الاقامة في ان واحد، (فريحات، 2009).


 

 

 

صورة رقم (1): نموذج شاليهات خشبية


  • ·  الشاليهات المغطاة بالخيم: يضم الموقع 10 شاليهات مغطاة بالخيم کما يظهر في الصورة رقم (2)، حيث يستخدم زوار هذه الشاليهات المرافق الصحية العامة التي تتواجد في المحمية، وتستقبل هذه الشاليهات الزوار من منتصف شهر اذار وحتى نهاية شهر تشرين الاول. وتتسع هذه الشاليهات لنحو اربعين زائراً.


 

صورة رقم (2): نموذج الشاليهات المغطاة بالخيم


أما بالنسبة لخدمة الطعام والشراب فقد تم تجهيز المحمية بمطعم صيفي يشرف على المناطق والجبال المحيطة بالمحمية ليتسنى للزائر التمتع بمناظر الغابات أثناء تناول الطعام هذا إضافة إلى أن جميع الأطعمة المقدمة محلية وأطباق شعبية تشتهر بها المنطقة.

 

الممرات السياحية في المحمية

     لقد تم تمهيد وتجهيز بعض الممرات السياحية داخل الغابات وذلک لإعطاء الزائر الفرصة للتعرف على أکبر قدر من النباتات والأشجار الموجودة في المنطقة والقيام بمراقبة الطيور ومشاهدة بعض الحيوانات البرية وخاصة الأيل الأسمر الذي أعيد لمحمية عجلون بعد أن انقرض من الأردن ويخدم مشروع السياحة البيئية في محمية عجلون کل من الزوار والسکان المحليين عن طريق ربط المحمية والمشروع السياحي فيها بالمجتمع المحلي من خلال الترکيز على شراء المواد الأولية للخدمات المقدمة من المجتمع المحيط بالمحمية.

يوفر المشروع فرص عمل لأبناء المنطقة المحيطة من اجل إدارة وتشغيل هذا المشروع. کما تم إدراج هذه المشاريع ضمن الممرات السياحية المقدمة لزوار المحمية بهدف تعريف السياح أو الزائرين بها من جهة وإطالة مدة الإقامة من جهة أخرى (فريحات، 2009).

 وأهم هذه الممرات السياحية:

 ممر الأيل الأسمر:  تستغرق المدة الزمنية للممر ساعتين بطول (3) کيلو متر وممر السيستوس (الطويل) وتستغرق المدة الزمنية للممر أربعة ساعات بطول  کيلو متر واحد وممر بيت الصابون وتقدر مسافة الممر بـ 12کم ويستغرق من الوقت مدة تتراوح ما بين 2ـ4 ساعات وممر مار الياس تقدر مسافة الممر بنحو 8.5کم ويستغرق من الوقت

بحدود 4 ساعات يأخذ الزائر بجولة في الغابة الکثيفة المطلة على المحمية من عدة نقاط للوصول إلى کنيسة مار الياس حيث يتم تناول الافطار المحلي مع إحدى العائلات ثم العودة إلى المحمية وممر بيوت عجلون تقدر مسافة الممر بنحو6-7کم ويستغرق من الوقت بحدود3-4 ويتسع الممر 4 أشخاص وأکثر وممر قرية عرجان تقدر مسافة الممر بنحو12 کم ويستغرق من الوقت بحدود6 ساعات، ويبلغ سعة الممرمن 4 إلى 18 شخص وممر اللبيد الزهري تقدر مسافة الممر بنحو 8کم ويستغرق من الوقت بحدود3-4 ساعات تبلغ سعة الممر من 4 إلى 18 شخص، سمي هذا الممر على اسم زهرة ”اللبيد الزهري“ التي يمکن مشاهدتها في جميع أنحاء الممر في فصل الربيع، (غرايبة، 2012).

 

الاثار الايجابية للانشطة البشرية داخل المحمية والمناطق المجاورة

کثيراً ما يکون للنشاط البشري أثر إيجابي على البيئة وعناصرها حيث يتطلب ذلک أن يتدخل الانسان بتقنياته الحديثة والتخطيط لتجميل البيئة وتحسينها وتهيئتها وإعدادها بشکل يناسب النشاط البشرى المنشود ويمکن مشاهدة ذلک بوضوح في تلک المشاريع التي يقوم الانسان بإنشائها ورعايتها، بهدف جذب السياح إليها وکذلک في الفنادق وحمامات السباحة وملاعب الکرة بأنواعها وغيرها من التجهيزات التي يتم تشييدها لإقامة الأنشطة المختلفة، وما يتبع ذلک من حرکة واستثمارات في مجالات متعددة، ((Reinius and Fredman, 2007.

إن الانشطة البشرية التى تقام في محمية عجلون لها أهمية خاصة کونها تعزز السياحة في المحمية إلى إقامة المزيد من خدمات البنية الأساسية من طرق ومواصلات واتصالات ومؤسسات سياحية، وتقود إلى إعمار البيئة المحيطةوإنشاء الفنادق والمطاعم والاستراحات والمنتجعات الصيفية والشتوية والأنشطة البشرية الأخرى التي تحقق اثاراً إيجابية تنموية للمحمية والمناطق المجاورة لها. إضافة إلى أن هذه النشاطات تحقق إيرادات ودخول هامة للمحمية والمناطق المجاورة لها وبالتالي تنعکس على تفعيل الهيکل الاقتصادي ورفاهية سکان المنطقة، وتطوير الجهود للمحافظة على البيئة.

وتعد الانشطة البشرية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة ذات اهمية کبيرة في تعزيز تدفق الأفواج السياحية إلى المحمية. مما يزيد الوعي عند السکان المحليين للحفاظ على البيئة السياحية، وتعميق الانتماء. کما تساعد في المحافظة والنمو للصناعات والحرف التقليدية اليدوية والتذکارية المميزة والمهددة بالانقراض وذلک من خلال استغلال الموارد الوفيرة والعمالة الماهرة بالتوارث، الأمر الذي يسهم في استغلال الموارد الطبيعية البيئية استغلالاً أمثل (خشب، والصدف، والتطريز، والجلديات).

کما أدت الانشطة البشرية إلى إقامة مراکز ومعارض بيع التحف والهدايا والصناعات المحلية للسياح، خاصة وأن محمية عجلون تعتبر معرضاً دائماً مفتوحاً أمام السائح. کما تسهم في الاهتمام بترميم وصيانة الآثار والحفاظ عليها وهي من العناصر الهامة للمحافظة على التوازن البيئي، وبالتالي الحفاظ على الحياة الطبيعية البرية من التلوث، أي أنها تستخدم کمنهج للوقاية بدلاً من أسلوب معالجة، مما يحافظ على آليات تحقيق التوازن والصحة والبيئة.

وتسهم الانشطة البشرية والمشاريع التطويرية المقامة في المحمية والمناطق المجاورة فيها الى تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع من مجتمعات معتزلة إلى مجتمعات منتفعة، وتقوم على نشر المعارف والمعلومات السياحية، ونشر ثقافة المحافظة على البيئة والموروث التراثي الإنساني وثقافة الحضارة والمواقع التاريخية.

 

الاثار السلبية للانشطة البشرية داخل المحمية والمناطق المجاورة

إن معظم الأخطار التي تواجه التنوع الحيوي في الأردن ناتجة عن مسببات متعلقة بالأنشطة البشرية إذا تم إدارتها بأسلوب غير علمى، خصوصا منذ بداية القرن الحالي، وتتلخص هذه الأخطار في الآتي:

1-      الرعي الجائر

يعتبر الرعي الجائر من أهم أسباب تراجع التنوع الحيوي، فقد أظهرت العديد من الدراسات انخفاضاُ في مستوى إنتاجية أراضي المراعي. يعزى السبب في ذلک وبشکل رئيسي إلى الرعي الجائر للغطاء النباتي والذي زاد من تآکل المراعي في مناطق الهطول المنخفض. في نفس الوقت يزداد عدد حيوانات الرعي باستمرار، وتسبب الرعي الجائر الکثيف والمطول للمراعي في تغيير المراعي کماً ونوعاً. من الناحية الکمية أدى ذلک إلى نمو اقل للنباتات والى صغر حجمها وإلى تآکل الغطاء النباتي. ومن الناحية النوعية أدى ذلک إلى انخفاض في عدد النباتات المستساغة والمغذية مقابل ارتفاع في عدد النباتات غير المستساغة والسامة والمفتقرة للمغذيات، (فريحات، 2009).

          إن عدم وجود خطة رائدة ومنضبطة للرعي في مثل هذه البيئة الحساسة، سيصبح هذا الإقليم أکثر الأقاليم عرضة للرعي الجائر لجميع الثمار والنباتات البرية الطبية في بواکير فصل الشتاء وبداية الربيع.

2-       التحطيب الجائر

مع الإرتفاع المستمر في أسعار الوقود، تعرضت المناطق الحرجية والغابات في الأردن إلى عمليات قطع مبرمجة للأشجار بهدف الحصول على موارد طاقة تقليدية عن طريق الحطب للإستعاضة عن المحروقات ولو نسبيا. وتتعرض مساحات حرجية وأخرى مثمرة إلى التحطيب الجائر واعتداءات بطرق مختلفة على أصناف من الأشجار المعمرة والنادرة، ومنها العرعر والزيتون والبلوط دائم الخضرة کما يظهر في الصورة رقم (3) والسرو وغيرها، لاستخدامها في مدافىء الحطب.


 

 

 

صورة رقم (3): منظر عام لغابات البلوط في المحمية

 


إن قطع الأشجار وتدمير الغطاء النباتي، منها تجريد البيئة الطبيعية ونشر التصحر وتلويث الأجواء خصوصاً أن الأشجار تعمل على امتصاص ثاني أکسيد الکربون وتنتج الأکسجين وقطعها يؤدي إلى إضعاف الآلية الطبيعية لتنقية الهواء. وعلى سبيل المثال، تعرضت الأشجار التاريخية في بعض المناطق من محمية عجلون لتعديات متباينة وصلت في خطورتها إلى قلع بعض الأشجار من جذورها باستخدام الآلات الثقيلة ونقلها من مکانها الذي نمت فيه منذ مئات السنين لتباع کسلعة تجارية رخيصة، کما أدى شمول الأراضي الزراعية بالتنظيم والتوسع العمراني الأفقي وفتح الشوارع لنفس الأضرار، فلم تقتصر معاناة محمية عجلون على الرعي الجائر فقط، بل يتعرض باستمرار لعمليات التحطيب الجائر غير القانوني من قبل السکان المحليين وسکان المناطق في المحافظات المجاورة.

3-      الصيد الجائر

تعاني البيئة الأردنية بشکل عام ومحمية عجلون بشکل خاص کثيراً من محاولات استنزاف الحياة البرية عبر الصيد سواء القانوني او غير القانوني، خاصة صيد الطيور في موسم الهجرة والمهددة بالانقراض رغم القوانين التي تحکم وتنظم عمليات الصيد والاتجار بمقدرات الأردن الحيوانية والبيئية. ومن أکثر الطيور تعرضا للصيد الحجل (الشنار) والحمام البري والحباري والهدهد کما يظهر في الصورة رقم (4) والبلبل وابو سعد وابو زريق والزاغ، الى جانب طيور مثل عقاب الحيات والصقر الحوام والنسور وطائر الرها وعصافير الزينة وخاصة الحسون، بالإضافة الى الارنب الصحراوي والخنزير البري، (غرايبة، 2012).

4-الحرائق

تعتبر الحرائق غير المنظمة والمبرمجة من أهم المشاکل التي تتعرض لها الحياة البرية لأنها تتسبب في إفقاد الطبيعة لمناظرها الخلابة وتقضي على مساحات واسعة من الغطاء النباتي. الأمر الذي يؤدي إلى انجراف التربة ويغير من صفاتها الکيماوية والفيزيائية وبالتالي تتأثر العديد من الأحياء البرية المعتمدة على توازن النظام البيئي. حيث تهدد الحرائق الثروة الحرجية کأشجار السنديان والبلوط والزعرور والقيقب، البطم، العبهر، الخروب، الزعرور، الأجاص البري والسويد دائمة الخضرة والاعشاب والحيوانات التي تعيش عليها وتعتبر کوسط حيوي هام في محمية عجلون. بلغت عدد الحرائق 10 حوادث اتت على 12 ألف دونم تضم 200 نوع من النباتات والاشجار معظمها من السنديان دائم الخضرة وذلک عام 2014 فعدم وجود الطرق الزراعية وعدم التوسع بعملية تقليم الاشجار من على جوانب الطرق ونقص في اعداد الطوافين وعمال الحماية ومحطات المراقبة الامکانات الکافية للحد من الحرائق يحول دون اطفاء الحرائق. ان معظم الحرائق تتم بفعل فاعل مجهول ومعتمدة من أجل تخريب هذه المناطق وتحويلها إلى أراض تجارية أو تحطيب الأشجار، (جريدة الدستور الأردنية، 2015).

فحرائق الغابات تشکل معضلة بالنسبة لمحافظة عجلون حيث تقضي سنوياً على مئات الاشجار الحرجية التاريخية والنادرة الى جانب تسببها في القضاء على التنوع الحيوي في الغابات التي تتعرض للاحتراق.


 

 

صورة رقم (4): طير الهدهد من الطيور الشائعة في المحمية

 

5-تسمم الحيوانات

 تعاني محمية عجلون الأکثر خضرة والتي تحتفظ بحوالي 50% من الغابات الطبيعية الباقية في الأردن من الإعتداء على الثروة الحيوانية نتيجة مماراسات المواطنين الخاطئة والتي منها إستخدام السموم للتخلص من الخنزير البري وبعض المفترسات (الذئب والضبع والقط البري والثعلب الاحمر والسمور والغريري والواوي).

مما يؤدي الى نفوق العديد من الطيور والحيوانات البرية والتخلص من بعض القوارض التي قد تضر بمزارع الاراضي المملوکة في المحمية (الايل الاسمر کما يظهر في الصورة رقم (5) وتلوث التربة واختلال التوازن البيئي فيها.

6-تدهور الأراضي والزحف العمراني

أدت زيادة السکان في محافظة عجلون في المناطق الجبلية ذات الترکيز العالي من الأراضي المنتجة والمتميزة بالتنوع الحيوي، وساهم في تحويل معظم هذه الأراضي إلى النمط السکني إضافة إلى ارتفاع قيمتها المالية. وقد تسبب هذا الترکيز السکاني في تدهور الموائل في المناطق المحيطة بالمحمية ومنها الموائل البرية فقد ترکز النمو السکاني والتواجد البشري حول الأراضي الزراعية ذات الإنتاجية العالية والتي تشکل أفضل أنواع التربة المناسبة لنمو الغطاء النباتي وخاصة في المناطق الجبلية والمحميات الطبيعية في محافظة عجلون.

 

 

صورة رقم (5): تبين الأيل الأسمر في محمية عجلون

 


وبشکل عام أدى النمو السکاني والزحف العمراني للمنشآت السکنية والصناعية والسياحة إلى تدهور وإزالة الغطاء النباتي الطبيعي في بعض الأماکن الأمر الذي يؤدي إلى حرمان الکثير من الحيوانات والطيور من موائلها ودفعها إلى التحرک بعيدا عن هذه الموائل وبالتالي التعرض إلى مزيد من الأخطار سواء بسبب تغير المؤشرات البيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة والظل أو التهديدات البشرية المختلفة.

7-جمع النباتات الطبية والبرية

تشتهر محمية عجلون بنمو العديد من الاعشاب البرية الطبية التي تشهد اعتداءً جائراً من قبل المواطنين الذين يعملون على قطف وجمع هذه الاعشاب وبيعها الى محلات العطارة من اجل المتاجرة بها لغايات علاجية. ونظراً لعدم شمول الاعشاب الطبية والازهار البرية بحماية قانونية، (عبد الرزاق، 2005)، فان الاقبال الکبير على جمعها والمتاجرة بها سوف يشکل خطورة على استمرار نمو هذه الاعشاب ومن أشهر الاعشاب الطبية البرية التي يتم جمعها: الجعدة، رجل الحمامة، القدحة، الختمية، القرصعنة، العنصل، العکوب والزعتر البري والميرمية وورق اللسان وبخور مريم (قرن الغزال) والبابونج والشيح واللوف والفيجل والشومر البري بالاضافة الى ازهار النرجس البري وازهار الرتم والفطر.

8-استصلاح الأراضي

 يؤدي استصلاح الأراضي إلى إزالة الغطاء النباتي في منطقة معينة وإحلاله بعدد محدود من النباتات المزروعة. الأمر الذي يؤدي إلى تدهور الأنواع البرية وکذلک يؤدي الاستصلاح أو إعادة تأهيل الأراضي الرطبة أو السبخات إلى انقراض النباتات الموجودة بها مثل السمار. ومن الجدير بالذکر أن الأراضي الرطبة لها أهمية عالمية کبيرة، لأنها موئل لمبيت وتکاثر الطيور المهاجرة فاستصلاح هذه الأراضي يؤدي لتدهور هذه الطيور وقد أبرمت اتفاقية عالمية للحفاظ على الأراضي الرطبة في کل أنحاء العالم وتعرف باسم اتفاقية “رامسار للأراضي الرطبة، (Stronza and Gordillo, 2008).

 

الخاتمة

    النتائج

         توصلت الدراسة إلى التنائج والتوصيات التالية:

توفير فرص عمل للسکان المحليين من خلال إقامة عدد من المشاريع الاقتصادية في القرى المجاورة للمحمية توفر لهم دخلاً شهريا کبديل عن اعتمادهم على قطع الأشجار والرعي الجائر الذي کان يمارس في المنطقة وتتمثل هذه المشاريع في مصنع لإنتاج الصابون في قرية عرجان، بالاعتماد على زيت الزيتون البلدي والأعشاب الطبية البرية والعطرية المتوفرة في المنطقة تحسين صورة الحرکة السياحية في أنظارهم لإنجاح مشروع السياحة البيئية في المحمية.إن معظم الأخطار التي تواجه التنوع الحيوي في الأردن ناتجة عن مسببات متعلقة بالنشاطات البشرية إذا تم إدارتها بأسلوب غير علمى إن حرائق الغابات تشکل معضلة بالنسبة لمحافظة عجلون حيث تقضي سنوياً على مئات الاشجار الحرجية التاريخية والنادرة الى جانب تسببها في القضاء على التنوع الحيوي في الغابات التي تتعرض للاحتراق تعاني محمية عجلون اعتداءات کثيرة على الثروة الحيوانية نتيجة مماراسات المواطنين الخاطئة والتي تکمن في إستخدام السموم للتخلص من الخنزير البري وبعض المفترسات (الذئب، الضبع، القط البري، الثعلب الاحمر، السمور، الغريري، الواوي) إن مشکلة الزحف العمراني في الاراضي المملوکة داخل المحمية أدى إلى إزالة الغطاء النباتي الطبيعي وتدهور الأنواع النباتية الموجودة في بعض أجزاء المحمية، وأدى إلى تضاؤل إنتاج وحدات الإکثار مثل البذور والجذور والسيقان الأرضية نظراً لعدم شمول الاعشاب الطبية والأزهار البرية بحماية قانونية، فان الاقبال الکبير على جمعها والمتاجرة بها سوف يشکل خطورة على استمرار نمو هذه الاعشاب. سيما وأن موطنها الأصلي هو المرتفعات الجبلية الشمالية والتي تشکل محمية عجاون جزءً منها.

 

التوصيات

ضرورة وضع قيود على النشاطات البشرية داخل المحمية وما يجاورها من خلال تبيان أهداف هذه النشاطات وأثارها الايجابية والسلبية البيئية والطبيعية وذلک بدعوة المخططين والمعنيين بشأن المحمية إلى اعتماد مدخلات جديدة في تخطيط المحمية إدارياً وبيئياً يقوم على الموازنة بين الأنشطة البشرية التي تقوم داخل المحمية والتي تقام بالمناطق المحيطة بها توعية سکان المناطق المحيطة بالمحمية، بخطورة الحرائق وما تسببه من اضرار اقتصادية وبيئية، حيث إن الاشجار تعتبر متنفساً سياحياً ومستودعاً للاکسجين عدا عن فوائدها التي تحفظ التربة من الانجراف وتعمل کمصدات.

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربية:

1-   التقرير الوطني الرابع حول تنفيذ اتفاقية التنوع الحيوي،2009. وزارة البيئة، المملکة الأردنية الهاشمية، ص4.

2-   جريدة الدستور الاردنية، 2015. 26 حادثا اتت على 180 دونما العام الحالي حرائق الصيف تهدد الثروة الحرجية في عجلون، العدد رقم 17054 السنة 48 -الأربعاء 16 ربيع اول، 1436 هـ الموافق 7 کانون الثاني.

3-   دعبس، محمد (2006). المحميات الطبيعية والجذب السياحي، رؤى ودراسات في انثروبولوجيا السياحة، الاسکندرية، مصر: البيطاس سنتر للنشر والتوزيع، ط 1.

4-   ربابعة، أحمد محمد محمود(2012). تطوير مؤشرات السياحة المستدامة: تطبيقات على مواقع السياحة البيئية في الاردن، اطروحة دکتوراه غير منشورة، الجامعة الاردنية، عمان، الاردن، ص3.

5-   رواشدة، أکرم عاطف (2012). السياحة البيئية في محمية غابات عجلون: "دراسة استطلاعية"، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية ،5  (2) ،  ص151.

6-   عبد الرزاق، عادل عبد الرشيد(2005). التشريعات البيئية العربية ودورها في إرساء دعائم التخطيط البيئي، ندوة دور التشريعات والقوانين في حماية البيئة العربية، الهيئة العامة لحماية البيئة، الجمهورية اليمنية، ص6.

7-   غرايبه، خليف(2008) . السياحة الصحراوية في الوطن العربي، عمان: دار قنديل، ص179.

8-   غرايبه، خليف(2012). الدور التنموي لمحمية غابات عجلون في المملکة الاردنية الهاشمية ، مجلة المخطط والتنمية، (25)، ص112-134.

9-   فريحات، علي(2009). الاعتداء على الثروة الحرجية أبرز المشاکل البيئية فـي عجلون، الأردن.

 

ثانياً: المراجع الاجنبية:

 

1-       Reinius, S. W. and Fredman, P. (2007). Protected areas as attractions. Annals of Tourism Research, Vol. 34, No.4, PP: 839- 854.

2-       Stronza, A. and Gordillo, J. (2008).  Community view of ecotourism. Annals of tourism Research. Vol. 35, No. 2, PP: 448 – 468.

3-           Wild, C., Cooper, C. P, and Lockwood, A. (1994). Issues in Ecotourism. Tourism, Recreation and Hospitality Management. Vol (6). PP: 12-21.


Impact of the human activities on the eco-tourism sites: A case study Ajloun Forest Reserve forests and its vicinity - Jordan

 

Abdullah R. Arabiyyat

 

Al-Balqa′ Applied University, Faculty of Business

Dept. of Planning and Project Management Al-Salt 19117 Jordan

Corresponding Author E- Mail: Abdullah841964@yahoo.com

ABSTRACT :

Ajloun Reserve is considered one of the most important reserves established in the Hashemite Kingdom of Jordan, in order to promote development, tourism and the environment on one hand and to preserve the natural and environmental components in the other hand. This research deals with the impact of human activities on the touristic environment of the Ajloun reserve and its vicinity. This research aiming at identifying the environmental changes that have occurred in Ajloun preserve by touristic human activities within the preserve and its vicinity. As well as to develop an integrated management and implementation plan based on the balance between the preserve layout and its vicinity to prevent exploitation and environmental degradation, and awareness of the negative environmental change witnessed in the preserve. This research indicated that human activity for residents in the reserve and its vicinity areas is the primary theme for maintaining the environmental and natural components of the reserve through participation in the planning and oversight of the process and the implementation of any projects related to the preserve. To integrate this activity with the other sectors in the region such as agriculture, industry and tourism for the benefit of residents in these areas. Accordingly, the researcher has followed a methodology based on field visits to the reserve and personal contact inside the reserve, and the local population in neighboring villages to collect information and data from which to describe and analyze human activities in the preserve and its vicinity and the use of desktop tools and internet and field observations. The researcher has come up with a set of findings and recommendations, as the need to put restrictions on human activities within the preserve and its vicinity through the goals of these activities and its positive and negative environmental and natural impacts. Through the invitation of planners and stakeholders on preserve to the adoption of new entries in the preserve layout administratively and environmentally based on a balance between human activities undertaken within the preserve and the activities that take place in its vicinity.

Key words: Human activities, nature reserve, Ajloun Forest, eco-tourism, Jordan

قائمة المراجع
أولاً: المراجع العربية:
1-   التقرير الوطني الرابع حول تنفيذ اتفاقية التنوع الحيوي،2009. وزارة البيئة، المملکة الأردنية الهاشمية، ص4.
2-   جريدة الدستور الاردنية، 2015. 26 حادثا اتت على 180 دونما العام الحالي حرائق الصيف تهدد الثروة الحرجية في عجلون، العدد رقم 17054 السنة 48 -الأربعاء 16 ربيع اول، 1436 هـ الموافق 7 کانون الثاني.
3-   دعبس، محمد (2006). المحميات الطبيعية والجذب السياحي، رؤى ودراسات في انثروبولوجيا السياحة، الاسکندرية، مصر: البيطاس سنتر للنشر والتوزيع، ط 1.
4-   ربابعة، أحمد محمد محمود(2012). تطوير مؤشرات السياحة المستدامة: تطبيقات على مواقع السياحة البيئية في الاردن، اطروحة دکتوراه غير منشورة، الجامعة الاردنية، عمان، الاردن، ص3.
5-   رواشدة، أکرم عاطف (2012). السياحة البيئية في محمية غابات عجلون: "دراسة استطلاعية"، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية ،5  (2) ،  ص151.
6-   عبد الرزاق، عادل عبد الرشيد(2005). التشريعات البيئية العربية ودورها في إرساء دعائم التخطيط البيئي، ندوة دور التشريعات والقوانين في حماية البيئة العربية، الهيئة العامة لحماية البيئة، الجمهورية اليمنية، ص6.
7-   غرايبه، خليف(2008) . السياحة الصحراوية في الوطن العربي، عمان: دار قنديل، ص179.
8-   غرايبه، خليف(2012). الدور التنموي لمحمية غابات عجلون في المملکة الاردنية الهاشمية ، مجلة المخطط والتنمية، (25)، ص112-134.
9-   فريحات، علي(2009). الاعتداء على الثروة الحرجية أبرز المشاکل البيئية فـي عجلون، الأردن.
 
ثانياً: المراجع الاجنبية:
 
1-       Reinius, S. W. and Fredman, P. (2007). Protected areas as attractions. Annals of Tourism Research, Vol. 34, No.4, PP: 839- 854.
2-       Stronza, A. and Gordillo, J. (2008).  Community view of ecotourism. Annals of tourism Research. Vol. 35, No. 2, PP: 448 – 468.
3-           Wild, C., Cooper, C. P, and Lockwood, A. (1994). Issues in Ecotourism. Tourism, Recreation and Hospitality Management. Vol (6). PP: 12-21.